جباليا جثث وأنقاض... والدبابات الإسرائيلية تتقدم

قمة عربية طارئة في الرياض... وأميركا تدعم «هدنة إنسانية» وتحذّر إيران من رد «في المكان والزمان اللذين نحددهما»

TT

جباليا جثث وأنقاض... والدبابات الإسرائيلية تتقدم


فلسطينيون يبحثون عن الضحايا بموقع الهجوم الإسرائيلي على مخيم جباليا في غزة أمس (رويترز)
فلسطينيون يبحثون عن الضحايا بموقع الهجوم الإسرائيلي على مخيم جباليا في غزة أمس (رويترز)

نفذت إسرائيل مذبحة جديدة في شمال قطاع غزة، حيث أبادت حياً كاملاً وسط مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين وحولته لجثث وأنقاض، مساء أمس الثلاثاء، وذلك على وقع تقدم الدبابات الإسرائيلية وحدوث اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي «كتائب القسام» في محاور متعددة في القطاع.

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية إياد البزم، في مؤتمر صحافي، أن «الأعداد الأولية تشير إلى 400 ضحية بين شهيد وجريح إثر قصف إسرائيلي دمّر حياً كاملاً في مخيم جباليا»، مضيفاً أن «الاحتلال ارتكب مجزرة بقصف حي سكني كامل في منطقة مخيم جباليا بـ5 قنابل، تزن القنبلة طناً من المتفجرات، دمرت حي بلوك 6 بشكل كامل». وتابع أن «العدد الأكبر من الضحايا كان من الأطفال والنساء».

وتقدمت القوات الإسرائيلية عبر عدة محاور إلى قطاع غزة، ووصلت إلى شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، وعملت على الوصول إلى شارع الرشيد، وهو الشارع الثاني الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، في محاولة للسيطرة على المنطقة وفصل القطاع، كما وصلت إلى منطقة شمال غربي غزة حتى منطقة الكرامة، وتوغلت من الجنوب، في بداية هجوم بري موسع.

في غضون ذلك، أكد مصدر سعودي أن الرياض ستستضيف في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري قمة عربية طارئة لمناقشة القضية الفلسطينية. وقال المصدر السعودي لـ«الشرق الأوسط» إن الملف الرئيسي للقمة العربية الطارئة هو «فلسطين وأحداث غزة الجارية»، فيما أكد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية محمود الهباش، الموافقة العربية على عقد القمة الطارئة التي دعا إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في السعودية.

بدوره، شدد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي يزور واشنطن حالياً، على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، ووقف التهجير القسري، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على استعادة مسار السلام، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

في سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إسرائيل، إلى ضرورة «الالتزام بقوانين الحرب، واحترام القانون الدولي، واتخاذ التدابير الممكنة لتجنب الضحايا المدنيين». وشدد في جلسة استماع في مجلس الشيوخ، على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيراً إلى وجوب «النظر في هدنة إنسانية». ورأى وزير الخارجية الأميركي أنه «من دون مساعدات إنسانية عاجلة ومستدامة، فعلى الأرجح أن ينتشر الصراع وأن تزيد المعاناة».

من جانبه، حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في الجلسة نفسها، إيران والمجموعات التابعة لها من الاستمرار بمهاجمة القوات الأميركية في المنطقة، وأشار إلى أنه في حال لم تتوقف طهران فإن واشنطن تحتفظ «بحق الرد»، و«سوف نرد في الزمان والمكان اللذين نحددهما».


مقالات ذات صلة

عشرات القتلى بغارات إسرائيلية على غزة

المشرق العربي فلسطينية تبكي خارج مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح الخميس (إ.ب.أ)

عشرات القتلى بغارات إسرائيلية على غزة

أدت غارات جوية إسرائيلية إلى قتل ما لا يقل عن 37 فلسطينياً في أنحاء قطاع غزة الخميس من بينهم 11 بمخيم يؤوي عائلات نازحة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية مبان مدمرة جراء القصف الإسرائيلي على غزة الخميس (رويترز)

نواب ائتلاف نتنياهو يطالبونه بتطبيق خطة الجنرالات في غزة

ينشط قادة اليمين الحاكم بإسرائيل لأجل إجهاض أي محاولة للانفراج، غير آبهين لمصير المحتجزين لدى «حماس»، وللقتلى الذين يتساقطون في الحرب.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يجلسون في مركبة عسكرية على طريق يؤدي إلى قطاع غزة (رويترز)

إسرائيل تدرس بديل «حماس» في «اليوم التالي»

في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل بمناقشة قضية «اليوم التالي» للحرب على قطاع غزة ومستقبل حكم «حماس»، تتواصل العمليات العسكرية في مختلف أنحاء القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد بقوة «نخبة حماس» شارك في هجوم 7 أكتوبر

أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، القضاء على قائد في قوة النخبة التابعة لـ«حماس»، والذي قاد الهجوم على «كيبوتس نير عوز» خلال هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدكتور حسام أبو صفية خلال علاج مصاب فلسطيني في مستشفى كمال عدوان (أ.ف.ب)

الطبيب حسام أبو صفية... رمز النظام الصحي المدمّر في قطاع غزة

أصبح مدير مستشفى كمال عدوان الذي اعتقلته إسرائيل خلال عملية عسكرية على المرفق للاشتباه بانتمائه إلى حركة «حماس»، رمزا لنظام صحي دمرته الحرب في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

التلفزيون السوري: غارة إسرائيلية تستهدف منشآت عسكرية في حلب

قصف إسرائيلي سابق على ضواحي دمشق (أرشيفية - رويترز)
قصف إسرائيلي سابق على ضواحي دمشق (أرشيفية - رويترز)
TT

التلفزيون السوري: غارة إسرائيلية تستهدف منشآت عسكرية في حلب

قصف إسرائيلي سابق على ضواحي دمشق (أرشيفية - رويترز)
قصف إسرائيلي سابق على ضواحي دمشق (أرشيفية - رويترز)

أفاد التلفزيون السوري بأن غارة إسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية في بلدة السفيرة بمحافظة حلب، اليوم (الخميس).

بدوره، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة للجيش السوري جنوب مدينة حلب.

وأفاد «المرصد» عن دويّ «ما لا يقلّ عن سبعة انفجارات ضخمة ناتجة عن استهداف الطيران الإسرائيلي لمعامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب حلب والبحوث العلمية»، وهي مواقع تابعة للجيش السوري أخليت منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وتستهدف إسرائيل مواقع عسكرية سورية بصورة متزايدة منذ سقوط نظام الأسد الشهر الماضي.

وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة داهمت موقعاً تحت الأرض لصناعة الصواريخ في سوريا في سبتمبر (أيلول)، وإن المصنع كان مخصصاً لإنتاج مئات الصواريخ الدقيقة لتستخدمها جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران ضد إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأوضح الجيش الذي نادراً ما يعلّق على تحركاته في سوريا، أن العملية جرت في الثامن من سبتمبر، وشارك فيها أكثر من 100 جندي من وحدات الكوماندوز، قاموا بتفكيك المنشأة الواقعة في منطقة مصياف على مقربة من شاطئ البحر المتوسط في محافظة حماة.

ولم يذكر الجيش حصيلة للعملية، بينما كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث في حينه عن مقتل 27 شخصاً.