ما مساوئ الفركتوز؟

يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية والنقرس والقلب

ما مساوئ الفركتوز؟
TT

ما مساوئ الفركتوز؟

ما مساوئ الفركتوز؟

توصي «جمعية القلب الأميركية» بالحد من السكريات المضافة بما لا يتخطى ما يعادل ست ملاعق شاي يومياً. لكنّ الواقع مختلف، إذ إن الأميركيين، أطفالاً وكباراً، يتناولون 17 ملعقة صغيرة من السكر في المتوسط يومياً، وفقاً لـ«مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها».
يتكون النظام الغذائي الغربي إلى حد كبير من الأطعمة المصنّعة، وغالبيتها يحتوي على سكر مضاف. ويعد الفركتوز، خصوصاً شراب الذرة عالي الفركتوز، أكثر أنواع السكر شيوعاً في الأطعمة المصنعة.

- الفركتوز
> الفركتوز (fructose): موجود بشكل طبيعي في الفواكه والخضراوات والعسل. ويشكل الفركتوز نحو 50 في المائة من سكر المائدة (السكروز)، إلى جانب الغلوكوز. كما أنه يستخدم لصنع شراب الذرة عالي الفركتوز، الذي يحتوي على كميات مماثلة من الفركتوز والغلوكوز. وبوصفه مصدراً رئيسياً للطاقة لخلايانا، يقوم الجسم بتفكيك الغلوكوز في الخلايا. ويجب تحويل الفركتوز إلى غلوكوز بواسطة الكبد قبل أن يتمكن من توفير الطاقة لخلايانا.
وفي حين يتسبب الغلوكوز في إفراز الإنسولين، فإن الفركتوز لا يحفّز الإنسولين، ولا الهرمونات التي تُبلغ الدماغ بأن الجسم ليس جائعاً. وهذا ما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن المحتملة والمشكلات الصحية المرتبطة بها.
> زيادة الفركتوز المضاف: الإفراط في الفركتوز مثل الإفراط في أيٍّ من السكريات المضافة، ليس صحياً. ويجري تحويل الفركتوز إلى غلوكوز داخل الكبد، ولكن إذا كان هناك قدر مفرط منه، فإن الكبد يُنتج حمض «اليوريك» (الحمض البولي uric acid) والدهون على شكل دهون ثلاثية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية والنقرس وأمراض القلب.
كما ارتبط وجود قدر مفرط من الفركتوز المضاف بمقاومة الإنسولين، والذي يمكن أن يسهم في الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني. وترى دراسة حديثة أن الفركتوز، وليس الغلوكوز، هو مكون السكر المضاف الذي يؤدي إلى مضاعفات في عملية التمثيل الغذائي (بما في ذلك مقاومة الإنسولين والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب المبكرة).
وتشير دراسة أخرى إلى أن التفاعل بين الفركتوز والغلوكوز في شراب الذرة عالي الفركتوز هو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. وعلى الرغم من الدراسات الكثيرة التي تشير إلى الآثار السيئة للفركتوز، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للوصول إلى استنتاج نهائي ضده.
وإضافة إلى ذلك يحتوي الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز على سكريات أخرى، مثل الغلوكوز، وتميل إلى أن تكون مرتفعة السعرات الحرارية، مما يسهم أيضاً في السمنة والآثار الصحية السلبية ذات الصلة.

- الفركتوز الطبيعي
تحتوي الفواكه والخضراوات وعصائر الفاكهة والعسل على كميات متفاوتة من الفركتوز والغلوكوز. وتختلف كميات كل من هذين السكرين الطبيعيين أيضاً، لكنها عموماً النصف والنصف تقريباً. الفرق بين تناول الفركتوز في شكله الطبيعي مقارنةً بالفركتوز كسكر مضاف هو أن الفواكه والخضراوات الكاملة لا تحتوي فقط على سكر أقل من الأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف، بل إنها مليئة أيضا بالألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن والمواد الكيميائية النباتية التي تحمي الصحة، علاوة على الماء.
يعد استهلاك الكثير من الفركتوز من مصادر الفاكهة والخضراوات أمراً غير محتمل إلى حد كبير بسبب التركيب الغذائي المتوازن لهذه الأطعمة، فقد أظهرت الدراسات أن تناول الفاكهة الكاملة من غير المرجح بدرجة كبيرة أن يسهم في زيادة السعرات الحرارية وزيادة الوزن، بل وقد يلعب دوراً في الوقاية منها وإدارتها.
والخلاصة، أن السكريات المضافة المفرطة ليست جيدة للصحة، ولكن من غير الواضح ما إذا كان الفركتوز وحده هو ما يقع عليه اللوم. لذلك لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من البحث. لا يزال الفركتوز في شكله الطبيعي -الفواكه والخضراوات- طريقة بسيطة لإرضاء رغبتك في تناول السكريات، مع الاستفادة من الفيتامينات والمعادن والمواد الكيميائية النباتية المعززة للصحة.
* «إنفايرومنتال نيوتريشن»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)
المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)
المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

وبالمقارنة مع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً والذين لا يتناولون المكسرات، فإن أولئك الذين أفادوا بتناول ما يصل إلى 30 غراماً من المكسرات يومياً لديهم خطر أقل بنسبة 16 في المائة للإصابة بالخرف في السنوات القادمة.

وإذا تم تناول المكسرات من دون ملح، فإن هذا الرقم يرتفع إلى 17 في المائة. ولا يهم إذا كانت المكسرات مقشرة أو مجففة أو محمصة أو مقشرة.

لقد ثبت أن الخرف من الأمراض التي يصعب علاجها بالأدوية، ولكن ربما توجد مكونات سرية تعمل على تعزيز الدماغ مختبئة بالفعل في أنظمتنا الغذائية.

ووفق موقع «ساينس ألرت»، فإن تلك الأخبار الجيدة بحاجة لبعض التحذيرات، إذ تم العثور على هذه النتائج فقط لدى أولئك الذين لا يعتبرون مصابين بالسمنة، والذين يحصلون على قدر طبيعي من النوم، والذين لا يدخنون التبغ، أو يشربون الكحول يومياً.

ولم يتم العثور على أي ارتباطات مهمة عندما تم النظر فقط في الرجال من جميع الفئات العمرية، أو في أولئك الذين أبلغوا عن عوامل خطر أخرى، مثل ضعف العضلات أو الشعور بالوحدة.

ويكتب الباحثون من جامعة كاستيا لا مانشا في إسبانيا: «يجب على الدراسات المتابعة طويلة الأمد في المستقبل، سواء التجارب الرصدية أو السريرية، مثل تقييم فعالية استهلاك الجوز كاستراتيجية للوقاية من الخرف لدى البالغين».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ربط المكسرات بصحة الدماغ، فالمكسرات هي أطعمة غنية بالطاقة وغنية بالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

لذلك، افترض العلماء أن خصائص المكسرات قد تكون لها فوائد لصحة الدماغ، وتشير بعض الدراسات بالتأكيد إلى أن هذا قد يكون صحيحاً، ففي تجربة عشوائية محكومة استمرت 12 أسبوعاً، وجد الباحثون أن حفنة من الفول السوداني يومياً تعمل على تعزيز الذاكرة قصيرة المدى والطلاقة اللفظية لدى البالغين الأصحاء في منتصف العمر والذين يعانون من زيادة الوزن.

ويبدو أن النظام الغذائي يلعب دوراً حاسماً. في الماضي، إذ وجدت كثير من المراجعات المنهجية أن الأنظمة الغذائية الصحية، مثل النظام الغذائي المتوسطي، مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف. وفي الوقت نفسه، يبدو أن النظام الغذائي الغربي، الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكر والملح، يشكل عامل خطر للإصابة بالخرف.

وتشير الأبحاث إلى أنه يمكن منع ما يصل إلى 40 في المائة من حالات الخرف أو حتى تأخيرها عن طريق تعديل بعض عوامل الخطر المرتبطة بأسلوب الحياة، مثل التدخين، وشرب الكحول، وممارسة الرياضة، أو العزلة الاجتماعية.

كما وجدت دراسة حديثة أجريت على 60 ألف بريطاني أن الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي، والغني بالمكسرات والحبوب والفواكه، يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 23 في المائة.

وكشفت أبحاث أخرى أن زيت الزيتون، وهو عنصر أساسي في نمط الحياة المتوسطي، قد يقلل على وجه التحديد من خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة 28 في المائة.