«بالطو» يُثير أزمة في مدينة مصرية

شكوى رسمية للبرلمان لوقف عرض المسلسل

مشهد من مسلسل «بالطو» (مقاطع من «watch it» عبر «فيسبوك»)
مشهد من مسلسل «بالطو» (مقاطع من «watch it» عبر «فيسبوك»)
TT

«بالطو» يُثير أزمة في مدينة مصرية

مشهد من مسلسل «بالطو» (مقاطع من «watch it» عبر «فيسبوك»)
مشهد من مسلسل «بالطو» (مقاطع من «watch it» عبر «فيسبوك»)

تقدم النائب محمد سعد الصمودي، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، بشكوى لرئيس مجلس النواب المصري، ورئيس مجلس الوزراء المصري، ووزير الصحة، ووزيرة الثقافة، للمطالبة بـ«وقف عرض المسلسل الدرامي (بالطو)»، الذي يُعرض حصرياً عبر منصة «Watch it»، وذلك بسبب «إساءة المسلسل لمهنة التمريض ولـ(مطوبس) إحدى مدن محافظة كفر الشيخ»، حسب تعبير النائب البرلماني.

ومسلسل «بالطو» هو قصة وسيناريو وحوار أحمد عاطف، وإخراج عمر المهندس، وبطولة عصام عمر، ومحمد محمود، وعارفة عبد الرسول، ومحمود حافظ، ومحمود البزاوي، وبمشاركة عدد من ضيوف الشرف، أبرزهم خالد الصاوي، وسلوى خطاب، وتدور قصته حول طبيب حديث التخرج يأتي تكليفه للتدرب على مهنة الطب في إحدى قرى محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر). ورغم رفضه للسفر، وتقديمه لتظلم لعودته إلى القاهرة؛ إلا أن طبيب الوحدة الصحية المكلف فيها بالتدريب يُتوفي، فيُجبر على إدارة الوحدة الصحية رغم جهله بالقوانين والتعليمات الحكومية.

وقال الصمودي في شكواه، إن «مسلسل (بالطو) مأخوذ عن رواية (بالطو وفانلة وتاب)، وتدور معظم أحداث المسلسل عن وحدة صحية بإحدى قرى مركز مطوبس، في إطار كوميدي وساخر حول مهنة التمريض وما يحدث بدور الرعاية الصحية، ويدور حول الطبيب الذي جاء تكليفه أن يكون طبيباً في أحد المراكز الطبية في قرية ريفية تابعة للإدارة الصحية بمطوبس بمحافظة كفر الشيخ».

وأشار النائب المصري إلى رفض أهل بلدته، المسلسل، لافتاً إلى أنه «بعد عرض أولى حلقات المسلسل ثار غضب واستياء أهالي مركز (مطوبس) لما وجدوه من تنمر بهم، كما أنه يسيء للمنظومة الصحية بمركز مطوبس، وهو الأمر الذي تسبب في اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بمطوبس بالمنشورات والتعليقات التي تعبر عن غضبهم من هذا المسلسل». وطالب النائب البرلماني، جميع الجهات المعنية، بـ«التحرك الفوري والعاجل من أجل وقف عرض هذا المسلسل المسيء لأهالي مركز مطوبس والمنظومة الصحية».


مسلسل "بالطو" (مقاطع من watch it عبر "فيسبوك")

من جهته، تحدث مؤلف المسلسل أحمد عاطف لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «كل الاحترام والتقدير لأهل وسكان مدينة مطوبس، فهم أهلي ويستحيل أن أخطئ في حقهم، ومن سيشاهد حلقات المسلسل العشر التي تم تصويرها، سيعي تماماً ما أقوله. فلا توجد إساءة لأي شخص أو منطقة». وكشف عاطف أن اختياره لبلدة مطوبس لكي تكون هي محور الأحداث في المسلسل هو «حب وتقدير أسرة المسلسل لها، لكونها أشهر مدن محافظة كفر الشيخ ولها قيمة كبيرة لكل سكان المحافظة».

وأشار المؤلف إلى أن «المسلسل ليست له علاقة مطلقاً بمناقشة شكل مدينة أو قرية معينة، لذلك تم عمل قرية من وحي الخيال اسمها (طرشوح الليف)، والهدف الرئيسي من المسلسل هو تسليط الضوء على المشكلات والأزمات التي تواجه الأطباء حديثي التخرج، الذين يأتي تكليفهم في مناطق بعيدة وريفية، وهم لم يعتادوا عليها من الأصل، ولا يعرفون عاداتها وتقاليدها ومصطلحاتها، بالإضافة إلى عدم وجود خبرة، وجهلهم بالقوانين والتعليمات الحكومية، وهو ما أشرنا إليه في الحلقة الثانية حين منح الطبيب جميع العاملين في الوحدة إذن انصراف، في حين أن القانون لا يسمح بذلك».

يُذكر أن رفض أهالي مدينة مطوبس لم يكن الوحيد ضد حلقات المسلسل الأولى، إذ دشن عدد من أطباء الأسنان حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن غضبهم ضد شخصية الفنان محمود حافظ، الذي يجسد في العمل دور طبيب أسنان.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
TT

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

اختار «مهرجان برلين السينمائي» الفيلم المصري «شرق 12» للمخرجة هالة القوصي، ليكون فيلم افتتاح برنامج «أسبوع النقاد» خلال دورته الـ75 المقررة في الفترة من 13 إلى 22 فبراير (شباط) 2025.

وكان الفيلم الذي يُعدّ إنتاجاً مشتركاً بين هولندا، ومصر، وقطر، قد عُرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «كان السينمائي» ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين»، خلال دورته الـ77، كما انفرد مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بعرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن برنامج «رؤى جديدة»، وحاز الفيلم على تنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان «كيرالا السينمائي الدولي» بالهند، للتناغم بين عناصر الديكور والصوت والتصوير، كما جاء في حيثيات لجنة التحكيم. ويشارك الفيلم في مهرجان «روتردام السينمائي» ضمن قسم «أفضل الأفلام العالمية» في دورته التي تنطلق في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل.

الفيلم من بطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال، وعمر رزيق، وفايزة شمة، وينتمي لفئة «الكوميديا السوداء»، حيث تدور أحداثه في إطار الفانتازيا الساخرة من خلال الموسيقي الطموح «عبده» العالق في مستعمرة صحراوية معزولة ويقضي وقته بين حفر القبور وتأليف الموسيقى باستخدام آلات موسيقية اخترعها من أدوات منزلية، ويخطّط عبده للهروب من المستعمرة رفقة حبيبته للتخلص من هيمنة «شوقي بيه»، بينما الحكاءة «جلالة» تروي للناس قصصاً خيالية عن البحر، والفيلم من تأليف وإخراج هالة القوصي في ثاني أفلامها الطويلة بعد «زهرة الصبار».

وأبدت المخرجة المصرية الهولندية سعادتها باختيار الفيلم في «برلين»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تفاجأت باختياره لأن موزعته هي من تقدمت به، وأضافت: «لم أكن أعرف أن مهرجان (برلين) يقيم أسبوعاً للنقاد، على غرار مهرجاني (كان) و(فينيسيا)، عَلِمتُ بذلك حين اختاروا فيلمنا بوصفه فيلم افتتاح، هذا في حد ذاته شرف كبير، وقد قال لي الناقد طارق الشناوي إنها ربما المرة الوحيدة التي يتم فيها اختيار فيلم مصري لافتتاح هذا القسم».

المخرجة هالة القوصي في مهرجان «البحر الأحمر» (الشرق الأوسط)

وتلفت هالة إلى أن «أسبوع النقاد يُعد جهة مستقلة في جميع المهرجانات الكبرى عن إدارة المهرجان نفسه، ويقام تحت إدارة نقاد، وهو في مهرجان (برلين) لديه طبيعة نقدية وله بعد مفاهيمي من خلال عقد مناقشات بين الأفلام».

وترى هالة أن «أول عرض للفيلم يحدّد جزءاً من مسيرته، وأن التلقي الأول للفيلم في مهرجان (كان) الذي يُعد أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، ويحضره عدد من نقاد العالم والمنتجين ومبرمجين من مختلف المهرجانات يتيح للفيلم تسويقاً أكبر وحضوراً أوسع بمختلف المهرجانات».

وعُرض فيلم «شرق 12» في كلٍ من السعودية والبرازيل وأستراليا والهند، حيث شاهده جمهور واسع، وهو ما تراه هالة القوصي غاية السينما؛ كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات، في حين يرى الناس في بلاد مختلفة صدى لتجربتها الشخصية بالفيلم، موضحة: «لذلك نصنع السينما، لأنه كلما شاهد الفيلم جمهور مختلف وتفاعل معه، هذا يجعلنا أكثر حماساً لصناعة الأفلام».

بوستر اختيار الفيلم في مهرجان «برلين» (الشرق الأوسط)

وعن صدى عرض الفيلم في مهرجان «البحر الأحمر» مؤخراً، تقول المخرجة المصرية: «كان من المهم بالنسبة لي عرضه في مهرجان (البحر الأحمر) لأتعرف على ردود فعل عربية على الفيلم، وقد سعدت بها كثيراً، وقد سألني كثيرون، كيف سيستقبل الجمهور العربي الفيلم؟ فقلت، إن أفق الجمهور أوسع مما نتخيل، ولديه قدرة على تذوّق أشكالٍ مختلفة من الفنون، وهذا هو رهاني دائماً، إذ إنني لا أؤمن بمقولة (الجمهور عايز كده)، التي يردّدها بعض صناع الأفلام، لأن هذا الجمهور سيزهد بعد فترة فيها، وفي النهاية فإن العمل الصادق سيلاقي حتماً جمهوره».

لا تستعين هالة بنجوم في أفلامها، وتبرر ذلك قائلة: «لأن وجود أي نجم بأفلامي سيفوق أجره ميزانية الفيلم كلّه، فنحن نعمل بميزانية قليلة مع طموحٍ فني كبيرٍ، ونقتصد في كل النفقات التي لا تضيف قيمة للفيلم، نعمل في ظروف صعبة ليس لدينا كرافانات ولا مساعدين للنجوم، ونحرص على تكثيف فترات العمل وضغط النفقات في كل شيء، وهو ما لا يناسب النجوم».

ووفق الناقد خالد محمود، فإن «مهرجان (برلين) دائماً ما يمنح فرصاً للتجارب السينمائية الجريئة والمختلفة من المنطقة العربية والشرق الأوسط، والأفلام خارج سياق السينما التجارية، التي تجد متنفساً لها في مهرجان (برلين)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم (شرق 12) يُعدّ أحد الأفلام المستقلة التي تهتم بها المهرجانات الكبرى وتُسلط عليها الضوء في برامجها، وقد حقّق حضوراً لافتاً في مهرجانات كبرى بدءاً من عرضه الأول في (كان)، ومن ثمّ في (البحر الأحمر)، ولا شك أن اختياره في أسبوع النقاد بـ(برلين) يمثل إضافة مهمة له».