لماذا يصر المريض على مغادرة المستشفى؟

لماذا يصر المريض على مغادرة المستشفى؟
TT

لماذا يصر المريض على مغادرة المستشفى؟

لماذا يصر المريض على مغادرة المستشفى؟

تنظر الأوساط الطبية اليوم بمزيد من الاهتمام إلى حالات إصرار المريض على الخروج من المستشفى رغم نصيحة الطبيب ببقائه فيها لاستكمال تلقي المعالجة لحالته المرضية، وهو الأمر الذي تصطلح الأوساط الطبية على تسميته «الخروج ضد المشورة الطبية»Discharge Against Medical Advice أو تختصره بعبارة خروج من المستشفى بـ«طريقة داما» DAMA.
وتمثل حالات إصرار المريض على مغادرة المستشفى، وهو في حالة صحية لا تسمح له بذلك، إحدى القضايا الطبية والإنسانية والاجتماعية الشائكة والتي تحمل في طياتها مخاطر صحية على سلامة المريض نفسه، وعلى سلامة وراحة أفراد المجتمع الذين سيعيش المريض بينهم، كما أنها تتطلب من المستشفى إجراء مراجعة لحالة المريض لمعرفة الدوافع التي اضطرته إلى مغادرتها ومدى آمان مغادرتها وتوثيق رغبة المريض تلك لضرورات قانونية.
وتذكر المصادر الطبية أن خروج المريض من المستشفى ضد المشورة الطبية بالبقاء فيها يرتبط بمزيد من المخاطر على المريض في ارتفاع احتمالات اضطراره إلى العودة للدخول إلى المستشفى لاستكمال تلقي المعالجة الطبية التي لم يُكمل تلقيها بعد، كما أنه يرتبط مع ارتفاع خطورة الوفيات وخطورة تفاقم الحالة المرضية لديه وتصاعد قيمة التكاليف المادية لإتمام تلقيه معالجته الطبية. وتحديداً، أفادت نتائج الدراسات الطبية بالولايات المتحدة بأن معدل «عودة الدخول إلى المستشفى» Readmission Rate يصل إلى 21 في المائة بين المرضى الذين يغادرون المستشفى بـ«طريقة داما» خلال الأسبوعين التاليين لمغادرتها.
وتشير وكالة بحوث الرعاية الصحية والجودة Agency for Healthcare Research and Quality (AHRQ) بالولايات المتحدة إلى أن نسبة حالات الخروج من المستشفى بـ«طريقة داما» هي بالعموم 2.2 في المائة بين جميع المرضى الذين يتم تنويمهم في المستشفى كحالات إسعافية بالولايات المتحدة، وأن في بعض الظروف قد تصل النسبة إلى 12 في المائة لدى بعض فئات المرضى، وأن النسبة أعلى في مستشفيات المناطق الريفية مقارنة بمستشفيات المدن، وأعلى كذلك في المستشفيات العامة مقارنة بالمستشفيات الجامعية.
وتضيف الوكالة أن ليس ثمة من طريقة معروفة حتى اليوم يُمكن من خلالها للطاقم الطبي توقع هذا السلوك من المريض، ولكن وفق ما هو متوفر من نتائج الدراسات والبحوث حول هذا الأمر فإن ثمة أسباباً متعددة ومعروفة، ومن أهمها تدني التواصل بين الطبيب والمريض، ونشوء الحالات العائلية الطارئة والمشاكل العائلية لدى المريض، أو ضغط الالتزامات والارتباطات الشخصية لديه، أو أسباب تتعلق بالالتزامات المالية، أو نتيجة الشعور بالملل، أو الشعور بالضجر من المعالجة الطبية وعدم جدواها، أو الشعور بالصحة والعافية وعدم الحاجة لمزيد من الرعاية الطبية، أو اليأس وعدم اقتناع المريض بالأصل أي جدوى من المعالجة، أو عدم الاقتناع بصواب المعالجة التي يتلقها من الطاقم الطبي المعالج في تلك المستشفى، أو أن يكون المريض من المدمنين على أحد أنواع المخدرات.
وضمن عدد 19 يونيو (حزيران) من مجلة «الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة» Journal of the American Geriatrics Society عرض الباحثون من كلية ماونت سيناي للطب في نيويورك نتائج دراستهم جميع حالات خروج المرضى التي كانت ضد مشورة الطبيب خلال فترة عشر سنوات مضت، وتحديداً ما بين عام 2003 و2013. وأفاد الباحثون بأن ثمة نقصاً في البيانات لدى الأوساط الطبية في الولايات المتحدة حول مجموعة هؤلاء المرضى الذين يُغادرون المستشفى بـ«طريقة داما». وقال الباحثون إن هدفهم من إجراء هذه الدراسة الحديثة هو معرفة التوجهات لدى المرضى حول احتمال سلوكهم طريقة داما لمغادرة المستشفى ودوافع رفضهم للبقاء فيها لاستكمال تلقي المعالجة الطبية.
وشمل الباحثون في دراستهم أكثر من 29 مليون وثلاثمائة ألف مريض دخلوا إلى المستشفى، وتفحصوا مدى انتشار نزعة سلوك الإصرار على مغادرة المستشفى ضد المشورة الطبية لدى فئتين من المرضى، الفئة الأولى هي المرضى ما بين عمر 18 إلى 64 سنة والفئة الثانية هي المرضى الأكبر من عمر 65 سنة، وذلك لمعرفة العوامل التي ترفع من احتمالات هذا السلوك بينهم. ولاحظ الباحثون في نتائجهم أن ثمة ارتفاعاً بنسبة نحو 30 في المائة في عدد المرضى الذين يُصرون على مغادرة المستشفى بتلك الطريقة فيما بين عام 2003 وعام 2013. كما لاحظوا أن المرضى النفسيين بالعموم والنساء بالعموم والمرضى من أصول أفريقية ولاتينية وذوي الدخل المادي المتدني ومنْ ليس لديهم تأمين طبي هم الأعلى في الإصرار على مغادرة المستشفى ضد مشورة الطبيب مقارنة بغيرهم، وأن عدد حالات الخروج تلك بين فئة المرضى الأصغر من عمر 64 سنة هي أعلى أربعة أضعاف بالمقارنة مع المرضى الأكبر سناً.
والواقع أن العنصر الأقوى تأثيراً في إصرار المريض على مغادرة المستشفى ضد مشورة الطبيب هو عنصر فقدان أو تدني مستوى «تواصل الطبيب مع المريض» Doctor - Patient Communication، ونتيجة لهذا الأمر تنشط العوامل المذكورة سابقاً، كالحالة النفسية والارتباطات الاجتماعية والالتزامات المالية، في التأثير على قرار المريض بمغادرة المستشفى. وكلما ارتفاع مستوى التواصل بين الطبيب والمريض وأقارب المريض وتم توضيح مراحل المعالجة ومدى التطورات المتوقعة في معالجة المريض كان المريض أقرب في الصبر على المعالجة الطبية وتقبلها والبقاء في المستشفى إلى حين تحسن حالته الصحية. ولذا علق الدكتور جاشفانت بوران، الباحث الرئيس في الدراسة من ماونت سناي، بالقول: «تدني مستوى التواصل الطبي مع المريض أحد الأسباب التي دلت عليها كثير من الدراسات الطبية». وتُضيف الدكتورة ليرون سينفاني، مديرة مستشفى خدمة المسنين في نورثويل الصحية بنيويورك، قائلة: «قرار المريض مغادرة المستشفى ضد مشورة الطبيب هو أمر يمثل انهيار العلاقة بين الطاقم الطبي المُقدّم للرعاية الطبية وبين المريض وأفراد عائلته، وهو ما يُسلّط الضوء على أهمية التواصل فيما بينهم».



بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
TT

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب الدماغي الشائع.

وقد تتمكن من اكتشاف المرض قبل سنوات من تدهور حالتك.

شارك الدكتور دانييل أمين، وهو طبيب نفسي معتمد وباحث في تصوير الدماغ في كاليفورنيا بالولايات المتحدة مؤخراً، فيديو على منصة «تيك توك»، وقال: «يبدأ مرض ألزهايمر في الواقع في الدماغ قبل عقود من ظهور أي أعراض»، حسب صحيفة «نيويورك بوست».

تشير التقديرات إلى أن 6.7 مليون أميركي يعيشون مع مرض ألزهايمر، الذي يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية والقدرة على أداء المهام البسيطة.

ويكشف أمين عن 4 علامات تحذيرية قد تشير إلى أن دماغك قد يكون ضمن المرحلة التجهيزية للإصابة بألزهايمر، والعديد من عوامل الخطر التي يجب معالجتها على الفور.

ضعف الذاكرة

قال أمين إن أول علامة تحذيرية هي أن ذاكرتك تصبح أسوأ مما كانت عليه قبل 10 سنوات.

في حين أن النسيان العرضي هو جزء طبيعي من الشيخوخة، فإن الأشخاص المصابين بالخرف يكافحون لتذكر الأحداث الأخيرة أو المحادثات أو التفاصيل الرئيسية.

الحُصين - منطقة الدماغ المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة - هي واحدة من المناطق الأولى المتأثرة بمرض ألزهايمر.

ضعف الحكم والاندفاع

قد يؤدي تلف الفصوص الجبهية، وهي المناطق الرئيسية لاتخاذ القرار والتفكير إلى صعوبات في فهم المخاطر، ومعالجة المشاكل اليومية وإدارة الشؤون المالية.

يبدو الأمر وكأن دماغك «يصبح غير متصل بالإنترنت»، كما أوضح أمين.

قصر فترة الانتباه

قد يواجه الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر صعوبة في التركيز أو الانتباه لفترة كافية لإكمال المهام التي كانت بسيطة في السابق.

سوء الحالة المزاجية

وجدت الأبحاث أن ما يصل إلى نصف مرضى ألزهايمر يعانون من أعراض الاكتئاب.

يعاني المرضى في كثير من الأحيان من تغيرات عاطفية مثل الانفعال أو التقلبات المزاجية الشديدة، وغالباً ما يكون لديهم سيطرة أقل على مشاعرهم لأن المرض يؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف.

قد يصابون بالارتباك أو القلق بشأن التغيير، أو بشأن المواقف التي تأخذهم خارج منطقة الراحة الخاصة بهم.

كما حدد أمين العديد من السلوكيات التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف. وقال: «إذا كان لديك أي من عوامل الخطر هذه، فهذا هو الوقت المناسب للتعامل بجدية مع صحة الدماغ».

وأبرز هذه العوامل هي:

السمنة

أوضح الدكتور: «مع زيادة وزنك، ينخفض ​​حجم ووظيفة دماغك، لهذا السبب أنا نحيف، لا أريد أن أفعل أي شيء يضر بدماغي عمداً».

انخفاض الطاقة

أفاد أمين: «إن انخفاض الطاقة... يعني غالباً انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ».

الأرق المزمن أو انقطاع النفس أثناء النوم

يساعد النوم في التخلص من النفايات السامة من الدماغ.