مرضى السكري وتناول أدوية مضادات الالتهابات ومسكنات الألم

عقاقير شائعة قد تؤدي إلى ضعف القلب

مرضى السكري وتناول أدوية مضادات الالتهابات ومسكنات الألم
TT

مرضى السكري وتناول أدوية مضادات الالتهابات ومسكنات الألم

مرضى السكري وتناول أدوية مضادات الالتهابات ومسكنات الألم

ضمن تنبيه طبي ذي نوعية جديدة حول التأثيرات الصحية السلبية لتناول مُسكنات الألم من فئة «مضادات الالتهاب غير الستيرويدية»، أفادت دراسة أوروبية حديثة بأن تناول هذه النوعية الشائعة جداً من الأدوية من قِبل مرضى السكري غير المُصابين بضعف القلب «HF» أصلاً، ولو كان التناول لفترات زمنية قصيرة، يزيد بشكل كبير من احتمالات دخولهم المستشفى لأول مرة؛ بسبب حصول تراكم لمزيد من السوائل في الجسم، وظهور أعراض ضعف القلب لديهم بشكل واضح (تضطرهم إلى دخول المستشفى).
وبشكل مبدئي عند قراءة هذه النتائج، قد تُعزى أعراض ضعف القلب تلك؛ أي ضيق النفس، وتراكم السوائل (استسقاء) في الرئتين والساقين والبطن، إلى حصول اضطرابات في قدرات الكلى على حفظ توازن السوائل، ومن ثم زيادة تراكم السوائل في الجسم Fluid Overload، وليس نتيجة حصول ضعف حقيقي في مقدار قوة انقباض عضلة القلب؛ أي نتيجة التأثيرات السلبية لتلك الفئة من الأدوية المُسكّنة للألم على وظائف الكلى.

- أدوية شائعة
وترى الأوساط الطبية أن هذه النتيجة تنبِّه مرضى السكري وأطباءهم حول تبِعات عدم انضباط وصف وتناول هذه النوعية الشائعة من الأدوية، دونما ضرورة طبية تفرض ذلك، ودونما متابعة طبية لتأثيرات ذلك على المرضى.
ووفق ما نُشر ضمن عدد 10 أبريل (نيسان) الحالي، في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب «Journal of the American College of Cardiology»، قدَّم باحثون، من الدنمارك، في قسم أمراض القلب بمستشفى جامعة كوبنهاغن، ومستشفى شمال زيلاند، ومؤسسة القلب الدنماركية «DHF»، ومن المملكة المتحدة في كلية لندن للطب، وجامعة كوين ماري في لندن، دراستهم بعنوان «فشل القلب بعد تناول الأدوية المضادة للالتهابات لدى مرضى السكري من النوع 2 T2DM».
وفي التفاصيل، تشير النتائج أيضاً إلى أن بعض المجموعات الفرعية من مرضى السكري، قد تكون أعلى عُرضة لهذه المخاطر المحتملة في الإصابة بضعف القلب، وهي تشمل مرضى السكري الكبار في السن، ومرضى السكري غير المنضبط، وأولئك الذين جرى لهم وصف أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لأول مرة.
وخلال الفترة بين 1998 و2021، شمل الباحثون، في الدراسة، أكثر من 330 ألف شخص، متوسط أعمارهم 62 سنة، وتابعوا مِن بينهم مَن هم: مصابون بمرض السكري النوع 2، وليسوا مُصابين بضعف القلب، ولم يكونوا يتناولون أدوية مُسكنات الألم من فئة «مضادات الالتهاب غير الستيرويدية»، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقال الباحثون، في خلاصة النتائج: «لدى مرضى النوع 2 من مرض السكري، جرى استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على نطاق واسع، وارتبط ذلك بزيادة خطر دخول المستشفى لأول مرة، بسبب أعراض ضعف القلب. ويبدو أن المرضى المتقدمين في السن، وأولئك الذين لديهم مستويات مرتفعة في تراكم السكريات في الهيموغلوبين HbA1c، والمستخدمين الجدد لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAID، هم الأكثر عرضة للإصابة (بأعراض ضعف القلب). ويمكن لهذه النتائج أن توجِّه الأطباء الذين يصفون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية».
لكن المهم هو التالي؛ أن الإشكالية هي في فهم معنى وتداعيات ظهور تلك الحالة من علامات ضعف القلب، الناجمة عن زيادة تراكم السوائل في الجسم (نتيجة اضطراب قدرات الكلى على حفظ توازن سوائل الجسم، وليس نتيجة ضعف حقيقي في قدرة القلب على ضخ الدم)، وهي ما لخصها الدكتور أندرس هولت، الباحث الرئيسي في الدراسة، والطبيب بمستشفى جامعة كوبنهاغن، بأن ذلك قد يبعث على اعتقاد أن الحالة قد تكون أقل حِدة وأهمية، وحتى قد تكون مرتبطة بنتائج أفضل، مقارنة بأشكال أخرى من ضعف القلب الحقيقي.

- مظاهر ضعف القلب
وقد عقّب الدكتور أندرس هولت على ذلك بقوله إن نتائج التحليل البحثي، في الدراسة الحالية الحديثة، تُقدّم تلميحاً على عكس ذلك تماماً! ذلك أنه، ووفق ما لاحظه الباحثون، كانت معدلات الوفيات، خلال السنوات الخمس التالية، بين مرضى السكري الذين أصابتهم تلك النوبات من «مظاهر وعلامات» ضعف القلب (بعد تناول تلك الأدوية المُسكّنة والتي استدعت دخول المستشفى لدى أولئك المرضى)، هي معدلات مماثلة للوفيات بين المرضى الذين لديهم بالفعل ضعف في القلب نتيجة أسباب أخرى. وقال: «مما قد يشير إلى أن فشل القلب، المرتبط بتناول الأدوية المسكنة للألم من فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، هو أكثر من مجرد حمل زائد ومؤقت لتراكم السوائل في الجسم». وأضاف أن تلك الأدوية قد تعزز حصول حالة ضعف القلب، من خلال تأثيراتها المباشرة عليه، وذلك عبر تحفيز حصول اضطرابات نبض القلب «Arrhythmias»، وتليّف البنية التشريحية لعضلة القلب «Heart Fibrosis»، وتضيق الأوعية الدموية للقلب والالتهابات «Subclinical Inflammation»، وارتفاع ضغط الدم.
ونبه إلى أن الدراسة الحالية لا تحدد ما إذا كان ضعف القلب المرتبط بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية ينبع من الحمل الزائد والعابر للسوائل في الجسم، أو هو بالفعل نتيجة التأثيرات القلبية المباشرة لها، و«لكن، على الأرجح، مِن كليهما»، كما قال، خصوصاً، وكما يجدر ألّا ننسى، أن الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بحد ذاتها هي عامل قوي جداً للإصابة بضعف القلب؛ نتيجة آليات مَرَضية وتداعيات صحية عدة.
والواقع أن مرضى السكري من النوع 2 هم بحاجة فعلية، وطوال الوقت، للعمل الجادّ على اتباع كل الطرق الصحية الممكنة للوقاية من الإصابة بأي نوع من أمراض القلب؛ لأنهم أعلى عُرضة للإصابة بها. وهذه الطرق الصحية لا تشمل فحسب ضبط ارتفاع نسبة السكر في الدم، ولا ضبط أي اضطرابات في الكولسترول والدهون فحسب، ولا ضبط ارتفاع ضغط الدم فحسب، ولا ضبط وزن الجسم فحسب ضمن المعدلات الطبيعية، ولا الحرص على ممارسة الرياضة البدنية اليومية فحسب، بل أيضاً الاحتماء من أي مسببات مُحتملة لتدهور وظائف الكلى أو سلامة الشرايين في الجسم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تفاقم نشاط عمليات الالتهابات المزمنة، وزيادة كمية المركبات الكيميائية التي تفرزها تلك التفاعلات الالتهابية، وخصوصاً تناول أي أدوية لا ضرورة لها، أو بجرعات تفوق الكافي منها، أو لفترات زمنية طويلة دون حاجة إلى ذلك.

- تحذيرات قبل تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
> تشترط «إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)» أن يحتوي الملصق التعريفي لأي من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، من «غير الأسبرين»، على هذه التحذيرات المحددة:
- يمكن أن تزيد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية من فرص الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية. قد يكون هذا الخطر أكبر، إذا كنت تعاني من أمراض القلب، أو عوامل الخطر لأمراض القلب (على سبيل المثال، التدخين، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول، مرض السكري). ومع ذلك، قد يزداد الخطر أيضاً لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض القلب أو عوامل الخطر هذه. يمكن أن يحدث هذا الخطر، في وقت مبكر من العلاج، وقد يزيد مع الاستخدام الأطول.
- يمكن أن تحدث مشكلات القلب التي تسببها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، في الأسابيع الأولى من الاستخدام، وقد تحدث بشكل متكرر مع الجرعات العالية، أو مع الاستخدام طويل الأمد.
- يجب عدم استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي لا تحتوي على الأسبرين، قبل أو بعد جراحة القلب المفتوح لشرايين القلب (جراحة المجازة القلبية).
ولجميع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، بما في ذلك الأسبرين:
- قد تزيد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية من فرصة حدوث آثار جانبية خطيرة في المعدة والأمعاء، مثل القرحة والنزيف. يمكن أن تحدث هذه الآثار الجانبية دون علامات تحذير. وقد يكون هذا الخطر أكبر لدى الأشخاص الذين هم من كبار السن، أو لديهم تاريخ سابق من قرحة المعدة أو مشكلات النزيف، أو يتناولون أدوية سيولة الدم، أو يتناولون 3 مشروبات كحولية أو أكثر يومياً.

- متابعة طبية لتناول أدوية فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
- أدوية فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هي واحدة من فئات الأدوية المهمة لدى الأوساط الطبية. وقدَّمت، ولا تزال، خدمات ذات فائدة عالية لكثير من المرضى، في كثير من الحالات المَرَضية. وهي في شأن الأهمية، لا تقل مطلقاً عن المضادات الحيوية وفئات أدوية علاج كل من السكري، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكولسترول، وأدوية غيرها من الأمراض المزمنة الرئيسية.
وبالأساس، سُمّيت بهذا الاسم للتفريق بينها وبين فئات الأدوية من مشتقات الكورتيزون (الستيرويد) المضادة للالتهابات.
وكغيرها من فئات الأدوية «المؤثرة» في الجسم بشكل عميق، فإن لها آثاراً جانبية ومضاعفات وتداعيات عند تناولها بكميات تفوق الحاجة إليها، ولفترات زمنية طويلة، ودونما ضرورة طبية، ومع عدم متابعة احتمالات تسببها في أضرار على الجسم.
وبالأصل، فإن الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات «المسكنات» يجري تناولها للمساعدة في تخفيف أوجاع الظهر، وآلام الأسنان، وآلام العضلات، والصداع، وآلام الحيض، والتهابات المفاصل، وإصابات الأوتار، والحمى، وغيرها، ومنها الأسبرين وعقاقير أخرى غيره. ومن تلك العقاقير الأخرى غير الأسبرين، كل من إيبوبروفين (أدفيل، موترن)، وديكلوفيناك (فولتارين)، ونابروكسين، وغيرها كثير.
وطريقة عملها بالمجمل هو منع إنتاج مواد كيميائية معينة بالجسم تسبب الالتهاب أو الألم أو ارتفاع حرارة الجسم.
وفي الغالب، عندما يُسمح بتناولها دون وصفة طبية، يُنصح بعدم تجاوز ذلك مدة أكثر من 3 أيام، لعلاج حمى ارتفاع حرارة الجسم، أو 10 أيام، لأي نوع من آلام الجسم، أي الاستخدام لمدى قصير.
ولكن، كما يقول الأطباء في «كليفلاند كلينك»: «إذا سمح لك طبيبك بتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لفترة طويلة من الوقت، فيجب عليك، أنت وطبيبك، مراقبة الآثار الجانبية الضارة، وإذا لاحظت آثاراً جانبية سيئة، فقد يحتاج علاجك إلى التغيير».
ويضيفون: «المدة التي تستغرقها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في العمل، تعتمد على نوع العقّار من بينها، والحالة التي يجري علاجها. وقد يعمل بعضها في غضون ساعات قليلة، بينما قد يستغرق البعض الآخر أسبوعاً أو أسبوعين. وبشكل عام، بالنسبة لإصابات العضلات الحادّة (الألم المفاجئ الحاد)، نوصي بتلك التي تعمل بسرعة. ومع ذلك، قد يلزم تناولها كل 4 إلى 6 ساعات بسبب وقت العمل القصير. وبالنسبة لالتهابات المفاصل المزمنة، التي تحتاج إلى علاج طويل الأمد، يوصي الأطباء، عادةً، بتلك التي يجري تناولها مرة أو مرتين فقط في اليوم. ومع ذلك يستغرق الأمر وقتًا أطول بشكل عام، حتى يكون لهذه الأدوية تأثير علاجي».
والأهم هو قولهم: «بعد أن تبدأ برنامج هذه الأدوية الخاص بك، قم بمقابلة طبيبك بانتظام؛ للتحقق من أي آثار جانبية ضارة. وإذا لزم الأمر، فقم بإجراء أي تغييرات. قد يلزم إجراء اختبارات الدم، أو الاختبارات الأخرى (بما في ذلك اختبار وظائف الكلى) لهذا الجزء من علاجك».


مقالات ذات صلة

قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

علوم قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

تساعد المصابين بطول النظر الشيخوخي

هايدي غودمان (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)

دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

توصلت دراستان جديدتان إلى أن الاكتئاب يزيد من صعوبة علاج مرض الصرع، وقد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بهذا المرض.

صحتك حبات من الرمان في إحدى أسواق كابل (إ.ب.أ)

ما فوائد وسلبيات شرب عصير الرمان؟

قال موقع «إيفري داي هيلث» إن عصير الرمان غني بمضادات الأكسدة وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية. وأضاف أنه على الرغم من أن العصير يُعد خياراً منعشاً، فإن له…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول العنب يمنح الجسم فوائد صحية مختلفة (رويترز)

أفضل وقت لتناول العنب لتحسين النوم وإنقاص الوزن وتعزيز الطاقة

العنب ليس مجرد وجبة خفيفة، بل فاكهة تقدم فوائد صحية مختلفة حسب وقت تناولها. وقد يساعد العنب في تعزيز الطاقة، ودعم أهداف إنقاص الوزن، وتحسين جودة النوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يُؤثر العمل لساعات إضافية بشكل مُزمن على الجهاز العصبي (بيكسباي)

13 عادة يومية تتسبب بالشيخوخة المبكرة دون أن تشعر

لا تُمثّل جيناتك سوى جزء صغير من متوسط ​​عمرك المتوقع، حيث تؤثر عوامل نمط الحياة، مثل شرب الماء الكافي، وإدارة التوتر، وعادات النوم، على سرعة تقدمك في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال
TT

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في النصف الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي في مجلة أبحاث السرطان «Cancer Discovery» التابعة للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان عن سبب اختلاف نتائج الأطفال المصابين بنفس الطفرة الجينية المسببة لسرطان الدم. وأوضحت أن ذلك يعتمد على توقيت حدوث هذه الطفرة حتى مع وجود نفس الجين.

وقال الباحثون، من كلية إيكان للطب في ماونت سيناي Icahn School of Medicine at Mount Sinai، في الولايات المتحدة، إن سرطان الدم (اللوكيميا) الذي يبدأ قبل الولادة في الأغلب يكون أكثر شراسة، وينمو بشكل أسرع، ويصعب علاجه بعد تشخيصه، وأكدوا أن هذا الاكتشاف سوف يساهم مستقبلاً في تحديد نوعية العلاج.

توقيت الطفرة الجينية

حاول الباحثون معرفة تأثير التوقيت الذي تحدث فيه الطفرة على شراسة المرض، وأُجريت هذه الدراسة في المختبر باستخدام نماذج لخلايا جذعية تحاكي خلايا الدم البشرية الطبيعية، وقاموا بإحداث طفرة جينية في هذه الخلايا باستخدام تقنية كريسبر CRISPR لتعديل الجينات، ثم قاموا بمراقبة تطور هذه الخلايا في مراحل نموها المختلفة (قبل الولادة، وبعدها، والطفولة المبكرة، والطفولة المتأخرة، والمراهقة، والبلوغ).

سرطان الدم قبل وبعد الولادة

أظهرت النتائج تحول الخلايا الجذعية التي تم إنتاجها خلال مرحلة تطور الجنين بسهولة إلى خلايا سرطانية، ما أدى إلى ظهور شكل أكثر شراسة من المرض، أما الخلايا الجذعية التي تم إنتاجها بعد الولادة، فقد أصبحت أكثر قدرة على مقاومة التحول لخلايا خبيثة، وتطلبت طفرات إضافية لتصبح سرطانية.

أوضح الباحثون أن الخلايا الجذعية الخاصة باللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة تميزت بأنها أكثر خمولاً (ساكنة)، وتعتمد بشكل كبير على مصادر طاقة محددة، وهو ما لم يحدث في حالات اللوكيميا التي تنشأ لاحقاً في حياة الطفل، ورغم خمول هذه الخلايا الجذعية، فإن هذه الحالة تجعل القضاء عليها بالعلاج التقليدي أكثر صعوبة، ما يفسر السبب وراء شراسة اللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة أكثر من الأنواع الأخرى التي تنشأ في مراحل الحياة المختلفة رغم تطابق التركيب الجيني.

بصمة جينية

من خلال الدراسة قام الباحثون بتحديد بصمة جينية خاصة بالخلايا الجذعية التي تنشأ قبل الولادة، والتي تتنبأ باحتمالية بدء إصابة الطفل بسرطان الدم قبل الولادة، ولاحظوا أن هذه البصمة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بنتائج سريرية أسوأ بشكل واضح، وأكد الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أهمية توقيت حدوث الطفرة الجينية، حيث يختلف سلوك الطفرة نفسها اختلافاً كبيراً باختلاف وقت حدوثها.

اكتشف الباحثون أن هذه الخلايا السرطانية شديدة التأثر بدمج العلاج الكيميائي التقليدي مع دواء فينيتوكلاكس venetoclax، وهو دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA (هذا الدواء يعمل على تثبيط بروتين معين يساعد الخلايا السرطانية على النمو)، ما أدى إلى تقليل شراسة المرض بشكل ملحوظ في النماذج التجريبية.

دعم علمي للعلاجات

وتوفر هذه النتائج للأطباء دعماً علمياً لاستخدام العلاج المدمج (فينيتوكلاكس، والعلاج الكيميائي) في علاج اللوكيميا، خاصة في الأطفال الأصغر عمراً، الذين يمكن أن يكون مرضهم قد بدأ قبل الولادة، لأن فهم أهمية توقيت بدء الإصابة قد يساعد الأطباء على اختيار علاج أكثر فاعلية في وقت مبكر من دون مخاوف من حدة العلاج.

أكد أعضاء الفريق البحثي أنهم بصدد تطوير نوعية علاجات في المستقبل القريب تستهدف بشكل مباشر التمثيل الغذائي الخاص بخلايا اللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة، بهدف القضاء الانتقائي على الخلايا الجذعية السرطانية، مع الحفاظ على الخلايا الجذعية السليمة في الدم.


8 أطعمة غنية طبيعياً بفيتامين «B12»

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
TT

8 أطعمة غنية طبيعياً بفيتامين «B12»

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)

يساعد فيتامين «B12» الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتوليد الطاقة، والحفاظ على صحة الدماغ والأعصاب، غير أن الحصول عليه يكون عبر الغذاء أو المكمّلات الغذائية، مثل البيض، والأسماك الدهنية، وغيرها.

وفي حال عدم الحصول على كميات كافية منه، قد يشعر الشخص بالتعب والإرهاق والضعف، وقد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى الإصابة بفقر الدم.

إليكم 8 مأكولات غنية بفيتامين «B12»:

1- اللحوم الحمراء

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12». ويوفّر نحو 85 غراماً (ثلاث أونصات) من لحم البقر المفروم بنسبة دهن 80 في المائة أكثر بقليل من 100 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها من هذا الفيتامين. كما يُعدّ لحم البقر مصدراً جيداً لعناصر غذائية أساسية أخرى، من بينها حمض الفوليك، والنياسين، والحديد، والزنك، والبوتاسيوم، والبروتين.

غير أن اللحوم الحمراء قد تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة. ويوصي الخبراء الأشخاص الذين يسعون إلى خفض مستويات الكوليسترول بألا تتجاوز الدهون المشبعة 6 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.

2- الأسماك الدهنية

تُعرف الأسماك الدهنية على نطاق واسع بأنها من أفضل المصادر لأحماض «أوميغا-3» المفيدة لصحة القلب، لكنها تُعدّ أيضاً مصدراً جيداً لفيتامينات أخرى، من بينها فيتامين «B12».

ومن أمثلة الأسماك الدهنية: السردين والتونة والسلمون والتروتة.

ويُوفّر نصف شريحة من سمك السلمون، بوزن نحو 198 غراماً، ما يعادل نحو 260 في المائة من الاحتياج اليومي الموصى به من فيتامين «B12».

3- البيض

تتركّز معظم الفيتامينات والمعادن الموجودة في البيض في صفار البيض. وإلى جانب فيتامين «B12»، توفّر البيضة الواحدة نحو 6 غرامات من البروتين، و92 مليغراماً من البوتاسيوم، و24 مليغراماً من الكالسيوم، و155 مليغراماً من الكولين، و90 ميكروغراماً من فيتامين «A»، إضافة إلى 50 وحدة دولية من فيتامين «D».

4- منتجات الألبان

تُعدّ منتجات الألبان، مثل الحليب والجبن واللبن (الزبادي)، مصادر جيدة للفيتامينات والمعادن. ويحتوي كوب من اللبن اليوناني الخالي من الدسم على نحو 50 في المائة من الاحتياج اليومي من فيتامين «B12»، إضافة إلى 230 مليغراماً من الفوسفور، و240 مليغراماً من البوتاسيوم، و187 مليغراماً من الكالسيوم، ونحو 17 غراماً من البروتين.

5- الصدفيات

تُعدّ المحاريات، مثل المحار والكركند وبلح البحر، من المصادر الممتازة للبروتين والفيتامينات والمعادن. فعلى سبيل المثال، يوفّر الكركند فيتامين «B12»، إضافة إلى نحو 16 غراماً من البروتين، و62 ميكروغراماً من السيلينيوم، و9 ميكروغرامات من حمض الفوليك، و68 ميكروغراماً من الكولين.

6- اللحوم الداخلية

تُعدّ لحوم الأحشاء الحيوانية، مثل الكبد والكِلى، غنية جداً بالعناصر الغذائية، رغم تراجع شعبيتها مقارنة بالماضي. وبما أن فيتامين «B12» يُخزَّن في الكبد، فإن هذه اللحوم تُعدّ من أغنى المصادر الغذائية بهذا الفيتامين.

ويُوفّر الكبد وحده نحو 2500 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين «B12». كما تحتوي حصة تزن نحو 85 غراماً (ثلاث أونصات) من الكبد على 25 غراماً من البروتين، و5 مليغرامات من الحديد، و422 مليغراماً من الفوسفور، و299 مليغراماً من البوتاسيوم، و215 ميكروغراماً من حمض الفوليك.

7- الخميرة الغذائية

تُعدّ الخميرة الغذائية من الإضافات الشائعة على الأطعمة ومن مكوّنات الطهي المستخدمة على نطاق واسع في الأنظمة الغذائية النباتية الصرفة، إذ هي نوع من الخمائر يُزرع خصيصاً للاستهلاك الغذائي ويمنح الطعام نكهة غنية ومحببة.

غير أن الخميرة لا تنتج فيتامين «B12» بشكل طبيعي، ما يستدعي تدعيمها بهذا الفيتامين كي تُعدّ مصدراً غذائياً له. وتُصنّع الخميرة الغذائية لتوفّر محتوى غنياً من البروتينات، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات والمعادن.

8- الحليب غير المشتق من الألبان

لا يحتوي الحليب غير المشتق من الألبان، مثل حليب اللوز أو الصويا أو الشوفان أو الكاجو، على فيتامين «B12» بشكل طبيعي، لكنه غالباً ما يكون مُدعّماً لتوفير مجموعة من الفيتامينات والمعادن.


دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
TT

دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)

توصلت دراستان جديدتان إلى أن الاكتئاب يزيد من صعوبة علاج مرض الصرع، وقد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بهذا المرض.

وأظهرت دراسة تحليلية شملت أكثر من 90 ألفاً من مطالبات التأمين الصحي في الولايات المتحدة أن المرضى الذين أصيبوا حديثاً بالصرع ويعانون من الاكتئاب في نفس الوقت تزيد احتمالات توقفهم عن تناول الأدوية التي تمنع الإصابة بنوبات الصرع بنسبة 40 في المائة خلال أول عدة أشهر بعد الإصابة بالمرض.

ويعني ذلك أنهم إما توقفوا عن تناول الأدوية، أو استبدلوا أدوية أخرى بها، أو أضافوا إليها أدوية تكميلية.

وبحسب نتائج الدراسة، فإن المرضى في هذه الفئة أيضاً تزيد لديهم احتمالات الإصابة بأمراض نفسية أخرى، منها القلق، واضطرابات النوم، وبعض الأمراض الصحية، منها السكري، وأمراض الرئة، والكلى، والسكتات القلبية.

وتوصلت دراسة ثانية إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر بواقع مثلين ونصف. وأرجع رئيس فريق الدراسة السبب في هذه الصلة إلى وجود شبكات عصبية في المخ مشتركة بين المرضين، أو التوتر، أو مشكلات تتعلق بالنوم.

ويقول الطبيب هوارد جودكين رئيس جمعية الصرع الأميركية، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني «هيلث داي»: «الخلاصة هي أن العناية الجيدة بمرضى الاكتئاب تساعد في الحفاظ على صحة المخ».