رغم أن قرابة 800 ميل هي التي تفصل بين جامعة جزر الباهاما وجامعة هامبتون في ولاية فرجينيا الأميركية، فإن عدداً من طلاب جامعة الباهاما سيكونون قادرين على مواصلة تعليمهم دون أي تكلفة، وفقاً لعرض مقدم من جامعة هامبتون لاستكمال دراستهم بعد الإعصار «دوريان» الذي ضرب جزر الباهاما، وأودى بحياة العشرات.
وبعد العاصفة القاتلة التي ضربت جزر الباهاما هذا الأسبوع، اتصل ويليام هارفي رئيس جامعة هامبتون للاطمئنان على صديقه رودني سميث، كبير الإداريين السابق في الجامعة رئيس جامعة جزر الباهاما الآن. وقد أكد الدكتور سميث للدكتور هارفي أنه وعائلته على ما يرام، لكن الحرم الجامعي الشمالي في الباهاما تعرض للتدمير، حسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».
وفي صباح اليوم التالي، وفقاً للدكتور هارفي، فإنه اتصل مرة أخرى بسميث، وعرض تزويد طلاب الحرم الجامعي الشمالي بقاعة مجانية دون رسوم للفصل الدراسي الحالي.
وأعلنت جامعة هامبتون، وهي مؤسسة تاريخية في فرجينيا، عن الاتفاقية يوم الخميس الماضي. وخلال يوم واحد، قال الدكتور هارفي إن 22 طالباً أبدوا اهتماماً بالعرض. وسيكون للطلاب حرية اختيار البقاء بعد ذلك في هامبتون، ولكن بتكاليف منتظمة.
وقال هارفي، في بيان: «أعتقد أن هذا الاتفاق يمكن أن يكون مفيداً لعدد كبير من الطلاب والأسر، وهو جزء من شيء حاولت القيام به طوال حياتي المهنية، وهو مساعدة الناس على تحقيق أهدافهم».
ومن غير الواضح عدد الطلاب من جزر الباهاما الذين سيحضرون إلى جامعة هامبتون، التي التحق بها بالفعل أكثر من 4300 طالب في هذا الخريف، لكن الدكتور هارفي أعد المساحة والأموال، وفقاً للصحيفة الأميركية.
ووفقاً لموقع جامعة هامبتون على الإنترنت، فإن إجمالي الرسوم الدراسية ورسوم الغرف يصل إلى 20 ألف دولار للفصل الدراسي الواحد.
وقد اضطرت جامعة جزر الباهاما إلى الإغلاق لأكثر من أسبوع بسبب الإعصار. وفي رسالة إلى مجتمع جامعة جزر الباهاما، حول تدمير الحرم الجامعي الشمالي الذي يقع في منطقة جزر الباهاما الكبرى، قال الدكتور سميث إن أحد المباني الإدارية للجامعة قد تم تدميره، وإن مبنى آخر قد تعرض لأضرار بالغة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها جامعة هامبتون لمساعدة مؤسسة أخرى للتعليم العالي بعد كارثة طبيعية، فقد قال الدكتور هارفي إنه فعل شيئاً مشابهاً للطلبة النازحين في «نيو أورليانز» بعد إعصار كاترينا عام 2005، متابعاً: «ساعدت كثير من الجامعات الأخرى الطلاب بعد أن دمرت الأعاصير منازلهم».
وفر المئات من جزيرة أباكو الكبرى في الباهاما بالقوارب والطائرات، واصطف آلاف لمغادرة الباهاما الكبرى المجاورة، هرباً من الدمار الواسع الذي خلفه الإعصار دوريان. واجتاح دوريان، وهو أقوى إعصار تشهده الباهاما على الإطلاق، جزر أباكو والباهاما الكبرى الأسبوع الماضي، وسوّى أحياء بأكملها بالأرض، وغمر أخرى بأمواج عاتية، مما تسبب فيما وصفته مسؤولة في القطاع الطبي بأنه عدد «صادم» من القتلى، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
وما زال المئات، إن لم يكن الآلاف، مفقودين في البلاد التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة. وذكرت تقارير وسائل إعلام في ساعة متأخرة من مساء أمس (الجمعة) أن عدد قتلى الإعصار ارتفع إلى 43.
ويرجح مسؤولون ارتفاع عدد القتلى بشدة، والعثور على مزيد من الجثث وسط الأنقاض والركام ومياه الفيضانات التي خلفها الإعصار.
وذكرت الأمم المتحدة أن نحو 70 ألفاً «يحتاجون لمساعدة عاجلة لإنقاذ أرواحهم»، بتوفير المياه والغذاء والمأوى.
جامعة أميركية تفتح أبوابها لطلاب الباهاما الذين شردهم الإعصار «دوريان»
جامعة أميركية تفتح أبوابها لطلاب الباهاما الذين شردهم الإعصار «دوريان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة