بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* نقص الانتباه وفرط النشاط
تشخص الكثير من حالات الاضطراب السلوكي عند الأطفال والذي يعرف بـ«نقص الانتباه مع النشاط المفرط أو السلوك المتهور (ADHD)» خطأ لعدم التدقيق في الأعراض المصاحبة له وعدم التقييم الجيد لأوقات وأماكن حدوثه. ووفقا للمسح الطبي الذي أجرته الحكومة الأميركية عام 2010، فقد وجد أن التشخيص كان خاطئا على ما يقدر من 20 في المائة من الأطفال المشخصين بهذا الاضطراب.
إن تشخيص هذا الاضطراب ما زال يعتمد على التقييم الذاتي للأعراض، إذ لا توجد لحد الآن اختبارات مخبرية محددة لتشخيص الحالة، كفحص الدماغ مثلا. ويجب أن تكون الأعراض مستمرة، فلا يتم تشخيص المرض لمجرد تسجيل الأعراض في المنزل إذا كانت مختفية في المدرسة والعكس صحيح.
إن اضطراب «ADHD» مرض شائع ومنتشر بين أطفال العالم، وقد وجد من دراسة 2010 أن طفلا واحدا من بين كل 10 أطفال أميركيين لديه هذا الاضطراب بزيادة 22 في المائة عن عام 2003. وهناك مؤشرات لارتفاع نسبة المصابين بالمرض بين الكبار أيضا. كما يشير تقرير صحي إلى أن نسبة إصابة الأطفال الذكور هي ضعف عدد الإناث.
هناك دراسة حديثة أولية تشير إلى وجود أمل في استخدام أسلوب حديث للتصوير بالرنين المغناطيسي «MRI» يسمى التصوير المرتبط بالحقل المغناطيسي « magnetic field correlation imaging» يمكنه الكشف عن انخفاض مستويات الحديد في أدمغة الأطفال الذين يعانون من المرض «ADHD» حيث إن الحديد مهم لعمل مادة الدوبامين في الدماغ. وبذلك يمكن أن تساعد هذه الوسيلة غير المباشرة وغير المؤذية على التشخيص واتخاذ قرار العلاج، وإذا ما تأكدت هذه النتائج في دراسات أكبر، فإن هذه التقنية سوف تساعد في تحسين تشخيص وعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط(ADHD) وكشفت هذه الدراسة عن حدوث تحسن مستوى الحديد في المخ وارتفاعه إلى المستوى الطبيعي لدى المرضى بعد خضوعهم للعلاج.
ومن أهم الأعراض التي تصاحب حالة هذا الاضطراب ما يلي:
* التململ المتكرر أو الارتباك.
* صعوبة اللعب بهدوء.
* كثرة التحرك والشعور بالأرق.
* الإفراط في الكلام ومقاطعة الآخرين.
* صعوبة الانتظار، والانتظام، في الدور.
* أحلام اليقظة المتكررة.
* صعوبة تنظيم المهام أو الأنشطة.
* صعوبة متابعة تنفيذ التعليمات.
لذا نلفت انتباه أفراد الأسرة وكذلك المدرسين في المدارس لتوخي الدقة عند تسجيل الأعراض وتقييمها ذاتيا ومدى تغيرها للأفضل أو للأسوأ ومن ثم تقديمها للطبيب المختص لتأكيد التشخيص ووضع خطة العلاج.

* الإقلاع عن التدخين
من الأخطاء الشائعة أن يتساءل المدخن عن سبب القيام بحملات الإقلاع عن التدخين، ويظل يدخن بشكل مضاعف غير مقتنع بدواعي الإقلاع.
إن التبغ مادة في حد ذاتها تؤدي للإدمان، إضافة إلى عشرات المواد الكيماوية التي تضاف إلى كل السجائر تقريبا بدءا من السكر إلى الفورمالديهايد التي تزيد من الإدمان. وعلى الرغم من أن الإقلاع عن التدخين ليس أمرا سهلا لكن الملايين قد أقلعوا بنجاح.

ويرغب كثير من المدخنين في الإقلاع إلا أنهم يجهلون الاستراتيجيات الأساسية للإقلاع، ومنها:
* إعداد خطة الإقلاع عن التدخين، مما يحسن فرص النجاح.
* يقرر الطبيب ما إذا كنت بحاجة لأدوية تساعدك على الإقلاع.
* تحديد موعد الإقلاع عن التدخين، قبل بضعة أسابيع.
* الابتعاد عن مثيرات الرغبة للتدخين كالجلوس مع المدخنين، شرب القهوة.. الخ.
* الاستفادة من دعم الأهل والأصدقاء وزملاء العمل.
* الانضمام إلى برنامج الإقلاع عن التدخين لتشارك الآخرين ولا تشعر بالوحدة.
* الاقتناع التام بالأسباب التي دعت للإقلاع، لا سيما العواقب الصحية على المدخن ومن حوله.
* البدء بتقليص عدد السجائر تدريجيا.
* أخبر أهلك ومعارفك بموعد الإقلاع، مع ذكر سبب الإقلاع للحصول على دعم الجميع.
* الاستعانة بمعوضات النيكوتين مثل العلكة واللصقة وقطع حلوى المص، وبخاخات الأنف، فقد ثبت أنها تضاعف من فرص النجاح في الإقلاع.
* الانضمام إلى مجموعة دعم المقلعين.
* التحدث إلى الطبيب عن الأدوية المتاحة والوخز بالإبر وجلسات التنويم وما إذا كنت محتاجا لها لمساعدتك على التوقف إذا لزم الأمر.
* العلاج السلوكي المعرفي، لتغيير الطريقة التي تفكر بها عن التدخين.

وهناك الكثير من الفوائد على المدى القصير والطويل للإقلاع عن التدخين.
* الفوائد التي تعود على الإقلاع عن التدخين في غضون 20 دقيقة: انخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب؛ في غضون 12 ساعة: تعتدل مستويات غاز أول أكسيد الكربون في الدم؛ في غضون 48 ساعة: تتعافى حاستا الشم والتذوق شيئا فشيئا؛ في غضون ثلاثة أشهر: تتحسن وظائف الرئتين والدورة الدموية؛ في غضون تسعة أشهر: يقل السعال ويتحسن ضيق التنفس؛ في حدود سنة واحدة: يقل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية إلى النصف.
* الوقاية من مشكلات العقم والإخصاب وعدم الانتصاب.
* سوف تستمتع بالمذاق الحقيقي للطعام.
* لن تشكو ولن يشكو الآخرون من رائحة فمك.
وكلما أقلع المدخن عن التدخين مبكرا انخفض مستوى المخاطر على صحته.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».