فيلم «جدار الصوت» لأحمد غصين 90 دقيقة بين الحياة والموت

حصد 3 جوائز في مهرجان البندقية السينمائي لعام 2019

الممثلان بطرس روحانا وكرم غصين في مشهد من فيلم «جدار الصوت»
الممثلان بطرس روحانا وكرم غصين في مشهد من فيلم «جدار الصوت»
TT

فيلم «جدار الصوت» لأحمد غصين 90 دقيقة بين الحياة والموت

الممثلان بطرس روحانا وكرم غصين في مشهد من فيلم «جدار الصوت»
الممثلان بطرس روحانا وكرم غصين في مشهد من فيلم «جدار الصوت»

يمضي مشاهد فيلم «جدار الصوت» لأحمد غصين 90 دقيقة كاملة تخطف الأنفاس، تحكي عن لحظات فاصلة بين الحياة والموت. وهو يتحدث عن مروان شاب في الثلاثين من عمره يذهب إلى الجنوب للبحث عن أبيه خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006؛ فيجد نفسه مُحاصراً في منزل ببلدته التي تتعرض للقصف، مع 4 من أبناء بلدته، إثر دخول الجيش الإسرائيلي إليها.
وينجح مخرج العمل أحمد غصين في شدّ انتباه المشاهد منذ اللحظات الأولى لمجريات الفيلم، لاعباً على وتر البطل والسارق المعروفة في عالم السينما التشويقي.
فينجذب المشاهد لاشعوريا إلى البطل متمنيا فوزه على اللص الذي يضعه في مواقف خطيرة ومثيرة. وبين العتمة والضوء والتوق إلى حرية داخل سجن كبير وإلى بقعة سلام في عزّ الحرب، إضافة إلى تجاذبات حياة تحدث بين السماء والأرض، يدور هذا العمل الذي يعدّ أول فيلم روائي لأحمد غصين.
وكان الفيلم قد ترشح إلى عدة جوائز في مهرجانات عالمية وحصد 3 منها في مهرجان البندقية السينمائي. الجائزة الكبرى نالها عن فئة «أسبوع النقاد الدولي» والثانية «جائزة الجمهور» والثالثة تحت عنوان «ماريو سيراندري» عن المؤثرات التقنية.
ويعالج أحمد غصين في الفيلم أحداثاً متلاحقة تدور خلال تلك الحرب، وينقل بتجرّد انفعالات الفرد تجاه مواقف مصيرية. ويؤكّد غصين: «اهتمامي تمحور حول المدنيين الذين يُتركون لمصيرهم المجهول في الحروب..... وأنقل انشغالاته وصراعاته الوجودية الصغيرة وأسئلته الدائمة، التي تتضخم أو تتقلص بحسب ما يختبره، ويكون محورها غالباً عن جدوى عيشه في هذه المنطقة أو تلك».
وكانت شركة «إم سي» للتوزيع بالتعاون مع «أبوط برودكشن» وصالة سينما «فوكس» في الحازمية قد دعت الإعلاميين لحضور العرض الأول للفيلم. ومن المتوقع أن تنطلق عروضه التجارية في صالات السينما المذكورة في 29 الحالي.
90 دقيقة تجري بين الحياة والموت ومصائر معلقة بقرارات لا يتخذها المواطن نفسه، يلونها المخرج بمواقف ساخرة حيناً ومضحكة حيناً آخر، كاسراً نسبة التوتر العالية التي يمارسها على المشاهد من جهة ثانية. وتأتي تعليقات الممثلين المشاركين في العمل كل حسب الدور والشخصية التي يلعبها في هذا الإطار لترسم الابتسامة على وجوه تتابع الفيلم وأحداثه المثيرة. ومن الممثلين المشاركين في «جدار الصوت» عصام بو خالد وفلافيا بشارة وسحر منقارة وبطرس روحانا وعادل شاهين الذي كان هذا الفيلم آخر أعماله السينمائية قبل وفاته.
ويتبع المخرج غصين الإيقاع التصاعدي الدرامي في أحداث الفيلم (كريشندو)، فيبقي مشاهده مسمّر العينين في اتجاه الشاشة من دون أن يرف له جفن. وكان لافتاً اتباع غصين وتيرة تشويقية من هذا النوع قلما نلحظها في فيلم عربي.
ويبرع غصين في أخذ مشاهده إلى مساحات مضيئة رغم العتمة المسيطرة على وقائع العمل. فنرى البطل مروان (كرم غصين شقيق المخرج) يفتح نافذة المنزل المسجون فيه، ليطلعنا على جمال طبيعة منطقة الجنوب. أما الممثل الراحل عادل شاهين فيشكّل طاقة الفرج للأشخاص المحاصرين في هذا المنزل، ويزوّد المشاهد بلحظات استراحة؛ فهو الوحيد بين أبناء بلدته الذي كانت لديه القدرة على ترجمة عبارات يقولها الجنود بالعبرية إلى العربية بسبب تمضيته وقتاً طويلاً في سجون الأسر.
ويتحفنا الممثل بطرس روحانا بحرفيته المشهود لها ضمن أداء طبيعي وعفوي يقرّبه من دون استئذان إلى قلوب المشاهدين. أما المخرج والممثل عصام بو خالد فيترك للغة الجسد التي يجيدها مساحة تأسر المشاهد تلقائيا وتضفي على الفيلم نكهة أبطال عالميين لمجرد متابعة نظراته أو خطواته المثقلة بقلق المصير المجهول.
يبقى القول أن فيلم «جدار الصوت» أو «all this victory» بالإنجليزية هو بمثابة رسالة إنسانية تختصر معاناة شعوب عربية كثيرة تعاني الأمرين من حروب تُفرض عليها. فتكون بمثابة محطات حياة لا تُنسى محفورة في شعرها الأبيض وتجاعيد وجهها ونظراتها الداكنة المتسائلة دائماً عما يحمله الغد لها، من دون أن تحظى بجواب شاف.


مقالات ذات صلة

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.