بين الخطأ و الصواب

بين الخطأ و الصواب
TT

بين الخطأ و الصواب

بين الخطأ و الصواب

* علامات مبكرة لالتهاب مفصل الركبة
تعاني نسبة كبيرة من سكان العالم من الألم في مفصل الركبة، ويتم عادة اكتشاف الإصابة بالتهاب المفصل OsteoArthritis بعد حدوث تغيرات في عظام المفصل، وحينها تكون الحالة متأخرة.
وقد قام باحثون من المركز الطبي لجامعة إيراسموس Erasmus في روتردام بهولندا بعمل دراسة لتحديد القيمة التنبؤية للعلامات والأعراض المرضية المبكرة لهذا المرض، من خلال متابعة المرضى كل 5 سنوات، على أساس أخذ التاريخ المرضي، وعمل فحص الركبتين، وأشعة الرنين المغناطيسي، وتعبئة الاستبيانات. وقدم الباحثون نتائج دراستهم في المؤتمر العالمي للجمعية العالمية لأبحاث التهاب المفاصل الذي عقد في ربيع 2016 في أمستردام.
شاركت في الدراسة مجموعة من النساء (891) تراوحت أعمارهن بين 45 و60 عاما. وتمت متابعة 700 امرأة منهن بعد 5 سنوات بإعادة القياسات السابقة نفسها. ووجد أن هناك علامات وأعراضا مرضية يمكن التنبؤ عبرها بحدوث الالتهاب في مفصل الركبة بعد 5 سنوات لدى النساء اللاتي لم يشتكين بعد من المرض نفسه بأعراضه المألوفة، التي تتمثل في الشكوى من ألم الركبة في معظم أيام الشهر، وصوت فرقعة في المفصل دلالة على التهاب مفصل الركبة مع عظمة الصابونة، والشعور بألم وكأن المفصل ينفك دلالة على وصول الالتهاب إلى مفصل الركبة وعظمة الساق.
واتضح من الدراسة أن صوت الفرقعة وألم الركبة، في معظم أيام الشهر السابق، كانا مرتبطين بالتهاب المفصل مع عظمة الصابونة فقط، وكانت نسبة الإصابة خلال السنوات الخمس التالية نحو 3 في المائة، وترتفع إلى 20 في المائة عند وجود كل من الفرقعة والألم معا باستمرار. أما عن نسبة الإصابة بالتهاب المفصل مع عظمة الساق، فكانت نحو 6 في المائة، وترتفع إلى 12 في المائة عند وجود عرضين مرضيين اثنين، وإلى 18 في المائة مع وجود 3 أو أكثر.
وكانت علامات الالتهاب تحدث مبكرا وتتضح في التصوير بالرنين المغناطيسي بنسبة 10 في المائة، ويرتفع هذا الرقم إلى 13 في المائة عند وجود عرضين مرضيين، وإلى 18 في المائة عند النساء اللاتي لديهن أكثر من 3 أعراض مرضية.
وتكمن أهمية نتائج هذه الدراسة في إمكانية استخدام العلامات والأعراض المبكرة من قبل الأطباء واختصاصيي العلاج الطبيعي بالاستعانة بالمتابعة الدورية المستمرة للمرضى، في تحديد الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاج الوقائي قبل حدوث تآكل في عظام المفصل الذي يتطلب في معظم الحالات التدخل الجراحي وأحيانا إجراء عملية استبدال مفصل صناعي بالآخر المصاب.
* فوائد ومخاطر سماعات الأذن
من الأخطاء الشائعة أن يستخدم البعض، حديثا، سماعات الأذن بشكل مستمر ومتواصل، وكذلك الحال مع أجهزة البلوتوث التي توضع داخل الأذن وتظل في وضع التشغيل بانتظار وصول مكالمة واردة على هواتفهم الجوالة أو عند الاستماع للأغاني على هواتفهم.
لا شك في أن هذه التقنية تمثل رفاهية لمستخدميها، ولكن سوء استخدامها قد يتسبب في كثير من الأضرار التي قد يجهلها العامة من الناس.
وتكمن خطورة سمّاعات البلوتوث في موجات ترددها وقوة هذه الموجات وقدرتها على اختراق الجسم وإلحاق الضرر بمختلف خلايا الجسم، حتى وإن كانت ضئيلة، فلا نأمن خطرها على المدى الطويل وعند فوات الأوان. ويجب على الإنسان الحذر عند التعامل مع هذه التقنية الجميلة بتقنين مدة الاستخدام وتقليل التعرض وعدم ترك السماعات داخل الأذن بشكل متواصل.
أما بالنسبة لسماعات الأذن الموصولة بالهواتف الذكية، فإن مشكلاتها وأضرارها تنحصر في خلايا الأذن الداخلية والشعور بطنين الأذنين أو حتى فقدان السمع بالكامل على المدى الطويل. وهناك دراسة بهذا الخصوص للدكتور إيريك فويغت Dr. Eric Voigt من جامعة نيويورك الأميركية نشرت في صحيفة «بيزينس إنسايدر Business Insider» في شهر يوليو (تموز) 2016 وتحذر من أن الأصوات المرتفعة التي تنقلها السماعات يمكن أن تتسبب في تلف خلايا الأذن الداخلية، ومن أن الاستخدام المتكرر للسماعات يمكن أن يتسبب في تراكم شمع الأذنين، مما يؤدي إلى إغلاق مجرى السمع في النهاية، وتصبح هناك حاجة للجوء إلى الطبيب المختص لتنظيف الأذنين.
ولتجنب هذه المشكلات ننصح بالتالي:
- عدم ترك سماعات الأذن أو سماعات البلوتوث داخل الأذنين بشكل متواصل ومستمر.
- إبقاء مستوى الصوت منخفضًا حفاظًا على سلامة عصب السمع وخلايا الأذنين.
- تنظيف الأجزاء التي توضع داخل الأذنين حتى لا تكون مصدرا لنقل العدوى، مما يساعد على نمو الجراثيم داخل الأذنين بشكل أكبر والتعرض للالتهابات والأمراض الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالصمم.
- يفضل استخدام السماعات الكبيرة التي توضع على صوان الأذن الخارجي، بدلا من السماعات الصغيرة التي يتم وضعها داخل الأذنين وتحمل خطورة على السمع.
- تقنين استخدام هذه التقنية، واستخدامها عند الاضطرار إلى الاستعانة بها.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال