فقد حدثتني والدتي وضحى بنت فجحان التي تبلغ من العمر أكثر من ثمانين عامًا أنها كانت طفلة مع والدتها تتردد على أسواق الهفوف والمبرز بعدما يأتي الصيف (القيظ بمسمى أهلنا العامية في الأحساء)، وذلك للادخار واستقبال شتاء قارس البرودة في صحراء الدهناء عندما يذهبون لطلب الكلأ لإبلهم وماشيتهم، وكانت رؤيتها لأهل الأحساء (أهلنا وناسنا) تخلو من الغل والحقد والحسد والكراهية، ولم تحدثني قط عن أي حادثة حقد أو حسد أو غل من تلك الأحساء وأهلنا بل إن كيانها ينطق دومًا بأن الأحساء (وأهله أهل خير وبركة وأرضه مبروكة)، وتلك رؤية كل من عرفته من كبارنا في السن ممن أدركتهم وقد أدركوا جلهم الحكم العثماني ثم الحكم المبارك