شدد الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أهمية أن تتكامل جهود السلام كافة مع المرجعيات المتفَق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، إلى جانب المساعي السعودية لتجديد الهدنة في اليمن، وإطلاق عملية سلام شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
ودعا العليمي إلى ممارسة مزيد من الضغوط الدولية القصوى لإنهاء ما وصفه بـ«عبث» الميليشيات الحوثية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عرقلة جميع المبادرات لدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها.
جاءت تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال لقائه، مساء الثلاثاء، المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ، الذي بدأ جولة خليجية لدفع الجهود الحالية التي تقودها الأمم المتحدة لتمديد الهدنة وإطلاق عملية سلام شاملة، حسب الخارجية الأميركية.
ومن المقرر أن يقدم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الأربعاء، إحاطته الشهرية، وسط تعثر في الجهود الرامية إلى إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية، بسبب تعنت الحوثيين.
وجدد الدكتور رشاد الذي استقبل ليندركينغ في الرياض بحضور نائبيه عثمان مجلي وسلطان العرادة، تأكيد التزام مجلس القيادة والحكومة نهج السلام العادل وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وأهمية تكامل الجهود كافة على هذا الصعيد مع مساعي المملكة العربية السعودية لتجديد الهدنة، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
ولفت العليمي إلى أن «هذا هو الوقت المناسب لممارسة الضغوط الدولية القصوى لإنهاء عبث الميليشيات الحوثية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك إعاقة المبادرات كافة لدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، والذهاب إلى استهداف المنشآت النفطية بهدف إغراق البلاد في أزمة إنسانية شاملة».
كما حذّر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني من تداعيات التخادم الصريح بين الميليشيات الحوثية، والتنظيمات الإرهابية على فرص السلام في اليمن، مؤكداً أهمية تضافر الجهود كافة لمواجهة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين.
وفي حين نوّه رشاد العليمي بنجاح المهمة الدولية لإنهاء خطر الناقلة «صافر»، شدد في الوقت نفسه على ضرورة تسريع بيع النفط الخام تفادياً لمواجهة كارثة بيئية جديدة.
من جانبه أشاد تيم ليندركينغ، المبعوث الأميركي لليمن، بالنهج المسؤول لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في التعاطي مع مساعي السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية الأسوأ في العالم، إلى جانب الدعم والتسهيلات المهمة التي قدمتها الحكومة اليمنية لإنهاء خطر الخزان «صافر»، مضيفاً: «لولا الدعم الحكومي ما كان بوسع المجتمع الدولي احتواء الكارثة البيئية التي كانت وشيكة الحدوث»، حسب وكالة «سبأ».
وفي سلطنة عمان، التقى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية، خليفة الحارثي، ومسؤولين عمانيين آخرين. وركزت المناقشات –حسب مكتب غروندبرغ- على سبل تقديم دعم متضافر للأطراف في اليمن لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.
كما ناقش المبعوث الأممي مع رئيس الوفد الحوثي التفاوضي محمد عبد السلام، الخطوات التالية من أجل الاتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وتنفيذ وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والتوصل إلى تسوية سياسية جامعة من خلال عملية سياسية يقودها اليمنيون وتيسّرها الأمم المتحدة.
وشدد هانس غروندبرغ على ضرورة أن تقدم الأطراف التسويات اللازمة لمعالجة الأولويات الفورية وطويلة الأجل ولتحقيق انتقال سياسي يلبّي تطلعات اليمنيين واليمنيات.
كان المبعوث الأممي قد اختتم أخيراً زيارة استغرقت يومين إلى الرياض، التقى خلالها رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، وأعضاء آخرين من المجلس، وناقش خلالها جهود الوساطة الجارية للاتفاق على إجراءات لتحسين الظروف المعيشية وتنفيذ وقف إطلاق نار شامل واستئناف عملية سياسية جامعة.
كما التقى غروندبرغ مع سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر؛ وبحث سبل تعزيز التعاون بين المعنيين الإقليميين والدوليين لدعم تقدم اليمن نحو حل سياسي.