- الحجاج و«دوار السفر»
يتعرض بعض الناس لنوع من المضايقة خلال سفرهم مهما كانت وسيلة السفر مريحة، سواء كانت جوا أو بحرا أو برا، وذلك نتيجة الشعور بالدوخة والغثيان والقيء مما يكدر عليهم صفو رحلتهم بل قد يعيق البعض منهم عن اتخاذ قرار السفر. ومن المتوقع، في هذه الأيام، أن يشكو من هذه الحالة عدد من الحجاج القادمين إلى الديار المقدسة عبر الجو أو البحر. ويخطئ الكثيرون في تعاملهم مع هذه الحالة بحيث يحثون الشخص المريض على أن يشم الروائح العطرية، مما يزيد الحالة سوءا.
تسمى هذه الحالة «دوار السفر» وهي شائعة الحدوث ولا ترتبط بعمر محدد، فقد يعاني منها الصغار حتى عمر 12، وقد تبقى معهم طوال العمر فيعانون منها كبارا.
ويحدث دوار السفر نتيجة خلل في التواصل بين ما تراه العين وما تشعر به الأذن الداخلية، فالدماغ يتلقى رسالة من العين بأن الجسم يتحرك في حين أن الأذنين ثابتتان، فيصاب الدماغ بالحيرة وتظهر أعراض الدوار نتيجة اهتزازات الدوائر الهلالية الثلاثة الموجودة في الأذن الداخلية والمسؤولة عن توازن الجسم.
وللتغلب على أعراض دوار السفر، أيا كانت وسيلة السفر، ننصح بالآتي:
- أخذ قسط كافٍ من الراحة قبل السفر.
- إذا كانت الحالة تتكرر في السفر دائما، فيمكن أخذ أحد الأدوية المضادة للهستامين قبل ركوب الطائرة أو الباخرة بنصف ساعة.
- عدم تناول وجبة ثقيلة قبل السفر مباشرة، ويستحسن تناول كميات صغيرة من الطعام وعلى فترات متكررة.
- أثناء الطيران أو الإبحار، يفضل الثبات في المقعد وعدم التحرك كثيرا.
- قفل العينين، عدم النظر للأسفل، ويمكن النظر في الأفق البعيد لتقليل الإشارات المتوجهة للدماغ بالحركة المحيطة.
- عدم استخدام الهاتف أو النظر إليه حتى لا يكون سببا في استثارة الحالة.
- مضغ قطعة من اللبان (العلكة) أثناء صعود وهبوط الطائرة لمساواة ضغط الهواء على جانبي غشاء طبلة الأذن.
وأخيراً، بالنسبة للأشخاص الذين تعودوا من السابق المعاناة من دوار السفر، يستحسن وجود مرافق معهم بصفة مستمرة ليقدم لهم المعونة والرعاية عند الحاجة إليها، وإلا فيجب الإفصاح عن ذلك عند حجز الرحلة سواء جوا أو بحرا أو على الأقل اخبار طاقم الطائرة لترتيب ما يلزم عند وصولهم إلى المطار أو الميناء.
- التدخين السلبي يزيد من خطر السكتة الدماغية
تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة المدخنين تراجعت بواقع 15.3 في المائة عالميا في الفترة بين عامي 1990 و2015 مبررة ذلك التراجع بإعلان الكثير من بلدان العالم الحرب على التدخين. ومقابل ذلك يزداد عدد المدخنين على مستوى العالم بسبب النمو السكاني المستمر، فبينما بلغ عدد المدخنين على مستوى العالم 870 مليون شخص يوميا عام 1990 فإن هذا العدد ارتفع إلى 933 مليون مدخن عام 2015 أي بزيادة 7 في المائة تقريبا بسبب زيادة المدخنين في دول العالم الثالث النامية، وتشير التقديرات الحالية إلى تجاوز عدد المدخنين المليار مدخن. ويؤكد العلماء والباحثون على أن التدخين لا يزال أحد العوامل الرئيسية للوفاة أو الإصابة بإعاقة حيث إن واحدة من بين كل عشر حالات وفاة في العالم سببها التدخين.
وكانت دراسة أميركية قد أشارت إلى أن التدخين هو عامل خطر معروف في الإصابة بالسكتة الدماغية. وقد نشرت تلك الدراسة في «المجلة الأميركية للطب الوقائي» عام 2015 وأكدت على أن هذا الخطر يلاحق، أيضا، غير المدخنين. فقد ثبت أن التعرض لدخان السجائر غير المباشر يزيد أيضا من خطر السكتة الدماغية.
واستخدم العلماء المشاركون في الدراسة وهم من جامعة ولاية كارولينا الجنوبية (تشارلستون) بيانات من دراسة أخرى عنوانها ريغاردز (REGARDS) كانت قد أجريت لمعرفة أسباب الاختلافات الجغرافية والعرقية في الإصابة بالسكتة الدماغية (Reasons for Geographic and Racial Differences in Stroke، REGARDS). وشملت الدراسة الأميركية 22 ألف مشارك، منهم 38 في المائة من الأميركيين من أصل أفريقي و45 في المائة من الذكور، واستمرت الدراسة نحو تسع سنوات في الفترة ما بين أبريل (نيسان) 2003 ومارس 2012. سُجل خلال تلك الفترة بين المشاركين حدوث 428 حالة سكتة دماغية، كان معظمها (352 حالة) من السكتات الدماغية الناتجة عن نقص التروية الدموية (ischaemic strokes).
أظهرت نتائج تلك الدراسة، حتى بعد تعديل المتغيرات لمختلف العوامل المؤثرة مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وأمراض القلب، وجود ارتباط واضح بين التدخين السلبي والإصابة بالسكتة الدماغية. وفي الواقع، فقد وجد أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية يزداد بنسبة 30 في المائة عند غير المدخنين إذا كانوا يتعرضون بانتظام للتدخين غير المباشر.
وأكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة أنجيلا م. مالك أن نتائج هذه الدراسة توفر دليلا آخر على أن التدخين يضر بصحة غير المدخنين، وأوصت على أهمية سن قوانين ووضع لوائح صارمة لمنع التدخين.
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]