ألمانيا تطالب بإجراءات أكثر صرامة ضد الشركات التي تتعامل مع روسيا

برلين تخطط لمشاريع بناء جديدة بـ2.3 مليار دولار

شركات ومؤسسات في شارع رئيسي بالعاصمة الألمانية برلين (رويترز)
شركات ومؤسسات في شارع رئيسي بالعاصمة الألمانية برلين (رويترز)
TT

ألمانيا تطالب بإجراءات أكثر صرامة ضد الشركات التي تتعامل مع روسيا

شركات ومؤسسات في شارع رئيسي بالعاصمة الألمانية برلين (رويترز)
شركات ومؤسسات في شارع رئيسي بالعاصمة الألمانية برلين (رويترز)

طالب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك السلطات الألمانية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الشركات في ألمانيا التي تتعامل مع روسيا عبر «دولة ثالثة» وبالتالي تلتف على عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقال هابيك في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة، أمس السبت، إنه يجب معالجة الموضوع بشكل أكثر قوة وحسما، وأضاف: «نحن مدينون بذلك على الأقل للشعب الأوكراني».
ومنذ بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا قبل نحو 13 شهرا، أطلق الاتحاد الأوروبي عشر حزم من العقوبات ضد روسيا، التي تنص على قيود تجارية وإجراءات أخرى.
وقال هابيك إن ألمانيا يمكن أن تتعلم من الدنمارك، على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بمكافحة أفضل للتحايل غير القانوني على هذه العقوبات، موضحا أن سلطات الجمارك هناك تحلل التدفقات التجارية والبيانات الجمركية بدقة شديدة للكشف عن أي أمور لافتة للانتباه، وقال: «إذا ظهرت مثل هذه الأمور، على سبيل المثال عندما يُجرى توريد كمية كبيرة من بضائع معينة - كانت تذهب في السابق إلى روسيا - فجأة إلى بلد ثالث آخر بالكمية نفسها إلى حد كبير، فإن هذا يستدعي الفحص»، مضيفا أن الجمارك الدنماركية تطلب بعد ذلك من الشركة التعليق على الأمر.
وقال: «يتيح قانون التجارة الخارجية الألماني أيضا طلب الحصول على المعلومات وصلاحيات التدقيق هذه. إذا تم استخدام هذا بطريقة مستهدفة، فسيمكننا تعزيز النفوذ المشترك لسلطاتنا».
وفي نهاية فبراير (شباط) الماضي، اقترحت وزارة الاقتصاد الألمانية خطوات محددة لمكافحة التحايل على العقوبات بشكل أفضل. وقال هابيك: «نحن نناقشها حاليا داخل الحكومة الألمانية ومع شركائنا في الاتحاد الأوروبي».
على صعيد آخر، تستعد الحكومة الألمانية لسلسلة كاملة من مشروعات البناء الجديدة التي تخص وزارة المالية ووزارة البيئة ومركز الزوار في البرلمان الألماني (البوندستاج) بالإضافة إلى مبان أخرى.
وبحسب بحث أجرته بوابة «تي - أونلاين» الإلكترونية، فإن هذه الخطط ستكلف الحكومة إجمالا 2.1 مليار يورو (2.3 مليار دولار) على الأقل.
وقال متحدث باسم وزارة المالية الألمانية، إنه يجب إعادة فحص الحاجة لتلك المشروعات الآن، لأنه منذ جائحة كورونا زاد العمل من المنزل والعمل المتنقل، وأضاف: «يجب أيضا مراجعة كل التخطيطات الخاصة بمساحات العمل التي ترجع إلى فترة ما قبل الجائحة بطريقة يمكن تحقيق جدوى منها».
وتتضمن المشروعات بناء مبنى جديد على شكل قوس من الحجر الرملي بجانب ديوان المستشارية، الذي من المقرر أن يضم نحو 400 مكتب، وتقدر تكلفة المبنى بنحو 777 مليون يورو. وشكك وزير المالية كريستيان ليندنر مؤخرا في جدوى هذا المشروع، الذي بدأ بالفعل العمل الأولي فيه.
ولا يرغب ليندنر أيضا في التمسك بخطط توسيع مبنى وزارته في شارع فيلهيلمسشتراسه، ويريد بدلا من ذلك بناء «شقق بأسعار معقولة» هناك. ومن المفترض أن تبلغ تكاليف البناء ما بين 600 و800 مليون يورو، وأن تبدأ أعمال الإنشاء بحلول عام 2025.
وبحسب التقرير، الذي يستند لميزانية الاتحادية لعام 2023، تم أيضا تخصيص 113 مليون يورو لإنشاء مبنى إداري مطل على نهر شبيريه في برلين. ومن المقرر أن ينتقل الرئيس الاتحادي وموظفوه إلى هناك لمدة خمس سنوات تقريبا، وذلك خلال أعمال تجديد قصر «بيلفيو» الرئاسي بالكامل. ولم يتضح بعد من سينتقل بعد ذلك إلى هناك.
وتُقدر تكاليف توسعة مبنى وزارة البيئة بنحو 240 مليون يورو. ومن المفترض أيضا استضافة موظفي مجلس النواب الإقليمي في ولاية برلين و«مستخدمين آخرين لم يتم تحديدهم بعد» في هذا المبنى، وفقا لتقرير «تي - أونلاين».
ووفقا للوكالة الاتحادية للتكليفات العقارية، سيُجرى أيضا تطوير الجزء الجنوبي مما يسمى المجمع البريدي في شارع فيلهيلمسشتراسه. وبحسب المناقصة، فمن المقرر إنشاء مبنى وزاري هناك بمبلغ 200 مليون يورو. ووفقا لبيانات الوكالة، سيوفر المبنى أماكن لـ980 موظفا. ونقلت البوابة عن مسؤول في الوكالة قوله: «لم يتم تحديد المستخدم النهائي بعد».
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تكاليف إنشاء مركز جديد لزوار البرلمان الألماني. وبحسب تقارير إعلامية، فهي تقدر الآن بنحو 200 مليون يورو.


مقالات ذات صلة

أوروبا تستورد الخام الروسي عبر الهند رغم العقوبات

الاقتصاد أوروبا تستورد الخام الروسي عبر الهند رغم العقوبات

أوروبا تستورد الخام الروسي عبر الهند رغم العقوبات

اتجهت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الجمعة نحو تسجيل انخفاض شهري آخر، بعد أن أثرت البيانات الاقتصادية الأميركية المخيبة للآمال وعدم اليقين بشأن زيادة أسعار الفائدة على توقعات الطلب. وبحلول الساعة 1240 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو (حزيران) 80 سنتا، أو 1.2 في المائة، إلى 79.17 دولار للبرميل. وانقضي أجل هذه العقود يوم الجمعة، وارتفع العقد الأكثر تداولا منها لشهر يوليو (تموز) سنتا واحدا إلى 78.21 دولار للبرميل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران لاحتجاز رهائن أميركيين

واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران لاحتجاز رهائن أميركيين

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم (الخميس)، فرض عقوبات استهدفت روسيا وإيران لقيامهما باحتجاز أميركيين رهائنَ، بهدف ممارسة الضغط السياسي أو الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة. طالت العقوبات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) لكونه المسؤول بشكل مباشر وغير مباشر في الاحتجاز غير المشروع لمواطنين أميركيين.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم واشنطن تُحذر أربع دول أوروبية من مساعي موسكو لإصلاح صناعتها العسكرية

واشنطن تُحذر أربع دول أوروبية من مساعي موسكو لإصلاح صناعتها العسكرية

وجّهت الولايات المتحدة تحذيرات إلى أربع دول أوروبية، من الأساليب التي تستخدمها روسيا للالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها، وزوّدتها بقائمة مفصلة عن السلع ذات الاستخدام المزدوج، عالية القيمة، التي تحاول موسكو الحصول عليها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.