اعتبر محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم، بعضهم ببعض.
وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نظم أول من أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».
وأضاف بن عيسى، خلال المنتدى، الذي نظم تحت شعار «التسامح والتعايش السلمي»، أن هذا الأمر «يجعل دورنا وواجبنا في إرساء قيم التسامح والتعايش يتسم بمسؤولية مضاعفة تجاه بعضنا، وإزاء غيرنا من الأمم والأعراق، والأديان والثقافات والحضارات»، مشيراً إلى أن الدليل على هذا الرأي هو ما تشهده المنطقة العربية والإسلامية من تنامي النزاعات والتوترات، ومظاهر العنف والاحتراب والاقتتال، وما يخيم عليها من استمرار سلوكيات الغلو والتشدد، مع استفحال النزوعات الطائفية والمذهبية الضيقة، لافتاً إلى أن كيانات في المنطقة العربية «تشتتت وتمزقت وحدة شعوبها، وتحولت إلى فصائل وطوائف متحاربة على أرض الوطن الواحد».
وتابع بن عيسى موضحاً أنه «مهما يكن من حقيقة الأسباب والدوافع السياسية، التي أدت إلى هذه الحالة التراجيدية، المتنكرة لقيم التسامح والتعايش، فإن هناك عاملاً جوهرياً قد يفسر جانباً مما جرى ويجري، يتمثل في طبيعة التنشئة التي تلقتها الأجيال في مناطق من جغرافيا العالم العربي والإسلامي»، معتبراً أن هذه التنشئة «كانت بعيدة عن ثقافة التسامح والتعايش والقبول بالآخر، سواء كان هذا الآخر طائفة من طوائف الوطن نفسه، أو كان يمثل ثقافة أو ديناً أو عرقاً أجنبياً».
وأوضح بن عيسى أنه لا أمل في بناء عقلية تؤمن بفكرة التسامح إلا عبر التنشئة والتربية والتعليم، داعياً إلى العمل على صنع أجيال عربية، مشبعة بمبادئ التسامح والتعايش، تحملها في عقلها وضميرها، وتنضبط لمتطلباتها، وتجعل منها خطاً أحمر في سلوكها الاجتماعي والمدني والسياسي. وقال بهذا الخصوص: «إذا كان من المسلم به أن العمل على إرساء هذه الثقافة هو من صميم عمل الحكومات والمؤسسات الرسمية بالأقطار العربية والإسلامية، فإن هذا لا يعفي المواطن من مسؤولياته في إشاعة قيم التسامح والتعايش مع غيره». كما أبرز بن عيسى المبادرات الرائدة للملك محمد السادس ومواقفه الإنسانية الداعمة لمبادئ التسامح والتعايش.
وناقش المنتدى عبر 3 جلسات قيم التعايش والتسامح في العالم العربي، وتأثيرها على مستقبل استقرار وتطور الدولة الوطنية، بالإضافة إلى دور الحكومات العربية في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين شعوبها. كما تناول سبل نشر ثقافة التسامح على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات العربية، فضلاً عن تبادل الآراء حول كيفية تعزيز قيم التعايش والتسامح في العالم العربي.
بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتعزيز قيم التعايش
وزير خارجية المغرب الأسبق أكد أن انتشار النزاعات مرده غياب ثقافة القبول بالآخر
بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتعزيز قيم التعايش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة