وزيرة بريطانية: مَن قال إننا قادرون على إيقاف النفط والغاز ليس مخطئاً فحسب بل ساذج أيضاً

كوتينيو عرضت استراتيجيتها للغاز في خطاب ألقته بمركز الأبحاث «تشاتام هاوس» (أ.ف.ب)
كوتينيو عرضت استراتيجيتها للغاز في خطاب ألقته بمركز الأبحاث «تشاتام هاوس» (أ.ف.ب)
TT

وزيرة بريطانية: مَن قال إننا قادرون على إيقاف النفط والغاز ليس مخطئاً فحسب بل ساذج أيضاً

كوتينيو عرضت استراتيجيتها للغاز في خطاب ألقته بمركز الأبحاث «تشاتام هاوس» (أ.ف.ب)
كوتينيو عرضت استراتيجيتها للغاز في خطاب ألقته بمركز الأبحاث «تشاتام هاوس» (أ.ف.ب)

قالت وزيرة الدولة لأمن الطاقة وصافي الصفر البريطانية، كلير كوتينيو، إن «من قال إننا قادرون على إيقاف النفط والغاز ليس مخطئاً فحسب، بل ساذَجاً أيضاً»، مشددة على أنه «يجب أن نكون حازمين وواقعيين بشأن مستقبل نظام الطاقة لدينا».

كلام كوتينيو جاء خلال عرضها استراتيجيتها للغاز، في خطاب ألقته بمركز الأبحاث «تشاتام هاوس»، في وسط لندن، الثلاثاء، قالت فيه: «تخيلوا لو أخبرنا الناس أننا سنغلق جميع محطات الوقود، اليوم، لأننا نعتقد أن السيارات الكهربائية ستكون هي القاعدة في عام 2050. سيقول لنا الناس بحق إننا كنا مجانين، إن غرائزهم ستخبرهم أننا لا نستطيع التأثير على هذا النوع من التغيير بين عشية وضحاها».

وأضافت: «لا توجد حلول سهلة في مجال الطاقة، بل هناك مقايضات فقط. إذا اضطرت البلدان إلى الاختيار بين صافي الصفر والحفاظ على سلامة ودفء مواطنيها، فصدِّقوني إنها ستختار إبقاء الأضواء مُضاءة... لن نسمح بأن نضع أنفسنا في هذا الموقف. وهكذا، بينما نواصل التحرك نحو الطاقة النظيفة، يجب علينا أيضاً أن نكون واقعيين. يحتاج نظام الطاقة، القائم على مصادر الطاقة المتجددة، إلى دعم محطات الطاقة، والتي يمكننا تكثيفها وتقليصها عندما لا يكون الجو عاصفاً أو مُشمساً بدرجة كافية».

وشددت على أهمية احتياطي الغاز لمصادر الطاقة المتجددة، محذرة من احتمال انقطاع التيار الكهربائي من دونه. وقالت: «دون دعم الغاز لمصادر الطاقة المتجددة، فإننا نواجه احتمالاً حقيقياً بانقطاع التيار الكهربائي. وكانت بلدان أخرى في السنوات الأخيرة مهددة بشدة بسبب القيود المفروضة على العرض، حتى إنها اضطرت للعودة إلى الفحم».

وتوجهت إلى جميع شركات توليد الكهرباء في المملكة المتحدة، قائلة: «ستلعب مصادر الطاقة المتجددة دوراً حاسماً أكثر من أي وقت مضى في تزويد بريطانيا بالطاقة، لكنني لن أخاطر بأمن الطاقة لدينا من خلال رفض معالجة الخيارات الصعبة قصيرة المدى التي نحتاج إلى اتخاذها».

وأضافت أن الحكومة ستدعم استثمارات بناء مزيد من محطات توليد الطاقة بالغاز، مشيرة إلى أن هناك سببين وراء عدم تعارض دعم الغاز مع التزاماتها على مستوى العالم بصافي الصفر؛ الأول هو توقع الحكومة أن تكون جميع محطات توليد الكهرباء الجديدة بالغاز جاهزة لصافي الصفر، وهذا يعني أنه يجب على الشركات بناء محطات طاقة جاهزة للاتصال بتكنولوجيا احتجاز الكربون، أو التي يمكن تغييرها لحرق الهيدروجين بدلاً من الغاز. والثاني أنه «سوف تعمل محطات توليد الطاقة بالغاز بشكل أقل تواتراً بلا هوادة، بينما نقوم ببناء مزيد من محطات توليد الطاقة منخفضة الكربون وتخزينها على المدى الطويل... لكن بينما نقوم بتوفير مصادر مرنة أخرى عبر الإنترنت، فإننا لن نتحمل أي مخاطر».

وأوضحت كوتينيو أن المملكة المتحدة خفّضت انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف منذ عام 1990، فـ«من بين أكبر 20 اقتصاداً في العالم، لم يقم أحد بما هو أكثر منا». في المقابل، «نجح الاتحاد الأوروبي في خفض الانبعاثات بنسبة 30 في المائة فقط، بينما لم تخفّض الولايات المتحدة ذلك على الإطلاق، وارتفعت الانبعاثات في الصين بنسبة 300 في المائة».

وأضافت: «فعلنا كل ذلك مع تنمية الاقتصاد، وتجنب أعمال الشغب والاحتجاجات التي شهدناها في الخارج. وهذه النقطة الأخيرة حاسمة. لا فائدة من أن تكون رائداً عالمياً في خفض الانبعاثات إذا انتهى الأمر بشركتك إلى الانتقال إلى الخارج، وكان شعبك يعاني ارتفاع تكاليف الطاقة... بصراحة، لا فائدة من أن تكون رائداً عالمياً بصافي صفر، إذا لم يرغب أحد في أن يحذو حذوك».


مقالات ذات صلة

توقف ميناء الحريقة الليبي عن التصدير بسبب شح الإمدادات

الاقتصاد جانب من ميناء الحريقة النفطي الليبي (رويترز)

توقف ميناء الحريقة الليبي عن التصدير بسبب شح الإمدادات

قال مهندسان في ميناء الحريقة إن الميناء متوقف الآن عن العمل والتصدير بسبب عدم ضخ النفط الخام، وسط خلاف بين حكومتين في شرق وغرب البلاد أسفر عن غلق معظم الحقول.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رجل يركب دراجة نارية أمام مبنى مكاتب شركة «سينوكيم» في بكين (رويترز)

«سينوكيم» الصينية للنفط تخطط للخروج من مشروع مشترك في أميركا مع «إكسون»

تخطط «سينوكيم» الصينية للنفط والمواد الكيميائية لبيع حصتها البالغة 40 بالمائة في مشروع مشترك للنفط الصخري بالولايات المتحدة مع «إكسون موبيل».

«الشرق الأوسط» (نيويرك)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح وسفير الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا (حساب السفير على «إكس»)

«الأوروبي» يدعو قادة ليبيا إلى «خفض التوترات»... وتشغيل النفط

أطلقت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا عدداً من التحذيرات لقادة البلاد ودعتهم للتحاور والاستجابة لمبادرة الأمم المتحدة، كما شددت على ضرورة إعادة إنتاج وضخ النفط.

جمال جوهر (القاهرة)
الاقتصاد مخازن وأنابيب نفطية ضمن خط دروجبا في دولة التشيك (رويترز)

أوكرانيا تهدد بوقف مرور صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا

قال مسؤول أوكراني إن بلاده ستوقف شحن النفط والغاز الروسيين من خلال خطوط أنابيبها إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد منظر جوي لحقل مجنون النفطي بالقرب من البصرة في العراق (رويترز)

النفط يصعد وسط مخاوف من اضطراب إمدادات الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، يوم الجمعة، مع تقييم المستثمرين للمخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط، لكن مؤشرات على تراجع الطلب حدّت من المكاسب.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

الجزائر تحصل على تفويض للانضمام إلى بنك التنمية التابع لـ«بريكس»

جانب من الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد المنعقد بمدينة كيب تاون (الشرق الأوسط)
جانب من الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد المنعقد بمدينة كيب تاون (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر تحصل على تفويض للانضمام إلى بنك التنمية التابع لـ«بريكس»

جانب من الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد المنعقد بمدينة كيب تاون (الشرق الأوسط)
جانب من الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد المنعقد بمدينة كيب تاون (الشرق الأوسط)

قالت رئيسة بنك التنمية التابع لمجموعة «بريكس»، ديلما روسيف، السبت، إن الجزائر حصلت على تفويض للانضمام إلى البنك.

وكانت مجموعة «بريكس» قد أسست البنك التنموي متعدد الأطراف في عام 2015. وأنشأت الدول المؤسسة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) «بنك التنمية الجديد». وضمّت مجموعة «بريكس» السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا إلى عضويتها بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.

ووافق البنك على ضم بنغلادش ومصر والإمارات والأوروجواي في 2021 في إطار حملة للتوسع.

وذكرت ديلما روسيف لصحافيين على هامش الاجتماع السنوي التاسع للبنك، في كيب تاون: «نجري عملية للسماح بضم أعضاء جدد إلى البنك... وحصلت الجزائر على تفويض لتصبح عضواً في البنك».