«الكيتو» أم «المتوسط»... أيهما أفضل حمية؟

الباحثون راقبوا مستويات السكر في الدم وعوامل الخطر القلبية الوعائية ومدى الالتزام بالنظام الغذائي
الباحثون راقبوا مستويات السكر في الدم وعوامل الخطر القلبية الوعائية ومدى الالتزام بالنظام الغذائي
TT

«الكيتو» أم «المتوسط»... أيهما أفضل حمية؟

الباحثون راقبوا مستويات السكر في الدم وعوامل الخطر القلبية الوعائية ومدى الالتزام بالنظام الغذائي
الباحثون راقبوا مستويات السكر في الدم وعوامل الخطر القلبية الوعائية ومدى الالتزام بالنظام الغذائي

قارنت تجربة سريرية جديدة بين النظامين الغذائيين: «كيتو»، و«البحر الأبيض المتوسط»، من خلال مطالبة 33 شخصاً يعانون من مقدمات السكري أو مرض السكري، بتناول كلا النظامين، واحداً تلو الآخر، لمدة 3 أشهر.
وحسب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، خلال الأسابيع الأربعة الأولى من كل نظام غذائي، تلقى المشاركون إما وجبات صحية تعتمد على «كيتو» وإما «المتوسط»، ثم اتبعوا نظاماً غذائياً حراً حددوه بأنفسهم.
راقب الباحثون وزن المشاركين ومستويات السكر في الدم (الغلوكوز) وعوامل الخطر القلبية الوعائية، ومدى الالتزام بالنظام الغذائي.
قال الباحث الرائد في مجال التغذية بجامعة هارفارد، الدكتور والتر ويليت (لم يشارك في التجربة) إن «الحميتين حسنتا نسبة الغلوكوز في الدم بدرجة مماثلة، وفقدت المجموعتان القدر نفسه من الوزن».
ومع ذلك، عندما فحص الباحثون تأثير الحميتين على مستويات الدهون في الدم التي تسهم في الإصابة بأمراض القلب، كان النظام الغذائي «المتوسط» هو الفائز الواضح، وفقاً للدراسة التي نُشرت، أمس (الجمعة)، في المجلة الأميركية للتغذية السريرية.
تتبعت الدراسة البروتين الدهني منخفض الكثافة، المعروف باسم «الكولسترول الضار»، والدهون الثلاثية، وهي نوع مختلف من الدهون في الدم، ويساهم أيضاً في تصلب الشرايين.
وقال رئيس قسم التغذية في جامعة هارفارد، الدكتور فرانك هو (لم يشارك في التجربة): «أدت حمية (الكيتو) إلى زيادة كبيرة في نسبة الكولسترول الضار بنسبة 10 في المائة، بينما خفضه نظام (المتوسط) بنسبة 5 في المائة»، مضيفاً: «الفارق بين النظامين كبير جداً، وقد يكون لذلك عواقب طويلة المدى على أمراض القلب والأوعية الدموية».
ووجدت الدراسة أنه في حين أن كلا النظامين خفضا الدهون الثلاثية، فإن نظام «كيتو» الغذائي كان له تأثير أكبر. ومع ذلك، قال هو إن «انخفاض الدهون الثلاثية ليس بالأهمية نفسها لارتفاع الكولسترول الضار».
وقال: «ارتفاع الكولسترول الضار هو عامل خطر أقوى وأهم بكثير لأمراض القلب والأوعية، الدموية من مستويات الدهون الثلاثية».
وتابع: «لذا في حين أن كلا النظامين كانا فعالين للغاية في السيطرة على نسبة السكر في الدم على المدى القصير، أعتقد أن القضية الرئيسية هي الآثار طويلة المدى المحتملة لحمية (الكيتو) على أمراض القلب والأوعية الدموية».
يقول مؤيدو «الكيتو» إنه يحقق نجاحاً سريعاً في إنقاص الوزن، عن طريق وضع الناس في الحالة «الكيتونية»، وهي حالة يبدأ فيها الجسم في حرق الدهون المخزنة كوقود. ولكن للوصول إلى الحالة «الكيتونية»، يتم تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير من 20 إلى 50 غراماً في اليوم (يبلغ حجم كوب الأرز المطبوخ حوالي 50 غراماً). ويؤدي تناول الكربوهيدرات الإضافية إلى إخراجك من الحالة الكيتونية.
وقال هو إن النظام الغذائي اليومي للأميركيين يتكون من 50 في المائة من الكربوهيدرات، لذا، فإن تقليل هذا الرقم إلى أقل من 50 غراماً يعد «انخفاضاً كبيراً. ومن الصعب على الناس الحفاظ عليه».
غالباً ما ينظر الناس إلى «كيتو» على أنه نظام غذائي يتكون بشكل أساسي من اللحوم ومشتقات الألبان كاملة الدسم والنقانق واللحوم الأخرى بالدهون المشبعة، وكلها يمكن أن تسهم في الالتهابات والأمراض المزمنة.
وقال معد الدراسة، أستاذ الطب في مركز ستانفورد للأبحاث الوقائية، كريستوفر غاردنر، إن التجربة استخدمت «نظاماً غذائياً متوازناً كيتونياً»، والذي حد من تناول البروتين بكميات كبيرة وشدد على الخضراوات غير النشوية.
وأضاف: «حاولت التركيز على الخصائص الإيجابية للنظامين الغذائيين».
يحظر نظام «كيتو» الغذائي تناول الحبوب والبقوليات والفواكه باستثناء حفنة من التوت. ومع ذلك، فإن حمية «المتوسط» تشجع على تناول الفواكه والخضراوات والفاصوليا والعدس والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور.
وقال غاردنر إن النظامين يتقاطعان على أننا «نأكل الكثير من السكر المضاف والحبوب المكررة، ولا نأكل ما يكفي من الخضار»، لافتاً إلى أنه «تم إعداد الدراسة بأكملها لمعرفة ما إذا كانت هناك ميزة للتخلص من الفاكهة والحبوب الكاملة والفاصوليا في حمية الكيتو».
وقال أستاذ الطب في جامعة نيويورك الدكتور شيفام جوشي، إنه بالإضافة إلى ارتفاع الكولسترول السيئ، فإن الأشخاص في حمية «الكيتو»: «عانوا من انخفاض في الثيامين، والفيتامينات B6، وC، وD، وE، والفوسفور».
وقال ويليت: «تتمتع الحبوب الكاملة والفواكه بفوائد صحية إيجابية، كما أن استبعادها في حمية (الكيتو) يثير بعض القلق بشأن الآثار الصحية طويلة المدى»، مضيفاً: «يجد كثير من الناس أن الالتزام طويل الأمد بنظام (كيتو) الغذائي أمر صعب».
في الواقع، وجدت الدراسة أن معظم الناس توقفوا عن نظام «كيتو» الغذائي بعد انتهاء البحث.
ما هي الرسالة الرئيسية للدراسة؟
قال هو إن «التقييد الشديد لبعض الكربوهيدرات الصحية ليس ضرورياً لتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وصحة القلب». وأضاف: «يمكن اتباع نظام غذائي متوسطي صحي، أو نظام غذائي معتدل منخفض الكربوهيدرات، أو نظام غذائي نباتي صحي للغاية. هناك خيارات مختلفة للأشخاص الذين لديهم تفضيلات غذائية مختلفة».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

كيف تحوّل روتينك اليومي إلى مصدر «للفرح والرضا»؟

كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
TT

كيف تحوّل روتينك اليومي إلى مصدر «للفرح والرضا»؟

كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)

يعتقد البعض أنه عليه الذهاب في إجازة باهظة، أو على الأقل الانتظار حتى انتهاء أسبوع العمل، للشعور بالسعادة والرضا الحقيقيين في الحياة. في الواقع، يمكنك أن تجد الفرح في روتينك اليومي، كما تقول المؤلفة وخبيرة اتخاذ القرارات السلوكية كاسي هولمز، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

وفقاً لمسح حديث أجري على ألفين من سكان الولايات المتحدة، يمر واحد من كل أربعة أميركيين بنوبات من الملل مع روتينه. لمكافحة ذلك، تقول هولمز لنفسها عبارة بسيطة في اللحظات التي تدرك فيها أنها غير مهتمة: «احسب الوقت المتبقي».

على سبيل المثال، كانت هولمز تأخذ ابنتها في مواعيد لشرب الشاي منذ أن كانت في الرابعة من عمرها. بعد خمس سنوات، يمكن أن تبدو جلسات التسكع وكأنها مهمة روتينية.

قالت هولمز: «الآن أصبحت في التاسعة من عمرها، لذلك ذهبنا في الكثير من المواعيد في الماضي... لكن بعد ذلك، فكرت، (حسناً، كم عدد المواعيد المتبقية لنا)؟».

بدلاً من الانزعاج من النزهات المتكررة، بدأت في حساب عدد الفرص المتبقية لها للاستمتاع قبل أن تكبر ابنتها وتنتهي أوقات الترابط هذه.

أوضحت هولمز، التي تبحث في الوقت والسعادة «في غضون عامين فقط، سترغب في الذهاب إلى المقهى مع أصدقائها بدلاً مني. لذا سيصبح الأمر أقل تكراراً. ثم ستذهب إلى الكلية... ستنتقل للعيش في مدينة أخرى».

ساعدها حساب الوقت المتبقي لها في العثور على «الفرح والرضا» في المهام الروتينية.

«الوقت هو المورد الأكثر قيمة»

إلى جانب مساعدتك في العثور على السعادة، قالت هولمز إن التمرين السريع يدفعها إلى إيلاء اهتمام أكبر لكيفية قضاء وقتها. لم تعد تستخف بالنزهات مع ابنتها -بدلاً من ذلك، تسعى إلى خلق المحادثات والتواصل الفعال، وهو أمر أكثر أهمية.

من الأهمية بمكان ما أن تفعل الشيء نفسه إذا كنت تريد تجنب الشعور بالندم في المستقبل، وفقاً لعالم النفس مايكل جيرفيس.

وشرح جيرفيس لـ«سي إن بي سي»: «الوقت هو المورد الأكثر قيمة لدينا... في روتين الحياة اليومي، من السهل أن تخرج عن التوافق مع ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك. لكن العيش مع إدراكنا لفنائنا يغير بشكل أساسي ما نقدره وكيف نختار استخدام وقتنا».

وأضاف: «إن تبنّي حقيقة أننا لن نعيش إلى الأبد يجعل قيمنا في بؤرة التركيز الحادة. بمجرد إدراكك أن الوقت هو أغلى السلع على الإطلاق، فلن يكون هناك انقطاع بين الخيارات التي تريد اتخاذها وتلك التي تتخذها بالفعل».