رام الله تنفي وجود معتقلين سياسيين لديها

هاجمت «حماس» وقالت إنه كان الأولى بها الوقوف إلى جانب «الجهاد»

فلسطينية ترسم في معرض بمنزل ديانا العمور التي قتلت في قصف إسرائيلي بخان يونس (أ.ف.ب)
فلسطينية ترسم في معرض بمنزل ديانا العمور التي قتلت في قصف إسرائيلي بخان يونس (أ.ف.ب)
TT

رام الله تنفي وجود معتقلين سياسيين لديها

فلسطينية ترسم في معرض بمنزل ديانا العمور التي قتلت في قصف إسرائيلي بخان يونس (أ.ف.ب)
فلسطينية ترسم في معرض بمنزل ديانا العمور التي قتلت في قصف إسرائيلي بخان يونس (أ.ف.ب)

رفضت السلطة الفلسطينية اتهامات حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لها، بملاحقة مقاتلي الحركتين في الضفة الغربية، وتنفيذ اعتقالات سياسية بحقهم، واعتبرت أن توقيت الهجوم من شأنه إثارة البلبلة في الشارع الفلسطيني.
وقال المفوض السياسي العام الناطق الرسمي للمؤسسة الأمنية، اللواء طلال دويكات، إنه لا صحة لادعاءات حركة «حماس» أو غيرها حول وجود اعتقالات سياسية أو ملاحقة لأحد، إلا في إطار معالجة قضايا الخروج على القانون والنظام، وحفاظاً على السلم الأهلي.
وأضاف دويكات، في بيان أصدره الثلاثاء، رداً على البيان المشترك الصادر عن حركتي «حماس»، و«الجهاد الإسلامي» الذي هاجم السلطة، أنه من المؤلم أن الهجوم جاء «في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة على شعبنا الفلسطيني قيادة وشعباً»،
وانتقد الناطق «فتاوى وتصريحات (حماس) التي من شأنها خلق البلبلة في الشارع الفلسطيني»، وقال إنه «كان الأجدر بـ(حماس) بدلاً من ملاحقة العشرات من أبناء حركة (فتح) في غزة، واعتقالهم، والتضييق عليهم، أن تتجه نحو وحدة وطنية حقيقية قائمة، على أساس أن الوطن بحاجة إلى رص الصفوف، لمواجهة الهجمة الاحتلالية الشرسة ضد الكل الفلسطيني».
وسخر دويكات من البيان المشترك الذي جاء فيه أن «المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لحركة (حماس)»، وقال إنه «كان حرياً بها (أي حماس) أن تشارك في مقاومة العدوان الأخير على قطاع غزة، وعدم ترك (الجهاد الإسلامي) و(كتائب الأقصى) والقوى الوطنية الأخرى في الميدان وحدها».
وكانت حركتا «حماس» و(الجهاد) قد أصدرتا بياناً مشتركاً، بعد سلسلة من اللقاءات السياسية والأمنية والعسكرية على مستوى عالٍ، جاء فيه أن «المقاومة خيارنا الاستراتيجي لا تراجع عنه، ولا تردد فيه، وهي مستمرة وبتنسيق عالٍ ومتقدم بين الحركتين، والفصائل كافة». وتطرق البيان إلى غرفة العمليات المشتركة، وقال إنها «منجز وطني يضم فصائل المقاومة كافة، في إطار موحد لإدارة المواجهة مع الاحتلال، وفي المقدمة منها (كتائب القسام) و(سرايا القدس)، وسنعمل جميعاً على تعزيز دورها ومكانتها حتى التحرير والعودة».
ودعا البيان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، إلى «الكف عن ملاحقة المقاومين الأبطال، والإفراج عن المعتقلين السياسيين؛ خصوصاً في سجن أريحا سيئ الصيت، وإلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال، والتحرر من مسار أوسلو الكارثي، وإلى إطلاق المقاومة الشاملة، حقيقة لا كلاماً». وأكدت الحركتان حرصهما على إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، من خلال تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يمثل الشعب الفلسطيني كاملاً في الداخل والخارج. وشدد البيان على مواصلة الحركتين جهودهما المشتركة «لتشكيل تكتل وطني يوحد الجهود المبذولة على هذا الصعيد».
يذكر أن البيان جاء بعد توتر مكتوم بين الحركتين، أدى إلى انسحاب «الجهاد» من غرفة العمليات المشتركة للفصائل، في أعقاب جولة القتال الأخيرة التي استفردت فيها إسرائيل بالحركة، من دون تدخل من حركة «حماس»، وهو الموقف الذي اعتبرته «الجهاد»: «طعنة في الظهر».
وكانت حركة «الجهاد» قد أبلغت «حماس» بعد جولة القتال الأخيرة فوراً، أنها خارج غرفة العمليات المشتركة، ووصفتها أنها مجرد «مزهرية» لا قيمة لها. وغضبت «الجهاد» من حملة لأنصار «حماس» ضدها أثناء المواجهة، وكذلك من ضغوط «حماس» عليها لوقف القتال، وتوقيف الحركة الحاكمة لمجموعات مسلحة من «الجهاد». وجاء البيان المشترك، الثلاثاء، ليؤكد طي الخلافات.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

تقرير: إصابة شخصين جراء سقوط صاروخ في شمال إسرائيل

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
TT

تقرير: إصابة شخصين جراء سقوط صاروخ في شمال إسرائيل

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست»، اليوم الأربعاء، بإصابة شخصين بجروح طفيفة؛ جراء سقوط صاروخ مضاد للدبابات قرب بلدة رموت نفتالي في شمال إسرائيل، الليلة الماضية.

ونقلت الصحيفة عن مركز طبي القول إن الشخصين المصابين كانا يستقلان شاحنة بالمنطقة، وإن الصاروخ أصاب الشاحنة بصورة مباشرة، أثناء وقوف هذين الشخصين خارجها، مشيراً إلى أنهما تلقّيا العلاج وغادرا المستشفى.

في سياق متصل، أعلن «حزب الله» اللبناني استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ‏ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية، صباح اليوم.

بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن طائرات حربية أغارت، خلال الليلة الماضية، على أهداف تابعة لـ«حزب الله» في خمس مناطق بجنوب لبنان.

وأوضح أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن الغارات قصفت أهدافاً لـ«حزب الله» في منطقتي الخيام وكفركلا بجنوب لبنان، منها مواقع للاستطلاع وبنى تحتية.

كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على بنية تحتية لـ«حزب الله» ومبنى عسكري للجماعة في مناطق بليدا عديسة وميس الجبل، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قد ذكرت، في وقت سابق اليوم، أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارة على أطراف بلدة عيترون في جنوب البلاد، في ساعة متأخرة، الليلة الماضية.

كما أفادت قناة «الميادين» بأن طائرات حربية إسرائيلية نفذت عدة غارات على أطراف بلدتي كفركلا وميس الجبل ووادي برغز.


أميركا «مصممة» على التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» الآن

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT

أميركا «مصممة» على التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» الآن

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الأربعاء) خلال زيارته إسرائيل، أن الولايات المتحدة «مصممة» على التوصل إلى اتفاق هدنة مرفق بالإفراج عن الرهائن، بين إسرائيل و«حماس».

وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في تل أبيب: «حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يعيد الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إليه الآن. السبب الوحيد لعدم حصول ذلك هو (حماس)».


إبرام أول صفقة بين جامعة أميركية مرموقة وطلاب مؤيدين للفلسطينيين

الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
TT

إبرام أول صفقة بين جامعة أميركية مرموقة وطلاب مؤيدين للفلسطينيين

الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)

أعلنت جامعة «براون» الثلاثاء، أنّها توصّلت إلى اتفاق مع مجموعة من طلابها مناهضة للحرب في غزة، ينصّ على أن يزيل الطلاب المحتجّون مخيّمهم من الحرم الجامعي، مقابل وعد بأن تعيد الجامعة النظر في علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل، في أول اتفاق من نوعه بين جامعة أميركية مرموقة والحراك الطلابي الداعم للفلسطينيين.

وقالت كريستينا باكسون، رئيسة الجامعة الواقعة في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرقي الولايات المتّحدة)، إنّ الطلاب المحتجّين وافقوا على إنهاء احتجاجهم، وتفكيك مخيّمهم، بحلول الساعة 17:00 بالتوقيت المحلّي من عصر الثلاثاء.

وأوضحت في بيان أنّ الطلاب وافقوا أيضاً على «أن يمتنعوا حتى نهاية العام الدراسي عن القيام بأي أفعال أخرى، من شأنها أن تنتهك قواعد السلوك الخاصة بجامعة (براون)».

وأضاف البيان أنّه في المقابل «ستتمّ دعوة 5 طلاب للقاء 5 أعضاء من مؤسّسة جامعة (براون) في مايو (أيار) لتقديم حججهم بشأن سحب استثمارات (براون) من شركات تسهّل الإبادة الجماعية في غزة وتستفيد منها».

ويمثّل هذا الاتفاق أول تنازل كبير من جانب إدارة جامعة أميركية مرموقة، إزاء الحركة الطلابية الاحتجاجية التي لا تنفكّ تتّسع نطاقاً في الولايات المتّحدة. وتسببت هذه الاحتجاجات في توقيف مئات الطلاب، وشلل جامعات عدّة، وانقسام حادّ في الرأي العام الأميركي.

ويمثّل قطع العلاقات بين كبريات الجامعات الأميركية الخاصة ورعاة وشركات مرتبطة بإسرائيل، أحد مطالب الحركة الطلابية التي تدافع عن القضية الفلسطينية، وتدعو لوقف الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

وخلال الأسبوعين الماضيين امتدّت الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، إلى جامعات تتوزع في سائر أنحاء الولايات المتّحدة، من كاليفورنيا غرباً (جامعة كاليفورنيا- لوس أنجليس، جامعة جنوب كاليفورنيا) إلى الولايات الشمالية الشرقية (كولومبيا، ييل، هارفارد، يوبين) مروراً بالولايات الوسطى والجنوبية، مثل تكساس وأريزونا.

ولا يزال يتعين على طلاب جامعة «براون» وإدارتها مناقشة الخطوط العريضة لهذا الاتفاق، خلال الفترة الممتدة من مايو وحتى أكتوبر (تشرين الأول).

وفي المخيّم الاحتجاجي الذي بنوه في حديقة الجامعة، قفز طلاب فرحاً بالاتفاق، وعانق بعضهم بعضاً وهم يغنّون.


الأمم المتحدة تطالب الدول صاحبة النفوذ بمنع إسرائيل من شن هجوم رفح

جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة تطالب الدول صاحبة النفوذ بمنع إسرائيل من شن هجوم رفح

جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)

حذرت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، من أن هجوماً إسرائيلياً على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة يلوح «في الأفق القريب» مضيفة أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تستغل التقدم «التدريجي» في إدخال المساعدات للتحضير أو تبرير العملية.

وناشد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للمنظمة، الدول صاحبة النفوذ لدى إسرائيل «بذل كل ما في وسعها» لمنع أي هجوم إسرائيلي على رفح؛ حيث يعيش أكثر من 1.2 مليون نازح فلسطيني.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، بالمضي في الهجوم الذي يهدد بتنفيذه منذ فترة طويلة على رفح، بغض النظر عن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث مقترح لوقف القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين.

وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في بيان، إن «العالم يناشد السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع الابتعاد عن رفح؛ لكن عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب».

وأضاف: «الحقيقة البسيطة هي أن العملية البرية في رفح لن تكون أقل من مأساة تتجاوز الكلمات».

وتعهدت إسرائيل قبل شهر تقريباً بتحسين وصول المساعدات، بعد أن طالب الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ خطوات للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة التي يقطنها نحو 2.3 مليون نسمة، قائلاً إن واشنطن يمكن أن تضع شروطاً على الدعم، إذا لم تتحرك إسرائيل.

وقال غوتيريش للصحافيين إن «تقدماً تدريجياً» أُحرز نحو تجنب «مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها كلية» في شمال قطاع غزة؛ لكن توجد حاجة ملحة لبذل مزيد من الجهد.

وقال: «هذه التحسينات في إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة لا يمكن استخدامها للتحضير أو تبرير هجوم عسكري شامل على رفح».

ودعا غوتيريش إسرائيل على وجه التحديد إلى الوفاء بتعهدها بفتح معبرين إلى شمال قطاع غزة، حتى يتسنى توصيل مساعدات مباشرة من ميناء أسدود الإسرائيلي والأردن، والسماح بوصول المساعدات بسرعة وسلامة ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع.

وقال أيضاً: «العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في أنحاء غزة هي انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني والأشخاص الذين نساعدهم. يتعين ألا تكون قوافل المساعدات الإنسانية والمنشآت والعاملون والأشخاص المحتاجون أهدافاً».

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع غزة (إ.ب.أ)

وذكر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر في مارس (آذار) أن المجاعة وشيكة ومحتملة بحلول مايو (أيار) في شمال غزة، وقد تنتشر عبر القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص بحلول يوليو (تموز).

وقال غوتيريش: «في شمال غزة، الفئات الأكثر ضعفاً، من الأطفال المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة، يموتون بالفعل من الجوع والمرض».

وحين سئل عن الضغط الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على حليفتها إسرائيل، لتعزيز وصول المساعدات وتجنب الهجوم على رفح، قال غوتيريش: «من المهم جداً ممارسة كل الضغوط الممكنة، لتجنب ما يمكن أن تكون مأساة مدمِّرة تماماً».

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الإجراءات التي ما زال يتعين على إسرائيل اتخاذها لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.

وقال غوتيريش: «أشجع بقوة حكومة إسرائيل وقيادة (حماس) على التوصل الآن إلى اتفاق... من دون ذلك، أخشى أن تتفاقم بشدة الحرب، بكل عواقبها في غزة وفي أنحاء المنطقة».

وتجري الأمم المتحدة محادثات مع الولايات المتحدة، لإنشاء رصيف عائم للسماح باستقبال مساعدات بحرية قادمة من قبرص إلى غزة. وقال غوتيريش: «نرحب بتوصيل المساعدات جواً وبحراً؛ لكن لا بديل عن الاستخدام المكثف للطرق البرية».

وقال نائب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جوناثان ميلر، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل واصلت «تعزيز وتكثيف» دعمها للمساعدات، وقد تحققت نتائج جوهرية مع «زيادة كبيرة» في حجم المساعدات خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتواصل إسرائيل حملتها العسكرية على «حماس» في غزة، بسبب الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل.

وتقول إسرائيل إن نحو 1200 شخص قُتلوا، واحتُجز أكثر من 250 رهينة في هجوم «حماس»، وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 34 ألف شخص في حملتها على غزة منذ ذلك الحين.


تقارير: إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة من أجل اتفاق غزة

الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
TT

تقارير: إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة من أجل اتفاق غزة

الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)

خلال المفاوضات الجارية في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في حرب غزة، ظهرت تفاصيل حول اقتراح اتفاق قدمته حركة «حماس».

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس (الثلاثاء)، نقلاً عن مسؤولين مصريين، أن الاقتراح الذي شاركت إسرائيل في صياغته ولكنها لم توافق عليه بعد، يقوم على مرحلتين.

وتشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح ما لا يقل عن 20 رهينة في غضون 3 أسابيع، مقابل عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين. وأضافت أنه يمكن تمديد المدة يوماً واحداً لكل رهينة إضافي.

وتشمل المرحلة الثانية وقف إطلاق النار لمدة 10 أسابيع، تتفق فيه «حماس» وإسرائيل على إطلاق سراح الرهائن على نطاق أوسع ووقف أطول للقتال قد يستمر لمدة تصل إلى عام، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول إسرائيلي قوله، أمس، إن «إسرائيل ذهبت إلى أبعد الحدود في إظهار مرونة للتوصل إلى اتفاق». فعلى سبيل المثال، انخفض عدد الرهائن الذين ستفرج عنهم «حماس» في خطوة أولى.

وأضافت أن إسرائيل منفتحة أيضاً على إمكانية عودة الفلسطينيين الذين فروا من القتال إلى جنوب قطاع غزة المغلق إلى الشمال، دون تفتيش أمني إسرائيلي.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية بأن أحد الخيارات التي يتم فحصها حالياً هو أن تتولى مصر عمليات التفتيش الأمني.

وتتوقع الحكومة الإسرائيلية رداً من «حماس» على العرض الأخير مساء الأربعاء، حسبما نقلته الصحيفة عن المسؤول الإسرائيلي.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين إسرائيليين ومصريين قولهم إن إسرائيل مستعدة لإرسال وفد إلى المفاوضات غير المباشرة في القاهرة في الأيام المقبلة.

وترى إسرائيل في الاقتراح الأخير «فرصة أخيرة». وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع «حماس» قريباً، فسيبدأ الهجوم البري المخطط له على مدينة رفح في جنوب غزة، حسبما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً عن مسؤولين كبار.

وقال أحد المسؤولين لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الاستعدادات لشن هجوم في رفح مستمرة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أمس، إن إسرائيل تتفاوض بحسن نية، وإن على «حماس» قبول الاقتراح.

وتصر «حماس» على إنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل. ولا يتفاوض الجانبان بشكل مباشر؛ بل عبر مصر وقطر والولايات المتحدة.


نتنياهو يفصل «اجتياح رفح» عن «الهدنة»


صورة غير مؤرخة نشرتها قيادة «سنتكوم» الأميركية أمس تظهر رصيفاً عائماً قبالة قطاع غزة في إطار مساعي إنشاء ميناء لإيصال المساعدات (أ.ب)
صورة غير مؤرخة نشرتها قيادة «سنتكوم» الأميركية أمس تظهر رصيفاً عائماً قبالة قطاع غزة في إطار مساعي إنشاء ميناء لإيصال المساعدات (أ.ب)
TT

نتنياهو يفصل «اجتياح رفح» عن «الهدنة»


صورة غير مؤرخة نشرتها قيادة «سنتكوم» الأميركية أمس تظهر رصيفاً عائماً قبالة قطاع غزة في إطار مساعي إنشاء ميناء لإيصال المساعدات (أ.ب)
صورة غير مؤرخة نشرتها قيادة «سنتكوم» الأميركية أمس تظهر رصيفاً عائماً قبالة قطاع غزة في إطار مساعي إنشاء ميناء لإيصال المساعدات (أ.ب)

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى فصل مسار خطته لاجتياح مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، عن مصير مفاوضات ترعاها مصر لتحقيق «هدنة» مع حركة «حماس» وتبادل الرهائن والسجناء بين الجانبين.

وتماشى نتنياهو مع دعوات اليمين المتطرف في حكومته بالمضي في اجتياح رفح، في وقت تترقب فيه أوساط دولية وإقليمية، رد «حماس» على مقترح الهدنة. وقال نتنياهو في اجتماع مع عائلات جنود قتلوا في غزة وآخرين محتجزين لدى «حماس»، «سندخل رفح ولن نستسلم لـ(حماس) باتفاق أو من دونه».

وتسعى القاهرة إلى تحقيق «هدنة» في غزة، ما قد يفضي إلى «تأجيل» اجتياح إسرائيلي واسع في رفح المتاخمة للحدود المصرية. وأكد مصدر مصري مطلع على المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصعوبات بشأن اتفاق الهدنة تتضاءل، ولا توجد مشكلات كبيرة في تفصيلات المقترحات». وقال إن «الصعوبات الآن مرتبطة بإرادة الطرفين ورغبتهما في إنجاز الاتفاق».

على صعيد متصل، أكد اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة، الاثنين، مع وزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية، دعم الجهود الرامية لإنهاء الحرب في غزة، وأهمية وضرورة اعتماد نهج شامل نحو مسار موثوق به لا رجعة فيه، لتنفيذ حل الدولتين وفقاً للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها.


تكاثر «الفصائل» يثير قلقاً في لبنان


من تشييع أحد عناصر «الجماعة الإسلامية» في بيروت (أ.ب)
من تشييع أحد عناصر «الجماعة الإسلامية» في بيروت (أ.ب)
TT

تكاثر «الفصائل» يثير قلقاً في لبنان


من تشييع أحد عناصر «الجماعة الإسلامية» في بيروت (أ.ب)
من تشييع أحد عناصر «الجماعة الإسلامية» في بيروت (أ.ب)

شغل النشاط العسكري لخمسة فصائل لبنانية وفلسطينية على جبهة الجنوب، المستوى السياسي اللبناني، حيث سيكون لبنان أمام تحدي جمع السلاح المنتشر بيد «فصائل المقاومة» التي ظهر السلاح الثقيل معها خلال الحرب الأخيرة في جنوب لبنان.

ومع أن السلاح الفردي «موجودٌ بين أيدي اللبنانيين كتقليد منذ الحرب الأهلية»، حسبما يهمس المسؤولون اللبنانيون، ظهر السلاح الثقيل بحوزة مقاتلي «حزب الله» و«حركة أمل» و«الجماعة الإسلامية»، كذلك بحوزة «كتائب القسام»، وحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين.

وبينما يثير تكاثر هذه الفصائل قلقاً في البلاد، تغيب التقديرات الأمنية لأعداد المقاتلين التي تتراوح بين «العشرات والمئات»، حسب كل فصيل.

ورغم «القلق» من هذه الظاهرة، والتساؤلات حول كيفية معالجتها بعد انتهاء الحرب، لم يناقش هذا الملف على المستوى السياسي بعد بين الأفرقاء والقوى السياسية، ويبدو أن أياً من القوى السياسية لا تملك تصوراً «لكيفية التعامل مع هذا الواقع المستجد».

ويرفض عضو كتلة «التغيير» النائب إبراهيم منيمنة «تكريس ثقافة قبول السلاح خارج الدولة»، رافضاً «استثمار السلاح لفرض معادلات سياسية جديدة».

كما يؤكد نائب رئيس البرلمان السابق إيلي الفرزلي أن «الضمانة لمعالجة مسألة السلاح لا توجد إلا بالدولة وبتطبيق الدستور بدءاً من انتخاب رئيس».


غارات إسرائيلية على أطراف بلدة عيترون جنوب لبنان

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أرشيفيىة - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أرشيفيىة - أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية على أطراف بلدة عيترون جنوب لبنان

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أرشيفيىة - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أرشيفيىة - أ.ف.ب)

قالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، اليوم (الأربعاء)، إن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارة على أطراف بلدة عيترون في جنوب البلاد في ساعة متأخرة الليلة الماضية.

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن طائرات حربية إسرائيلية نفذت عدة غارات على أطراف بلدتي كفركلا وميس الجبل ووادي برغز.


الصحة العالمية تحذر من «كارثة إنسانية» إن اجتاحت إسرائيل رفح

مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة كما بدا يوم أمس (ا.ف.ب)
مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة كما بدا يوم أمس (ا.ف.ب)
TT

الصحة العالمية تحذر من «كارثة إنسانية» إن اجتاحت إسرائيل رفح

مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة كما بدا يوم أمس (ا.ف.ب)
مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة كما بدا يوم أمس (ا.ف.ب)

حذر تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من حدوث ما وصفها بأنها ستكون «كارثة إنسانية» إذا نفذت إسرائيل تهديدها ونفذت اجتياحاً واسع النطاق لرفح في جنوب قطاع غزة.

وناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إسرائيل عبر منصة «إكس»، بعدم المضي قدما في الاجتياح، وحث جميع الأطراف على العمل من أجل وقف إطلاق النار.

وقبل قليل، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث من الأمر نفسه، وقال إن عملية برية «تلوح في الأفق» ضد رفح رغم من مناشدات العالم لإسرائيل على مدى أسابيع لتجنّب الهجوم.


الاعتراف بدولة فلسطينية... رافعة لمفاوضات حل الدولتين

صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
TT

الاعتراف بدولة فلسطينية... رافعة لمفاوضات حل الدولتين

صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)

رغم بعده الرمزي، قد يكون اعتراف دول أوروبية عدة بدولة فلسطين، وهو أمر مرتقب في مايو (أيار)، بمثابة رافعة لمفاوضات حل الدولتين الذي يدعو إليه الغرب لحل الصراع في غزة، وفق محلّلين.

وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، في الرياض إنه يتوقع أن تعلن دول أوروبية عدة اعترافها بدولة فلسطين في مايو، من بينها إسبانيا وآيرلندا وبلجيكا وسلوفينيا ومالطا.

من جهتها، أكّدت أنييس لوفالوا من معهد البحوث والدراسات حول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، أن «ذلك قبل كل شيء لفتة رمزية لن تغير في البداية حياة الفلسطينيين، لكنها قد تكون وسيلة ضغط لإجبار إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطين». لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر تعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنه الحل الوحيد على المدى الطويل.

وبعد الهجوم غير المسبوق الذي نفّذته حركة «حماس» في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، يعد نتنياهو أن ذلك سيكون «هدية» للحركة، وفق حسني عبيدي من مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي والمتوسط.

وأضاف: «على عكسه، يعتقد الأوروبيون أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو خطوة إضافية نحو إرساء حقوق الفلسطينيين عبر تعزيز السلطة الفلسطينية وإضعاف موقف (حماس)».

وتابع: «من شأن ذلك أن يعزز ديناميكية... السلام التي لم تكن نقطة القوة لا لـ(حماس) ولا لنتنياهو».

من جهته، رأى برتران بيزانسونو السفير الفرنسي السابق لدى قطر والسعودية، أن اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية لن يكون له تأثير مباشر على موقف نتنياهو. وقال: «سيثير ذلك غضبه، لكنني لا أرى أنه سيغير قناعاته». وأضاف: «من ناحية أخرى، سيساعد ذلك إدارة بايدن في ضغوطها على نتنياهو عبر إظهار أنّ هناك تحركاً أوروبياً في هذا الاتجاه، وأنه لا يمكننا التظاهر بأن المسألة غير مطروحة».

في 10 أبريل (نيسان)، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام النواب الإسبان، إن الاعتراف بدولة فلسطينية «يصب في المصلحة الجيوسياسية لأوروبا».

وجاء ذلك بعد أيام من نشر بيان مشترك مع نظرائه الآيرلندي والمالطي والسلوفيني يفيد بأنهم «مستعدون للاعتراف بدولة فلسطين» عندما يساهم ذلك في «تقديم مساهمة إيجابية» في حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

ضمن استراتيجية حل الدولتين

وذكّر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في الرياض «نظراءه بأن مسألة الاعتراف (بدولة فلسطينية) ليست من المحرمات بالنسبة إلى فرنسا، لكن يجب أن تكون مفيدة في إطار استراتيجية عالمية لحل الدولتين».

من جهتها، حذّرت لوفالوا من «فخ حقيقي» يتمثل في الاعتراف بدولة فلسطينية «لإراحة الضمير» من دون أي التزام ملموس آخر.

حتى اليوم، اتخذت 137 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 هذا القرار.

وفي مقال نُشر في صحيفة «نيويورك تايمز» منتصف ديسمبر (كانون الأول)، حضّ ديفيد هاردن، المستشار للرئيس الأسبق باراك أوباما، ولاري غاربر الناشط في المجال الإنساني، واشنطن على القيام بالمثل، وبررا ذلك بأنه وسيلة للنيل من «طموحات (حماس) في إقامة دولة إسلامية (من النهر إلى البحر)»، ولفتا إلى أن ذلك «سيشجع الشعب على اختيار قادة جدد يعملون على تحقيق الحلم الفلسطيني بالاستقلال».