نصائح وإرشادات صحية للحجاج

الوقاية من الإجهاد الحراري ومتابعة الحالة المرضية أثناء ممارسة الشعائر

نصائح وإرشادات صحية للحجاج
TT

نصائح وإرشادات صحية للحجاج

نصائح وإرشادات صحية للحجاج

تشهد مناطق المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة زحاما شديدا للحجاج لا نظير له في أي بقعة أخرى من العالم. وعلى الرغم من كل هذا الزحام والحشد البشري الكبير، فإنه لم تُسجّل حتى الآن أي أمراض معدية أو وبائية بين الحجاج، ويعود ذلك إلى الاستعدادات الجيدة من قبل حكومة المملكة وسن القوانين الصارمة من أجل سلامة الحجاج والمواطنين.

* أمراض الحج

* إن معظم الأمراض التي تنتشر في فترة الحج هي من الأمراض التي يمكن الوقاية منها أو التحكم فيها، وتأتي نتيجة قلة الوعي الصحي لدى كثير من الحجاج المقبلين من مناطق مختلفة، مثل عدم الأخذ بالأسباب الوقائية كالتطعيمات الموصى بها وعدم الالتزام بالتعليمات الصحية المناسبة لكل حاج، والتزاحم والتدافع في أماكن أداء العبادة، وعدم الالتزام بالنظافة الشخصية ونظافة المأكل والمشرب، والإجهاد البدني بسبب المشي الكثير، أو السهر الطويل أو التعرض لضربات الشمس، والتعرض للإصابات بسبب الصعود إلى الأماكن الخطرة في الجبال، والتعرض لحوادث السير.
هذه الأسباب تكون مدعاة لحدوث بعض المشكلات الصحية، مثل الإجهاد الحراري، وضربات الشمس، وأمراض الجهاز التنفسي، والإنفلونزا، والحروق الجلدية الشمسية وتسلخات ثنايا الجلد، والنزلات المعوية، إضافة إلى مضاعفات الأمراض المزمنة التي يعاني منها الحاج مسبقا كمضاعفات داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى والكبد.. إلخ.

* إرشادات صحية

* الدكتورة منيرة خالد بلحمر، استشارية طب المجتمع، مديرة إدارة التوعية الصحية بالصحة العامة بمحافظة جدة والمشرفة العامة على برنامج سفراء التوعية الصحية في الحج تقدم إلى الحجاج الكرام مجموعة من النصائح:
* الوقاية من الإجهاد الحراري وضربات الشمس. تجنب الطواف والسعي في وقت الظهيرة أو المشي بلا داعٍ تحت أشعة الشمس المباشرة، واستخدام المظلة الواقية من الشمس، وأخذ قسط وافر من الراحة قبل وبعد كل شعيرة من شعائر الحج، والإكثار من شرب السوائل كالماء والعصائر.
* الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي والإنفلونزا. يجب على الحاج عدم مخالطة المصابين، وتجنب استعمال أدوات المريض، وتغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطس والتخلص من المنديل فورا في سلة المهملات، والعناية بنظافة اليدين وتجنب ملامستها للأغشية المبطنة للعين والأنف والفم قبل غسلها بالماء والصابون، والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون - أو بالمعقم في حال عدم توفر الماء والصابون - بعد لمس الأسطح المحتمل تلوثها مثل مقابض الأبواب، مفاتيح الكهرباء، أزرار المصاعد، الهواتف العمومية وغيرها، وعدم تعريض الجسم المتعرق لأجهزة التكييف مباشرة.
ولدى ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة بالطريقة الصحيحة، يجب مراعاة الآتي: وضع الكمامة بعناية لتغطية الفم والأنف وربطها بإحكام للحد من الثغرات بين الوجه والكمامة (التنفس بعمق والتأكد من عدم تسرب الهواء من الكمامة)، وتجنّب لمس الكمامة، وغسل اليدين بالماء والصابون عند لمسها وبعد نزعها أو استبدالها، واستبدال الكمامات المبلّلة فورا بكمامات جديدة جافة ونظيفة، واستخدام الكمامات الأحادية الاستعمال لمرّة واحدة فقط، والتخلص منها فور نزعها.
* الوقاية من التسمم الغذائي تقتضي توفر شروط النظافة في المأكولات وغسل اليدين وتعقيم الخضروات والفواكه ونظافة الأواني، وما شابه.
* الوقاية من الأمراض المعدية: بالنسبة لحمى الضنك - يجب التخلص من أي تجمع للمياه العذبة الراكدة، واستخدام الناموسيات أثناء النوم في الخلاء لمقاومة البعوض، واستخدام دهانات أو بخاخات طاردة للبعوض على الأجزاء المكشوفة من الجسم.
وبالنسبة للوقاية من الإيدز والالتهاب الكبدي «بي» و«سي»، يجب على كل حاج أن يستعمل الموسى لمرة واحدة ثم يرمى به في المكان المخصص لذلك، والحذر من مس الأمواس الأخرى.

* مرضى السكري

* إذا كان الحاج مصابا بمرض معين أو مزمن، مثل: مرض السكري، مرض القلب، ارتفاع ضغط الدم، مرض الكلى، مرض الربو، أو الصرع، فعليه أن يقوم بزيارة الطبيب بأقرب مركز صحي لسكنه والطمأنينة على صحته وتحديد العلاج والجرعة لكل دواء، وارتداء سوار المعصم ويكون اسمه مكتوبا عليه، وتشخيص المرض، ورقم هاتف أحد الأقرباء، وتأدية المناسك وسط مجموعة من الأقرباء أو المعارف.
ويعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا، ويقدم الأستاذ الدكتور عبد المعين عيد الأغا استشاري الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة الإرشادات التالية:
* الاستعدادات اللازمة قبل أداء فريضة الحج. يجب على المريض، طفلا كان أم شابا، المصاب بالنوع الأول زيارة الطبيب المعالج لاستشارته حول الإرشادات الضرورية خلال فترة الحج.
ولا بد من تجهيز حقيبة السكري، وأن تحتوي على ما يلي: بطاقة تفيد بأنه مصاب بالسكري، كمية كافية من علاج الأنسولين مع مسحات طبية وإبر الحقن، جهاز قياس السكر في الدم لفحص نسبة السكر في الدم عدة مرات يوميا خلال فترة الحج، بعض قوالب السكر التي قد يحتاجها عند انخفاض السكر في الدم وإبرة الغلوكاجون لاستخدامها عند انخفاض السكر في الدم. التزود بكميات كبيرة من الماء، أخذ التطعيمات الضرورية، مثل تطعيم الحمى الشوكية وتطعيم الإنفلونزا.
* أثناء أداء فريضة الحج. لا بد من وجود مرافق لمريض السكري لديه معلومات كافية عن المرض. وعلى المريض أن يلبس حذاءين واسعين لينين، وأن لا يمشي حافي القدمين إلا على مكان نظيف وخالٍ من أي مواد قد تؤذي قدميه. أما عند الطواف والسعي لا بد أن يتناول وجبة خفيفة وكمية من الماء قبل البدء بهما، وكذلك الاستراحة ما بين الأشواط وحمل قطعة من السكر في حالة الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم، وأن يحاول اختيار الأوقات التي يكون فيها الزحام قليلا، حتى لو أدى إلى تأخير العودة إلى يوم آخر. كما أن قياس نسبة السكر في الدم قبل الطواف والسعي وبين الأشواط يساعد على عدم التعرض لمستوى الهبوط الفجائي في السكر. ولا بد للمريض من استخدام الشمسية، وكذلك البقاء في الخيمة في أوقات الشمس الحارة والحرص على تناول كميات كبيرة من الماء لكي يعوض كمية السوائل التي يفقدها، وحفظ الأنسولين في الثلاجة الخاصة بالخيمة.
وفي حالة انخفاض نسبة السكر في الدم أقل من 80 ملغم/ مل يجب التوقف عن السير وأخذ كمية من العصائر ووجبة خفيفة. وفي حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر من 250 ملغم/ مل فيجب فحص البول بمادة الأسيتون، فإذا كانت موجبة يجب مراجعة أقرب مركز صحي في الأماكن المقدسة لأخذ المحاليل عن طريق الوريد. وأخيرا، بعد عودته من الحج يجب مراجعة الطبيب المعالج، وخصوصا إذا واجه بعض المضاعفات أثناء الحج.

الحقيبة الطبية

يُفضل أن يحمل كل حاج حقيبة صحية يضع فيها بعض الأدوية التي تستخدم كإسعافات أولية، مثل الأملاح التعويضية التي تؤخذ بالفم؛ أقراص خافضة للحرارة ومسكنة للألم، كريمات لعلاج التسلخات، مرهم للحروق الجلدية وكريم ملطف للالتهابات وحروق الشمس، مرهم لإصابات العضلات، شاش وقطن طبي ومطهر للجروح.
كما يمكن أن تحتوي هذه الحقيبة على الأدوية الخاصة ببعض الأمراض المزمنة، مثل أدوية داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، الربو، وأمراض القلب، على أن تكون بكميات كافية خلال فترة الحج.



أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
TT

أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)

يُعدّ البيض مصدراً ممتازاً للبروتين، إذ تحتوي كل بيضة كبيرة على نحو 6.3 غرام من البروتين، ولكنه ليس الخيار الوحيد، بل إن هناك العديد من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على كمية بروتين أكبر من البيض.

وحسب موقع «فيري ويل هيلث» فإن أبرز هذه الأطعمة هي:

الزبادي اليوناني

تحتوي عبوة 1.5 غرام من الزبادي اليوناني على كمية من البروتين تقدر بنحو 16.1 غرام.

ويُصنع الزبادي اليوناني، المعروف بقوامه الكريمي ونكهته المميزة، بطريقة مختلفة عن الزبادي التقليدي، حيث يُصفّى الزبادي اليوناني عدة مرات لإزالة السوائل الزائدة، مما ينتج عنه نسبة بروتين أعلى لكل غرام مقارنةً بالزبادي التقليدي.

صدور الدجاج

تحتوي 100 غرام من صدور الدجاج على 22.5 غرام من البروتين.

وإلى جانب البروتين، يتميز صدر الدجاج منزوع الجلد بانخفاض نسبة الدهون والصوديوم والكربوهيدرات والسعرات الحرارية فيه.

ويحتوي صدر الدجاج ومصادر البروتين الحيوانية الأخرى على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة (اللبنات الأساسية للبروتين التي لا يستطيع الجسم إنتاجها)، مما يجعله بروتيناً متكاملاً.

التونة

تحتوي حصة 85 غراماً من التونة على 21.7 غرام من البروتين.

وبالإضافة إلى غناها بالبروتين لبناء العضلات، تُعد التونة المعلبة غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تُساعد على الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

سمك السلمون

تحتوي حصة 100 غرام من سمك السلمون على 20.3 غرام من البروتين.

ومثل التونة، يُعد سمك السلمون غنياً بأحماض أوميغا 3 الدهنية، كما أنه غني بفيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران ضروريان لبناء عظام قوية وحماية المفاصل.

الفاصوليا السوداء

تحتوي حصة 100 غرام من الفاصوليا السوداء على 6.91 غرام من البروتين.

تُعدّ الفاصوليا السوداء المعلبة في الماء خياراً نباتياً ممتازاً للحصول على البروتين الذي تحتاج إليه. كما أنها غنية بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، وهي ضرورية لصحة الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية.

زبدة الفول السوداني

تحتوي ملعقتان كبيرتان من زبدة الفول السوداني على 7.1 غرام من البروتين.

وبالإضافة إلى استخدامها في تحضير شطيرة زبدة الفول السوداني والمربى الشهيرة، يمكنك إضافة زبدة الفول السوداني إلى الصلصات، أو رشها كصلصة على السلطة، أو إضافتها إلى الحساء، أو الاستمتاع بها كوجبة خفيفة.

اللوز

تحتوي حصة 57 غراماً من اللوز على 7.6 غرام من البروتين.

ويحتوي اللوز على دهون أحادية غير مشبعة صحية، التي ترفع مستوى الكوليسترول الجيد وتقلل من الدهون غير الصحية. كما أن اللوز غني بالكالسيوم والألياف والمغنيسيوم والفوسفور وفيتامين ه.

العدس

يحتوي كوب واحد من العدس على 17.9 غرام من البروتين.

وإلى جانب البروتين، يحتوي العدس على كمية وفيرة من الألياف وهو منخفض السعرات الحرارية.

لحم البقر

يحتوي 100 غرام من لحم البقر على 20.1 غرام من البروتين.

كما يُعد اللحم الأحمر غنياً بفيتامينات ب والحديد والزنك.


هذه التمارين تساعدك في الحصول على دماغ أصغر سناً وأكثر صحة

مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)
مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)
TT

هذه التمارين تساعدك في الحصول على دماغ أصغر سناً وأكثر صحة

مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)
مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)

إذا كنت بحاجة إلى سبب إضافي لممارسة الرياضة، فقد وجدت دراسة جديدة شملت ما يقرب من 1200 رجل وامرأة أصحاء في منتصف العمر أن الأشخاص الذين يتمتعون بكتلة عضلية أكبر يميلون إلى امتلاك أدمغة أصغر سناً من أولئك الذين لديهم كتلة عضلية أقل.

تُضيف هذه النتائج، التي عُرضت في شيكاغو هذا الشهر خلال الاجتماع السنوي لجمعية الأشعة في أميركا الشمالية، إلى الأدلة المتزايدة التي تُشير إلى أن بناء كتلة العضلات، والحفاظ عليها مع التقدم في السن قد يكون مفتاحاً لبناء صحة الدماغ، والحفاظ عليها أيضاً.

كما وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الدهون المتراكمة في منطقة البطن لديهم أدمغة أكبر سناً، مما يثير تساؤلات حول الآثار السلبية المحتملة لبعض أنواع دهون الجسم على الدماغ، ومدى أهمية الجمع بين تمارين رفع الأثقال وفقدان الوزن، إذا أردنا الحفاظ على شباب أدمغتنا.

لماذا تُعدّ التمارين الرياضية مفيدة للدماغ؟

إن فكرة أن التمارين الرياضية مفيدة لأدمغتنا ليست جديدة. فقد أظهرت دراسات سابقة أُجريت على القوارض أن أدمغة الحيوانات، بعد ممارسة الرياضة، تمتلئ بمادة كيميائية عصبية تُسمى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، أو BDNF.

ويُشار أحياناً إلى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) باسم «سماد الدماغ المعجزة»، فهو يُحفز تكوين خلايا عصبية جديدة. لذا، ليس من المستغرب أن تنمو في أدمغة الفئران والجرذان بعد التمرين عادةً ضعف أو ثلاثة أضعاف عدد الخلايا العصبية الجديدة التي تنمو في أدمغة الحيوانات الخاملة. كما تتفوق الحيوانات التي تمارس الرياضة في اختبارات ذكاء القوارض.

يُظهر الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) في دمائهم بعد ذلك.

وأظهرت دراسات أخرى أن 25 دقيقة فقط أسبوعياً من المشي، أو ركوب الدراجات، أو السباحة، أو تمارين مماثلة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة حجم الدماغ لدى كبار السن، بينما يساعد المشي 3000 خطوة يومياً على إبطاء التدهور المعرفي لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

لكن معظم هذه الأبحاث ركزت على التمارين الهوائية، وتأثيرات التحمل على الدماغ. وقد تناولت دراسات أقل دور كتلة العضلات. ولا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول دور دهون الجسم في صحة الدماغ، وخاصة الدهون الحشوية العميقة المتراكمة حول البطن، والتي قد تزيد من الالتهابات في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ.

هل دماغك شاب أم متقدم في السن؟

في الدراسة الجديدة، قرر علماء من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس ومؤسسات أخرى فحص أنسجة الجسم والدماغ بدقة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وفق ما أفادت صحيفة (واشنطن بوست).

استعان الباحثون بصور مسح ضوئي لكامل الجسم لـ 1164 رجلاً وامرأة يتمتعون بصحة جيدة، تتراوح أعمارهم بين الأربعين والخمسين وأوائل الستينات. يقول سايروس راجي، الأستاذ المشارك في علم الأشعة وعلم الأعصاب بكلية الطب بجامعة واشنطن، والمؤلف الرئيس للدراسة: «لفهم مخاطر الإصابة بالخرف، علينا التركيز على منتصف العمر». ويضيف أن هذه المرحلة العمرية هي التي نبدأ فيها عادةً بتطوير -أو تجنب- معظم عوامل الخطر الشائعة للإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من العمر، مما يجعلها فترة حاسمة للدراسة.

استخدم العلماء الذكاء الاصطناعي لتحليل صور المسح الضوئي، وتحديد إجمالي كتلة العضلات، ونسبة الدهون في الجسم. وصُنفت الدهون إلى نوعين: حشوية، وتحت الجلد، وهو نوع مختلف من الدهون يوجد أسفل الجلد مباشرة.

استخدم الباحثون خوارزميات تعتمد على مسح عشرات الآلاف من أدمغة الأشخاص لتحديد العمر الظاهري لأدمغتهم. وقد وفرت هذه الخوارزميات معايير لبنية الدماغ وحجمه النموذجيين لأي شخص في أي عمر. ويمكن أن تتطابق أدمغة الأشخاص مع هذه المعايير لأعمارهم الزمنية، أو تبدو أدمغة أشخاص أصغر أو أكبر سناً. وتواجه الأدمغة التي تبدو أكبر سناً مخاطر متزايدة للتدهور المعرفي المبكر.

زيادة الكتلة العضلية تعني أدمغة أصغر سناً

وجد الباحثون أن كمية الكتلة العضلية والدهون الحشوية لدى الأشخاص مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعمر الدماغ الظاهري، وإن كان ذلك بطرق متعاكسة.

وقال راجي: «كلما زادت الكتلة العضلية، بدا الدماغ أصغر سناً. وكلما زادت الدهون الحشوية، بدا الدماغ أكبر سناً». وكان الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من الدهون الحشوية إلى الكتلة العضلية -أي إن لديهم مستوى عالياً نسبياً من الدهون الحشوية وكتلة عضلية منخفضة- يميلون إلى امتلاك أدمغة تبدو أكبر سناً. (لم يُرصد أي ارتباط بين الدهون تحت الجلد وعمر الدماغ). وأوضح راجي أن الدراسة لم تتناول تأثير العضلات والدهون على الدماغ، إلا أن كلا النسيجين يُفرز مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية الحيوية التي يمكنها الوصول إلى الدماغ، وتحفيز عمليات حيوية مختلفة فيه. فالمواد المُفرزة من العضلات تُعزز تكوين خلايا الدماغ، وتكاملها، بالإضافة إلى الروابط العصبية، بينما تُحدث المواد المُفرزة من الدهون الحشوية عكس ذلك.

على الصعيد العملي، تؤكد النتائج أن تمارين المقاومة «بالغة الأهمية» لصحة الدماغ مع التقدم في العمر، كما أوضح راجي. يبدأ معظمنا بفقدان كتلة العضلات في منتصف العمر، لكن تمارين القوة يمكن أن تبطئ هذا التدهور، أو حتى تعكسه. وأضاف التقرير أن التخلص من الدهون الحشوية مفيدٌ أيضاً لصحة الدماغ. فكل من التمارين الهوائية وتمارين المقاومة تستهدف الدهون الحشوية. كما أن استخدام أدوية إنقاص الوزن مثل (ويغفوي) وغيره من أدوية (جي إل بي-1) يمكن أن يقلل الدهون الحشوية بشكل ملحوظ. لكن راجي أشار إلى أن العديد من الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية يفقدون كتلة العضلات ما لم يمارسوا تمارين رفع الأثقال أيضاً.

للدراسة بعض القيود، فهي لم تُنشر ولم تخضع لمراجعة الأقران. ولأنها ليست تجربة، فهي لا تستطيع إثبات أن زيادة كتلة العضلات وانخفاض دهون البطن يؤديان إلى إبطاء شيخوخة الدماغ، بل تُشير فقط إلى أن هذه العوامل مرتبطة ببعضها.

لكن نتائجها معقولة، وتتوافق مع نتائج عدد متزايد من الدراسات الأخرى، كما صرّحت فانغ يو، مديرة مركز رويبال لكبار السن الذين يعيشون بمفردهم، ويعانون من تدهور معرفي في جامعة ولاية أريزونا في فينيكس. وهي متخصصة في دراسة العلاقة بين التمارين الرياضية والشيخوخة، لكنها لم تشارك في الدراسة الجديدة.

باختصار، رسالة الدراسة بسيطة وعملية، بل ومصوغة بأسلوب شعري: إذا أردت دماغاً أكثر شباباً وصحة، كما قال راجي، «مارس تمارين القوة».


بعد الخامسة والثلاثين... الجسد يبدأ العدّ التنازلي

العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)
العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)
TT

بعد الخامسة والثلاثين... الجسد يبدأ العدّ التنازلي

العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)
العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)

تصل القدرة البدنية للإنسان إلى ذروتها في سنّ الـ35 عاماً، وتبدأ في التدهور بعد ذلك بوقت قصير، وفق دراسة استمرَّت عقوداً، التي أشارت أيضاً إلى أنّ البدء بممارسة الرياضة، حتى في سنّ متأخرة، يمكن أن يكون مفيداً للصحة العامة.

ويؤكد الباحثون أنه رغم أنّ اللياقة البدنية والقوة والقدرة على تحمّل العضلات قد تتغيَّر بعد هذا العمر، فإنّ الوقت ليس متأخراً أبداً للبدء في ممارسة التمارين الرياضية.

وقد أظهرت الدراسات أنّ وظيفة الأنسجة العضلية يمكن أن تنخفض بشكل ملحوظ في العقد السادس من العمر، مما يؤثّر على قدرة الفرد على العيش باستقلالية.

وحتى الآن، كان الباحثون يعتمدون في معرفتهم حول هذا الأمر على دراسات أُجريت في نقاط زمنية محدّدة على مشاركين مختارين.

في المقابل، شرعت الدراسة الأخيرة التي أجراها معهد «كارولينسكا» في السويد بمتابعة أكثر من 400 رجل وامرأة جرى اختيارهم عشوائياً من مواليد عام 1958 لمدة 47 عاماً، وقاس الباحثون لياقتهم وقوتهم بانتظام من سنّ 16 إلى 63 عاماً.

وتُظهر النتائج أنّ اللياقة البدنية والقوة تبدآن في الانخفاض في وقت مبكر يصل إلى سنّ 35 عاماً، بغضّ النظر عن حجم التدريب.

ووفق الدراسة التي نقلتها «الإندبندنت» عن مجلة «كاشكسيا، ساركوبينيا، والعضلات»، فإنه بعد بلوغ سنّ الـ35، يحدث تدهور تدريجي في القدرة البدنية يتسارع مع تقدُّم العمر.

وكتب العلماء: «كان معدل الانخفاض صغيراً في البداية، لكنه ازداد مع تقدُّم العمر لدى الجنسين، مع عدم وجود فرق بينهما». وأضافوا: «تراوح الانخفاض الإجمالي في القدرة البدنية من مرحلة الذروة إلى سنّ الـ63 عاماً ما بين 30 في المائة و48 في المائة».

توفر هذه النتائج رؤى جديدة حول كيفية تغيُّر القدرة البدنية بمرور الوقت. ويقول العلماء إنها تتطابق أيضاً مع نتائج مماثلة ظهرت سابقاً لدى نخبة الرياضيين.

وكتب الباحثون: «هذا يؤكد المفهوم القائل بأن انخفاض القدرة البدنية يمكن ملاحظته قبل سن الأربعين، وهو ما قد يؤدي لاحقاً إلى خلل بدني ملموس سريرياً، خصوصاً لدى الأفراد الذين يتبعون نمط حياة خاملاً (كثير الجلوس)».

ومع ذلك، يقول الباحثون: «لم يفت الأوان أبداً للبدء في الحركة».

وأشار العلماء إلى أنّ حتى المشاركين في الدراسة الذين بدأوا في ممارسة النشاط البدني في مرحلة البلوغ، تحسَّنت قدرتهم البدنية بنسبة تتراوح بين 5 في المائة و10 في المائة.

وقالت ماريا ويسترستول، المؤلّفة الرئيسية للدراسة: «تُظهر دراستنا أن النشاط البدني يمكن أن يُبطئ من تراجع الأداء، حتى لو لم يتمكن من إيقافه تماماً».

ويأمل الباحثون في دراسات مستقبلية العثور على الآليات الكامنة وراء وصول البشر إلى ذروة أدائهم في سنّ الـ35 عاماً، و«لماذا يمكن للنشاط البدني أن يُبطئ فقدان الأداء، لكنه لا يستطيع إيقافه تماماً».

كما يأمل العلماء في مواصلة الدراسة العام المقبل مع المشاركين أنفسهم الذين سيبلغون حينها من العمر 68 عاماً، سعياً للعثور على روابط بين القدرة البدنية ونمط الحياة، والصحة، والآليات البيولوجية.