فحص بسيط لتجنب كسور عظام كبار السن

على الأطباء ضرورة سؤال كبار السن عن مدى قدرتهم على المشي (آنسبلاش)
على الأطباء ضرورة سؤال كبار السن عن مدى قدرتهم على المشي (آنسبلاش)
TT

فحص بسيط لتجنب كسور عظام كبار السن

على الأطباء ضرورة سؤال كبار السن عن مدى قدرتهم على المشي (آنسبلاش)
على الأطباء ضرورة سؤال كبار السن عن مدى قدرتهم على المشي (آنسبلاش)

كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة «نيو ساوث ويلز» بأستراليا عن وجود ارتباط كبير بين إبلاغ كبار السن عن صعوبة المشي لمسافة لا تتجاوز 1000 متر، وارتفاع خطر الإصابة بكسور في العظم، خلال فترة زمنية تالية بلغت 5 سنوات.

ونُشرت الدراسة التى أجريت على 238 ألف مشارك، تبلغ أعمارهم 45 عاماً فما فوق، في دورية «جاما نتورك المفتوحة»، الثلاثاء، وأظهرت نتائجها أنه «كلما تراجعت قدرة كبار السن على المشي، كان ذلك مؤشراً قوياً على أن عظامهم أصبحت أكثر عرضة للكسر».

وقالت الدكتورة دانا بليوك، من معهد الشيخوخة في جامعة «نيو ساوث ويلز» بأستراليا، الباحثة الرئيسية في الدراسة، لـ«الشرق الأوسط»: «يؤثر تراجع وظائف العضلات بشكل كبير على زيادة خطر الإصابة بكسور في العظام، ليس بسبب ارتباطها فقط بزيادة خطر السقوط أثناء المشي، لكن لارتباط ذلك بشكل وثيق بزيادة معدل فقدان العظام مع التقدم في السن، ما يعد مؤشراً رئيسياً على زيادة احتمالات خطر الإصابة بالكسور».

وأوصت الدراسة الأطباء بـ«ضرورة سؤال المرضى من كبار السن، عن مدى قدرتهم على المشي لتحديد المعرضين أكثر لزيادة ذلك الخطر، وبالتالي تصبح لديهم الفرصة لإجراء المزيد من التقييمات واتخاذ سبل الوقاية اللازمة».

ووفق بليوك، «تعد هذه المنهجية ذات قيمة فريدة من نوعها؛ لأنها تسمح لغير القادرين على إجراء اختبارات الوظائف التقليدية للعضلات بمشاركة أفكارهم حول قدراتهم على المشي مع الأطباء، ما يُسهم في إجراء تقييمات أكثر شمولاً عن احتمالات تعرضهم للكسر».

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الأفراد الذين يعانون من تراجع في وظائف العضلات وفق قياس الاختبارات المخصصة لذلك، لديهم خطر متزايد للكسر. وقد يصبح تقييم وظيفة العضلات أمراً صعباً لكبار السن، وهي المجموعة العمرية نفسها التي تواجه أعلى معدلات خطر الإصابة بالكسور. وهو ما علقت عليه بليوك بقولها: «تتفرد نتائجنا بإقامة هذه الصلة بين القدرة على المشي وخطر الكسر».

وأظهرت نتائج الدراسة أنه حتى الإبلاغ عن قيود ولو قليلة على المشي لدى كبار السن كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالكسور، وأنه تم ربط نحو 60 في المائة من الكسور بين فئة كبار السن في الدراسة بتقييد عملية المشي، مما يؤكد التأثير الذي يمكن أن يحدثه ذلك التقييم الاستباقي، وبالتالي التدخل الفوري.

وعن خطوتهم التالية، قالت بليوك: «يهدف فريقنا للتحقق مما إذا كانت قدرة المشي المُقيمة ذاتياً من قبل المريض يُمكن أن تُعزز دقة الحسابات الحالية لمخاطر الكسر. وفي حال تأكدنا من ذلك، فإن المراحل اللاحقة من بحثنا ستدرس تضمين (اختبار التقييم الذاتي) كعامل إضافي في نماذج التنبؤ بمخاطر كسور العظام».

وأضافت: «كشفت دراستنا أن سؤالاً بسيطاً ومباشراً حول صعوبة المشي لمسافة 1000 متر (1 كم) يمكن أن يحدد المرضى المعرضين لخطر كبير للإصابة بالكسور، ما يعد فرصة لتحديد المرضى الذين يحتاجون لمزيد من التقييم أو للتدابير الوقائية التي يمكن دمجها بسهولة في الرعاية الأولية للمرضى».


مقالات ذات صلة

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

آسيا خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

ارتفعت حصيلة هجومين استهدفا، أمس (الخميس)، موكبين لعائلات شيعية في شمال غربي باكستان، الذي يشهد عنفاً طائفياً، إلى 43 شخصاً من بينهم 7 نساء و3 أطفال.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده.

«الشرق الأوسط» (سيول)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس... 19 يوليو 2018 (أ.ف.ب)

أوربان يتحدى «الجنائية الدولية» ويدعو نتنياهو لزيارة المجر

أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر في تحدٍّ لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.