دراسة أوروبية تقلل من دور جينات سمنة الأطفال

الغذاء الصحي والتمارين الرياضية تساعد على إنقاص الوزن

دراسة أوروبية تقلل من دور جينات سمنة الأطفال
TT

دراسة أوروبية تقلل من دور جينات سمنة الأطفال

دراسة أوروبية تقلل من دور جينات سمنة الأطفال

رغم وجود العديد من العوامل التي تتحكم في زيادة أعداد الأطفال الذين يعانون من السمنة obesity بشكل مستمر، إلا أن العامل الجيني كان يمثل العائق الأهم في تجاوز هذه المشكلة المهددة لصحة الأطفال في العالم، حيث إنه عامل وراثي ولا يمكن تغييره مهما تم اتباع وسائل حمية مختلفة. وتزيد نسبة الإصابة بالضعف إذا كان الطفل لديه أب يعانى من السمنة.
ولكن أحدث دراسة أوروبية تناولت المرض وأسبابه أوضحت أن دور الجينات ربما لا يكون بنفس القدر من الأهمية التي يتصورها البعض خاصة أن بقية العوامل مثل العوامل البيئية والسلوك والوسط الاجتماعي ربما تكون أهم. وأجرى الدراسة علماء من الجامعة التقنية بميونيخ Technical University of Munich بألمانيا ونشرت في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الجاري.
دراسة جديدة

أوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة الرابطة الأميركية لطب الأطفال JAMA Pediatrics، أن نتائجها تحمل أهمية خاصة لأخصائيي معالجة السمنة في الأطفال، وأنه حتى الأطفال المهيئين جينيا للإصابة بالسمنة يمكنهم الاستفادة من الحميات الغذائية المختلفة والتمرينات الرياضية بنفس القدر الذي يستفيد به زملاؤهم الآخرين. وأجريت الدراسة على 1400 من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و19 عاما وكانوا جميعا يعانون من السمنة أو على الأقل زيادة في الوزن. وتم إلحاقهم جميعا ببرامج مختلفة لإنقاص الوزن تختلف مدتها من أربعة إلى ستة أسابيع تتضمن خفضا لمعدل السعرات الحرارية التي يتم تناولها على مدار اليوم بجانب تمرينات بدنية مستمرة وأيضا تدريبات سلوكية للاستغناء عن الأكل غير الصحي واستبدال بدائل صحية به فضلا عن التخلص من السلوك الإدماني لمواد معينة ضارة مثل الشوكولاته وغيرها.
قام الباحثون أيضا بدراسة الجينات المهيئة للسمنة للمشاركين وأشاروا إلى أن الدور الجيني معقد جدا. وعلى سبيل المثال هناك بعض الأطفال لديهم خلل في جين واحد فقط يؤدي إلى الاستعداد للسمنة بينما الغالبية من الأطفال ليس لها جين محدد وتكون السمنة ناتجة من تداخل فعل الجينات مع أسلوب الحياة غير الصحي من تناول المأكولات الضارة وعدم ممارسة نشاط كاف، وبالتالي يمكن تلافيها.
والجدير بالذكر أن الدراسات السابقة رصدت أكثر من 900 سلالة من الجينات يمكن أن تلعب دورا في الاستعداد للسمنة ولكن في الدراسة الحالية بالتتبع الدقيق للجينوم المحدد للسمنة ومكانه على الكروموسوم تبين وجود 97 فقط، وهو الأمر الذي يشير إلى أن الجينات حتى لو كانت مسؤولة بشكل ما عن السمنة لكن دورها صغير مقارنة بالعوامل الأخرى خاصةً على المدى القصير.

إنقاص الوزن
وأوضح العلماء أن من بين الأطفال الذين خاضوا التجربة كان هناك البعض منهم لديه 3 من 5 جينات كانت تعتبر تبعا للإحصائيات السابقة محددة للسمنة ومع ذلك فقدوا الوزن بشكل أكبر من أقرانهم وهو ما أثار دهشة العلماء ويؤكد أهمية التحكم في السعرات الحرارية ونوعيات الأكل المختلفة والالتزام بالرياضة حتى في الأطفال الذين يمتلكون استعدادا وراثيا لزيادة الوزن ولذلك يأمل الباحثون في نتائج أفضل مع إجراء مزيد من التجارب. وربما في المستقبل تكون الجينات المتداخلة في الاستعداد الوراثي سببا للمساعدة في فقدان الوزن وليس العكس مع تغيير نمط الحياة بطبيعة الحال.
أكد الباحثون على وجود العديد من العوامل المؤدية للسمنة ومنها العامل الجيني بالطبع ولكن ليس معنى وجود هذه الجينات أن الطفل سوف يصبح سمينا لا محالة ولكن فقط تكون فرصته أكبر من الأقران الذين يتناولون نفس المقدار من السعرات وهو ما يتطلب حمية صارمة لهؤلاء الأطفال وعدم الارتكان إلى الحياة الخاملة.
وتصيب السمنة طفلا من كل 4 أطفال في الدول الغنية والأكثر تقدما وهو ما ساعد على إصابة الأطفال بالنوع الثاني من مرض السكري والذي كان يصيب البالغين فقط وهو الأمر الذي أدى إلى إزاحة الاسم السابق للمرض (مرض السكري للبالغين maturity onset diabetes).

الجينات والسمنة
وأوضح الباحثون أنه رغم أن الآلية الأكيدة لعمل الجينات المحددة للسمنة في زيادة الوزن ليست معروفة تماما إلا أن هناك عدة نظريات تفسر هذا الارتباط ومنها حمل شفرة الرموز اللازمة لنقل أحاسيس الجوع والشبع إلى الجهاز العصبي المركزي وبالتالي تساهم في زيادة الإقبال على تناول الطعام من عدمه أو من خلال المساعدة في بناء ونمو الخلايا الدهنية adipocyte growth مما يزيد من حجم كتلة الدهون في النهاية وزيادة كتلة الجسم. وهناك آلية تشير إلى التحكم في توزيع السعرات الحرارية في الجسم والاحتفاظ بكميات كبيرة منها فضلا عن احتمالية التحكم في عمل الأنسولين وتنظيمه للتمثيل الغذائي ومستوى الغلوكوز بالدم.
وكانت دراسة سابقة تناولت تأثير الجينات وشملت الولايات المتحدة وإنجلترا وإسبانيا والصين وإندونيسيا والمكسيك وأوضحت أن الطفل يرث من الأب 20 في المائة من جينات السمنة ويرث من الأم نفس النسبة وذلك باختلاف العرق والمستوى المادي في الدول الست المذكورة وأنه حتى في فرضية أن الطفل يكون مهيأ بنسبة 40 في المائة للإصابة بالسمنة فإن 60 في المائة من العوامل الأخرى يمكن استغلالها بشكل جيد مثل الطعام الصحي الذي يجب أن تلتزم به الأسرة كلها وليس الطفل فقط. وتبعا للدراسة نصح الباحثون الآباء والأمهات أيضا بالتحكم في السعرات الحرارية التي يتناولونها والأم على وجه التحديد أثناء فترة الحمل حتى لا يزيد وزنها بشكل كبير.
* استشاري طب الأطفال



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.