مارك غونغلوف

مارك غونغلوف

مفاجآت «كورونا» السيئة والباهظة

قبل أسبوعين فقط، ذكرت هذه النشرة الإخبارية أن فيروس كورونا يواصل بث المفاجآت بين جموع البشر، وأن الأسواق لم تأخذ الأمر بدرجة كافية من الجدية. حسناً، بدأت الأسواق في اعتبار الأمر وجديته منذ الآن فصاعدا. سجلت الأسهم تراجعات كبيرة اليوم، مع مؤشر داو جونز الذي سجل خسارة بمقدار ألف نقطة كاملة، ويرجع ذلك إلى الأنباء التي تفيد بالانتشار السريع للغاية الذي يحققه فيروس كورونا في إيطاليا وفي أماكن أخرى. ويبدو أن الجهود المبذولة لاحتواء تفشي الوباء قد باءت بالفشل حتى الآن، وربما أننا لا نرى إلى أعلى قمة الجبل الجليدي الكبير مما يخبئه هذا الفيروس للبشرية.

أوقات مثيرة في الشرق الأوسط

كنا نعلم أن عام 2020 سيكون مثيراً، على النحو السلبي لمعنى الكلمة. ولم يستغرق الأمر منا طويلاً، لنبدأ في استشعار إلى أي مدى سيكون مثيراً. شنت الولايات المتحدة، الخميس الماضي، هجوماً باستخدام طائرات «درون» أدى لمقتل قاسم سليماني، زعيم «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإسلامي». ورأى بعض الخبراء هذا الهجوم مكافئاً لقتل نائب الرئيس في بلد ما، ذلك أن سليماني اتسم بأهمية كبرى لإيران. أيضاً، كان سليماني مسؤولاً عن قتل مئات الآلاف.

اليأس يزحف على البنوك المركزية

من أفضل الأفلام التي طرحت في دور العرض خلال عام 2019 فيلم «ميدسومار» الذي يتناول حفلة سويدية غير تقليدية بحلول انقلاب الشمس الصيفي. اليوم، يبدو أن البنك المركزي يقيم احتفالية مشابهة بانقلاب الشمس الشتوي، لكن نأمل أن يخلو من القرابين البشرية. كان بنك السويد المركزي قد أقر لتوه رفع معدلات الفائدة، رغم القلق المحيط بالوضع الاقتصادي وتباطؤ معدلات التضخم. ويرى الخبير المالي محمد العريان أن هذه الخطوة تعبر عن تملك حالة من اليأس للبنك المركزي السويدي. وتقف معدلات الفائدة حول العالم اليوم عند أو دون الحد الأدنى، لكن هذا لم يعزز النمو.

الحرب الباردة واستغلالها في الحفاظ على الكائنات الحية

بعد بفرض الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات الصينية بقيمة 300 مليار دولار، قال الرئيس ترمب إِنه سوف يرجئ فرض الرسوم الجمركية على استيراد الألعاب، والأجهزة الإلكترونية، وغير ذلك من هدايا العطلات حتى منتصف ديسمبر (كانون الأول). وانتعشت الأسهم جراء ذلك باستردادها بعض الخسائر التي تكبدها الرئيس الأميركي قبل 11 يوماً. وهذا من قبيل المهلة المطلوبة ظاهرياً لدى المستهلكين الأميركيين (ويدحض أيضاً مزاعم ترمب بأن الصين تتحمل وحدها الأعباء الكاملة للرسوم الجمركية المفروضة). لكن تجار التجزئة في الولايات المتحدة لا يشعرون بالسرور جراء هذه الأنباء.

النفوذ الأميركي البريطاني إلى أين؟

من ضمن الأشياء المتوقعة بالنسبة للإمبراطوريات أنها إلى زوال مهما طال بها الزمان وربما نشاهد إحداها تسقط الآن. منذ أيام مارغريت ثاتشر ورونالد ريغان والعالم يحكمه تحالف أميركي - بريطاني أطلق عليه مدير تحرير وكالة «بلومبرغ» للأنباء، جون ميكلثويت، اسم «أنغلوسفير». لكن بعد مرور 40 عاماً، وهي غمضة عين بمقياس التاريخ، فإن هذه الهيمنة تبدو كأنها بدأت في التلاشي. رأينا الضربات القاصمة تتوالى عام 2016 مع النتائج الصادمة لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب الرئيس دونالد ترمب، وكلاهما شكل منعطفا دراماتيكيا بعيدا عن رؤية العالم التي حددت معالم الشراكة.

«بريكست» ومنتصف الطريق الذي يفضي إلى اللامكان

يستحق الفيلسوف الإغريقي زينون الإيلي التقدير على ما يعرف بـ«مفارقات زينون». وتقول نظريته أو لنقل ملاحظته: لنفترض أن هومر يريد أن يلحق بحافلة متوقفة. قبل أن يستطيع الوصول إلى هناك، عليه أن يصل إلى منتصف المسافة. وقبل أن يستطيع الوصول لمنتصف المسافة، عليه أن يصل إلى ربع المسافة. وقبل الوصول إلى ربع المسافة، عليه أن يصل إلى ثمن المسافة؛ وقبل الثمن، واحد على ستة عشر؛ وهلم جراً. وإذا تحدثنا عن الحركة اللانهائية التي تفضي إلى اللامكان فيمكننا الحديث عن «بريكست» (الخروج من الاتحاد الأوروبي).

الروبوتات «تسرق» بعض مكافآتك!

من الأنباء السارة لمديري الأصول أنهم سوف يحصلون على متوسط لزيادة الأجور خلال العام الحالي بنسبة 5 في المائة. أما الأنباء السيئة فهي أن ارتفاع الإنفاق على التكنولوجيا يقلل بالفعل من مقدار الأموال المتاحة لمجموع التعويضات المالية. كان هذا ما خلصت إليه الدراسة السنوية لتعويضات إدارة الأصول التي نشرتها مؤسسة «غرينتش» لأبحاث الخدمات المالية بالاشتراك مع شركة «جونسون وشركاه» الاستشارية.

عالم متداخل لا تصلح فيه الحرب التجارية

يبدو أن أسواق الأسهم الأميركية التي اقتربت من المعدلات القياسية اليومية لها قررت أن النزاع التجاري بين الرئيس دونالد ترمب والصين، إما أنه سيحسم قريباً أو أنه لن يرقى إلى شيء جدي يذكر. إلا أن الكاتب أندرو براون يحذر من خطأ هذا الاعتقاد، على الأقل بالنسبة للجزء الأول منه. من ناحية يبدو واضحاً أن ترمب يؤمن أن «العولمة» الشر الأعظم في تاريخ البشرية، وليس هناك ما يجسد العولمة مثل التجارة. ويعتقد ترمب أن العجوزات الميزانية كلها شر في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة عجزاً تجارياً هائلاً في مواجهة الصين لن تتمكن أي تسوية سريعة من حسمه.

ترمب والصين: حرب باردة بلا خطة

كلٌّ من الولايات المتحدة الأميركية والصين في حاجة ماسة حالياً إلى تخطيط أفضل بشأن الحرب الباردة. قيل إنه لا توجد خطة للمعركة تنجو من الاتصال (المواجهة) الأول مع العدو. ولكن، ماذا لو أن الطريقة العبقرية للالتفاف حول ذلك هي عدم وجود خطة للمعركة بالأساس؟ وربما يكتشف الرئيس دونالد ترمب ذلك الأمر عبر حربه الباردة الراهنة مع الصين. وفي ميدان التجارة، شن الرئيس ترمب حرب الرسوم الجمركية وهدد بالمزيد، في الوقت الذي يدعو فيه الصين إلى وقف أعمال التجسس، وسرقات التكنولوجيا، وغيرها من الممارسات المؤسسية السيئة.

عن النمو الاقتصادي وسيادة القانون

يبدو أن حدود سلطات فلاديمير بوتين لا نهاية لها. فسلطاته السياسية غير محدودة، وكذلك النفط وترسانة أسلحته النووية. لكن ما لا يملكه هو قدرته على بث روح جديدة في الاقتصاد الخامل. وهذا في حد ذاته يعد خبراً سيئاً لمستقبل البلاد، وهو ما سيكون له انعكاساته على بقية العالم. لنكون أكثر تحديداً، فإن بوتين لا يستطيع علاج أوجاع روسيا، سواء النمو البطيء أو البنية التحتية المتهالكة أو الأيدي العاملة المريضة والمسنة من دون أن يغير كل شيء في طريقة حكمه.