جحفلي... نجومية متجددة وعطاء لا ينضب في الكتيبة الزرقاء

تألقه في الديربي بدد المخاوف حول قدرته على تعويض غياب البليهي

المدافع الهلالي نجح في تقييد تحركات رونالدو خلال الديربي (تصوير: عبد العزيز النومان)
المدافع الهلالي نجح في تقييد تحركات رونالدو خلال الديربي (تصوير: عبد العزيز النومان)
TT
20

جحفلي... نجومية متجددة وعطاء لا ينضب في الكتيبة الزرقاء

المدافع الهلالي نجح في تقييد تحركات رونالدو خلال الديربي (تصوير: عبد العزيز النومان)
المدافع الهلالي نجح في تقييد تحركات رونالدو خلال الديربي (تصوير: عبد العزيز النومان)

مرة أخرى استعاد المدافع محمد جحفلي ثقة الهلاليين بقدراته، بعد أدائه اللافت في مباراة الديربي الأخيرة أمام النصر، إذ تمكن من تقديم أفضل المستويات الفنية، ونجح بمساعدة زملائه في تحجيم قوة أبرز الفريق النصراوي وتحديداً النجمين رونالدو وتاليسكا اللذين عجزا عن الوصول للشباك الزرقاء طوال الـ90 دقيقة.
وعلى الرغم من حالة القلق التي انتابت شريحة واسعة من الهلاليين حول عدم إمكانية وجود بديل كفء للاعب المصاب علي البليهي الذي بات يصنف كأفضل المدافعين السعوديين في الوقت الحالي، فإن المدرب الخبير رامون دياز نجح في إعادة القيمة الفنية لجحفلي، واستعاد الثقة بإمكاناته، وأكد أنه لا يزال قادراً على خدمة الهلال في أحلك الظروف وأشدها.
وظل اللاعب جحفلي محل نقاش طويل بين المتابعين للشأن الهلالي ما بين مؤيد للإبقاء عليه موسمين على الأقل إلى حين نضوج مهارات الكثير من الأسماء الدفاعية، مثل خليفة الدوسري، ومعاذ فقيهي... وغيرهم، وبين مُطالب برحيله فور نهاية عقده نهاية هذا الموسم، أو إعارته حتى قبل نهاية عقده، إلا أن الأداء الكبير الذي قدمه أمام النصر، الذي يملك ثاني أقوى خط هجوم بالدوري أوجد توافقاً كبيراً على عدم الاستغناء عن اللاعب مع نهاية هذا الموسم.
وسيوجد جحفلي بشكل مؤكد في مباراة فريقه ضد الاتحاد في الدور نصف النهائي لكأس الملك، وذلك نتيجة غياب اللاعب البليهي المطرود في المباراة الماضية للبطولة نفسها، وتحديداً أمام الفتح حيث سيعني هذه المباراة أيضاً الشيء الكثير للاعب من أجل تعزيز ثقة الهلاليين به.
وأسهم جحفلي في كتابة التاريخ في الكثير من المناسبات الكبرى مع الهلال، حيث شارك في تحقيق أكثر من «10» بطولات منها «5» دوري محلي، و«2» دوري أبطال آسيا عدا السوبر وكأس الملك، ولكن أبرز بصماته كانت في نهائي كأس الملك للعام «2015»، حينما سجل هدف التعديل لصالح فريقه في شباك النصر في الشوط الثاني من الوقت الضائع، وفي الدقيقة الأخيرة، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي نجح فيها الهلال وكسب ذلك اللقب، ومن حينها أطلق اللقب الشهير «جحفلة» في كل مباراة يعود فيها أي فريق أمام منافسه في اللحظات الأخيرة.
ومر جحفلي بالكثير من الفترات الصعبة التي أبعدته عن قائمة الهلال، من بينها عدم السفر مع الفريق إلى دولة قطر لخوض منافسات الدور الثاني من البطولة الآسيوية التي عبر فيها الفريق للنهائي مجدداً.
وكان إبعاد اللاعب قد جاء نتيجة ظروف خاصة لم يعلن عن تفاصليها، ما جعل الكثير من التكهنات حول أن تلك هي البداية لرحيل اللاعب نهاية عقده الحالي أو حتى إعارته، لكن هذا لم يحدث للآن على الأقل.
وتحدث دياز مدرب الهلال عن السبب في الاستعانة بجحفلي في الديربي الأخير بعد أن كان الجميع ينتظر تواجد خليفة الدوسري لتعويض غياب البليهي، حيث أوضح المدرب أن السبب يعود إلى رغبته في الزج بلاعب أكثر خبرة في مثل هذه المباريات، وهذا ما جعله يفضل جحفلي على الدوسري.
ورغم أن الدوسري اكتسب خبرة جيدة من مشاركاته الأخيرة، فإنه يحتاج للمزيد من الاحتكاك حسب رؤية دياز.
وتعرض جحفلي للكثير من المواقف السيئة في المباراة، وخصوصاً في الجانب الجسدي، حيث إنه سقط لأكثر من مرة إثر الاحتكاك مع عدد من لاعبي النصر، كما أن هناك لقطات أظهرت تعرضه للضرب والدهس من قبل اللاعب تاليسكا، والتي وقف عليها الحكم الإنجليزي ما يكل أوليفر إلا أنه قرر توجيه الإنذار الأصفر بعد الرجوع لتقنية الفيديو.
وكانت هناك مخاوف زرقاء في عدة أوقات من المباراة أن يغادر جحفلي إثر سقوطه عدة مرات، منها ما كانت شكوكاً في كونه قد تعرض للإغماء، إلا أنه واصل حتى النهاية، واحتفل مع زملائه بالفوز.
وعلى الأرجح لن يكون العمر مقياساً أو سبباً في التخلي عن جحفلي قريباً بالنسبة للهلاليين، إذ إن الجانب الفني هو من سيحدد ذلك على اعتبار أن زميله علي البليهي يفوقه بعام كونه من مواليد «1989»، إلا أنه مدد عقده قبل أشهر قليلة.
وجحفلي من مواليد «1990»، ووقع للهلال أواخر ديسمبر (كانون الأول) «2014»، قادماً من نادي الفيصلي، وفي حال جرى تمديد عقده لموسم على الأقل فسيكمل عقداً من الزمن في الهلال، إلا أنه دخل المجد من أوسع أبوابه طوال الفترة التي ظهر فيها مع الأزرق، وبات يملك أشهر «لقب» يردد في الشارع الرياضي السعودي.


مقالات ذات صلة

غوميز: مواجهة الرائد ستكون مباراة الموسم للفتح

رياضة سعودية غوميز قال إن التقارب النقطي مع الرائد يضاعف أهمية الفوز (نادي الفتح)

غوميز: مواجهة الرائد ستكون مباراة الموسم للفتح

قال البرتغالي جوزيه غوميز، مدرب فريق الفتح، إن مباراة فريقه أمام الرائد ستكون صعبة في ظل تقارب النتائج والمراكز والظروف بين الفريقين، عندما يلتقيان الخميس.

علي القطان (الأحساء)
رياضة سعودية مدافع النصر الإسباني إمريك لابورت (رويترز)

لابورت مطلوب في مرسيليا

يبدو أن نجماً آخر من نجوم دوري روشن قد بات مطلوباً في أحد أندية القارة العجوز، ألا وهو مدافع النصر الإسباني إمريك لابورت.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية خيسوس أشهر مدرب في الدوري السعودي (محمد المانع)

من هم أغلى مدربي كرة القدم في العالم؟

تحوّل الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم في السنوات الأخيرة إلى منصة رئيسية لأفضل المدربين واللاعبين في العالم، مدفوعاً بالاستثمارات الضخمة التي جعلت المملكة.

فاتن أبي فرج (الرياض)
رياضة سعودية أنطونيو روديغر نجم ريال مدريد هل ينتقل للدوري السعودي؟ (رويترز)

روديغر يتطلع للعب في الدوري السعودي

مهما حدث من الآن فصاعداً، يمكن لريال مدريد أن يكون أكثر من راضٍ عن الأداء الذي قدمه أنطونيو روديغر (32 عاماً).

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية مارسيلو بروزوفيتش (نادي النصر)

مدرب النصر يدفع ببروزوفيتش لمواجهة الاستقلال «رغم الإجهاد»

كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش لاعب فريق النصر، سيوجد ضمن قائمة النصر للقاء الاستقلال ضمن إياب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا.

أحمد الجدي (الرياض)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.