البيض... هل يزيد المخاطر على صحة القلب؟

البيض... هل يزيد المخاطر على صحة القلب؟
TT

البيض... هل يزيد المخاطر على صحة القلب؟

البيض... هل يزيد المخاطر على صحة القلب؟

س: هل يؤدي تناول البيض فعلا إلى زيادة خطر النوبة القلبية؟
ج: إليك خلاصة ما نعرفه حتى الآن، لدى غالبية الناس، فإن تناول بيضة واحدة في اليوم لا يزيد من خطر حصول النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، أو أي نوع من أمراض القلب والأوعية الدموية. إلا أن تناول عدد لا يزيد على ثلاث بيضات في الأسبوع يعتبر أمرا حكيما للمصابين بمرض السكري، أو الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب لأسباب أخرى (مثل التدخين) أو الذين لديهم مرض في القلب.
إلا أن ما ذكرته توا، ليس هو ما كنت أقوله لأمي وأبي، كما لم يذكره أيضا أساتذتي في الكلية الطبية. ففي ذلك الوقت كنا نعرف أن صفار البيض يحتوي على مستوى عال من الكولسترول، وكنا نعرف أن المستوى العالي من الكولسترول المنخفض الكثافة (الضار) «LDL» في الدم يزيد خطر حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية. ولذا فقد كان من المنطقي أن يكون من المنطقي تجنب تناول الكولسترول الغذائي. ولكن ومنذ ذلك الحين أظهرت الأبحاث أن أغلب الكولسترول في جسم الإنسان ينتج في الكبد، وأنه لا يأتي من الكولسترول الذي نأكله. ويتحفز الكبد لإنتاج الكولسترول بالدرجة الأولى، بواسطة الدهون المشبعة والدهون المتحولة في غذائنا، وليس بسبب الكولسترول الغذائي.
وتحتوي بيضة من الحجم الكبير على القليل من الدهون المشبعة بنحو 1.5 غرام. وقد أثبتت الأبحاث أن البيض يحتوي أيضا على كثير من العناصر المغذية الصحية: اللوتين (lutein)، والزيكسانثن (zeaxanthin) المفيدين للعيون، والكولين (choline) المفيد للمخ والأعصاب، وأنواع الفيتامينات «إيه» و«بي» و«سي». وفي الواقع فإن بيضة واحدة كبيرة تحتوي على 270 وحدة دولية من فيتامين «إيه»، و41 وحدة من فيتامين «دي». كما تحتوي على نحو 6 غرامات من البروتين، و72 سعرة حرارية.
وتأتي النتائج التي تفيد بأن تناول بيضة في اليوم أمر سليم لغالبية الناس من دراسات واسعة، أجري أكثرها هنا، أي في كلية الطب بجامعة هارفارد، حيث تمت متابعة مئات الآلاف من الأشخاص على مدى عقود من السنين. وكان المشاركون يقدمون بشكل دوري بيانات عن غذائهم وتطور حالاتهم الطبية. ولم تجد تلك الدراسات نسبا عالية في عدد النوبات القلبية والسكتات الدماغية أو أمراض أخرى في القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين تناولوا إلى حد بيضة واحدة فقط في اليوم.
إلا أنه من المهم جدا تحديد نوع الغذاء الذي تتناوله مع البيض. فالدهون المشبعة الموجودة في الزبدة والجبنة وشرائح اللحوم الدهنية والنقانق والمعجنات ستزيد من كولسترول الدم أكثر من الكولسترول الموجود في البيض. أما الكربوهيدرات المنقاة والمصفاة مثل الخبز الأبيض والمعجنات والمقليات فقد تزيد أيضا من خطر أمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية.
هل أقوم أنا بتناول البيض دوريا؟ الجواب: لم أكن أتناوله في الماضي، إلا أن المعارف الجديدة غيرت من سلوكي. وفي العادة فأنا أتناول بيضتين أسبوعيا. وغالبا ما يكون البيض مخلوطا مع الخضراوات الطازجة والأعشاب والتوابل والفلفل الحار الأخضر. كما يصاحب البيض الخبز من الحبوب الكاملة مع المرغرين الخفيف (المنخفض في الدهون المشبعة والدهون المتحولة)، وهذه المأكولات لذيذة جدا، وتشير أحدث الأدلة إلى أنها صحية.
* رئيس تحرير رسالة «هارفارد الصحية» - خدمات «تريبيون ميديا»



هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟
TT

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لقد رأينا جميعاً ذلك؛ يبدو بعض الأشخاص أصغر سناً أو أكبر سناً بكثير من أعمارهم. وربما نظرنا جميعاً في المرآة، ورأينا مدى تقدمنا ​​في السن من الخارج، ثم تساءلنا عن عمرنا من الداخل.

هل هناك طريقة لقياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

إذا كان الأمر كذلك، فهل يخبرنا هذا القياس بشيء مهم، مثل مدى احتمالية إصابتنا بأمراض مرتبطة بالعمر كأمراض القلب والعديد من أنواع السرطان والخرف؟ إلى حد ما، نعم؛ إذ وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، بدأت التطورات العلمية تسمح بقياس عمرنا البيولوجي.

تقنية التيلوميرات والساعة الجينية

إحدى التقنيات الراسخة هي قياس طول التيلوميرات telomeres، وهي نهايات الكروموسومات داخل كل خلية؛ إذ إن الأشخاص الذين تحتوي خلاياهم على تيلوميرات أقصر هم أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالعمر. وهناك تقنية أخرى راسخة تتمثل في قياس ما يسمى بـ«الساعة T.R الجينية» epigenetic clock، وهي تقييم للجينات التي يتم تشغيلها أو إيقاف تشغيلها.

(علم ما فوق الجينات - بالإنجليزية: Epigenetics، أو علمُ التَّخَلُّق، يبحث في تأثير الظواهر الأخرى مثل البيئة على الجينات، وليس تأثير الحمض النووي «دي إن إيه» عليها - المحرر)

200 بروتين تحدد العمر

في أغسطس (آب) 2024، نشرت مجلة Nature Medicine دراسة تفيد بنهج جديد أصبح ممكناً بفضل تقدم علمي ملحوظ في مجال يُعرف باسم علم البروتينات proteomics: القدرة على قياس مستويات آلاف البروتينات في عينة صغيرة من الدم.

قام فريق دولي بقياس مستويات ما يقرب من 3000 بروتين في دم أكثر من 45000 شخص في المملكة المتحدة. ووجدوا أن مستويات نحو 200 من البروتينات تتنبأ بالعمر الزمني (الفعلي)، وأن الأشخاص الذين كان «عمرهم البروتيني» أكبر من أعمارهم الفعلية كانوا أكثر عرضة للإصابة بتدهور مرتبط بالعمر في الوظائف البدنية والإدراكية، وكذلك الأمراض المرتبطة بالعمر، حتى إنهم وجدوا علامات شيخوخة لأعضاء معينة في الجسم.

«الساعة البروتينية»

وأخيراً، أظهر الباحثون أن «الساعة البروتينية» التي طوروها من دراسة الأشخاص الذين يعيشون في المملكة المتحدة تتنبأ أيضاً بالشيخوخة البيولوجية لدى أعداد كبيرة من الناس في الصين وفنلندا.

والآن بعد أن أصبح لدينا طرق لقياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا، فهل تساعدنا هذه المعرفة في إبطاء هذه العملية؟

علاجات مضادة للشيخوخة

من الممكن أن يوفر نمط البروتين الذي كشفت عنه هذه الدراسة أدلة تؤدي إلى علاجات مضادة للشيخوخة: وتعمل شركات التكنولوجيا الحيوية بالفعل على هذا. ومن الممكن أيضاً أن يقتنع الشباب نسبياً الذين قيل لهم إنهم يشيخون بسرعة أكبر من غيرهم بإجراء تغييرات في نمط حياتهم تعمل على إبطاء عملية الشيخوخة. ومع ذلك، فإن ما إذا كانت أي من هذه الفوائد ستتدفق من هذه المعرفة الجديدة فلا يزال يتعين علينا أن نرى.

وما هو واضح هو أننا ندخل عصراً جديداً، حيث يمكن لاختبارات مثل هذه، مع الأجهزة التقنية (من الساعات الذكية إلى الأجهزة الأكثر تطوراً) التي تقيس باستمرار وظائف معينة في الجسم، أن تزودنا بمعلومات لم نكن لنحصل عليها من قبل.

* رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»، خدمات «تريبيون ميديا».