الكتابة بالقلم تجعل الأطفال أكثر ذكاءً

الكتابة بالقلم تجعل الأطفال أكثر ذكاءً
TT

الكتابة بالقلم تجعل الأطفال أكثر ذكاءً

الكتابة بالقلم تجعل الأطفال أكثر ذكاءً

على الرغم من تقدم وسائل التعليم واعتمادها بشكل متزايد على التكنولوجيا في العقد الأخير فإن الطريقة التقليدية في تدوين المعلومات عن طريق الكتابة بخط اليد تساعد على تذكر المعلومات بشكل أفضل وتسهم في رفع معدلات الذكاء لدى الأطفال أفضل من الكتابة على الكومبيوتر أو الألواح الإلكترونية. جاءت هذه النتائج في أحدث دراسة تناولت طرق التعليم وقام بها علماء من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا Norwegian University of Science and Technology ونُشرت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري في مجلة «آفاق علم النفس journal Frontiers in Psychology».
تعليم «يدوي»
أوصت الدراسة النرويجية بضرورة أن يتحتم وجود حد أدنى من الكتابة بخط اليد في التوصيات العالمية لطرق التعليم خصوصاً مع التحول الرقمي في العديد من دول العالم.
وتكتسب الدراسة أهمية خاصة حينما نعرف أن النرويج تعد من أفضل بلاد العالم في التعليم ومن أكثرها اعتماداً على التعليم على شبكة الإنترنت بين المجتمعات الأوروبية.
ولتأكيد هذه النظرية قام الفريق البحثي بدراستين؛ أولاهما عام 2017 ثم الدراسة الحالية. وفي الدراسة الأولى قام الباحثون بفحص نشاط المخ في 20 من الطلاب، أما الدراسة المنشورة حديثاً فقامت فيها بفحص نشاط المخ في 12 من الأطفال و12 من الشباب. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها أطفال في مثل هذه الدراسات.
وفي كلتا الدراستين تم استخدام جهاز رسم المخ الكهربائي (EEG) لقياس نشاط موجات المخ. ومن المعروف أن المخ يُصدر ما يمكن اعتباره أشبه بالنبضات في حالة النشاط ويتم توصيلها عبر الخلايا العصبية. وحتى يتسنى رسم المخ يرتدي المشارك شيئاً شبيهاً بالقلنسوةة فوق الرأس مزودة بـ250 من الأقطاب الكهربائية تعمل مثل المجسّات الحساسة، وتسجّل تلك النبضات التي تصدر من المخ، وكانت مدة كل اختبار 45 دقيقة. وتلقى الباحثون 500 نقطة من البيانات الصادرة عن موجات المخ تبعاً لأسئلة معينة وملاحظات يجيب عنها المشاركون.
نشاط المخ
وأشارت هذه البيانات إلى تحسن نشاط المخ في حالة الإجابة عن طريق الكتابة بخط اليد وأن النشاط أفضل من استخدام لوحة مفاتيح الكومبيوتر. وكان هذا النشاط ملحوظاً في الأطفال والشباب على حد سواء، حيث إن التدوين عن طريق القلم والورقة يحفّز المخ للتذكر، لأن المخ يقوم بنشاط حسي وحركي (sensorimotor) في الوقت نفسه عن طريق رؤية الحروف المكتوبة وسماع وقع القلم على الورقة وضغط الأصابع على القلم.
وتعد هذه التجربة (الكتابة) محفزاً للعديد من الأحاسيس المختلفة والمتصلة بالجهاز الحركي في نفس الوقت، وهي بذلك تمثل وسيلة اتصال بين أجزاء مختلفة من المخ وتجعل نشاطه أكثر، فهو يقوم بإرسال العديد من الموجات الكهربائية لنقل هذه المعلومات والإشارات والأوامر التي تؤهل المخ أكثر للتعلم والتذكر.
وأشار الباحثون إلى أن نتائج التجربة والتجارب السابقة أيضاً تؤكد أهمية أن يبدأ الأطفال في استخدام الورقة والقلم في الكتابة في سنوات مبكرة من حياتهم حتى لو كان ذلك يعني مجرد رسومات لتدريب المخ وتأهيله للعمل بنشاط أكبر بدلاً من لمس الشاشات المختلفة سواء الهواتف الذكية أو الألواح الإلكترونية خصوصاً أن الأطفال والمراهقين يقضون وقتاً طويلاً بالفعل أمام الشاشات. وبالتالي تكون الكتابة أو الرسم نوعاً من تحقيق التوازن بين الأداء السلبى أمام الشاشات والنشاط الحركي الإيجابي.
كانت إحصائية سابقة قد أُجريت على طلاب 19 دولة أوروبية قد أظهرت أن الأطفال النرويجيين هم الأكثر استخداماً للتكنولوجيا. واحتلت الهواتف الذكية المركز الأول في الاهتمام ثم الكومبيوتر التقليدي وأخيراً الألواح، وكانت الفئة العمرية من 9 إلى 16 عاماً تقضي في المتوسط نحو 4 ساعات على الإنترنت كل يوم وفي الأغلب لأغراض تعليمية. وتعد هذه المدة ضعف المدة المعتادة المماثلة في عام 2010، حتى إن وقت الترويح نفسه يكون عن طريق الشاشات أيضاً. وعلى الرغم من أن التعليم الرقمي أكثر تطوراً وله مزايا كثيرة بالطبع فإنه يقلل من المهارات الأساسية للطلاب في الكتابة ولا يحفز المخ بالشكل الكافي خصوصاً مع استمرار الاعتماد على التعليم عبر الإنترنت.
التعليم الرقمي
أوضح الباحثون أن الأمر يمكن أن يتفاقم في المستقبل وهناك بعض المدارس في النرويج أصبحت رقمية بالكامل سواء في التعلم أو أداء الامتحان، وهو الأمر الذي يعني أن الطالب يمكن أن يُنهي دراسته الثانوية من دون التدريب الكافي على الكتابة بخط اليد، وهو الأمر الذي ينعكس عليه بالسلب تبعاً للدراسة من حيث التذكر وتحفيز المخ.
أما الفريق الآخر المدافع عن استخدام لوحات المفاتيح أو الألواح الذكية بديلاً لخط اليد، فيشير إلى أن جميع الأطفال يجيدون لمس الشاشات أو الضغط على اللوحات، بينما ليس الجميع في نفس درجة الكفاءة في مسك القلم والكتابة، فضلاً عن أن سرعة الكتابة على الكومبيوتر تمكّنهم من كتابة مواضيع أطول. إلا أن الباحثين في دراستهم الآلية يرون أن الكتابة الفعلية حتى لو كانت مجهدة للطلاب إلا أنها ضرورية ليس فقط لتعلم المهارة ولكن أيضاً لتقوية مهارة استخدام الأيدى (hand movements) بشكل عام.
وأكد الباحثون أن الكتابة بخط اليد تشكّل كل حرف على حدة على اختلاف شكله على عكس الكتابة الإلكترونية التي تستخدم نفس الحركة في كل مرة، ولذلك فإن الكتابة الفعلية تحتاج إلى سيطرة أكبر على القدرات الحركية الدقيقة، وهو الأمر الذي يضع المخ في حالة التعلم وكلما تم تحفيز المخ بشكل أكبر زاد ذلك من قدرته، وأن الآلة مهما بلغ تطورها لا تغني عن التجربة الفعلية والمهارات الأساسية.
- استشاري طب الأطفال



هل يُسبب شرب القهوة الانتفاخ؟

شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
TT

هل يُسبب شرب القهوة الانتفاخ؟

شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)
شرب القهوة يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة (رويترز)

يلجأ الكثير من الأشخاص في الصباح إلى فنجان من القهوة للشعور بالنشاط، والتمكن من بدء أعمالهم، ومهامهم اليومية.

يُمكن أن يزيد شرب القهوة من إفراز حمض المعدة، مما يُسرّع عمل الجهاز الهضمي. قد يُعاني بعض الأشخاص من الغازات، أو عدم الراحة في البطن نتيجةً لذلك، كما تسبب القهوة بطبيعة الحال الشعور بالانتفاخ.

لماذا تُسبب القهوة الانتفاخ؟

لا شيء يُضاهي متعة احتساء فنجان قهوة ساخناً ولذيذاً في الصباح. فهي تُقدم فوائد صحية عديدة، مثل تقليل الالتهابات، وتعزيز عملية الأيض، وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض. مع ذلك، يُصاحب الكافيين الصباحي لدى البعض انتفاخ مزعج يجعلهم يُفكرون مرتين قبل طلب فنجان ثانٍ.

يُمكن أن يُسبب شرب القهوة الانتفاخ لأسباب مُتعددة. فالقهوة مشروب حمضي بطبيعته، وشربها يُمكن أن يُؤثر على نسبة الحموضة في المعدة. هذا التغيير في الحموضة يُمكن أن يُهيج بطانة المعدة، ويُحفز الجسم على إنتاج المزيد من الغازات. عندما تتراكم الغازات، يشعر الشخص بامتلاء المعدة، أو انتفاخها.

بالطبع، لا تؤثر القهوة بنفس الطريقة على جميع الأشخاص. فبعضهم أكثر حساسية من غيرهم. كما أن خيارات نمط الحياة قد تلعب دوراً في تأثير القهوة على الجهاز الهضمي. على سبيل المثال، قد يؤدي شرب القهوة على معدة فارغة إلى تفاقم الأعراض المحتملة؛ لعدم وجود طعام في الجسم يُساعد على تخفيف الحموضة.

عوامل أخرى مُساهمة

أحياناً، لا تكون القهوة هي السبب الوحيد للانتفاخ. تشمل العوامل الأخرى التي قد تؤثر عليك ما يلي:

الحليب: يُضيف الكثيرون الحليب أو الكريمة إلى قهوتهم. مع ذلك، قد يُعاني الأشخاص الذين لديهم حساسية من اللاكتوز أو منتجات الألبان من عدم الراحة. إذا لم تتمكن من هضم اللاكتوز (سكر الحليب)، حتى الكمية الصغيرة منه، فإن ذلك يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل الغازات، والانتفاخ، وتقلصات المعدة.

المُحليات الاصطناعية: من الشائع أن يلجأ الكثيرون إلى بدائل خالية من السكر عند تحضير فنجان من القهوة. مع ذلك، تُشير الأبحاث إلى أن هذه المُحليات قد يصعب هضمها، وتُسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ.

طريقة شرب القهوة: يُؤدي تناول القهوة بسرعة كبيرة، أو على معدة فارغة إلى اضطراب عملية الهضم. لذا، يُمكن أن يُحدث التمهل في تناول القهوة والانتباه إلى كمية القهوة المُتناولة فرقاً كبيراً في الوقاية من انتفاخ القهوة.

أعراض انتفاخ القهوة

تختلف طريقة حدوث انتفاخ القهوة من شخص لآخر. فبينما يصفه معظم الناس بأنه شعور بعدم الراحة، فقد تختلف تجاربهم بناءً على أعراضهم.

تشمل أعراض انتفاخ القهوة على سبيل المثال لا الحصر:

الشعور بالامتلاء: قد تشعر بامتلاء معدتك، حتى لو لم تتناول الكثير من الأطعمة الصلبة، أو لم تتناول أي طعام على الإطلاق.

الشعور بالضيق: قد يُسبب انتفاخ القهوة شعوراً بالتمدد أو الضيق في منطقة البطن. وقد تشعر أيضاً بضغط في معدتك يُؤدي إلى تمددها.

قرقرة المعدة أو هديرها: قد تلاحظ قرقرة في معدتك أثناء محاولتها هضم القهوة، وأي أطعمة أخرى تناولتها.

انتفاخ البطن (إخراج الغازات): قد يؤدي شرب القهوة إلى زيادة الغازات، مما قد ينتج عنه المزيد من التجشؤ، والانتفاخ.

تقلصات المعدة: قد تعاني من تقلصات في المعدة نتيجة احتباس الغازات في جهازك الهضمي.

حاجة ملحة لدخول الحمام: يشعر الكثيرون بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام بعد رشفة واحدة من القهوة. هذه الحاجة الملحة لدخول الحمام قد تساهم في الشعور بعدم الراحة في الجهاز الهضمي.

من المهم الانتباه إلى كيفية استجابة جسمك للقهوة، وإجراء التعديلات اللازمة.


9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
TT

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً، خاصةً إذا لم تكن من محبي الرياضة. لكن الخبر السار هو أنه من الممكن إنقاص الوزن في الشتاء دون الحاجة إلى الذهاب إلى النادي الرياضي. فالتغييرات البسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي تُحدث فرقاً كبيراً.

إليك بعض النصائح الفعّالة لإنقاص الوزن بدون رياضة:

1- ركّز على الوجبات الدافئة المطبوخة منزلياً

خلال فصل الشتاء، نميل عادةً إلى تناول الأطعمة المريحة. لذا، يُنصح بتناول الأطعمة الدافئة المطبوخة منزلياً بدلاً من الأطعمة المقلية أو الحلوة. تُعدّ الشوربات، والعدس، والخضار، واليخنات خيارات صحية ومغذية. احرص على أن تكون وجباتك متوازنة، مع تناول كميات وفيرة من الخضراوات والبروتين، حتى لا تشعر بالجوع بين الوجبات.

2- تحكم في حجم الحصص

لستَ مضطراً للتخلي عن أطعمتك المفضلة، بل تناولها باعتدال. استخدم أطباقاً أصغر، وامضغ الطعام ببطء، وتوقف عندما تشعر بالشبع. قد يؤدي الجوع في الشتاء إلى الإفراط في الأكل، ولذلك يُعدّ تناول الطعام بوعي محوراً أساسياً للتحكم في الوزن.

3- اشرب كمية كافية من الماء (حتى لو لم تشعر بالعطش)

يقل استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء لعدم شعورهم بالعطش، مما قد يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع. اشرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب أو ماء الكمون طوال اليوم. حافظ على الترطيب واشرب الكثير من الماء للهضم وتجنب الإفراط في الأكل.

4- أضف البروتين إلى كل وجبة

يساعد البروتين على كبح الجوع والشعور بالشبع. تناول أطعمة مثل البيض، والجبن، والزبادي، والعدس، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والدجاج أو السمك. يُخفف النظام الغذائي الغني بالبروتين من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويساعد على إنقاص الوزن بطريقة صحية دون الحاجة إلى ممارسة الرياضة.

5- تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل

الليالي طويلة، وخلال فصل الشتاء، قد تشعر المرء برغبة شديدة في تناول وجبة خفيفة أثناء مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف. يُعدّ الإفراط في تناول الطعام ليلاً من الأسباب الشائعة لزيادة الوزن. حاول تناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم. في حال شعرت بالجوع لاحقاً، يمكنك تناول مشروب دافئ مثل شاي الأعشاب أو حليب الكركم.

6- احصل على قسط كافٍ من النوم

يؤثر نقص النوم على هرمونات الجوع والشبع، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. احرص على الحصول على 7-8 ساعات من النوم الجيد ليلاً. يُساعد النوم جسمك على حرق السعرات الحرارية بشكل أفضل ويُقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الشهية وغير الصحية.

7- حافظ على نشاطك اليومي

حتى وإن لم تكن تمارس الرياضة، يجب ألا تجلس لفترات طويلة. شارك في أنشطة يومية بسيطة ومنتظمة، مثل الأعمال المنزلية، وتمارين التمدد الخفيفة، والمشي أثناء المكالمات الهاتفية، أو أخذ فترات راحة قصيرة للحركة. تُساعد هذه الحركات البسيطة على حرق السعرات الحرارية والحفاظ على مستوى التمثيل الغذائي.

8- قلل من تناول السكر والأطعمة المصنعة

تُعدّ منتجات المخابز، وحلويات الشتاء، والوجبات الخفيفة المُغلّفة مصادر سهلة لإضافة سعرات حرارية. قلل من تناول الحلويات، والبسكويت، ورقائق البطاطس، والمشروبات المُحلّاة. بدلاً من ذلك، تناول الفواكه، والمكسرات المحمصة، أو الوجبات الخفيفة المنزلية.

9- تحكّم بمستويات التوتر

قد يُؤدي التوتر إلى زيادة الأكل العاطفي وزيادة الوزن. ستساعدك طرق بسيطة مثل التنفس العميق، والتأمل، وقضاء الوقت مع من تُحب على التحكم بمستويات التوتر وتجنّب الإفراط في تناول الطعام.


أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
TT

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق؛ أحد أنواع سرطانات الرأس والعنق، بطريقة غير جراحية.

وأوضح الباحثون أن الهدف من هذه الأداة هو مساعدة الأطباء في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات مكثفة، ومن يمكنهم الاستفادة من تقليل شدة العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Journal of Clinical Oncology».

ويصيب سرطان الحلق الجزء الأوسط من الحلق، بما في ذلك اللوزتان وقاعدة اللسان والحنك الرخو. وغالباً ما يرتبط بسرطان الخلايا الحرشفية، وقد يكون مرتبطاً بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، أو عوامل أخرى مثل التدخين وتعاطي الكحول. وتظهر أعراضه عادةً على شكل ألم أو صعوبة في البلع، وبحة في الصوت، أو تورم في الرقبة نتيجة تضخم العقد اللمفاوية.

ويختلف العلاج وفقاً لمرحلة المرض ومدى انتشاره، ويشمل عادةً الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وقد تكون صعبة التحمل وتترك آثاراً طويلة المدى، لذلك يركز الباحثون على تقليل الانتكاسات وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.

ويُعد انتشار السرطان خارج العقدة اللمفاوية أحد المؤشرات المهمة لتحديد شدة العلاج، ويحدث هذا عندما تنتشر خلايا السرطان من العقدة إلى الأنسجة المحيطة، وعادةً ما يُشخّص عن طريق إزالة العقدة جراحياً وفحصها.

ولتحسين معدلات العلاج، استخدم الفريق بيانات الأشعة المقطعية لتطوير أداة ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بعدد العقد اللمفاوية المصابة، وهو مؤشر يعكس شدة المرض واحتمالية استفادة المريض من العلاج المكثف. وعند تطبيق الأداة على بيانات الأشعة المقطعية لـ1733 مريضاً، تمكنت من التنبؤ بالانتشار غير المتحكم فيه للسرطان ورصد انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة.

كما أدى دمج تقييم الأداة مع مؤشرات المخاطر السريرية الحالية إلى تحسين تصنيف المرضى وفقاً لخطورة المرض، مما عزَّز دقة التنبؤ بمعدل البقاء على قيد الحياة وانتشار السرطان لكل مريض على حدة.

وأكد الباحثون أن هذه الأداة الذكية تُمكن الأطباء من اختيار المستوى الأمثل للعلاج لكل مريض، سواء عبر تكثيف العلاج للمرضى الأكثر خطورة، أم تخفيف العلاج لتقليل الآثار الجانبية للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخل أقل، وهذه القدرة تساعد على تخصيص العلاج بشكل شخصي لكل حالة، مما يعزز فاعلية العلاج ويحسّن تجربة المرضى.

وأضاف الفريق أن التنبؤ بالمرضى الأكثر عرضة للانتشار غير المتحكم فيه يسمح بتوجيه علاجات مكثفة لهم، ما يزيد فرص التحكم بالمرض ويحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة. وتسهم هذه الأداة في جعل خطة العلاج أكثر ذكاءً وفاعلية، مع التركيز على النتائج طويلة الأمد.

وأشار الباحثون إلى إمكانية استخدام الأداة في التجارب السريرية لتقييم المرضى بشكل أفضل، واختيار المشاركين المناسبين لتجارب العلاج المناعي أو الاستراتيجيات العلاجية المكثفة، مما يعزز البحث العلمي ويتيح تطوير علاجات أكثر دقة وفاعلية في المستقبل.