روث ماركوس
صحافية اميركيّة

عندما تكون جميع الأخبار «وهمية».. فبمن نثق؟

كل ما بعد الحقيقة ليس إلا وهمًا زائفًا. شهد انتخاب دونالد ترامب ازدهار مشهد ما بعد الحقيقة. فلقد تفوقت العواطف على الحقائق، ويسهل الاعتقاد من ذلك الشيء الكثير. لقد صرنا جميعًا كمثل شخصية «تينكر بيل» الكرتونية الشهيرة. فلتصفق إذا كنت تصدق التزوير في الانتخابات.

مرحبًا بكم في رئاسة ما وراء الحقيقة

مرحبًا بكم، واستعدوا لرئاسة ما وراء الحقيقة. قال جون آدامز (الرئيس الثاني للولايات المتحدة)، عام 1770، في دفاعه عن الجنود المتهمين بالتورط في «مذبحة بوسطن»: «الحقائق من الأمور العنيدة. وبغض النظر عن رغباتنا أو ميولنا أو ما تمليه علينا عواطفنا، ليس بإمكاننا تغيير الحقائق والأدلة». أو هكذا كنا نظن، حتى انتخبنا لمنصب الرئيس رجلاً لا يأبه للحقيقة، ويقف بصلابة في وجه أي جهود للتحقق من صدق ما يطلقه من تصريحات. الشهر الماضي، اختارت قواميس أكسفورد لفظ «ما وراء الحقيقة» باعتباره الكلمة الدولية للعام، وجاء ذلك لسبب وجيه.

أخطر تعليقات ترامب على الإطلاق

من بين كل التعليقات الخطيرة التي تفوّه بها دونالد ترامب، قد يبقى أكثرها إثارة للقلق تأكيده أن الانتخابات قد تتعرض للتزوير. ويحمل هذا التصريح غير المسؤول، مؤشرات لا تنبئ بالخير بالنسبة لسلوك ترامب حال تعرضه للخسارة، الأمر الذي تزداد احتمالاته يومًا بعد آخر. كان ترامب قد حذر خلال مؤتمر انتخابي في أوهايو من أن «الانتخابات ستتعرض للتزوير».

الضرر الذي جلبته كلينتون لنفسها

«لا أريد أن أخاطر بالسماح للآخرين بالوصول لبريدي الخاص»، كان ذلك فحوى رسالة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى مساعدتها هوما عابدين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، التي وردت في تقرير محقق وزارة الخارجية بشأن استخدام كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص في المراسلات الرسمية. لا يمكن النظر لما حدث دليلاً على جريمة ما، لكنه يفسر كثيرًا من الأمور. في الحقيقة، ما حدث جاء على العكس تمامًا لما يمكن اعتباره دليلاً على جريمة، حيث عبرت كلينتون في تلك الرسالة عن رغبتها في الحصول على «عنوان بريدي منفصل لتحل المشكلة التي واجهتها؛ وهي أن رسائلها الخاصة ينتهي بها المطاف في بريد وزارة الخارجية. لو أن كلينتون فعلت ذل

أميركا.. عودة ديمقراطية إلى 2008 أم 1980؟

هل تبدو معركة الانتخابات التمهيدية بين هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز أشبه بالعودة لعام 2008 أم 1980؟ بمعنى آخر هل تشبه المنافسة بين كلينتون وباراك أوباما، وهو تنافس استمر لفترة طويلة، وطغت عليه مشاعر العداء انتهى بتوحيد صفوف الحزب وفوزه بالرئاسة؟ أم تبدو أشبه بالمعركة بين جيمي كارتر وتيد كينيدي، والتي كانت عبارة عن مشاحنة آيديولوجية استمرت لفترة طويلة، وانتهت بفوز الرئيس الديمقراطي الذي كان يشغل المنصب بالفعل؟ في الواقع، على الديمقراطيين أن يأملوا في أن يكون التنافس الحالي أشبه بما جرى عام 2008، وحتى الآن يبدو الحال كذلك بالفعل.

ترامب غير قادر على التصرف كرئيس

«يداي هاتان»، قالها دونالد ترامب ونظر إليهما ثم لوح بهما للناس في قاعة المؤتمرات الزاهية. يا له من مشهد سريالي، يتحدث كما يتحدث حزب الناتو، وكما يتحدث الناس في جزر «سنكاكو»، وكما يتحدث الناس في مؤتمرات نزع الأسلحة النووية، نفس الأيادي. قال ترامب «يداي بخير»، مضيفًا «يداي طبيعيتان كما ترون، قد تبدوان أكبر قليلاً. في الحقيقة، عادة ما أشتري قفازات أصغر قليلاً من الحجم الكبير، أوكي؟». هل يحدث هذا عادة؟

بعد «السيلفي».. ميركل تواجه معضلة المهاجرين

عبد الإله الحجار من أشد المعجبين بأنجيلا ميركل، وهذا أفضل تقدير للمستشارة الألمانية، لكنه أكبر تهديد لها أيضًا.

أميركا: مرشحو الانتخابات يخفقون في الاختبارات

دعنا نتحدث عن عملية الإجابة عن الأسئلة الافتراضية، والأسئلة المفخخة أو عدم الإجابة عن أي أسئلة على الإطلاق، دعنا نتحدث هنا عن جيب بوش، ومايك هاكابي، وهيلاري كلينتون. أخطأ بوش في إجابته عن سؤال طرحته مذيعة «فوكس نيوز» ميغين كيلي، يوم الاثنين عن الحرب في العراق، حيث سألته كيلي: «في ضوء ما نعرفه الآن، هل كنت ستسمح بالغزو؟» أجاب بوش: «كنت سأسمح وكذلك كانت ستسمح هيلاري كلينتون بذلك، وهذا فقط للتذكرة. هذا ما كان سيفعله أي أحد وصلته تلك المعلومات الاستخباراتية».

واجب الكونغرس في الحرب

في حين يعد تمويل وزارة الأمن الداخلي أمرًا بديهيا ولا يحتاج إلى تفكير، يتضمن منح تفويض باستخدام القوة العسكرية خلافات بين الحزبين حول نطاق التفويض، ويزيد الأمر تعقيدًا عدم ثقة الجمهوريين بالرئيس أوباما. ولن يضرّ الانشقاق القادم حول تمويل وزارة الأمن الداخلي سوى الجمهوريين، الذين وضعوا أنفسهم في مأزق تشريعي، وبالطبع أنت تعرف ما سيؤول إليه الأمر في النهاية حيث سيوجه مفسد الأمور الأنظار إلى الخطر، بينما يستسلم الطرف الآخر. على العكس من ذلك، سيمثل الفشل في إقرار تفويض بخوض الحرب تخليا عن المسؤولية الدستورية، مما يؤدي إلى عواقب تتجاوز نطاق الكونغرس الحالي.

دروس وعبر من ريتشارد نيكسون

بعد 40 عاما من تركه المنصب، لا يزال ريتشارد نيكسون محتفظا بقدرته على الإدهاش والاشمئزاز. عندما تعتقد أنه لا يمكنك تلقي المزيد من الصدمات إزاء استعداد نيكسون لإساءة استخدام السلطة، واستيائه المغالى فيه وجنونه بالعظمة، تظهر جولة جديدة من الأشرطة في الأفق. وبالاستماع إلى تلك الأشرطة، وإنني أوصي بالاستماع إلى مجموعة «نيكسون يتحدث عن نفسه.. بكلماته الذاتية» لمؤسسة «HBO» الإعلامية، فإنها تدعوك لتذكر، مرة أخرى، الاستيعاب الذاتي شديد الصرامة للرئيس الأميركي الـ37.