هل يمكنك تدريب عقلك للتغلب على الألم المزمن؟

الجهد العقلي الزائد يؤدي إلى رفع مستويات التوتر والإحباط أو الغضب (رويترز)
الجهد العقلي الزائد يؤدي إلى رفع مستويات التوتر والإحباط أو الغضب (رويترز)
TT

هل يمكنك تدريب عقلك للتغلب على الألم المزمن؟

الجهد العقلي الزائد يؤدي إلى رفع مستويات التوتر والإحباط أو الغضب (رويترز)
الجهد العقلي الزائد يؤدي إلى رفع مستويات التوتر والإحباط أو الغضب (رويترز)

تحدثت المذيعة البريطانية كيرستي يونغ بصراحة عن معاناتها من الفيبروميالجيا، وهي حالة تسبب ألماً مزمناً في جميع أنحاء الجسم. هذه الحالة أجبرتها على ترك وظيفتها بوصفها مقدمة برامج تلفزيونية في عام 2019، ووصفت كيف شعرت بالإرهاق والبكاء من شدة الألم. تجربتها ألقت الضوء على أهمية العقل في إدارة الألم المزمن، وهو ما يتفق عليه الخبراء في هذا المجال. حسبما أفادت صحيفة «التايمز».

قالت يونغ: «تعاملت مع الوضع بشكل سيئ... تعاملت بالطريقة التي يتعامل بها الكثيرون مع الألم المزمن الطويل الأمد... وهي أن تبدأ بالتفكير، هذا الألم سيزول، سأتناول بعض الباراسيتامول. أو نوروفين بلس. في الواقع، أعتقد أنني بحاجة إلى أخذ ثلاث أو أربع جرعات من هذا الدواء يومياً، يبدو أن هذا لا يعمل، كانت كل هذه الأفكار والأوهام تدور في رأسي».

حمّام الثلج... رحلة إيقاظ العقل والوعي (نومادس)

تقول يونغ (55 عاماً) مذكّرة بتجربتها في محاولة الحصول على تشخيص: «من مصلحة نظام الصحة المجهد أن يأخذ هذه الحالات على محمل الجد، وألا يكتفي بتزويد المرضى بحزمة كبيرة من المسكنات أو بعض مضادات الاكتئاب الثقيلة».

وتتابع بقولها: «جعلوني أشعر وكأنني سيدة مجنونة عندما كنت أحاول الحصول على تشخيص».

تأتي تعليقاتها في وقت اجتمع فيه أكثر من 5 آلاف متخصص في الألم من جميع أنحاء العالم في أمستردام؛ لمناقشة ما يسمى وباءً عالمياً للألم المزمن.

وفقاً لجمعية الألم البريطانية، فإن هذا الألم يؤثر على 43 في المائة من البالغين إلى حد ما. ويعد من الأسباب الرئيسية لخروج 2.8 مليون شخص من العمل بسبب الأمراض الطويلة الأمد في المملكة المتحدة.

يؤكد عالم الأعصاب الأسترالي، لوريمر موسلي، الذي يُعد من أبرز الخبراء في مجال الألم، أن الألم المزمن هو إحدى أكثر الحالات الصحية تعويقاً في العالم. ويشمل الألم المزمن - من الفيبروميالجيا إلى آلام الظهر والرقبة والصداع - ويستمر لأكثر من 12 أسبوعاً أو يتجاوز الفترة المتوقعة للتعافي بعد الإصابة.

ويشير إلى أن معظم أساليب العلاج التقليدية لا تعمل بشكل فعّال، مؤكداً أن العقل يلعب دوراً أساسياً في فهم وإدارة الألم.

يقول موسلي: «إن الألم ليس مجرد إشارة حسية للضرر الجسدي، بل هو إشارة حماية يرسلها الدماغ».

يضر القلق المزمن بصحة الشخص العقلية والجسدية (رويترز)

ويشير إلى أنه يمكن للدماغ تضخيم هذه الإشارات بناءً على تصوره للخطر، مما يجعل الألم يستمر لفترة أطول.

من جانبه، يقترح موسلي أن تبدأ رحلة التعافي بفهم أعمق للألم وتغيير طريقة التفكير فيه.

ويوضح أن تدريب العقل على قبول أن الجسم أقوى مما يشعر به يمكن أن يكون بداية للتعافي. كما يشدد على أهمية الحركة والنشاط اليومي في إدارة الألم، وأهمية الحفاظ على نظام نوم جيد ونمط غذائي صحي.

أخيراً، يؤكد موسلي أن إدارة الألم المزمن تتطلب الالتزام والمسؤولية الشخصية، مشيراً إلى أنه لا توجد حلول سريعة، لكن بالإمكان تحقيق التعافي من خلال فهم أعمق للآلية التي يعمل بها الألم، وتغيير الطريقة التي نتعامل بها معه.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
TT

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

وجدت دراسة حديثة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد غالباً في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

وحسب الدراسة التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) ونُشرت في المجلة الدولية للسرطان، أنه كلما زاد انتشار دهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6» بدم المشاركين في الدراسة، انخفض احتمال إصابتهم بالسرطان بشكل عام، فيما أشارت جمعية السرطان الأميركية إلى 14 نوعاً مختلفاً من السرطان، بما في ذلك القولون والمعدة والرئة والدماغ والمثانة، وغيرها.

وأوضح مؤلف الدراسة، الدكتور كايكسونغ كالفين يي، من قسم علم الوراثة بجامعة جورجيا الأميركية، أن هذه النتائج تؤكد ما أشارت إليه الدراسات السابقة، وقال: «كانت هناك تقارير سابقة حول الفوائد المحتملة للأحماض الدهنية (أوميغا 3) و(أوميغا 6) في الحد من الإصابة بالسرطان والوفيات»، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ومع ذلك، أعلن يي أن البحث الجديد حاول تجنب بعض القيود التي فرضتها الدراسات السابقة، مثل الاعتماد على البيانات المبلغ عنها ذاتياً، واستخدام أحجام عينات صغيرة، والحد من عدد أنواع السرطان التي تم فحصها.

وأشار يي إلى أن «الأحماض الدهنية (أوميغا 3) تسهم بشكل أكبر في نمو الدماغ، والوظائف الإدراكية، وصحة القلب والأوعية الدموية»، أما «(أوميغا 6) فتسهم بشكل أكبر في وظائف المناعة وصحة الجلد».

ونظراً لأن الجسم لا ينتج دهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6» بشكل طبيعي، فلا يمكنك الحصول عليها إلا من مصدر خارجي مثل الطعام.

وتشمل قائمة الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 3»: سمك السلمون، الأنشوجة، السردين، الجوز، بذور الشيا، بذور الكتان وفول الصويا.

فيما تشمل الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 6»: زيت عباد الشمس، الجوز، بذور اليقطين، بذور عباد الشمس، صفار البيض واللوز.