4 أطعمة تزيد من شعورك بالعطش

أغلبها يحتوي على كميات أعلى من الصوديوم

4 أطعمة تزيد من شعورك بالعطش
TT

4 أطعمة تزيد من شعورك بالعطش

4 أطعمة تزيد من شعورك بالعطش

ثمة أسباب كثيرة تبعث الشعور بالعطش لدى المرء، منها حالات مرضية وأدوية معالجتها، وحالات مرتبطة بسلوكيات غير صحية، وأخرى مرتبطة بتناول أنواع متعددة من الأطعمة.

أطعمة «العطش»
وإضافة إلى الإكثار من «رشّ» الملح على الأطعمة (على المائدة أو أثناء الطهو)، والإكثار من تناول المخللات وأنواع مرق السلطات، والصلصات، وأنواع المعجنات وأنواع مختلفة من الأطعمة السريعة، فإن ثمة أربعة أنواع أخرى من الأطعمة التي قد يتوقع أو لا يتوقع البعض أنها سبب الشعور بالعطش بعد تناولها. وهي ما تشمل:
1- الأسماك. رغم عدم امتلاك الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى آليات الشعور بالعطش كما هي الحال لدى حيوانات البرية، فإن تناول الأسماك يتسبب غالباً في الشعور بالعطش.
ورغم أن إضافة الملح للأسماك قبل أو بعد قليها، قد يكون السبب في زيادة الشعور بالعطش، لكن هذا ليس هو السبب الرئيسي لذلك. بل إن ثمة سببين آخرين: الأول، هو أن الأسماك غذاء غني جداً بالبروتين، والبروتين الذي في لحم الأسماك يتحرر بسرعة عند الهضم، وذلك بخلاف لحوم الحيوانات والطيور البرية الغنية بالأنسجة الليفية، التي يأخذ هضمها وتحللها وقتاً أطول قبل الوصول إلى البروتينات في داخلها.
وعندما نأكل البروتين، يستهلك الجسم المزيد من الماء من أجل إجراء العمليات الكيميائية الحيوية لاستقلاب النيتروجين الموجود بشكل طبيعي في البروتين، مما يؤدي إلى فقدان الخلايا لمحتوى الماء بشكل كبير، وبالتالي ما يجعلنا نشعر بالجفاف، وإثارة الشعور بالعطش.
والسبب الآخر في العطش، هو أن كمية الصوديوم في المأكولات البحرية تختلف باختلاف نوعها. وللتوضيح، فإن هناك مجموعة من أنواع الأسماك تُصنف بأنها متدنية المحتوى بالصوديوم. ومنها أسماك السلمون الطازج والقد والبلطي والتونة الطازجة والسردين الطازج والسمك المفلطح والهامور والحريد، وتوفر نحو 40 إلى 80 مليغراما (ملغم) من الصوديوم لكل حصة غذائية (نحو 3 أونصات، أو نحو 85 غراما). وهناك أسماك متوسطة المحتوى بالصوديوم، وتوفر ما بين نحو 100 إلى 200 ملغم من الصوديوم لكل حصة، ومنها القاروص والناجل والشعور والماكاريل والهلبوت والسلطان إبراهيم. وأسماك أخرى عالية المحتوى بالصوديوم، وتوفر أكثر من 300 ملغم من الصوديوم لكل حصة. مثل التونة والسردين المعلبين، واللوبستر والمحار وبلح البحر وكراب السرطان والأخطبوط والروبيان. والأنشوفة المُعلبّة هي الأعلى بإضافة الملح، وكذلك أنواع الأسماك المجففة بالتمليح.
2- البوظة (الآيس كريم). إذا شعرت بالعطش بعد تناول الآيس كريم، فلست وحدك، بل الكثير يشعر بذلك، إذ يحتوي الآيس كريم على سكريات وعلى صوديوم وعلى مشتقات الألبان.
وثمة عدة أسباب تجعل الناس يشعرون بالحاجة إلى شرب الماء بعد تناول الآيس كريم. أهمها احتواء الآيس كريم على السكريات.
إن تناول أي شيء سكري حلو الطعم، يحفز الكبد على إفراز أحد الهرمونات (FGF21) التي تثير منطقة ما تحت المهاد في الدماغ Hypothalamus، وهي المنطقة المعنية بإثارة الشعور بالعطش ودفع المرء نحو شرب الماء.
والسبب الآخر هو محتوى الآيس كريم من عنصر الصوديوم. وإضافة الصوديوم عند إعداد الآيس كريم لها ما يُبررها، ذلك أنه عندما يتم تجميد الآيس كريم، تتوسع بلورات الماء وتصنع فراغاً بينهما. ويضاف الملح إلى هذا الخليط، أثناء عملية الإنتاج، لخفض درجة تجمد بلورات الثلج Freezing Point، ولتقليل مقدار الوقت الذي يستغرقه تجميد الآيس كريم. وأيضاً لأن الملح يسمح بتكوين خليط مكونات في الآيس كريم تحت درجة تجمد الماء، دون تحويله إلى مكعب ثلج. وبالتالي يتكوَّنُ مزيج كريمي Extra Creamy.
والمعادلة بسيطة جداً: فكلما زادت كمية الصوديوم التي تستهلكها، ستشعر بالعطش أكثر، لأن جسمك يحتاج إلى موازنة الصوديوم بالماء من أجل الحفاظ على توازن صحي في دمك.
كما ترتبط درجة حرارة الأطعمة والمشروبات التي نتناولها بالعطش، والآيس كريم يؤكل عادة بارداً ومجمداً. ولكي يتمكن الجسم من هضم الطعام بسهولة، يجب تعديل درجة حرارته في الأمعاء، ما يجعل الجسم يستهلك طاقة إضافية لتدفئتها إلى درجة حرارة الجسم في محاولة لهضم الطعام بشكل صحيح. وفي هذا، يستخدم الجسم الماء لموازنة درجة حرارة الطعام والشراب. ما «قد» يكون أحد أسباب الشعور بالعطش بعد تناول الآيس كريم.

الأجبان واللحوم المصنّعة
3- الجبن. هو غني بالملح أولاً. وثانياً غني بالبروتينات. وثالثا غني بعدد من المركبات الكيميائية المثيرة للشعور بالعطش. ورابعاً فإن تناوله بحد ذاته يثير الجفاف في الفم ما يعني زيادة الرغبة في شرب الماء. أما لماذا يحتوي الجبن على الصوديوم؟ فإن هناك سببا وجيها لذلك.
يضاف الملح أثناء إنتاج الجبن لمنع البكتيريا من النمو، وليعمل كمادة حافظة طبيعية، ولكنه أيضاً يُضاف للتحكم في الرطوبة داخل الجبن، ولتحسين الملمس أثناء المضغ في الفم، ولضبط طعم المذاق. وتوضح رينيه فيتشك، خبيرة التغذية في «سياتل سوتون» للأكل الصحي بقولها: ليس من المستغرب أن يمثل الجبن نحو 8 في المائة من الصوديوم في النظام الغذائي للأميركيين العاديين. وبمقارنة أونصة لكل أونصة، يحتوي الجبن بالمتوسط على كمية من الصوديوم تعادل ما يحتويه كيس رقائق البطاطس المملح.
ولحسن الحظ، فإن هناك الكثير من الأجبان منخفضة الصوديوم والغنية بالبروتينات أيضاً، للاختيار من بينها. ومن أفضلها جبن القريشة Cottage Cheese (، جبن الأكواخ) حيث يحتوي على 8 ملغم من الصوديوم لكل 100 غرام تقريباً. والجبنة السويسرية Swiss Cheese الصفراء ذات الثقوب، وتحتوي على نحو 50 ملغم من الصوديوم، وجبنة البارميزان المعتّقة Parmesan Cheeseوالموزريلا الطازجة Mozzarella Cheese، وكلاهما يحتوي على نحو 120 ملغم من الصوديوم، وكذلك الريكوتا Ricotta Cheese التي تحتوي 123 ملغ من الصوديوم. وبالمقابل، فحصت دراسة نشرت في المجلة البريطانية الطبية المفتوحة BJM Open أكثر من 23 نوعاً من الجبن، ووضعت خمسة من بين أعلاها احتواءً على الصوديوم، وهي: الحلومي Halloumi والجبن الأزرق Blue Cheese وفيتا Feta والأجبان المشللة كالخيوط String Cheese و(جبنة أدم Edam (بنحو 300 ملغم من الصوديوم - حصة غذائية.
4- اللحوم المصنعة. في مقابل اللحوم الطبيعية الحمراء للبقر أو الضأن أو الماعز، واللحوم البيضاء للدواجن والأسماك والحيوانات البحرية، ثمة لحوم مُصنعة.
وهي أي لحوم ليست طازجة، ويتم تناولها غالباً باردة. وتم تعديلها من حالتها الطبيعية من خلال التمليح، أو المعالجة، أو التخمير، أو التدخين، أو إضافات البهارات والحبوب أو غيرها من العمليات الصناعية، لتعزيز النكهة أو لتحسين الحفظ.
ويشمل ذلك النقانق والهوت دوغ ولحم البقر المقدد واللحوم المعلبة والسلامي واللانشون وأنواعا كثيرة أخرى.
ومعالجة هذه اللحوم يتضمن إضافة الملح والسكر والنترات، للحفاظ على الأطعمة ضد التعفن الناجم عن البكتيريا والحفاظ على النكهة. وللتوضيح في جانب الملح، فإنه يضاف للمساعدة في تقليل ومنع نمو الميكروبات، والمساعدة في استخلاص بروتينات اللحوم القابلة للذوبان في الملح من أجل استقرار المزيج (عامل ربط بين مستحلبات اللحوم والدهون)، وزيادة قدرة اللحم على التماسك أثناء الطهي، وزيادة قدرة منتجات اللحوم على الاحتفاظ بالمياه، وتعزيز الطعم والنكهة.
وفي النقانق واللحوم الباردة الأخرى، يؤدي استخدام الملح إلى استقرار بنية اللحم أثناء الطهي بحيث يكون المنتج النهائي المبيع للمستهلك قواماً موحداً ولا ينهار أثناء التخزين. وأحد الجوانب غير الصحية للإكثار أو تكرار تناول هذه اللحوم، هو تسببها بالعطش نتيجة ارتفاع محتواها من عنصر الصوديوم بالذات، سواء في الملح (كلوريد الصوديوم) أو أي أنواع أخرى من المركبات الكيميائية المُضافة.



المسح المبكر للأطفال المعرضين للإصابة بالسرطان يقلل ظهور أورام جديدة

المسح المبكر للأطفال المعرضين للإصابة بالسرطان يقلل ظهور أورام جديدة
TT

المسح المبكر للأطفال المعرضين للإصابة بالسرطان يقلل ظهور أورام جديدة

المسح المبكر للأطفال المعرضين للإصابة بالسرطان يقلل ظهور أورام جديدة

على الرغم من الدور الكبير الذي يلعبه العامل الجيني في زيادة فرص الإصابة بالأورام المختلفة، فإنه لم يكن من الواضح لدى الخبراء متى يجب بدء متابعة هذه الأورام وتشخيصها وعلاجها. وحسب الإحصاءات الطبية، فإن هناك نسبة تبلغ من 5 إلى 15 في المائة من الأطفال المصابين بالسرطان لديهم استعداد وراثي، لذلك يجب رصد هؤلاء الأطفال المعرضين لخطورة الإصابة مبكراً.

الاستعداد الوراثي للسرطان

من المعروف أن الاستعداد الوراثي (genetic predisposition) لا يزيد فقط من خطر الإصابة بالأورام المختلفة، ولكن يزيد من احتمالية عودة الإصابة سواء بالورم نفسه أو أورام أخرى جديدة بعد العلاج. وقد وجد العلماء في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال (St. Jude Children’s Research Hospital) في ممفيس بولاية تنيسي الأميركية، أن المسح المبكر للأطفال يمكنهم من اكتشاف سرطانات جديدة لهؤلاء الأطفال في المراحل القابلة للعلاج.

وأوضحت الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي، في مجلة الرابطة الطبية الأميركية لعلم الأورام (JAMA Oncology)، أن بدء المتابعة عن طريق المسح الدوري بعد وقت قصير من التعرف على الاستعداد الجيني - سواء كان الطفل مصاباً بالفعل بنوع معين من السرطانات أو غير مصاب - يؤدي في الأغلب إلى اكتشاف ورم أو أكثر من دون أعراض.

ويمكن إزالة ما يقرب من نصف هذه الأورام بالكامل عن طريق الجراحة وحدها، وتجنب الحاجة إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وبالتالي تجنب الأعراض الجانبية المتعددة المتعلقة بهذه الأنواع من العلاج.

وقال الباحثون إن اتباع بروتوكولات التشخيص في المتابعة الموحدة لكل المرضى المعرضين للخطورة، يوفر طريقة فعالة للغاية لاكتشاف الأورام الجديدة في مراحلها الأولى، ويؤثر بشكل كبير على الرعاية السريرية لهم حتى لو لم تظهر أعراض مرتبطة بالورم عليهم.

وفحص الباحثون 274 طفلاً ومراهقاً من أعمار مختلفة في مستشفى سانت جود (كان متوسط العمر 8 سنوات تقريباً) يعانون جميعاً من 35 عاملاً مختلفاً من مسببات السرطان على مدى 3 سنوات. وأظهرت النتيجة وجود أورام من دون أعراض في 27 طفلاً، وظهرت أورام أخرى بأعراض في 5 من المشاركين، وكانت هذه الأورام في معظم أجهزة الجسم؛ وبشكل خاص في الجهاز العصبي المركزي.

وفي الأغلب في الطريقة المعتادة للتعامل مع الطفل، تبدأ الإجراءات العلاجية بعد عدة أشهر وتطول في بعض الأحيان إلى عدة سنوات (خصوصاً إذا كان الطفل قد أُصيب بالفعل بورم معين أولي).

ولكن تبعاً للطريقة الجديدة في الدراسة فإنه يجب البدء بالفحوصات قبل الانتهاء من العلاج، والمتابعة عن طريق الفحوصات لمسح جميع أجزاء الجسم مباشرة بعد اكتشاف الاستعداد الوراثي والتعامل معها.

وقد تم التعرف على واحد من كل 3 أورام في أول متابعة بعد وقت قصير من التشخيص. وأيضاً تم التعرف على اثنين من كل 3 أورام في غضون عامين فقط من أول متابعة. والمثير للدهشة أن هذه الطريقة أسهمت في تشخيص أورام جديدة في مجموعة صغيرة من الأطفال يعالجون بالفعل من ورم مختلف.

رصد الأورام بسرعة

حذرت الدراسة من خطورة الانتظار حتى ينتهي الطفل المصاب بأورام بالفعل من علاج السرطان الأول قبل البدء في فحص الأورام، لأنه في كثير من الأحيان يمكن أن يغفل الأطباء وجود الورم الجديد. وعلى سبيل المثال في الدراسة الحالية، تم اكتشاف ورم جديد في نحو 17 في المائة من الأطفال الذين كانوا لا يزالون يخضعون للعلاج من سرطان سابق، لذلك يجب على المستشفيات التي تعالج الأورام إدراك أهمية البدء بالمتابعة في الوقت نفسه الذي يثبت فيه وجود العامل الوراثي في الطفل المصاب.

وتبعاً للدراسة نجحت الجراحة المبكرة في التخلص بشكل شبه كامل من الأورام التي تم اكتشافها، وفي 70 في المائة من الحالات لم يكن هناك أي أثر مجهري للورم عند فحص الخلايا بعد الاستئصال. وقلت احتمالية العلاج بالإشعاع بعد الجراحة إلى حد كبير. وفي حالات كثيرة لم يكن هناك أي ضرورة لعلاج آخر.

والجدير بالذكر أن المتابعة المبكرة لعبت دوراً مهماً لأن معظم هذه الأورام التي تمت إزالتها بالفعل كانت من دون أعراض على الإطلاق، وإذا لم يتم المسح فإن معظم هؤلاء الأطفال سوف يصابون بالورم لاحقاً.

الاستعداد الوراثي يزيد من احتمالية عودة الإصابة بأورام جديدة حتى بعد العلاج

واستخدم العلماء كثيراً من الطرق للبحث عن الأورام المختلفة تبعاً لطبيعة كل ورم سواء تحاليل أو أشعة. وعلى سبيل المثال لتشخيص الأورام الصلبة قاموا بعمل رنين مغناطيسي كامل لجميع أجزاء الجسم، وأيضاً قاموا بعمل تحاليل لدلالات الأورام الخاصة بكل مرض. وعلى الرغم من وجود نتائج إيجابية كاذبة (false positive) ونتائج سلبية كاذبة (false negative) فإنها كانت قليلة جداً وبنسب لا تذكر (0.4 في المائة). وكانت معظم النتائج دقيقة وذات أهمية كبيرة في التشخيص، لأن ذلك يعني عدم الاحتياج إلى عمل إجراءات طبية غير ضرورية مكلفة أو مؤلمة أو إغفال أي أورام أساسية.

وقال الباحثون إن عمل مسح ومتابعة مستمرين للأطفال المهيئين جينياً للإصابة بالأورام على الرغم من كلفته المادية المرتفعة نتيجة للفحوصات المختلفة، فإنه يمكن أن يكون نوعاً من الإنقاذ لهؤلاء الأطفال. لذلك يجب على الحكومات المختلفة والمراكز المتخصصة في تشخيص وعلاج الأورام أن تقوم بهذا الدور بشكل تلقائي ومجاني لأي طفل تحمل جيناته احتمالية الإصابة، لأن كثيراً من الأطباء في الأغلب لا يطلبون إجراءات إضافية بعد علاج الورم الأولي لعلمهم بالتكلفة الكبيرة للفحوصات، خصوصاً في البلدان ذات الدخل المنخفض.

• استشاري طب الأطفال