بكتريا المكورات الرئوية.. من المسببات الرئيسية للوفيات بين الأطفال وكبار السن

أكثر من 50 % من التهابات الجهاز التنفسي والرئة ينتج عنها

بكتريا المكورات الرئوية.. من المسببات الرئيسية للوفيات بين الأطفال وكبار السن
TT

بكتريا المكورات الرئوية.. من المسببات الرئيسية للوفيات بين الأطفال وكبار السن

بكتريا المكورات الرئوية.. من المسببات الرئيسية للوفيات بين الأطفال وكبار السن

المكورات الرئوية أو «ستريبتوكوكوس نيومونيا» Streptococcus Pneumoniae أحد أنواع البكتريا الميكروبية التي تستوطن الجهاز التنفسي العلوي وقد تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم وتتسبب في الكثير من الأمراض المعدية الخطيرة بين الأطفال والبالغين على حد سواء مثل الالتهاب الرئوي غير الاجتياحي، ومرض المكورات الرئوية الاجتياحي (IPD) الذي يشمل بدوره التهاب السحايا أو الحمى الشوكية، والالتهاب الرئوي الاجتياحي، والتهاب الأذن الوسطى، وتجرثم الدم.

أمراض رئوية

ولاستعراض أحدث الدراسات والأبحاث العلمية حول انتشار الأمراض الناتجة عن بكتريا المكورات الرئوية بين كبار السن ووسائل الوقاية منها، عقد أخيرًا في مدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر بمصر، مؤتمر عالمي تحت عنوان «تبادل الخبرات في مجال الوقاية من أمراض المكورات الرئوية». وحضر هذا المؤتمر الهام عدد كبير من أبرز استشاريي الأمراض المعدية والأمراض الصدرية وطب أمراض الشيخوخة في منطقة الشرق الأوسط والعالم الذين قدموا مجموعة من أوراق العمل الرئيسية وتبادلوا المناقشات والخبرات حول هذا الموضوع. وقد التقت «صحتك» عددا من أبرز المتحدثين في المؤتمر.
* ما هي أمراض المكورات الرئوية؟
- أجاب الخبير العالمي البروفسور خوان بيكازو Juan J Picazo، رئيس قسم الميكروبيولوجي في كلية الطب بجامعة كمبلوتنزي، مدريد، إسبانيا، الذي ترأس عددا من جلسات المؤتمر وحلقات النقاش، مؤكدا أن بكتريا المكورات الرئوية المسببة لأمراض المكورات الرئوية الاجتياحية والالتهاب الرئوي المكتسب تعتبر من أهم الأسباب الرئيسية لانتشار العدوى البكتيرية على مستوى العالم وارتفاع أعداد الوفيات المترتبة عليها، وأن زيادة الأعباء الصحية والاقتصادية الناجمة عن أمراض المكورات الرئوية عالية ومكلفة للغاية، فالخسائر التي يتكبدها نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة من جراء مرض المكورات الرئوية الاجتياحي وحده لدى كبار السن تقدر بـ1.4 مليار دولار سنويًا، بينما ترتفع الخسائر المتعلقة بإيداع مرضى الالتهاب الرئوي المكتسب المستشفيات إلى أكثر من 10.5 مليار دولار سنويًا، وفي دول الاتحاد الأوروبي يأتي مرض الالتهاب الرئوي ضمن أعلى أربع أمراض تصيب الجهاز التنفسي من حيث الأعباء الاقتصادية بتكلفة تصل إلى 10 مليارات يورو منها 6.4 مليار يورو (أي 63 في المائة) تكلفة مباشرة و3.6 مليار يورو (37 في المائة) تكلفة غير مباشرة.
* ما هي معدلات الإصابة بأمراض المكورات الرئوية؟
- أجابنا البروفسور عادل خطاب، أستاذ طب الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس، مصر، بأن معدلات الإصابة بأمراض المكورات الرئوية بين كبار السن في مختلف أنحاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه الخصوص مرتفعة نتيجة مقاومة الميكروب الشديدة للمضادات الحيوية. ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 50 في المائة من التهابات الجهاز التنفسي والرئة وتحديدًا الالتهاب الرئوي ينتج عن بكتريا المكورات الرئوية، وأنها تعد السبب الثاني للوفاة على مستوى العالم بعد أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، كما تعتبر أمراض الجهاز التنفسي والرئة المسبب الأول للتغيب عن العمل وضعف الإنتاجية عالميًا. وتشير الإحصائيات الواردة من السعودية ومصر والكويت والإمارات وتونس والجزائر إلى أن 50 في المائة من سلالات هذا الميكروب لا تستجيب للمضادات الحيوية.

عوامل الخطورة

* ما هي عوامل الخطورة؟
- أجاب البروفسور خوان بيكازو أن عوامل الخطورة تزيد من احتمالات وشدة الإصابة بالأمراض التي تسببها بكتريا المكورات الرئوية، ومن أهمها: العمر وكفاءة الجهاز المناعي للجسم اللذان توجد بينهما علاقة وثيقة، حيث تقل كفاءة الجهاز المناعي في مرحلة الطفولة وحتى الخامسة من العمر وكذلك في مرحلة الشيخوخة فوق سن الخمسين، وبالتالي ترتفع حالات الإصابة بأمراض ميكروب المكورات الرئوية بشكل كبير بين هذه الفئات العمرية. ومن العوامل أيضا الأماكن المزدحمة، والإصابة بأحد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري ومشاكل الكبد والكلي والجهاز التنفسي والتهاب الشعب الهوائية وانسداد الرئة لدى كبار السن.
وعن مدى إصابة المسنين بالمرض، أجاب بيكازو أن الدراسات والمشاهدات الإكلينيكية أثبتت أن من تجاوز الـ50 عامًا يكون عرضة للإصابة بأمراض المكورات الرئوية بدرجة أكبر من غيره، وأن فرص إصابة الأشخاص الذين لديهم اثنين أو أكثر من الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والكلى عالية وتعادل فرص إصابة من يعانون من ضعف الجهاز المناعي. وأظهرت نتائج دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأميركية أن 60 في المائة من جميع حالات الإصابة بمرض المكورات الرئوية الاجتياحي (IPD) و80 في المائة من جميع حالات الوفيات بسبب نفس المرض تحدث لمن هم فوق سن الخمسين، وأن خطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية يتضاعف لدى من تتراوح أعمارهم من 50 - 64 عامًا ويعانون في نفس الوقت من أمراض مزمنة على النحو التالي: (داء السكري 2.9 ضعف) - أمراض القلب والأوعية الدموية (4.1 ضعف) وأمراض الرئة والجهاز التنفسي المزمنة (8.5 ضعف).

العالم العربي

* تنفرد منطقتنا العربية بخصوصية وجود أكبر تجمع عالمي في مكان وزمان واحد على الأراضي المقدسة بمكة المكرمة أثناء أداء فريضة الحج ومناسك العمرة، فما دور ذلك في خطورة الإصابات؟
- أجاب البروفسور خطاب أن أبرز الدراسات تلك التي أجريت منذ عامين على 452 حاجا أدخلوا المستشفيات أثناء الحج واحتاجوا للخضوع إلى علاج في غرف الرعاية المكثفة، أشارت إلى أن 27 في المائة من هؤلاء الحجاج أودعوا غرف الرعاية المكثفة نتيجة إصابتهم بالالتهاب الرئوي وهو ما يلقي الضوء على خطورة الإصابة بهذا المرض وانتشاره أثناء الحج مما يضيف أعباء اقتصادية كبيرة.
وعن معدلات الوفيات الناتجة عن مضاعفات الإصابة بميكروب المكورات الرئوية أشار البروفسور خطاب إلى دراسة أخرى أجريت في السعودية وأظهرت أن نسبة الوفيات بين مرضى المكورات الرئوية الذين أودعوا المستشفيات بلغت 6 في المائة بينما ارتفعت هذه النسبة بواقع 3 أضعاف أي 18 في المائة بين من تجاوزت أعمارهم 65 سنة، وهذا يؤكد أن عامل السن هام جدا في زيادة فرص الإصابة بالمرض.
وتزيد الإصابة بمرض السكري احتمالات انتشار أمراض المكورات الرئوية بالمنطقة، وهذا ما تؤكده دراسة أخرى أجريت في السعودية حيث وجد أن حالات الوفاة بين المرضى ممن أدخلوا المستشفى نتيجة الإصابة بالالتهاب الرئوي ولديهم داء السكري زادت بنسبة 50 في المائة عن أولائك الذين ليس لديهم داء السكري، في حين أن نحو 25 - 30 في المائة من إجمالي مرضى الالتهاب الرئوي في كل من السعودية والكويت والإمارات يعانون من السكري بالأساس.
وأكد البروفسور خطاب أنه مع التطور الهائل في تقنيات إنتاج اللقاحات والأمصال بشكل عام باتت الوقاية من أمراض المكورات الرئوية بواسطة التطعيم أمرًا ضروريًا يساهم في الحد من الأعباء الصحية والاقتصادية المترتبة علي ذلك، ففي السابق كانت اللقاحات المتوفرة تنتج بتقنية «بولي سكرايد» (Ploysacchride)، والتي تعتمد على كسر الغشاء السكري المغلف لخلية ميكروب المكورات الرئوية ويحميه من الأجسام المضادة التي يفرزها جسم الإنسان، وبالتالي يصبح الميكروب بلا حماية ويسهل القضاء عليه، لكن وجد أنه مع الوقت تضعف ذاكرة الجهاز المناعي للجسم تجاه هذا النوع من اللقاحات وبالتالي يحتاج الشخص إلى جرعة تنشيطية جديدة، لكن ظهور الجيل الجديد من اللقاح المضاد للمكورات الرئوية الذي ينتج بتقنية «كونجيوغيت» (Conjugate) التي تقوم على ربط الغشاء السكري للخلية الميكروبية بنوع من البروتين لتصنيع اللقاح، أدى إلى توفير الوقاية الكاملة باستخدام جرعة واحدة فقط تعمل على الجهاز المناعي بطريقة لا تحدث ضعفا في الذاكرة المناعية وبالتالي لا نحتاج إلى جرعة تنشيطية في المستقبل.
* ما أهمية اللقاح المضاد للمكورات الرئوية؟
- أجاب البروفسور خوان بيكازو مستعرضا نتائج دراسة موسعة حديثة أجريت في هولندا شارك فيها بنفسه ونشرت نتائجها منذ عدة أيام في مجلة «نيو أنكلاند جورنال أوف مديسن» (New England Journal of Medicine) واستمرت هذه الدراسة، التي شملت 85 ألف شخص من كبار السن، أربع سنوات سبقها عامان من الإعداد وجمع وتجهيز البيانات. ولم يكن اختيار هولندا تحديدًا من باب المصادفة إنما لتوفر عدة أسباب من شأنها ضمان كفاءة وفعالية نتائج الدراسة، فهولندا تأتي في مقدمة الدول التي تتميز بارتفاع مستوى الصحة العامة، وتتمتع بوجود نظام متطور للرعاية الصحية الأولية من النواحي التنظيمية، كما أن القوانين والأنظمة هناك تحول دون إساءة استخدام أو الإفراط في استخدام المضادات الميكروبية والمضادات الحيوية، بالإضافة إلى إدراج نوع مختلف من لقاحات الوقاية من المكورات الرئوية ضمن برنامج التحصين الوطني للأطفال لديهم، كل هذه العوامل جعلت من هولندا مكانًا مثاليًا لإجراء تلك الدراسة الموسعة.
- تم تقسيم الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة إلى مجموعتين متساويتين من حيث العدد: المجموعة الأولى تضم 42، 500 شخص تم إعطاؤهم لقاح الوقاية من المكورات الرئوية، وأعطي للمجموعة الثانية لقاح وهمي «بلاسيبو» (Placebo) وجرى متابعة المجموعتين متابعة دقيقة على مدار 4 سنوات لمعرفة أعداد الذين تعرضوا للإصابة بمرض الالتهاب الرئوي ومرض المكورات الرئوية الاجتياحي (IPD)، فوجد أن اللقاح وفر حماية من مرض الالتهاب الرئوي المكتسب بنسبة 45 في المائة ومن مرض المكورات الرئوية الاجتياحي بنسبة 75 في المائة من إجمالي عدد الأشخاص في المجموعة الأولى وهي نسب عالية ولمدد زمنية طويلة. أما مدلول الوصول لهذه النسب والنتائج في دولة مثل هولندا - حيث تنخفض مقاومة البكتريا للمضادات الميكروبية - فيعني أن استخدام اللقاح في أماكن أخرى من العالم سيكون بلا شك أكثر فعالية وتأثيرًا في الوقاية من المرض. وحذر البروفسور بيكازو من إساءة استخدام المضادات الميكروبية والمضادات الحيوية والتي تعد واحدة من أكثر المشاكل الصحية الشائعة في العالم وتساعد بشكل كبير على زيادة مقاومة الميكروبات وظهور سلالات جديدة منها لا تستجيب للعلاجات، حيث تشير التقارير أن زيادة قدرة الميكروبات لمضاد حيوي مثل البنسلين تصل إلى 60 في المائة في السعودية والكويت، مؤكدًا أن الوقاية باستخدام اللقاح الواقي من المكورات الرئوية هو الحل الوحيد للتعامل مع هذه المشكلة وخفض معدلات الوفيات والخسائر الهائلة المرتبطة بذلك.
* هل التطعيم إجباري ولجميع الأعمار؟
- أجاب بنعم، الدكتور سوبرامانيان سواميناثان Subramanian Swaminathan، استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العالمي، شيناي، الهند، وأحد المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر، ونادى بضرورة تغيير المفاهيم الخاطئة حول فكرة التطعيم الإجباري بأنه فقط للأطفال إلى مفهوم التطعيم الإجباري حق لجميع الأشخاص المعرضين لخطورة الإصابة بالأمراض بغض النظر عن أعمارهم صغارًا كانوا أم كبارًا، فكبار السن حتى وإن كانوا يتمتعون بصحة جيدة فيجب عليهم أن يدركوا أنهم ليسوا بمأمن من أمراض المكورات الرئوية لأن التقدم بالعمر بحد ذاته يجعلهم عرضة للإصابة بالمرض.
ومن بين التوصيات أشار المؤتمر إلى ضرورة تفعيل المدونات الصحية الخاصة بالتعامل مع أمراض المكورات الرئوية وتطبيقها بجدية لا سيما في مناطق التجمعات الكثيفة كالحج، وتطعيم جميع الراغبين في أداء مناسك الحج ضد المكورات الرئوية كشرط أساسي لأداء الفريضة وكذلك تطعيم المخالطين للحجاج.



دراسة: النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال لكنهن يعشن لفترة أطول

النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال خلال حياتهن (رويترز)
النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال خلال حياتهن (رويترز)
TT

دراسة: النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال لكنهن يعشن لفترة أطول

النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال خلال حياتهن (رويترز)
النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال خلال حياتهن (رويترز)

تبيّن أن ثمة فرقاً عميقاً قائماً بين النساء والرجال فيما يتعلق بالأسباب الرئيسية للأمراض والوفيات المبكرة المشتركة بين الجنسين، على ما جاء في دراسة نُشرت، اليوم (الخميس)، في مجلة «ذي لانسيت بابليك هيلث».

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد قارن الباحثون سنوات الحياة الصحية المفقودة؛ بسبب الأسباب الرئيسية العشرين للمرض أو الوفاة المبكرة بين الذكور والإناث الذين تزيد أعمارهم على 10 سنوات على مستوى العالم، بين عامي 1990 و2021.

ومن بين هذه الأسباب التي أخذتها الدراسة في الاعتبار كورونا وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتلك الرئوية، والسكّري، وأمراض الكبد المزمنة، إضافة إلى الاضطرابات العضلية الهيكلية، والحوادث المرورية، وحتى الاكتئاب واضطرابات القلق وألزهايمر.

تعاني النساء من مستويات أعلى من المرض والإعاقة مقارنةً بالرجال (د.ب.أ)

وأظهرت الدراسة التي تستند إلى البيانات الواردة في تقرير «العبء العالمي للأمراض (Global burden disease)» لعام 2021، أن خسارة سنوات الصحة الجيدة تبدو على مستوى العالم كله «أكبر لدى الرجال بسبب الوفيات المبكرة خصوصاً، لكنّ النساء يعانين أكثر من الأمراض خلال حياتهن رغم كونهنّ يملن إلى العيش لفترة أطول».

وكان الرجال على مستوى العالم أكثر تأثراً عام 2021 بالمشكلات التي تؤدي إلى الوفاة المبكرة، مثل كورونا والحوادث المرورية وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والكبد، في حين تبيّن أن الاضطرابات العضلية الهيكلية والنفسية والتنكس العصبي طغت لدى النساء، وفقاً للدراسة.

وتعاني النساء طوال حياتهن من مستويات أعلى من المرض والإعاقة مقارنةً بالرجال لأنهن يعشن عموماً فترة أطول.

وبقي التباين بين الجنسين في تأثير هذه الأمراض العشرين مستقراً عالمياً خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، ولكنه ازداد في بعض الأحيان، كما هي الحال بالنسبة لمرض السكري، الذي يصيب الرجال أكثر من ذي قبل، وفقاً للدراسة.

وخلال الفترة نفسها، ازدادت التغيرات الناجمة عن الاضطرابات الاكتئابية والقلق وبعض الاضطرابات العضلية الهيكلية التي تؤثر في النساء بشكل ملحوظ عالمياً.

الرجال أكثر تأثراً بالمشكلات التي تؤدي إلى الوفاة المبكرة (رويترز)

كذلك بيّنت الدراسة أن الاختلافات الصحية بين النساء والرجال تظهر منذ سن المراهقة.

ونقل بيان عن المُعِدّة الرئيسية للدراسة لويزا سوريو فلور، من جامعة واشنطن، تشديدها على أن «التحدي من الآن فصاعداً بات تحديد وتنفيذ طرق للوقاية، والعلاج من الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض وللوفيات المبكرة تأخذ في الاعتبار الجنس والنوع الاجتماعي، منذ سن مبكرة، وضمن مجموعات سكانية متنوعة».

وأقرّ معدّو الدراسة بأن ثغرات عدة تعتريها، ومن أبرزها كمية بعض البيانات ونوعيتها، وأخطاء منهجية تشوب بعضها.

ومع أن الهدف كان تسهيل المقارنات، استبعد الباحثون أيضاً الأمراض الخاصة المحصورة بكل من النساء والرجال، مثل الأمراض النسائية وسرطان البروستاتا.


كيف يؤثر التدخين على وزن الجنين خلال الحمل؟

التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
TT

كيف يؤثر التدخين على وزن الجنين خلال الحمل؟

التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)

ذكرت دراسة نرويجية أن التدخين أثناء الحمل يؤثر على المشيمة ومرتبط بانخفاض وزن المواليد. وأوضح الباحثون بجامعة هوكلاند النرويجية، أن الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل يعود بفوائد كبيرة على صحة الأم والجنين، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (BMC Pregnancy and Childbirth).

وانخفاض وزن المشيمة أثناء الحمل، المعروف أيضاً باسم قصور المشيمة، هو حالة قد تؤثر على صحة الجنين والأم. وفي هذه الحالة، تكون المشيمة التي تنقل العناصر الغذائية والأكسجين من الأم إلى الجنين، أرق وأصغر من المعتاد.

ويمكن أن يكون لانخفاض وزن المشيمة عدد من المخاطر؛ منها تأخر نمو الجنين والولادة المبكرة وانفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الأوان، ما قد يؤدي إلى نزيف حاد وخطر على حياة الأم والجنين. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي انخفاض وزن المشيمة إلى موت الجنين.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة وجود علاقة واضحة بين التدخين وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ضعف وظيفة المشيمة الناتجة عن التدخين.

ومع ذلك، فإن تأثير التدخين على وزن المشيمة كان أمراً مثيراً للجدل والنقاش بين المتخصصين. وأجرى فريق البحث دراسة جديدة لمعرفة تأثير التدخين على وزن المشيمة خلال الحمل.

ووجد الباحثون زيادة في وزن المشيمة بمقدار 182 غراماً عند الأمهات اللاتي واصلن التدخين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، و202 غرام للأمهات اللاتي واصلن التدخين حتى نهاية الحمل، مقارنة باللاتي أقلعن عن التدخين.

وعلى الرغم من أن المشيمة الأكبر حجماً تُعد عادة مؤشراً على الحمل الصحي، فإن الباحثين وجدوا أن التدخين يؤدي إلى ولادة أطفال بوزن أقل مما يعد طبيعياً. وقد تكون هذه الزيادة في وزن المشيمة محاولة لتعويض الآثار الضارة للتدخين على الجنين، وفقاً للنتائج.

وأشار الباحثون إلى أن وجود خلل في المشيمة يؤدي إلى تقييد نمو الجنين، ويعد أمراً خطيراً يمكن أن يسبب عواقب صحية طويلة المدى للأم والطفل. وأضافوا أن دراستهم تقدم أدلة قوية على أن التدخين يضر بصحة الجنين بشكل مباشر. ومن النقاط المشجعة، أن الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل يحسّن التوازن بين وزن المشيمة ووزن الجنين.


الاحتراق الذهني… مرض العصر

يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث (أ.ف.ب)
يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث (أ.ف.ب)
TT

الاحتراق الذهني… مرض العصر

يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث (أ.ف.ب)
يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث (أ.ف.ب)

يعرف الفيلسوف بيونج تشول هان «متلازمة الاحتراق الذهني» بأنها مرض العصر الحديث.

وبحسب موقع «سايكولوجي توداي» يقول بيونج تشول هان في كتابه «المجتمع المرهق»: «أثناء سيري ذات يوم لاحظت أنني مررت بما لا يقل عن ثلاثة استوديوهات لليوغا، وصالة ألعاب رياضية، واستوديو للبيلاتس، ومساحة مخصصة لتمارين البار (مثل تلك التي يقوم بها راقصو الباليه)، هذا ليس من قبيل الصدفة، أنا أعتبر هذه الأماكن منافذ تأديب أنفسنا».

ويرى هان أن أزمة عصرنا الآن تتمثل في المعدلات العالية للاكتئاب، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ومتلازمة الاحتراق الذهني. ويوضح أن ذلك يعود لأننا نعيش في مجتمع يزعم أن كل شيء فيه ممكن، ويضبط المرء نفسه على السعي لتحقيق كل أهدافه، ولكنه يفشل في ذلك، ومن وجهة نظر هان يؤدي ذلك حتماً إلى الاكتئاب، خاصة في المجتمعات المتقدمة.

يتمحور كتاب هان بشكل كبير حول تعريف الإرهاق، أو الاحتراق الذهني، خاصة مع اتساع تناول أزمة الصحة العقلية في الولايات المتحدة.

ما هو الاحتراق الذهني؟

الاحتراق الذهني بالأساس مصطلح مستعار من عالم المحركات التي تستهلك الوقود، لذا فإن مجرد التفكير في الأشخاص أو الموظفين باعتبارهم محركات تحترق يعني أنه من الجائز مقارنتهم بالماكينات، أو الدوائر الكهربائية.

تعود هذه التسمية لهربرت فرويدنبرجر، الذي لا يرى أن الاحتراق الذهني عارض من عوارض العمل، إنما من وجهة نظره هو ناتج لنوع معين من العمل والذي غالباً ما يكون بأجور زهيدة.

كذلك يرى فرويدنبرجر أيضاً أن الاحتراق قد يكون نتيجة السعي في سبيل تحقيق المُثُل العليا.

بالنسبة للكثيرين، ستكون مصادر الإرهاق واضحة، ساعات العمل الطويلة، مع تربية الأبناء، مع التزامات الحياة المعاصرة في ظل أزمة اقتصادية عالمية طاحنة. لذا، عندما يشعر الناس بأنهم قد أحرقوا أنفسهم، فمن المفيد في بعض الأحيان أن نسأل: ما هي الغاية من ذلك؟ ويوصي فرويدنبرجر بأخذ إجازات، وتقليل ساعات العمل.


الأفوكادو يقلل خطر الإصابة بالسكري لدى النساء فقط

الأفوكادو يحتوي على مضادات الأكسدة والمواد المغذية التي قد تحسن حساسية الإنسولين (رويترز)
الأفوكادو يحتوي على مضادات الأكسدة والمواد المغذية التي قد تحسن حساسية الإنسولين (رويترز)
TT

الأفوكادو يقلل خطر الإصابة بالسكري لدى النساء فقط

الأفوكادو يحتوي على مضادات الأكسدة والمواد المغذية التي قد تحسن حساسية الإنسولين (رويترز)
الأفوكادو يحتوي على مضادات الأكسدة والمواد المغذية التي قد تحسن حساسية الإنسولين (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول الأفوكادو يومياً قد يقلل من خطر إصابة النساء بمرض السكري من النوع الثاني، في حين أنه لا يؤثر إيجابياً على الرجال في هذا الشأن.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد أجريت الدراسة على أكثر من 25 ألف شخص شاركوا في المسح الوطني للصحة والتغذية المكسيكية، أكثر من 60 في المائة منهم كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

وكان نحو 45 في المائة من المشاركين من مستهلكي الأفوكادو، حيث تناول الرجال 34.7 غرام يومياً والنساء 29.8 غرام يومياً في المتوسط.

ولاحظ الفريق انخفاض خطر الإصابة بالسكري لدى النساء اللواتي تناولن الأفوكادو بشكل يومي، حتى عند الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر ومستوى التعليم والوزن والنشاط البدني.

إلا أنهم لم يجدوا أي ارتباط بين الأمرين لدى الرجال.

شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

وأشار الباحثون إلى أن الأفوكادو يحتوي على مضادات الأكسدة والمواد المغذية التي يمكن أن تساعد في تحسين حساسية الإنسولين، وبالتالي تساعد على ضبط نسبة السكر في الدم.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الأفوكادو على دهون غير مشبعة جيدة، ويعدُّ مصدراً جيداً للألياف، والعديد من الفيتامينات والمعادن والمغذيات النباتية، وكلها أمور تساهم في خفض خطر الإصابة بالسكري.

وأشار الباحثون إلى أن سبب استفادة النساء دون الرجال من هذه الميزة غير معلوم، إلا أنه قد يرجع إلى عوامل أخرى مثل التدخين. فقد كانت نسبة المدخنين الرجال الذين شملتهم الدراسة (نحو 38 في المائة) أعلى بكثير من نسبة النساء المدخنات (نحو 12 في المائة).

وكتبوا: «المدخنون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري لأن التعرض للنيكوتين يمكن أن يقلل من فعالية الإنسولين»، قبل أن يشيروا إلى أن «الرجال أكثر عرضة كذلك للانخراط في الإفراط في شرب الخمر من النساء. ويرتبط هذا السلوك أيضاً بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري».

ويقترح الباحثون: «استكشافاً أكثر تعمقاً» للتأثيرات طويلة المدى لاستهلاك الأفوكادو من أجل فهم أفضل لكيفية ارتباطه بجنس الأشخاص وبخطر الإصابة بمرض السكري.


لا تتركوهم... الوحدة تقصر عمر المتعافين من السرطان

كلما زادت مستويات الشعور بالوحدة لدى المتعافين من السرطان زاد خطر وفاتهم (أ.ف.ب)
كلما زادت مستويات الشعور بالوحدة لدى المتعافين من السرطان زاد خطر وفاتهم (أ.ف.ب)
TT

لا تتركوهم... الوحدة تقصر عمر المتعافين من السرطان

كلما زادت مستويات الشعور بالوحدة لدى المتعافين من السرطان زاد خطر وفاتهم (أ.ف.ب)
كلما زادت مستويات الشعور بالوحدة لدى المتعافين من السرطان زاد خطر وفاتهم (أ.ف.ب)

أكدت دراسة جديدة أن الشعور بالوحدة قد يزيد خطر الوفاة لدى المتعافين من مرض السرطان.

وشملت الدراسة، التي قادتها جمعية السرطان الأميركية، 3447 ناجياً من السرطان، تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق، بحسب ما نقلته شبكة «فوكس نيوز» البريطانية.

واستخدم الباحثون مقياس الشعور بالوحدة التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس لقياس مستويات هذا الشعور لدى المشاركين، الذين تتراوح من «عدم الشعور بالوحدة إطلاقاً» إلى «الإحساس بالوحدة الشديدة».

ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان (JNCCN)، أنه كلما زادت مستويات الشعور بالوحدة لدى المتعافين من السرطان زاد خطر وفاتهم.

وقال مؤلف الدراسة جينغشوان تشاو: «لقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الشعور بالوحدة يرتبط بارتفاع خطر الوفاة بين عامة السكان. لكن دراستنا ركزت بشكل خاص على تأثير الوحدة على حياة المتعافين من هذا المرض الخطير».

وأشار تشاو إلى أن الباحثين فوجئوا إلى حد ما بمدى «قوة» النتائج وحقيقة أن خطر الوفاة كان مرتبطاً بدرجة الوحدة التي أبلغ عنها المتعافون.

ودعا الباحثون إلى تحسين الدعم الاجتماعي للناجين من السرطان، وإطلاق برامج تستهدف التقليل من شعورهم بالوحدة.

وتأتي هذه الدراسة بعد أسبوعين من نشر أخرى توصلت إلى أن الأشخاص المتعافين من السرطان قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في السنوات اللاحقة من حياتهم. وقد أكد فريق هذه الدراسة على أهمية مراعاة الدقة في متابعة المتعافين من مرض السرطان.


النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث

تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)
تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)
TT

النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث

تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)
تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)

أكدت دراسة جديدة أن النساء أكثر عرضة بنسبة 40 في المائة تقريباً للإصابة بالاكتئاب، خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث.

وتحدث فترة ما قبل انقطاع الطمث عادة قبل نحو ثلاث إلى خمس سنوات من انقطاع الطمث، وخلال هذا الوقت يمكن أن تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، مما يؤدي إلى تقلب المزاج، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وأعراض أخرى مثل الاكتئاب، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وأجرى فريق الدراسة مراجعة وفحصاً دقيقاً لـ7 أبحاث سابقة، شملت 9141 امرأة في الإجمال، لتقدير خطر إصابة النساء بالاكتئاب في مراحل مختلفة من العمر.

وقدمت النساء، اللاتي كُنَّ من الولايات المتحدة وأستراليا والصين وهولندا وسويسرا، معلومات عن حالتهن المزاجية ومدى اهتمامهن بممارسة الأنشطة البدنية.

وخلصت الدراسة إلى أن النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث «أكثر عرضة بنسبة 40 في المائة لأعراض الاكتئاب وتشخيصه»، مقارنة بالنساء في مراحل العمر المختلفة السابقة لهذه الفترة.

ولم يجد الباحثون زيادة كبيرة في خطر ظهور أعراض الاكتئاب لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

حقائق

فترة ما قبل انقطاع الطمث

تحدث عادة قبل ثلاث إلى خمس سنوات من انقطاع الطمث

واقترح الباحثون أن أحد الأسباب البيولوجية لزيادة الاكتئاب، خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، هو انخفاض هرمون الإستروجين، خلال هذه الفترة.

وأضافوا أن التعرق الليلي، الذي يزداد في هذه المرحلة، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النوم، وهو ما قد يزيد من إصابة النساء بالاكتئاب أيضاً.

وقالت الدكتورة إيمي سبيكتور، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم النفس السريري بكلية لندن الجامعية، في بيان صحافي: «تُظهر النتائج التي توصلنا إليها مدى تأثر الصحة العقلية للنساء خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث».

وأضافت: «نحن بحاجة للعمل على ضمان حصول أولئك النساء على المساعدة والرعاية المناسبة طبياً وفي مكان العمل وفي المنزل».

إلا أن الباحثين أقروا بأن الدراسة لم تكن قادرة على التوصل لما إذا كان لدى النساء تاريخ سابق من الإصابة بالاكتئاب.


هل تتمرد فئران التجارب على الاختبارات العلمية؟

القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تبديه للبشر (متداولة)
القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تبديه للبشر (متداولة)
TT

هل تتمرد فئران التجارب على الاختبارات العلمية؟

القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تبديه للبشر (متداولة)
القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تبديه للبشر (متداولة)

يسود اعتقاد بأن فئران التجارب يمكن تدريبها على أداء مهام بسيطة مقابل الحصول على مكافأة، فتقديم قطعة طعام لفأر جائع أو شربة ماء لفأر عطشان يمكن أن تدفعه لاجتياز متاهة أو الضغط على مفتاح معين في إطار تجربة علمية. وفي بعض الأحيان، تخفق الفئران في إتمام التجربة بنجاح، ولا تؤدي المهمة بالشكل المطلوب، لكن الباحثين عادة ما يرجعون هذا الفشل إلى نسب الخطأ المقبولة التي تعود إلى عدم انتباه أو اهتمام الفأر بخطوات التجربة.

ولكن دراسة علمية حديثة، أوردتها الدورية العلمية «Current Biology»، كشفت الستار عن مفاجأة غير متوقعة؛ وهي أن الفئران ربما تتعمد في بعض الأحيان مخالفة شروط التجربة، رغم أنها تفهم، في حقيقة الأمر، الخطوات التي يتوجب عليها القيام بها، وأن السبب في ذلك قد يكون رغبة الفئران في استكشاف فرضيات معينة، أو محاولة اكتساب مزيد من الفهم للبيئة المحيطة بها في إطار التجربة.

وأشارت الدراسة إلى أن القرارات التي قد تتخذها بعض الفئران، خلال الاختبارات السلوكية، ربما تكون أكثر تعقيداً من مجرد إتيان الفعل مقابل الحصول على مكافأة، ورغم أن البشر هم الذين يضعون شروط التجربة، فإن الفئران ربما تستمر من تلقاء نفسها في استكشاف معطيات الاختبار، والقيام باختباراتها الصغيرة الخاصة بها.

ويقول الباحث كيشور كوشيبهوتلا، أستاذ مساعد طب الأعصاب بجامعة جون هوبكنز الأمريكية، ورئيس فريق الدراسة، إن هذه النتائج تُوسع إدراكنا لطريقة عمل عقول الفئران، وتشير إلى أن هذه القوارض ربما تكون لديها أفكار أكثر مما تُبديه للبشر، مؤكداً، في تصريحات للموقع الإلكتروني الأمريكي «بوبيولار ساينس»، المتخصص في الأبحاث العلمية، أن هذه التجربة ربما تساعد، في نهاية المطاف، بتسليط الضوء على حقائق علمية في علم الأعصاب تنعكس على سلوكيات البشر كذلك. وأشار إلى أن الفئران «لديها حياة داخلية أكثر عمقاً مما نظن على الأرجح، فهي لا تعمل وفق آليات التحفيز فحسب، بل ربما تكون لديها خطط تشبه الاستراتيجيات التي تحرص على تطبيقها».

واستندت نتيجة هذه الدراسة إلى تجربة علمية سلوكية تتضمن درجة من التعقيد، حيث يجري تدريب الفأر على تحريك عجلة معينة بأرجله الأمامية جهة اليمين أو اليسار، اعتماداً على أصوات مختلفة يستمع إليها، وأن يحصل في المقابل على شربة ماء، على أن يُحرَم الفأر من المياه إذا قام بتحريك العجلة في الاتجاه الخاطئ. وشملت التجربة 13 فأراً حيث كان الباحثون يتابعون سلوكياتها ومدى سرعة ودقة تنفيذها لخطوات التجربة. ومع تكرار التجربة، كانت الفئران تصل إلى مرحلة إتقان العمل المطلوب منها

حتى تحصل في النهاية على المكافأة، لكن لوحظ مع استمرار التجربة أن أحد الفئران كان يتعمد ارتكاب الخطأ في تحريك العجلة، رغم إتقانه وفهمه الصحيح لأهداف التجربة.

وللتيقن من هذه الفرضية، توقَّف الباحثون عن تقديم المكافأة للفأر المتمرد، حتى عندما كان يقوم بتنفيذ التجربة على الوجه المطلوب لقياس رد فعله حيال هذا التغير، وتبيَّن لهم أن الفأر في هذه الحالة كان يتوقف عن محاولة الاستكشاف واتخاذ قرارات من تلقاء نفسه، وعاد للالتزام بخطوات التجربة الصحيحة من أجل استعادة المكافأة التي يحصل عليها.

ويشير الباحث براين سويس، اختصاصي طب الأعصاب وعلم النفس في مستشفى ماونت سايناي بالولايات المتحدة، إلى أن «الهدف الرئيسي لعلماء طب الأعصاب الذين يعملون مع النماذج الحيوانية هو استنباط وسائل أكثر فعالية من أجل فهم سلوكيات الحيوانات التي لا تتخاطب بشكل لغوي»، مضيفاً، في تصريحات، لموقع «بوبيولار ساينس»: «أعتقد أن هذه التجربة قامت بعمل مهم لأنها أسهمت في إجراء تحليل متعمق لهذه الدراسة السلوكية».

واستخدم الباحثون نموذجاً حوسبياً لتقييم نتائج هذه التجربة، وتحديد المتغيرات التي تؤثر على سلوكيات الفئران، وتوصلوا إلى أنه رغم الدور المهم الذي يلعبه عنصر المكافأة، فإن هناك عوامل أخرى تؤثر على قرار الفأر أثناء تحريك العجلة الدوارة، على سبيل المثال، وأن القرار بشأن اتجاه تحريك العجلة قد يختلف من فأر لآخر. ويرى الباحثون أن هذه الملاحظات بشكل عام رصدت وجود ميول معينة لدى فئران التجارب يمكن افتراض أنها تندرج في إطار استراتيجية قائمة على التعلم.

ويقول كوشيبهوتلا إن «الأمر الذي يدعو للدهشة أن الفئران تستخدم نهجاً أعلى لتعلم المهام التي تبدو بسيطة، وقد تبدو هذه السلوكيات كما لو كانت لا تتكيف مع شروط التجربة، وقد يظهر الحيوان كما لو أنه ارتكب أطناناً من الأخطاء، لكن من خلال هذه الأخطاء، فإن الفأر في الحقيقة يزداد ذكاء». وأوضح: «نحن نضع الفئران في مواقف غريبة، وهي لا تعرف أن البيئة وشروط التجربة التي تخضع لها قد تتغير، وهنا تظهر أهمية هذا النوع من الاستكشاف المستمر الذي تقوم به الفئران». واستطرد أنه في حين أن البشر يعتمدون على اللغة من أجل فهم طبيعة المهام التي تُوكل إليهم، فإن الحيوانات التي لا تتخاطب باللغة يتعين أن تستكشف بنفسها القواعد التي تسري في كل تجربة بعينها.

وأكد الباحث مارتن سويس أنه رغم أن هذه الفرضية ما زالت في طور الاستكشاف للتحقق من صحتها، فإنها تسمح لنا بالحصول على نظرة متعمقة بشأن طريقة عمل المخ، وتوضيح ما الذي يحدث داخل العقل عندما تسير الأمور بالشكل الخاطئ، وفي نهاية المطاف فإن هذه الدراسة «ترسي القواعد من أجل فهم علم الأحياء بشكل أفضل قليلاً».


روبوت يشخص سرطان الرئة ويزيله في جلسة واحدة

طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)
طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)
TT

روبوت يشخص سرطان الرئة ويزيله في جلسة واحدة

طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)
طبيبة أشعة تفحص صورة بأشعة إكس لرئة مريض (د.ب.أ)

طورت مجموعة من الأطباء روبوتاً يمكنه تشخيص سرطان الرئة وإزالته في جلسة واحدة، في خطوة من شأنها أن تحدث طفرة في علاج المرض.

ووفق شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد قال البروفسور بالاف شاه، استشاري أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى رويال برومبتون في لندن، إن فريقه اختبر هذا الروبوت على 7 مرضى، و«حصل على نتائج جيدة بشكل عام». وتسمح هذه التقنية الجديدة للأطباء باستهداف العقيدات الموجودة في الرئة (كتل دقيقة جداً من الخلايا) وإزالتها بدقة شديدة.

وفي البداية، يتم إجراء فحص بالأشعة المقطعية على رئة المريض، ثم رفعه على برنامج بالكومبيوتر لإنشاء صورة مفصلة ثلاثية الأبعاد لرئتي المريض من الداخل من الفم إلى موقع السرطان. يتم بعد ذلك تمرير أنبوب رفيع أو قسطرة موجهة بالروبوت عبر فم المريض إلى الشعب الهوائية.

وبمجرد تحديد موقع الخلايا السرطانية، يتم تدميرها باستخدام الحرارة في عملية تعرف باسم الاستئصال بالموجات الدقيقة. ويستغرق الإجراء ما بين 40 إلى 45 دقيقة، على الرغم من أن المرحلة التي يتم فيها تدمير السرطان بالحرارة تستغرق ثلاث دقائق فقط.

مريضة بالسرطان (رويترز)

ولفت الفريق إلى أن نسبة نجاح الروبوت في تجربتهم في تحديد وإزالة السرطان بلغت حوالي 95 في المائة.

وتهدف التجربة الحالية إلى علاج 32 مريضاً بسرطان الرئة، وفقاً لشاه.

ويعد سرطان الرئة هو السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن السرطان في جميع أنحاء العالم، ويمثل أعلى معدلات الوفاة بين الرجال والنساء على السواء، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وغالباً ما تُشخَّص الإصابة بسرطان الرئة في مراحل متقدمة عندما تكون خيارات العلاج محدودة.


ماذا نعرف عن اضطراب الدم النادر الذي يسببه لقاح أسترازينيكا؟

جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)
جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)
TT

ماذا نعرف عن اضطراب الدم النادر الذي يسببه لقاح أسترازينيكا؟

جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)
جرعات من لقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد - 19» (رويترز)

اعترفت شركة «أسترازينيكا» لأول مرة بأن لقاحها ضد فيروس «كورونا»، الذي تم تطويره مع جامعة أكسفورد يمكن في حالات نادرة جداً، أن يتسبب في إصابة الأشخاص باضطراب يعرف علمياً باسم «متلازمة نقص الصفيحات الدموية (TTS)».

فماذا نعرف عن هذه المشكلة الصحية؟

بحسب ما ذكره موقع «ميديكال نيوز توداي» الصحي التخصصي، فإن متلازمة «نقص الصفيحات الدموية هي اضطراب نادر في الدم يهدد الحياة، حيث يتسبب في حدوث جلطات في الأوعية الدموية الصغيرة في جميع أنحاء الجسم».

ويمكن لهذه الجلطات أن تحد أو تمنع تدفق الدم إلى أعضاء الجسم، مثل الدماغ والكلى والقلب. وهذا الأمر قد يمنع الأعضاء من العمل بشكل صحيح ويؤدي في النهاية إلى تلفها.

وقد تتسبب زيادة الجلطات في انخفاض عدد الصفائح الدموية.

والصفائح الدموية هي خلايا دموية صغيرة تساعد على تكوين الجلطات الدموية عند الضرورة، حيث تلتصق ببعضها البعض لسد الجروح الصغيرة والشقوق في الأوعية الدموية عند حدوث نزيف، وذلك بغرض وقفه.

وعند استنفاد الصفائح الدموية، لن يكون لدى الأشخاص ما يكفي من الصفائح الدموية لتكوين جلطات دموية عند الضرورة. وهذا قد يسبب النزيف والكدمات.

ويمكن أن تتسبب هذه المتلازمة أيضاً في تفكك خلايا الدم الحمراء بشكل أسرع من ذلك الذي يحتاج جسمك إليه لاستبدالها. وهذا يؤدي إلى شكل نادر من فقر الدم يسمى فقر الدم الانحلالي.

هل تتسبب هذه المتلازمة في الوفاة؟

نعم، يمكن أن تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. ومن دون علاج، يمكن أن تسبب مشاكل طويلة الأمد، مثل تلف الدماغ أو السكتة الدماغية.

وتعد الأدوية المضادة للتخثر من أكثر الطرق شيوعاً لعلاج هذه المشكلة.

ما أعراض المتلازمة؟

* ألم صدر.

* ظهور بقع دموية صغيرة تحت الجلد.

* صعوبة في التنفس.

* الصداع.

* عدم وضوح الرؤية.

* النعاس.

* التعب الشديد.

* سرعة ضربات القلب أو ضيق التنفس.

* آلام البطن المستمرة.

* القيء والإسهال.

* تورم الساق.


الأسبرين غير مفيد لعلاج سرطان الثدي

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج حالات عدّة (رويترز)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج حالات عدّة (رويترز)
TT

الأسبرين غير مفيد لعلاج سرطان الثدي

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج حالات عدّة (رويترز)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج حالات عدّة (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن عدم جدوى تناول عقار الأسبرين بوصفه علاجاً مُساعداً في حالات الإصابة بسرطان الثدي.

وأوضح الباحثون أنّ استخدام الأسبرين يومياً لم يُظهر فائدة في تحسين معدّلات بقاء مريضات سرطان الثدي دون تقدّم المرض، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «غاما».

والأسبرين دواء شائع الاستخدام لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، منها تسكين الآلام وخفض الحرارة، ومنع تجلُّط الدم.

وأظهرت دراسات سابقة أنّ تناول الأسبرين بانتظام قد يقلّل الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان، مثل القولون، والمستقيم، والمعدة، لكن يجب استخدامه بحذر بسبب خطر النزف، ومن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الفوائد والمخاطر.

وتحدّثت الدراسات أيضاً عن إمكانية استخدام الأسبرين علاجاً مُساعداً في حالات سرطان الثدي، نظراً إلى خصائصه المضادّة للالتهابات؛ وهو ما يعطي الدفعة للأورام للاستجابة للأدوية.

وأجرى الفريق دراسته الجديدة لفحص تأثير الأسبرين على مريضات سرطان الثدي، بمشاركة 3020 مريضة عبر 534 موقعاً في الولايات المتحدة وكندا.

وقُسمت المشاركات إلى مجموعتين، تناولت الأولى الأسبرين بجرعة 300 مليغرام يومياً، فيما تناولت الثانية دواءً وهمياً.

ووجد الباحثون أنّ العلاج اليومي بالأسبرين لم يقلّل من خطر عودة مرض سرطان الثدي، ولم يُحدث فرقاً في معدّل البقاء على قيد الحياة بشكل عام، ولم يكن هناك اختلاف كبير في التأثير بين المجموعتين.

وأشار الباحثون في معهد «دانا - فاربر» للسرطان التابع لجامعة «هارفارد» الأميركية إلى أنه رغم الآمال الكبيرة التي عُقِدت على الأسبرين، نظراً إلى توافره واستخدامه الواسع في أمراض أخرى، تُظهر نتائج الدراسة أنه لا ينبغي التوصية باستخدامه علاجاً مُساعداً لسرطان الثدي.

وأضافوا: «الأولوية يجب أن تبقى للعلاجات المُثبتة والمعتمدة التي تُظهر فائدة حقيقية في تحسين نتائج العلاج لدى مريضات سرطان الثدي».

وشدّد الفريق على ضرورة إجراء مزيد من البحوث لاستكشاف طرق علاجية جديدة وفعالة لمكافحة سرطان الثدي بصورة أكثر فاعلية.

ويُعدّ هذا سرطان الأكثر شيوعاً بين النساء على مستوى العالم، وتسبّب في وفاة 670 ألف حالة عام 2022، وفق «منظّمة الصحة العالمية».