400 سنة على ولادة موليير ولا يزال مثيراً للجدل

موهوب بالترويج وصانع دعاية من الطراز الأول

بدا موليير غير عابئ بالانتقادات والعقليات المتحجرة يشقّ لنفسه أسلوبه الخاص الذي بات من الصعب تجاهله
بدا موليير غير عابئ بالانتقادات والعقليات المتحجرة يشقّ لنفسه أسلوبه الخاص الذي بات من الصعب تجاهله
TT

400 سنة على ولادة موليير ولا يزال مثيراً للجدل

بدا موليير غير عابئ بالانتقادات والعقليات المتحجرة يشقّ لنفسه أسلوبه الخاص الذي بات من الصعب تجاهله
بدا موليير غير عابئ بالانتقادات والعقليات المتحجرة يشقّ لنفسه أسلوبه الخاص الذي بات من الصعب تجاهله

ما الجديد الذي يمكن للفرنسيين أن يضيفوه على معرفتهم بواحد من أكبر أدبائهم وأكثرهم شهرة، وهم يحتفلون بمرور 400 سنة على ولادته؟ ليس الكثير ربما، لكن إعادة قراءة النصوص تفتّح العيون، وتثير الفضول. وهذه الاحتفالية الوطنية الكبرى بأنشطتها المتنوعة، والموزَّعة في فرنسا ودول عدة أخرى، فتحت شهية الباحثين على عدد من الأسئلة. لماذا مِن أصل عشرات المسرحيين الكبار في القرن السابع عشر، نال موليير دون غيره هذه الشهرة التي استمرت إلى يومنا هذا، وأصبح عالمياً بقدر ما هو فرنسي؟ هل عبقريته وحدها تكفي لتفسير انتشار امتدّ إلى أربعة قرون. ثم ما التكتيكات التي كان يتبعها ليعرّف بأعماله ويرفع من نسبة جمهور مسرحه، في زمن لم يكن فيه الترويج بديهياً؟ وهل حقاً له لغة مغايرة؟ وما خصوصية هذه اللغة، كي يقال عن اللغة الفرنسية إنها «لغة موليير»، على غرار «لغة شكسبير» للإنجليزية أو «لغة غوتة» للألمانية؟
ثمة رأي يقول إن موليير تمكَّن من جذب انتباه معاصريه بفضل مهاراته الترويجية الكبيرة، وليس فحسب بفضل عبقريته المسرحية والأدبية الفذّة؛ فهو لم يكتفِ بموهبته الأدبية، ولم يركن إلى علاقته الوثيقة بالقصر الملكي، والدعم الذي كان يتلقاه بفضل عمل والده في البلاط، بل نوّع أساليبه ليشعل الفضول حول مسرحياته، ويشعر من يسمع عنها بأنه لا بد أن يراها.
يبدو أن مهارته في الترويج لأعماله كادت تضاهي موهبته المسرحية، إن لم تفُقْها.
كان من المفترض، لو سارت الأمور بشكلها الطبيعي، أن يصبح موليير الرجل الذي يُعِدّ سرير الملك، بعد أن يرث مهنة والده مُنجِّد القصر. لكن موليير درس المحاماة ومارسها بضعة أشهر، والتقى عام 1642 بمادلين بيجار، التي أحبّها وتغيرت معها حياته، وشكّل مع أخويها وآخرين فرقة. كان في الحادية والعشرين من عمره، حين أنشأ جان باتيست بوكلان، الذي سيُعرف فيما بعد باسم موليير، مع أصدقائه هذه الفرقة المسرحية، التي لم تسجل في البداية نجاحاً يُذكر. كافحت الفرقة، وكدّ موليير الذي أصبح مديراً لها ليُبقيها على قيد الحياة. فرجال الدين يترصدون الأعمال المسرحية، ويطلقون الأحكام القاسية إلى حدّ التكفير، وثمة عروض تُمنَع وتُرمى بالتهم القاتلة. كل ذلك والمسرح الإيطالي في زهوه، ويجد محبِّين وعشاقاً له في أسبانيا وفرنسا، وصولاً إلى البلاط الملكي الفرنسي الذي كان يستقدم الفِرق الإيطالية ويستمتع النبلاء بعروضها، ومنها استوحى الفرنسيون وتعلَّم موليير.
سرعان ما أفلست الفرقة، وتراكمت عليها الديون وتسبَّب ذلك لموليير بالحبس عدة مرات. وللخروج من الأزمة أعادت الفرقة تشكيل نفسها وقررت أن تترك باريس عام 1646. بدأ موليير مع شركائه جولات في المناطق، لكنه اصطدم مرة أخرى بمضايقات رجال الدين وتحريضهم الذي لا ينقطع، في هذا الوقت كان قد بات متمكناً من معارفه المسرحية، وأخذ يكتب النصوص ويمثلها.
عاد هو وحبيبته بيجار مع فرقتهما إلى باريس عام 1655 وبعدها بثلاثة أعوام مثّلت الفرقة في البلاط مأساة كورني «نيكوميد» ولعب موليير الدور الرئيسي فيها، وتبِعها بملهاة أشعلت إعجاب الملك. وبعد تردد في الانخراط بالأعمال الكوميدية، وجد نفسه متورطاً في المزيد منها، في حين كان التقدير للأعمال الدرامية وليس للمضحكين والساخرين؛ من الممثلين والكتّاب.
أولى نجاحاته الكبرى كانت سنة 1659 بمسرحيته «المتحذلقات السخيفات»، وهي مسرحية هزلية عن أسرة فرنسية ريفية قادمة إلى المدينة، حديثة النعمة، حاملة معها العُقد والعناية بالتفاهات. ترفض الأسرة المتقدمين لابنتيْهما للزواج، بأساليب رخيصة ومُهينة، لكن هذا ينقلب على العائلة حين يرسل العرسان من ينتقم من الفتاتين.
سعد الملك وهو يتفرج على المسرحية، لكن متحذلقات المجتمع غضبن من موليير، ووُجهت له الانتقادات والاتهامات، إلا أن هذا لم يمنع نجاح العمل؛ فهو طريف وقريب من القلب، ملابس الممثلين غريبة وغير مألوفة، النص رشيق ومضحك، والممثلون يتحركون بحيوية وخفة، لم تكن معهودة على المسرح بعدُ.
بدأ موليير، غير عابئ بالانتقادات والعقليات المتحجرة، يشقّ لنفسه أسلوبه الخاص، الذي بات من الصعب تجاهله.
بالعودة إلى الترويج الذي أسهم في ذيوع صيته، فإن وجوده في القصر منذ كان عمره 15 عاماً، أسهم في تقريبه من النافذين الذين غالباً ما دعّموه وحموه، وموّلوه، ووفّروا له أماكن العرض. ولما كان من المتاح له أن يعرض في القصر، فقد تواجد في المكان الأفضل لإيصال أعماله بالسرعة القصوى، إلى الطبقة التي تُعنى بالمسرح، مدعوماً بمكانة والده، وما له من معارف وتاريخ مع هذه الطبقة الباذخة. ويُروى أن موليير كان من الدهاء بحيث يدفع لكَتَبة المقالات ليتناولوا أعماله بأقلامهم، ولا يهمُّه إن كان ما يسطّرونه ذماً أم مدحاً، ما يعنيه دائماً هو أن يبقى اسمه متداولاً، وأخباره على ألسنة الناس.
لم يمانع موليير أن يتواجد نُسّاخ في صالة العرض، يسطّرون نصوصه عن ألسنة الممثلين، يكتبونها ويبيعونها، ولو أن ذلك كان يجري دون إذن منه إو إفادة مادية تعود عليه؛ فهو بذكائه اللمّاح عرف أنها إحدى الطرق الناجعة للتعريف بأعماله وتحقيق مزيد من الانتشار.
مع مسرحيته «مدرسة الزوجات» التي قدّمها عام 1662، وانتقد تقاليد اجتماعية راسخة، وسطوة الرجل على المرأة، اكتسب المزيد من الشهرة. فقد أثار الضجيج حوله بسبب السخط والغضب الذي دائماً ما يرى فيهما فرصة لترسيخ اسمه وإبقائه متداولاً، وتلك كانت إحدى غاياته. وللإمعان في تجييش الآراء، أتبع مسرحيته بأخرى تحكي عن الآراء التي جرى تقاذفها حول «مدرسة الزوجات» سمّاها «انتقاد مدرسة الزوجات». وحين لا يكون الاعتراض على مسرحية موليير اجتماعياً، فإنها تُغضب رجال الدين الذين احتجّوا على مسرحيته «طرطوف» وتمكنوا من منعها، بعد أن مثّلها أمام الملك. لكن المسرحي المشاكس كان ينعم في هذه الأثناء بما تتداوله الأقلام عنه ذماً أو مدحاً، وبالطلب المتصاعد على نص المسرحية، في حين لم يتوقف عن تقديم «طرطوف» التي زاد الطلب عليها في الصالونات الخاصة.
تناولت «طرطوف» مشكلة النفاق والتستر بستار الدين، وأولئك الذين يتظاهرون بالتقوى والفضيلة كذباً، أما الأتقياء المخلصون فلا يراد لهم أن يفاخروا بتقواهم، ولا أن يخرجوا على حدود العقل بغيرتهم على مصلحة الدين.
يدور العمل حول شخصية «طرطوف» المُحتال الذي يختبئ بكل ما يضمره من نفاق تحت مظلة الدين وشعارات رنانة خادعة. ومن بين مَن وقعوا في شِباكه أوركون؛ وهو رب عائلة تتكون من أولاد وزوجة وأم وخادمة. يظل طرطوف يهيمن على أوركون بشعاراته حتى تكشف له الزوجة ألمير الحقيقة ويظهر طرطوف على حقيقته أمام الجميع ويلقى جزاءه بالسجن.
بالطبع كان موليير مدعوماً من لويس الرابع عشر ومن نافذين في القصر، ليتمكن من اختراق الصعوبات التي واجهها. فأعماله ابتعدت عن الكلاسيكية، ولم تكن موضع إجماع؛ لخرقها بشكل كبير قواعد الجماليات الكلاسيكية، لذلك لم يُنظر إليه وعلى مدى عقود على أنه كاتب عظيم، بقدر ما اعتُرف به ممثلاً بارعاً. كان لا بد من انتظار زمن طويل كي تجد نصوصه التي كُتبت بنكهة الشعب، وللشعب ومرحه ومشكلاته العميقة، ما تستحقه من تقدير. فخلف الهزل والضحك، تمكّن موليير من رسم كاريكاتيرات شديدة العبقرية. بفضل التضخيم والكاريكاتورية في رسم أبطال أعماله، تمكَّن من أن يظهر ويشرّح عيوب مكامن ضعف بشرية تصعب رؤيتها دون وضع الشخصية تحت مجهر التكبير.
أُنهك موليير من كثرة العمل، بين متاعبه العائلية مع زوجته، ومشكلاته مع الكنيسة، وإدارته الفرقة، والكتابة التي كانت تأكل أعصابه، وإصراره على لعب دور البطولة في مسرحياته، ووجد نفسه مستنفداً. ليست مصادفة أن تكون مسرحيته الأخيرة هي «المرض الوهمي» التي عرضها عام 1673، وكان قد أصبح ضعيف البنية، متعباً، فقد انتهى به الأمر مريضاً بداء السلّ الذي لم ينجُ منه، وتُوفي بعد أن أدى دوره في العرض الرابع من مسرحيته «المرض الوهمي»، كما انه لم ينج من غضب الكنيسة حتى بالسماح له بأن يموت بسلام، فدُفن ليلاً ودون طقوس أو صلاة على جثمانه، في مدافن للأطفال والمنتحرين، ولم يُنقل رفاته إلى مقابر «بير لاشيز» التي يُدفن فيها كبار أعلام الحياة الفنية والأدبية والسياسية في فرنسا حتى عام 1817.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

صبري فواز: أقدم مفاجأة في «أهل الكهف»

الفنان صبري فواز يتحدث عن أحدث أعماله (الشرق الأوسط)
الفنان صبري فواز يتحدث عن أحدث أعماله (الشرق الأوسط)
TT

صبري فواز: أقدم مفاجأة في «أهل الكهف»

الفنان صبري فواز يتحدث عن أحدث أعماله (الشرق الأوسط)
الفنان صبري فواز يتحدث عن أحدث أعماله (الشرق الأوسط)

قال الفنان المصري صبري فواز إنه يحصر اختياراته الفنية في الأدوار المؤثرة، ويقدم مفاجأة في فيلم «أهل الكهف» المقرر عرضه في الموسم الصيفي المقبل، موضحاً أن الفيلم يتناول قصة أهل الكهف كما وردت في القصص الدينية، وأنه يقدم أمثولة ونموذجاً للوزير الشرير بناء على ترشيح المخرج عمرو عرفة.

وقال فواز في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «حين رأيت الدور أعجبني؛ لأنه نموذج مثالي للوزير الشرير». وعن تأثير قيامه بأدوار الشر على تقبّل الجمهور له، وإمكانية أن يكرهه الجمهور قال: «لعبت أدوار الشر كثيراً ولم يكرهني الجمهور، ربما يكرهون الشخصية، وهذا عادة ما يكون دليل نجاح في تجسيد الدور».

وحول دوره في مسلسل «وبينا ميعاد» بجزأيه الأول والثاني، أوضح أن «هذا العمل يعالج قضايا الشباب، كان الجزء الأول يطرح سؤالاً: لماذا لا نبدأ حياتنا مرة أخرى أياً كان عمرنا ومسؤولياتنا؟ ما المانع أن نحب من جديد؟».

الفنان المصري صبري فواز (صفحته على «فيسبوك»)

وأشار إلى أن «الحالة الأسرية والدفء والحميمية في الأسرة كانت أبرز سمات المسلسل، ويبدو أن هناك عطشاً لدى الجمهور لتلك الحالة الحميمية، وربما كان هذا أحد أسباب حب الناس للعمل وارتباطهم به».

في الوقت نفسه، نفى فواز أن يكون هناك جزء ثالث من المسلسل، مضيفاً: «حتى لو حدث فقد اكتفيت من هذه الشخصية، وأريد الخروج منها والناس تحبها، لا أريدهم أن يكرهوها وتتحول إلى (إفيهات) وكوميكس تسخر من الشخصية على (السوشيال ميديا)».

ومن قبل تحولت الشخصية التي قدمها في فيلم «كلمني شكراً» إلى كوميكس ومجال للتندر على «السوشيال ميديا»، ما أرجعه فواز إلى «تفاعل الجمهور مع الشخصية، فهم كانوا يستخدمونها كمثال إيجابي للدلالة على موقف أو حالة وليس للسخرية منها، ورأيي أنه يجب أن ينسحب الفنان في الوقت المناسب، توقيت الانسحاب مهم جداً وخطير مثل توقيت الموافقة على العمل بالضبط».

وعن إمكانية أن تنحصر اختياراته بعد بالقيام بأدوار البطولة قال: «أحياناً يأتيني دور من الممكن ألا يكون الأول لكنه مغرٍ، لا أحرم نفسي منه بحجة أنني أصبحت في مساحة وأدوار معينة، لكن في الوقت نفسه لن أوافق على أي عمل، فطوال عمري وليس فقط هذه الفترة، أختار الأدوار التي أراها مؤثرة؛ لأنني حريص على تقديم شيء جديد للناس».

صبري فواز يقوم بدور الوزير الشرير في فيلم «أهل الكهف» (صفحة الفنان على «إنستغرام»)

وعدّ الفنان المصري عملية التمثيل والتلقي نوعاً من المتعة المتبادلة، موضحاً: «يجب أن أستمتع أثناء التمثيل حتى يستمتع الجمهور، حين أعمل وأنا مستمتع سأتمكن من اللعب في إطار الدور والتجويد فيه من داخل الشخصية، دون افتعال، وهو ما يصل إلى قلوب الجماهير مباشرة».

ونفى فواز أن تكون لديه مشكلة في الوسيط الفني الذي يعمل من خلاله سواء كان سينما أو مسرحاً أو تلفزيوناً، مضيفاً: «الوسيط ليس مهماً، المهم هو الموضوع الذي يتناوله العمل والشخصية التي سأقدمها».

وعدّ أن «المنصات الجديدة إضافة مهمة للفن، كما أن إنتاج مسلسلات قصيرة إضافة، فهي تجعل الموضوع يحدد زمنه، بخلاف الإصرار على إنتاج مسلسلات 30 حلقة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى ترهلات في العمل الدرامي»، مشيراً إلى أن مسلسل مثل «ذئاب الجبل» كان له تأثير كبير في الجمهور، ولم يتجاوز 13 حلقة.

وتعليقاً على انتشار مسلسلات في 15 حلقة خلال الموسم الرمضاني المنقضي، قال إن «كل موضوع يفرض شروطه، فـ(الحشاشين) يصلح ليكون 30 حلقة، الموضوع هو الذي يفرض حجم المسلسل وعدد حلقاته لتفادي الترهل في الدراما».

وأرجع فواز سبب غيابه عن المسرح رغم عمله فيه خلال بداياته كاتباً ومخرجاً وممثلاً، إلى الظروف الإنتاجية الصعبة، وقال: «ابتعدت عن المسرح بسبب المشاكل الكبيرة في الإنتاج والتسويق، فالمسرح العام به معوقات مثل الميزانية والدعاية والبيروقراطية، والمسرح الخاص لديه شروطه التي أراها غير مناسبة لي».

وتابع: «لديّ مواصفات للعمل الذي سأقدمه، إذا توافرت هذه المواصفات في أي وسيط أو أي شركة إنتاج سأوافق عليها، وإذا تحققت في أي دولة؛ مصر أو السعودية أو هوليوود، لن أنظر للوسيط، فقط جودة العمل ومدى ملاءمة الدور لي».

الفنان المصري صبري فواز (الشرق الأوسط)

وذكر أنه يسعى دائماً للقراءة لفهم العالم من حوله، لافتاً إلى أن «هذا يفتح الأفق ويجعل الإنسان يتقبل الشيء ونقيضه بشكل احترافي للتعبير عن الناس والوصول إليهم، لكنني لم أفكر في تقديم نموذج المثقف، فأنا لا أرى نفسي كذلك، أنا أستمتع بالاطلاع، ما يعطيني مساحة من المعرفة تثري روحي ومخيلتي بحيث يمكنني أن أقوم بالدور ونقيضه، والجمهور يتقبلني في الحالتين، الناس تتقبلني في دور الباشا والفلاح والمعلم صاحب الفرن؛ لأنني أتقبل كل فكرة، وأفتح دماغي لكل الطعوم، وطوال الوقت أنا جاهز للعمل على أي دور».

وعن الدور الذي يتمنى تجسيده قال فواز: «هناك أشخاص كثيرون لديهم مشاكل نفسية وذهنية، هؤلاء لديهم عوالم أثرى من عوالمنا، هم لديهم صورتهم التي نراهم فيها كمعاقين، في حين أنهم لديهم جانب آخر أو عالم آخر في حياتهم لا نعرفه، هذه الشخصيات أتمنى أن أقدمها».


ساعة جيب لأغنى ركاب «تايتانيك» بيعت بـ1.46 مليون دولار

الساعة الذهبية في مزاد أقيم في بلفاست (دار مزادات «هنري ألدريدج آند سان»)
الساعة الذهبية في مزاد أقيم في بلفاست (دار مزادات «هنري ألدريدج آند سان»)
TT

ساعة جيب لأغنى ركاب «تايتانيك» بيعت بـ1.46 مليون دولار

الساعة الذهبية في مزاد أقيم في بلفاست (دار مزادات «هنري ألدريدج آند سان»)
الساعة الذهبية في مزاد أقيم في بلفاست (دار مزادات «هنري ألدريدج آند سان»)

بيعت ساعة جَيب ذهبية كانت تحملها جثة أغنى راكب على متن «تايتانيك» لقاء 1.175 مليون جنيه إسترليني (1.46 مليون دولار) في مزاد أقيم السبت في بلفاست، وهو سعر قياسي لغرض مرتبط بالسفينة الغريقة الشهيرة، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتجاوز هذا المبلغ الذي دفعه مشترٍ أميركي التخمينات التي نُشرت قبل المزاد لثمن الساعة، والتي راوحت بين 100 ألف و150 ألف جنيه إسترليني (124 ألفاً إلى 187 ألف دولار).

كذلك فاق المبلغ المدفوع الثمن القياسي الذي حققه حتى اليوم بيع أي قطعة مرتبطة بسفينة «تايتانيك» في مزاد، وهو 1.1 مليون جنيه إسترليني، دُفِع عام 2013 لشراء آلة كمان، حسب دار مزادات «هنري ألدريدج آند سان» البريطانية.

وبيعت علبة الكمان لقاء 360 ألف جنيه إسترليني (449 ألف دولار) خلال المزاد نفسه الذي بيعت فيه الساعة. ويذكر أن الكمان الشهير عالمياً العائد لبطل موسيقى «تايتانيك»، والاس هارتلي، هدية من خطيبته ماريا روبنسون. الكمان ألماني، ويعود تاريخه إلى نحو عام 1880، وله لوحة ذيل تحمل علامة «تشيستر» الفضية المميزة، عام 1910، محفور عليها الكلمات: «إلى والاس بمناسبة خطوبتنا، من ماريا». وباعتباره واحداً من أندر القطع وأكثرها شهرة في القرن العشرين، يشهد هذا الكمان على شجاعة وروح أعضاء الفرقة الموسيقية الذين جلبوا الأمل والراحة حتى النهاية.

وكانت هذه الساعة ملكاً للأميركي جون جايكوب أستور، وقد حُفرت عليها الأحرف الأولى (JJA) من اسم رجل الأعمال هذا الذي قضى عن 47 عاماً في غرق سفينة «تايتانيك» في الساعات الأولى من يوم 15 أبريل (نيسان) 1912.

وكان أستور يُعدّ في تلك الحقبة أحد أغنى أغنياء العالم؛ إذ كانت ثروته تُقدّر بنحو 87 مليون دولار، أي ما يساوي مليارات عدة اليوم، وقد بقي على متن السفينة وغرق معها، بعدما رأى زوجته الجديدة مادلين تغادرها على متن قارب نجاة.

وأفادت الروايات بأنه كان في لحظاته الأخيرة يدخن سيجارة بصحبة راكب آخر، هو الكاتب الأميركي جاك فوتريل، وكلاهما كانا من بين قتلى «تايتانيك» البالغ عددهم 1500.

وعُثر على جثته في 22 أبريل 1912، وكانت تحمل ساعة الجيب المصنوعة من الذهب عيار 14 قيراطاً.

وأوضحت دار المزادات أن الساعة رُممت بالكامل بعد إعادتها إلى عائلة جون جايكوب أستور و«كان يضعها نجله، مما يجعلها قطعة فريدة من تاريخ (تايتانيك) وواحدة من أهم الساعات المتعلقة بأشهر سفينة في العالم».


مؤتمر دولي في السعودية لتعزيز دور الجامعات في حماية منظومة الأمن الثقافي

تستمر فعاليات المؤتمر الدولي خلال المدة من الـ27 حتى الـ29 من أبريل (واس)
تستمر فعاليات المؤتمر الدولي خلال المدة من الـ27 حتى الـ29 من أبريل (واس)
TT

مؤتمر دولي في السعودية لتعزيز دور الجامعات في حماية منظومة الأمن الثقافي

تستمر فعاليات المؤتمر الدولي خلال المدة من الـ27 حتى الـ29 من أبريل (واس)
تستمر فعاليات المؤتمر الدولي خلال المدة من الـ27 حتى الـ29 من أبريل (واس)

انطلق في السعودية مؤتمرٌ دوليٌّ لتعزيز دور الجامعات في تنمية قيم المواطنة الواعية والالتزام بالهوية الوطنية، وتعزيز مبادئ التعايش السلمي، وترسيخ أُسس الأخوة الإنسانية القائمة على التسامح والتعايش، واحترام قيم الآخرين ومعتقداتهم لحماية منظومة الأمن الثقافي، وسلامة الوعي الفكري، فضلاً عن بناء مجتمعات مُحصنة، وإعداد أجيال واعية.

وبدأت (السبت) أعمال المؤتمر الدولي «دور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي»، الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود بمدينة الرياض، ويشارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين والمثقفين وأكثر من 38 مشاركة دولية وجهات تعليمية حول العالم، انسجاماً مع «رؤية المملكة 2030» و«برنامج تعزيز الشخصية السعودية»، وقيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي من خلال 6 محاور رئيسية تشمل العقيدة الصحيحة، والانتماء الوطني، والتعايش السلمي، والوسطية والاعتدال، والاستدامة التنموية، وآليات ووسائل تعزيز الانتماء الوطني.

دعا وزير التعليم السعودي الجامعات للقيام بدور في تنمية قيم المواطنة الواعية والالتزام بالهوية الوطنية (واس)

ودعا يوسف البنيان، وزير التعليم السعودي، كافة الجامعات، للقيام بدور مهم وجوهري في تنفيذ برامج فاعلة تُنمي قيم المواطنة الواعية والالتزام بالهوية الوطنية، وتعزيز مبادئ التعايش السلمي، وترسيخ أُسس الأخوة الإنسانية القائمة على التسامح والتعايش، واحترام قيم الآخرين ومعتقداتهم لحماية منظومة الأمن الثقافي، وسلامة الوعي الفكري، فضلاً عن بناء مجتمعات مُحصنة، وإعداد أجيال واعية. وأشاد البنيان بالمبادرة التي تهدف إلى تعزيز القيم الدينية، ونشر المضامين الأخلاقية، وإرساء مرتكزات الإنسانية الخالصة وفق منطلقات الشريعة الإسلامية السمحة ورسالتها السامية، بالإضافة إلى الحفاظ على هذه الثوابت حمايةً لهذا الجيل والأجيال القادمة، ومؤكداً حرص السعودية على تأسيس لغة الشراكة والمسؤولية المتبادلة مع العالم، وهو ما يعكسه المؤتمر في موضوعاته وتفاصيله. وعدّ الوزير البنيان المؤتمر بوابة واسعة للفرص المستدامة مؤملاً أن يحقق أهدافه ومقاصده في إبراز جهود المملكة في نشر ثقافة الاعتدال، ومساعيها الريادية في تعزيز التواصل الحضاري، والتعايش السلمي، وأن يكون رافداً علمياً للجامعات في تبادل الأفكار والخبرات، وإيجاد فرص التعاون والتكامل فيما يخدم المؤتمر والأهداف المنشودة منه.

يشارك نخبةٌ من العلماء والمفكرين والمثقفين وأكثر من 38 مشاركة دولية وجهات تعليمية حول العالم (واس)

من جهته، قال الدكتور أحمد بن سالم العامري، رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إن المؤتمر يسعى إلى تبادل الخبرات والتجارب بين الجامعات وتطويرها لتعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي، وينضوي تحت جهود سعودية فريدة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ونشر ثقافة التعايش والتعاون والتفاهم والتسامح والوسطية والاعتدال، ونشر السلام ودعم الأعمال الإنسانية والإغاثية في العالم جنباً إلى جنب مع جهودها في استقرار الأمم والشعوب وحمايتها من التطرف على مختلف المستويات الإقليمية والدولية، وهي من أسس ثوابت المملكة على مختلف الأصعدة، ومن خلال مشاركتها وتأسيسها العديد من المؤسسات الإقليمية والدولية لهذا الشأن.

ينضوي المؤتمر تحت جهود سعودية فريدة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات (واس)

مشاركة دولية فاعلة

وتستمر فعاليات المؤتمر الدولي حول دور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي، خلال المدة من الـ27 حتى الـ29 من أبريل، وتشهد عقد 11 ورشة عمل نوعية تهدف إلى تطوير مهارات المشاركين في مجالي تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي.

ويشهد المؤتمر مشاركة أبحاث وأوراق علمية قُدمت من 38 دولةً، وبمشاركة 26 متحدثاً وباحثاً؛ لمناقشة سبل تعزيز دور الجامعات في غرس قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال، وتحفيز النقاش وتبادل الأفكار حول كيفية تعزيز القيم الوطنية والتعايش السلمي لبناء مجتمع حضاري إنساني وفق المنطلقات الإسلامية الصحيحة.


حفيدة فيلبي: أعظم ما ورثه جدي هو الإسلام

الدكتورة سارة فارس عبد الله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
الدكتورة سارة فارس عبد الله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

حفيدة فيلبي: أعظم ما ورثه جدي هو الإسلام

الدكتورة سارة فارس عبد الله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)
الدكتورة سارة فارس عبد الله فيلبي (تصوير: تركي العقيلي)

بعد مرور نحو مائة عام على رحلة عبد الله فيلبي الاستكشافية إلى الجزيرة العربية، تتحدّث حفيدته الدكتورة سارة فارس، التي تنال شهادة في تخصّص علم الأجنة والبيولوجيا الإنجابية من جامعة الفيصل بالرياض، إلى «الشرق الأوسط»، عن أثر جدّها في حياتها وهي التي لم ترَه قط. متأثرةً بحضوره في تراث السعودية وتاريخها.

وتقول الدكتورة سارة إن العلم هو المسار الذي يصلها بإرثه، في حين أن سيرته تحثّها على نهل المزيد من المعرفة.

تفتخر سارة بأنها ولدت في العاصمة الرياض، حيث أمضت طفولتها ونشأتها في وطنها السعودية، وحيث تفوقت بالدّراسة، حاصلة على مرتبة الشرف الأولى.

وتختتم بالقول: «أؤمن أن أعظم ما ورثه جدّي هو الإسلام، حين اعتنقه عام 1930، وواجبي تجاهه هو الحديث عنه وعن تراثه، وأنا سعيدة بتسليط الضوء عليه».


«تايمز»: «زرقاء اليمامة» تمهد لنهضة فنية وثقافية كبرى في السعودية

مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)
مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)
TT

«تايمز»: «زرقاء اليمامة» تمهد لنهضة فنية وثقافية كبرى في السعودية

مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)
مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي تلعب دور «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)

عندما طُلب من صالح زمانان، الشاعر والكاتب والناقد المسرحي السعودي، أن يكتب نص أول أوبرا في السعودية، نفض زمانان الغبار عن الأسطورة العربية القديمة لزرقاء اليمامة، وهي «عرافة» كانت تستطيع أن ترى المستقبل تم تجاهل نبوءاتها قبل أن تُفقأ عيناها في النهاية.

وتُغنى عروض أوبرا «زرقاء اليمامة» باللغة العربية، وظهر العرض لأول مرة في الرياض يوم الثلاثاء الماضي، ليكون أول عرض أوبرالي سعودي في تاريخ المملكة والأضخم عربياً، وفقاً لما أوردته صحفية «تايمز» البريطانية.

ويتناول العرض قصة «زرقاء اليمامة» الشخصية الشهيرة في تاريخ العرب قبل الإسلام، ذات العينين الزرقاوين، التي تمتلك قدرة فريدة تمكنها من الرؤية من مسافات بعيدة، حتى إن بصرها الحاد كان يرى الراكب من على مسيرة 3 أيام، وتظهر قصتها بالعرض في مزيج فريد يجمع بين العناصر الموسيقية العربية والغربية.

جزء من عرض «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)

وفي قصة العرض الأوبرالي، يتم الاعتداء على زرقاء اليمامة من قبل زعيم قبلي قاسٍ، ثم تذبح قبيلتها أقارب الزعيم انتقاماً، قبل أن يتم ذبحهم بدورهم على يد عشيرة أخرى، لتنتهي القصة بكومة من الجثث على المسرح، وزرقاء اليمامة وسطهم فاقدة عينيها وحياتها.

وقال زمانان إن العبرة من العرض هي «كيف تهدد الكراهية البشر، وعرض العواقب الوخيمة للقمع».

وعدّت «تايمز» البريطانية العرض امتداداً للنهضة الثقافية الكبيرة التي تركز عليها المملكة في السنوات الأخيرة.

وأشارت في تقريرها إلى أن العرض نال استحسان الجميع، وكان هناك «تصفيق حار» في مركز الملك فهد الثقافي بعد العرض، وارتسمت الابتسامة على وجوه الجمهور أثناء خروجه.

وعبر الفنانون والجمهور السعودي عن الحماسة الشديدة للعرض بوصفه فرصة لإظهار وجه جديد للملكة. وقال زمانان: «إنه تراثنا، معروض في شكل فني غربي»، مضيفاً: «إنه يُظهر أصالتنا، وكذلك انفتاحنا على العالم»، وفق ما ذكرته «تايمز».

بدورها، قالت سوسن البهيتي، السوبرانو السعودية وعضوة فريق التمثيل بالعرض، إن أحد الأسباب التي دفعتها إلى الاتجاه للتألق كمغنية في الأوبرا هو هدفها المتمثل في «تغيير المفاهيم حول السعودية والنساء السعوديات».

وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية اكتسبت زخماً وسمعة عالمية في مجال الترفيه خلال السنوات الماضية، من خلال قدرتها على جذب نجوم كرة القدم والفنانين والموسيقيين العالميين.

جزء من عرض «زرقاء اليمامة» (هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية)

ويأتي العرض بإخراج السويسري دانيال فينزي باسكا، بينما تولّى التأليف الموسيقي الأسترالي لي برادشو، وقيادة الجوقة الموسيقية الإسباني بابلو غونزاليس، بينما تلعب دور البطولة مغنية الميزو سوبرانو البريطانية الشهيرة سارة كونولي، التي تعلمت العربية خصيصاً لأداء دورها بوصفها «زرقاء اليمامة».

وتعد الأوبرا من أبرز علامات التحضر والرقي في العواصم الكبرى. وكان العرض «حدثاً سعودياً فريداً»، وفق «تايمز»، وعلى الرغم من أن كثيراً من الإنتاج والتمثيل قام به أجانب، فإن الغرض منه هو التأثير الإيجابي على مجتمع الأوبرا والمسرح المتنامي في السعودية. وقال عبد العزيز الأحمد، أحد الجمهور الذي شاهد العرض: «إنها خطوة أولى... سوف تشجع خطوات أخرى تالية».


مصر: ضبط 1118 قطعة أثرية بحوزة موظف

مجموعة من القطع الأثرية المضبوطة في أسيوط بجنوب مصر (وزارة الداخلية المصرية)
مجموعة من القطع الأثرية المضبوطة في أسيوط بجنوب مصر (وزارة الداخلية المصرية)
TT

مصر: ضبط 1118 قطعة أثرية بحوزة موظف

مجموعة من القطع الأثرية المضبوطة في أسيوط بجنوب مصر (وزارة الداخلية المصرية)
مجموعة من القطع الأثرية المضبوطة في أسيوط بجنوب مصر (وزارة الداخلية المصرية)

تمكّنت الأجهزة الأمنية المصرية من ضبط 1118 قطعة آثار متنوعة في منزل موظف بمدينة أسيوط في جنوب مصر (تبعد 375 كيلومتراً عن القاهرة)، وأعلنت وزارة الداخلية ضبطها القطع الأثرية في إطار جهودها لمكافحة جرائم الحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار والاتجار بها.

وذكرت الجهات الأمنية في محافظة أسيوط أنّها ضبطت موظفاً داخل مسكنه وبحوزته قطع أثرية، من بينها مجسّم لتابوت في داخله مومياء، بالإضافة إلى تابوتين من الخشب عليهما نقوش مصرية قديمة، وبداخلهما مومياوان، كما ضُبط تمثالان خشبيان عليهما نقوش ورسومات، وتابوت غير مكتمل من المرمر، وفق بيان لوزارة الداخلية على صفحتها بـ«فيسبوك»، السبت.

جانب من القطع الأثرية المضبوطة في مصر (وزارة الداخلية المصرية)

وتضمنت المضبوطات أيضاً، عدداً من اللوحات الحجرية، ولفائف البردي والجعارين وقلادات مختلفة الأحجام، بالإضافة إلى عدد من التماثيل وأجزاء من تماثيل غير مكتملة متنوعة تعود لعصور قديمة، وضبطت عدداً من القطع الحجرية والخشبية وقطعاً من الزخارف والفخار وأدوات منزلية تعود لعصور مختلفة، فضلاً عن مجموعة من العملات المعدنية مختلفة الأشكال والأحجام.

وأكد بيان الوزارة أن المضبوطات عُرضت على الجهات المختصة، التي أفادت بأن القطع جميعها أثرية.

وتعاقب المادة 42 من قانون حماية الآثار المصرية رقم 117 لسنة 1983 «بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقلّ عن مليون جنيه ولا تزيد على خمسة ملايين جنيه، كلَّ مَن سرق أثراً أو جزءاً من أثرٍ، سواء كان من الآثار المسجلة المملوكة للدولة، أو المعدة للتّسجيل، أو المستخرجة من الحفائر الأثرية للوزارة، أو من أعمال البعثات والهيئات والجامعات المصرّح لها بالتنقيب، وذلك بقصد التهريب».

وفي المادة نفسها تكون العقوبة، «السجن المشدّد لكلّ مَن حفر خلسة أو بإخفاء الأثر أو جزءاً منه بقصد التهريب، ويُحكم في جميع الأحوال بمصادرة الأثر والأجهزة والأدوات والآلات والسيارات المستخدمة في الجريمة».

أحد التوابيت المضبوطة بحوزة موظف (وزارة الداخلية المصرية)

وتنتشر عمليات التنقيب غير الشرعي عن الآثار المصرية والاتجار بها في مصر وخارجها، وقد ضبطت الجهات الأمنية 3 تشكيلات مختلفة خلال العام الماضي متّهمة بالتنقيب والاتجار في الآثار، من بينها ضبط شخصين في محافظة بني سويف جنوب مصر، في أثناء حفرهما وتنقيبهما غير المشروع عن الآثار، وعُثر على حفر بعمق مترٍ تقريباً، كما ضُبطت الأدوات المستخدمة في الحفر، وبمواجهتهما اعترفا بقيامهما بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار.

وضبطت الأجهزة الأمنية 6 أشخاص خلال تنقيبهم عن الآثار داخل شقة في منطقة المطرية (شرق القاهرة)، وعُثر بداخلها على حفرتين بعمق 10 أمتارٍ، وبحوزتهم أدوات الحفر والتنقيب، واعترفوا بقيامهم بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار.

وسبق أن ضبطت شرطة السياحة والآثار «تشكيلاً عصابياً» متهماً بالاتجار في 201 قطعة يُشتبه في أثريتها مقابل مبالغ مالية.

وتضمّ محافظة أسيوط التي شهدت الواقعة الأحدث، أكثر من موقع أثريّ، مثل مقابر العمارنة، ومقابر الجبل الغربي، ومقابر مير، ومقابر دير الرفاع ودير المحرق، وجميعها تعود إلى عصر الأسرات الفرعونية والعصر القبطي.


«الإسكندرية للفيلم القصير» يقدم عروضاً للمكفوفين للمرة الأولى

جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
TT

«الإسكندرية للفيلم القصير» يقدم عروضاً للمكفوفين للمرة الأولى

جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)
جانب من الحضور في عروض سينما المكفوفين (الشرق الأوسط)

استحدثت الدورة العاشرة من مهرجان «الإسكندرية للفيلم القصير» تقديم عروض سينمائية للمكفوفين للمرة الأولى، في عرض الفيلم السينمائي القصير مصحوباً بترجمة صوتية وصفية للأحداث التي تُعرَض على الشاشة.

وتحت عنوان «سينما المكفوفين» احتضنت سينما مترو في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية، التجربة الأولى من نوعها في المهرجانات السينمائية المصرية، التي تضمّنت عرض 5 أفلام قصيرة هي «نور عيني»، و«تربية ستات»، و«مكالمة خاصة»، و«هذا اليوم»، و«تمنتاشر خمسة وعشرين» في مدة تقترب من 40 دقيقة.

وتقام الدورة العاشرة من المهرجان خلال الفترة من 25 إلى 30 أبريل (نيسان) الحالي، وتضمّ ورشاً وفعاليات سينمائية عدة من بينها، ورش للمونتاج والحكي، بجانب عروض أفلام في مسابقات المهرجان.

وحظيت تجربة «سينما المكفوفين» بتفاعل كبير بين الحضور مع إتاحتها بشكل مجاني، ولم يقتصر الحضور على المكفوفين المكفولين بالرعاية من الجمعيات الأهلية فحسب، ولكن شهد وجود بعض الأفراد مع ذويهم بعد الإعلان عن العرض وتسليط الضوء عليه.

عروض الأفلام تصاحبها ترجمة صوتية وصفية للأحداث (الشرق الأوسط)

«فكرة العرض بدأت قبل عامين»، وفق محمد جلال، منسق عام المهرجان ومسؤول البرنامج، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «المناقشات حوله جاءت بعد مشاهدته لهذه التجربة في المغرب، ومعرفته بتقديمها في دول عدة أخرى، ورغبته في تكرارها بمصر»، مشيراً إلى «دور الإعلامية المغربية هنا العايدي، التي قامت بالترجمة الصوتية الوصفية للأفلام، ومساعدتهم على خروجها للنور».

وأضاف أن «التّحضيرات للفكرة تواصلت خلال العامين الماضيين، وجرى التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لدعم الفكرة، حتى بدأوا بترجمة الأفلام الخمسة المعروضة قبل أكثر من أسبوع على عرضها».

وأوضح جلال أن الترجمة الخاصة للمكفوفين «لا تقتصر على الوصف الصوتي فقط لما يحدث، ولكنها تخضع لمعايير عدة، وتجري بشكل دقيق يعتمد على الوصف الصوتي في أماكن السّكون بالأحداث وقياسها بشكل دقيق».

وأشاد الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق بالتجربة التي حضرها ووصفها بـ«الإيجابية» مع وجود عددٍ كبيرٍ من المكفوفين الذين حرصوا على الحضور والتفاعل مع الأفلام المعروضة، وسط تصفيق وإشادات بالأفلام وترجمتها.

وأضاف عبد الخالق أن «فكرة وصف الأفلام بشكلٍ مسموعٍ سبق أن قُدّمت عبر أثير الإذاعة في تسعينات القرن الماضي بعنوان (من السينما للإذاعة)، عبر استخدام التعليق الصوتي لنقل الأفلام والمسرحيات والمستمعين، لكنها المرة الأولى التي تُنقل للسينما بشكل كامل، وهو الأمر الذي يستحق التقدير من صُنّاع المهرجان لإتاحة الفرصة أمام المكفوفين من أجل الاستمتاع بتجربة السينما بشكل كامل».

ويلفت مدير المهرجان محمد سعدون الانتباه إلى ردود الفعل الإيجابية التي تلقوها عن التجربة الأولى، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الردود ستحفّزنا لتكرارها مع الاستفادة من بعض الملاحظات التي جاءتنا من الحضور»، معرباً عن أمله في أن «يتحقق حلم المكفوفين بتنفيذ التجربة على نطاق أوسع في صالات السينما».

جانب من النقاش الذي أعقب عرض الأفلام (الشرق الأوسط)

وأضاف سعدون، أنهم استمعوا إلى مقترحات عدة من الحضور، منها «رغبتهم في أن يكون الاستماع للوصف الصوتي عبر سمّاعات خاصة تجنباً لشعورهم بالحرج بين باقي الحضور، مع طلب تعميم الفكرة لتشمل الأفلام المعروضة في دور العرض، بجانب بعض التفاصيل الفنية الخاصة بحاجتهم لمزيد من الوصف الصوتي لبعض الأمور التي لم تكن واضحة».


نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز في القاهرة بحضرة «ثربانتس»

لوحات المعرض جمعت بين حائزي نوبل من مصر وكولومبيا (منسق المعرض)
لوحات المعرض جمعت بين حائزي نوبل من مصر وكولومبيا (منسق المعرض)
TT

نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز في القاهرة بحضرة «ثربانتس»

لوحات المعرض جمعت بين حائزي نوبل من مصر وكولومبيا (منسق المعرض)
لوحات المعرض جمعت بين حائزي نوبل من مصر وكولومبيا (منسق المعرض)

في حضرة «ثربانتس»، جلس أديبا نوبل، المصري نجيب محفوظ والكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز يتحاوران، ليس هذا فقط، بل حضر أُدباء من كلّ العالم ومن أزمنة مختلفة، اجتمعوا خلال معرضٍ فنيٍّ عنوانه «رسم الأدب: الكتّاب والكاريكاتير».

أكثر من 50 لوحة تجسّد أدباء عالميين كباراً من زمن ويليام شكسبير وميغيل دي ثربانتس، صاحب «دون كيشوت»، إلى عصر توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وماركيز، وغيرهم من رُوّاد الأدب في مصر وإسبانيا وأميركا اللاتينية، صُوّروا في أعمال كاريكاتيرية، احتفى بها المركز الثقافي الإسباني في القاهرة «ثربانتس»، في معرض يستمر حتى 12 مايو (أيار) المقبل.

وقال الفنان المصري فوزي مرسي منسّق المعرض، إنه اتفق مع جامعة الكالا في إسبانيا، خلال زيارة سابقة، على تنظيم أنشطة مشتركة، وكان هناك مقترح أن نقيم معرضاً لثربانتس فقط، إلا أن مسؤول المركز الثقافي الإسباني اقترح أن يتضمّن المعرض أيضاً، بورتريهات لكتّاب عرب وإسبان ومن أميركا اللاتينية.

وأبدى خوسيه مانويل البابستور، مدير معهد ثربانتس في القاهرة، عن سعادته لاستضافة هذا المعرض الذي يضمّ شخصيات أدبية كبيرة، في حوار متخيل مع بعضها، مشيراً في بيان نشره عبر صفحة المركز، إلى أن «الفنانين أطلقوا خيالهم ورسموا كُتّابنا المفضلين في وضعيات حداثية وغير تقليدية. فأحدهم يلتقط صورة سيلفي، وثربانتس يتبادل القراءة مع شكسبير، وهي طريقة تُكسب هؤلاء الكتاب حياة جديدة عبر ريشة فنانين من 16 دولة شاركوا في المعرض، من مصر وإسبانيا ودول أوروبية ودول أميركا اللاتينية».

شكسبير وثربانتس في لوحة من المعرض (منسق المعرض)

وأوضح مرسي لـ«الشرق الأوسط»، أنهم بدأوا في تنظيم هذا المعرض من خلال طرح الفكرة على مجموعة من الفنانين، كما أن معهد كبيدو في إسبانيا أرسل لهم مجموعة من أعمال الفنانين الإسبان ومن دول مختلفة.

وتابع : «اخترنا أيضاً مجموعة من الأعمال المرسومة من قَبل لنجيب محفوظ وماركيز في لوحات تجمعهما، وكانت هناك مجموعة كبيرة اخترنا منها 50 لوحة عُرضت بشكل مميّز، بالإضافة لوجود شاشة تلفزيونية تعرض الأعمال بشكل مستمر».

وأشار إلى أن هذا المعرض يعبّر عن حوار رمزي بين كل هؤلاء الكتاب الذين يبتعدون مئات السنين عن بعضهم بعضاً، مثل ثربانتس وشكسبير اللذين يعودان إلى القرنين الـ16 والـ17، في حين يعود ماركيز ومحفوظ مثلاً للقرن الـ20 بل الـ21.

محفوظ وماركيز مع عمليهما الشهيرين (منسق المعرض)

وحسب المركز الثقافي الإسباني، فإن المعرض الذي حمل عنوان «رسم الأدب: الكُتّاب والكاريكاتير»، نُظّم بالتعاون مع اتحاد منظمات رسامي الكاريكاتير (فيكو مصر)، ومعهد كيبيدو لفنون الفكاهة في جامعة الكالا في إسبانيا.

ويُعدّ هذا المعرض أول معرضٍ للكاريكاتير يستضيفه المركز الثقافي الإسباني في القاهرة، وفق مرسي، الذي أكّد أنه ستكون هناك أنشطة أخرى مماثلة في المركز خلال الفترة المقبلة، كما أن متحف الكاريكاتير المصري ومنصة «إيجبيت كارتون» في صدد تنظيم معرض بالمركز الثقافي الهندي عن طاغور ونجيب محفوظ.


مهرجان «ما لا تراه العين» يكرّم الإبداع الشاب ويعزز التواصل الثقافي

بدور عرفة ومحمد بحري يفوزان بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي (الشرق الأوسط)
بدور عرفة ومحمد بحري يفوزان بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي (الشرق الأوسط)
TT

مهرجان «ما لا تراه العين» يكرّم الإبداع الشاب ويعزز التواصل الثقافي

بدور عرفة ومحمد بحري يفوزان بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي (الشرق الأوسط)
بدور عرفة ومحمد بحري يفوزان بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي (الشرق الأوسط)

اختتمت الدورة الـ11 من «مهرجان عفت السينمائي الدّولي» لأفلام الطّلاب أعمالها تحت شعار «ما لا تراه العين»، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام. وشهد المهرجان عرضاً متنوعاً من أفلام طلّاب وطالبات وخريجي مدرسة عفت للفنون السينمائية، التي تُعدّ الأولى من نوعها لتدريس صناعة الأفلام والرسوم المتحركة في المملكة، بالإضافة لمجموعة مختارة من أفلام الطلاب الدّوليين، الذين تقدموا لمسابقات المهرجان المختلفة من أكثر من 115 دولة، ليصل العدد الإجمالي للأفلام المقدمة 2150 فيلماً.

وخلال أعمال الدورة، جرى اختيار أفضل 57 فيلماً فقط من 27 دولة، عُرضت على جمهور المهرجان من خلال لجنة تحكيم دولية ضمّت: الفنانة السعودية سارة طيبة، وعميدة معهد السينما في القاهرة الدكتورة إيمان يونس، والمخرج الألماني الحائز على «الأوسكار» توماس ستلماخ، والمخرج السويسري مايكل بونكلي، وروت لوكسمبورغ البروفيسورة البريطانية في الكلية الملكية للفنون.

تسابقت الأفلام على 7 جوائز مختلفة هي: جائزة أفضل فيلم روائي سعودي، وأفضل فيلم متحرّك سعودي، وأفضل فيلم وثائقي سعودي، وأفضل فيلم روائي دُولي، وأفضل فيلم متحرك دُولي، وأفضل فيلم وثائقي دُولي، وجائزة أخيرة للجمهور.

وفاز فيلم «بحري» بجائزة أفضل فيلم وثائقي سعودي، من تقديم محمد بحري وإخراج الطالبة بدور عرفة، ويتناول العمل قصة شخص اسمه محمد بحري يقدم شخصية «كوكو» المهرّج في الاحتفالات والفعاليات. وفيه يتحدث بحري عن تنقله بين الشخصيتين، وتأثره بما يحدث في حياته من إخفاقات وصدمات، وهروبه إلى «كوكو» لينسى من خلاله واقعه الذي وصل فيه لمرحلة تمنّى أن تنتهي حياته.

محمد بحري الفائز بجائزة الفيلم السعودي الوثائقي (الشرق الأوسط)

يقول بحري لـ«الشرق الأوسط»، إن «شخصية (كوكو) لم تأتِ عبثاً، بل هي شخصية درستُ أبعادها على مدار 12 عاماً من النواحي النفسية والفنية والمسرحية، وأرى أنها الوجه الباسم لبحري والقناع الذي يرتديه ليهرب إليه من كل المتاعب والهموم التي يحملها، وأنا سعيدٌ جداً بفوز الفيلم في المسابقة ونجاح فريق العمل».

يريد بحري من خلال الفيلم الوثائقي أن يقدم رسالة سلام للمشاهد، ويؤكد فيه أن الحياة مليئة بالصعوبات، ومن الطبيعي أن يُخفق الإنسان، ولكن من المهم ألّا يستسلم، وعليه أن ينفض غبار الإحباط الذي يتملّكه ويسيطر عليه بسرعة، ويغوص في مضمار الحياة من جديد لاستكمال مشوار النجاح.

من جانبها، تتحدّث بدور عرفة، مخرجة فيلم «بحري» وطالبة فنون سينمائية في جامعة عفت، عن فيلمها: «واجه بحري مشاكل كثيرة في حياته، ووجد أنّ المَخرَج من هذه الصعوبات هو أن يعمل مهرجاً. وجاء الفيلم ليوثّق حياته والأحداث التي مرّت به سابقاً وحالياً، وأراد من خلاله إيصال رسالة، بأن الإنسان لا بدّ أن يتصالح مع نفسه ليتمكّن من العيش بسلام داخلي».

وفاز فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي «لا» (NO)، الذي يتناول قصة امرأة تحمي طفلاً في المترو من رجل طاعن في السن، حاول التحرش به، وأثناء مشاهدتها للموقف تعود بها الذاكرة لموقف مشابه تعرّضت له وهي طفلة. في حين فاز الفيلم السعودي «فتّاحة العلب» (THE CAN OPENER)، الذي وصفته سارة طيبة، بـ«الفيلم الغريب الذي يحمل أصالة في مضمونه».

وقالت سارة طيبة لـ«الشرق الأوسط»: «استضافت جامعة عفت في جدة مهرجاناً عالمياً لتسليم أعمال الطلاب من جميع أنحاء العالم، ومن خلاله شاهدنا أعمالاً جميلة وأفكاراً متنوعة».

تدشين شراكة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي وجامعة عفت (البحر الأحمر السينمائي)

وفي ختام عروض المهرجان، دشّنت «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» شراكتها للمرة الثانية مع جامعة عفت، الهادفة إلى تمكين صانعات الأفلام الواعدات ضمن مبادرتها النوعية «المرأة في السينما». وتقدم هذه الشراكة فرصة فريدة لصانعات الأفلام الطموحات في الجامعة، متيحةً لهنّ دعماً سخيّاً لتحقيق رؤيتهن الفنية، وبثّ الروح في مشاريعهن السينمائية لترى النور.

وتتيح الشراكة أيضاً، دعماً مالياً من «صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي»، لدعم 22 مشروعاً سينمائيّاً مختلفاً، على أن تُنفّذ بواسطة طالبات مدرسة الفنون السينمائية الطموحات في جامعة عفت. ولا تقتصر هذه الشراكة على الدّعم المالي فحسب، بل تمتد لتقدّم دعماً شاملاً لجميع المشاريع السينمائية، بدءاً من مرحلة التطوير، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الإنتاج، الأمر الذي سيعزّز من جودة المشاريع السينمائية، ويسهم بصورة مباشرة في تعزيز مهارات الطالبات الفنية، ومنحهن تجربة تعليمية منقطعة النظير، بواسطة نخبة من رواد الصناعة.

بدوره، أشاد محمد التركي، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة البحر الأحمر السينمائي»، بهذه الشراكة المستمرة لعامها الثاني على التوالي، قائلاً: «نفخر بها ضمن مبادرتنا (المرأة في السينما)، التي ساهمت في دعم النساء وتمكينهن على الصعيد المحلي وأيضاً الصعيدين الإقليمي والدّولي».

تنطوي قائمة الأفلام المدعومة على سرديات قصصية فريدة، تُناقش قضايا إنسانية معقّدة، بأسلوب درامي فريد ومشوّق، يسلط الضوء على علاقة الألم بالأمل في حياتنا اليومية، ومن بين هذه الأعمال، فيلم «When Home is Gone» للمخرجة هديل مُحرَّم، والفيلم القصير «حَجَرة، ورقة، مِقص» للمخرجة سيرين سلطان، وقدّم فيلم «الأم التي لم أحظَ بها» تجربة درامية منقطعة النظير لمخرجته ياسمين كايلو، كما يَبرزُ فيلم «ربط»، للمخرجة يام فيدا، لاستكشاف تحوّل العلاقات العائلية وسط تحدّيات المرض والفقدان، بجانب فيلم «هل مرّت؟»، للمخرجة ريناد بهادر، وفيلم «لين»، للمخرجة روان جاها.

وعلقت الدكتورة هيفاء رضا جمل الليل، رئيسة الجامعة، على هذه الشراكة بقولها: «في إطار إطلاق الدورة الـ11 من (مهرجان عفت الدّولي لأفلام الطلاب)؛ سعداء نحن بهذا التعاون مع (مؤسسة البحر الأحمر السينمائي)، الرامي إلى تمكين النساء في السينما وتسليط الضوء على إبداعات طالباتنا في مجالات الفنون السينمائية، كما نحرص على تمكين المرأة وتعزيز مكانتها بما يتماشى مع (رؤية المملكة 2030)، وباتت المرأة اليوم شريكة فعّالة في التنمية، وتعيش مرحلة تمكين غير مسبوقة».

تأتي هذه الشراكة بين «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي»، وجامعة عفت، ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها المؤسسة على مدار الأعوام الماضية، لتؤكد التزامها بتمكين المرأة في عالم الصناعة السينمائية، بما يتماشى مع المساعي الطموحة لرؤية المملكة 2030، وتعكس هذه الشراكة في سنتها الثانية، حرص المؤسسة والتزامها على تفعيل دورها الرّيادي، في عقد شراكات استثنائية مع سلسلة من الجهات الثقافية والتعليمية، بما يعود بالنفع على الصناعة السينمائية على الصعيدين المحلي والإقليمي.


دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر
TT

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

خلصت دراسة بحثية إلى أن المعتقدات الإيجابية حول الشيخوخة يمكن أن تعزز طول العمر، وفق موقع «سيكولوجي توداي».

وأضاف الموقع أن الدراسة التى أعدتها سوزان وورم من جامعة الطب في جرايفسفالد وسارة شيفر من معهد لايبنيز أوضحت أن توجيه العقل نحو تحقيق المكاسب هو ما يهم حقاً، ولا يتعلق الأمر بما تخسره مع تقدمك في السن، بل يتعلق بما ستخسره مع تقدمك في العمر، وأنك سوف تكون أكثر صحة إذا وجهت نفسك نحو المكاسب.

وتقول الدراسة إن لديك خياراً بين التفكير في التقدم في السن من حيث المكاسب أو الخسائر.

وقال الموقع إن هذه فكرة مذهلة إلى حد ما؛ حيث يمكنك العيش فترة أطول بمجرد التفكير بشكل إيجابي في نفسك، وأضاف أنها ليست مجرد خيال بل تدعمها الأبحاث.

ولكن الموقع لفت إلى أن التركيز على التغيرات الإيجابية المرتبطة بالعمر يعد أمراً رائعاً، لكن من غير الواقعي النظر إلى الشيخوخة بوصفها أمراً جيداً تمامًا في الواقع، حيث تحدث بعض الخسائر في وظائف مختلفة مع تقدم الأشخاص في السن، وسيكون من الحماقة إنكار وجود هذه الخسائر.

وتشير الدراسة إلى أنه قد تكون هناك قيمة في إجراء بعض التعديلات من ناحية النظر إلى التقدم في السن، إلا أنها لفتت إلى أنه من المهم التركيز على ما يحدث لجسمك عندما لا يعمل شيء ما بشكل صحيح من الناحية البدنية أو الصحية، فإن السماح لنفسك بالإحباط بسبب هذه التغييرات لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.