غوتيريش يحذر من التخلي عن مكتسبات النساء والفتيات

قال إن المساواة تستوجب 300 عام إذا بقينا على المسار الحالي

امرأة تصعد درجاً مزيناً بشعارات ورسوم بمناسبة يوم المرأة في فرانكفورت أمس (أ.ب)
امرأة تصعد درجاً مزيناً بشعارات ورسوم بمناسبة يوم المرأة في فرانكفورت أمس (أ.ب)
TT

غوتيريش يحذر من التخلي عن مكتسبات النساء والفتيات

امرأة تصعد درجاً مزيناً بشعارات ورسوم بمناسبة يوم المرأة في فرانكفورت أمس (أ.ب)
امرأة تصعد درجاً مزيناً بشعارات ورسوم بمناسبة يوم المرأة في فرانكفورت أمس (أ.ب)

نبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن حقوق المرأة «تتعرض للانتهاك والتهديد» في كل أنحاء العالم، محذراً من أن المساواة بين الجنسين لن تتحقق قبل 300 عام إذا بقيت الأمور على المنوال الحالي.
وكان غوتيريش يتحدث أول من أمس (الاثنين) في افتتاح أعمال الدورة السنوية الـ67 للجنة وضع المرأة، التي تُعد أكبر تجمع أممي عن المساواة بين الجنسين وتمكين النساء، للتركيز العام الحالي على الابتكار والتغيير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي؛ لتعزيز العمل من أجل سد الفجوات بين الجنسين في هذا المجال. ويعتقد أن العصر الرقمي «يوفر فرصاً جديدة وغير مسبوقة لتحسين حياة النساء والفتيات في كل أنحاء العالم».
شارك في افتتاح أعمال اللجنة، التي تستمر حتى 17 مارس (آذار) الحالي، عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، وبينهم الأمين العام الذي عدّ اجتماع لجنة وضع المرأة من أهم النشاطات السنوية للمنظمة الدولية، مضيفاً أن الاجتماع يكتسب أهمية خاصة في الوقت الحالي، الذي تتعرض فيه حقوق النساء والفتيات للتهديد والانتهاك والاعتداء. وقال إن «التقدم الذي تحقق خلال عقود يتلاشى أمام أعيننا»، مشيراً إلى أنه «في أفغانستان، مُحيت النساء والفتيات من الحياة العامة. في كثير من الأماكن تتراجع حقوق النساء الجنسية والإنجابية. في بعض الدول تتعرض الفتيات الملتحقات بالمدارس للاختطاف والاعتداء. في دول أخرى تقع النساء الضعيفات فريسة للشرطة التي أقسمت على حمايتهن». وأكد أنه «من أوكرانيا إلى منطقة الساحل تؤثر الأزمة والصراع على النساء والفتيات في المقام الأول والأسوأ»، مضيفاً أنه «في نكسات أخرى ترتفع وفيات الأمهات، وتأثير (كوفيد - 19) يجبر الفتيات على الزواج ويبقيهن خارج المدرسة، مع إبعاد الأمهات ومقدمي الرعاية عن العمل المأجور».
وقال غوتيريش إنه «لا يزال ثلاثة مليارات شخص غير متصلين بالإنترنت، غالبيتهم من النساء والفتيات في البلدان النامية، (و) في أقل البلدان نمواً، هناك 19 في المائة فقط من النساء متصلات بالإنترنت». وأضاف أنه «على الصعيد العالمي تشكل الفتيات والنساء ثلث الطلاب فقط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات». ولفت إلى أن عدد الرجال يفوق عدد النساء بين اثنين إلى واحد في صناعة التكنولوجيا وفي مجال الذكاء الصناعي المتنامي، وهناك امرأة واحدة فقط بين كل خمسة من العمال. ودعا إلى «اتخاذ إجراءات عاجلة» لتحقيق المساواة في القوة بين الرجال والنساء، مشدداً على الزيادة في التعليم والتوظيف والدخل للنساء والفتيات، ولا سيما في البلدان النامية. ودعا إلى تعزيز المشاركة الكاملة للمرأة وقيادتها في مجال العلوم والتكنولوجيا «من الحكومات إلى قاعات مجالس الإدارة والفصول الدراسية». وطالب بإنشاء بيئة رقمية آمنة تقضي على «المعلومات المضللة الكارهة للنساء والمعلومات الخاطئة»، و«التصيد بين الجنسين» على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي رسالة بالفيديو، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي إن الاجتماعات السنوية تضفي على المقر الدائم للمنظمة كل عام طاقة هائلة يجلبها آلاف المشاركين من أنحاء العالم، متحدين وراء هدف واحد وهو تعزيز تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين من أجل مصلحة الجميع. وأكد أهمية تعزيز التعليم الجيد في العصر الرقمي للنساء والفتيات، لافتاً إلى أن العالم بحاجة إلى خبرات المرأة لمواجهة الأزمات المعقدة والمتشابكة، من تغير المناخ والصراع إلى الفقر والجوع وشح المياه.
وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث إن «الفجوة الرقمية أصبحت الوجه الجديد لعدم المساواة بين الجنسين»، مضيفة أنه في العام الماضي كان هناك 259 مليون رجل أكثر من النساء على الإنترنت. واستشهدت بدراسة استقصائية لصحافيات من 125 دولة وجدت أن ثلاثة أرباعهن تعرضن للتحرش عبر الإنترنت أثناء عملهن، ومارس ثلثهن الرقابة الذاتية رداً على ذلك. ورأت أن التحدي يكمن في «إصلاح المؤسسات والقوالب النمطية الجنسانية الضارة المحيطة بالتكنولوجيا والابتكار التي تخذل النساء والفتيات»، وضمان خلو المساحات عبر الإنترنت من سوء المعاملة ومحاسبة الجناة. وقالت أيضاً: «إذا لم نغادر هذه الجلسة بعد أن قلنا بشكل جماعي لا لبس فيه: كفى، لا أكثر، فعندئذ نكون فشلنا».


مقالات ذات صلة

رابطة العالم الإسلامي تطلق مبادرة دولية لتعليم الفتيات

الخليج المبادرة تمثّل تحوّلاً نوعيّاً في الانتصار لتعليم الفتيات (واس)

رابطة العالم الإسلامي تطلق مبادرة دولية لتعليم الفتيات

أطلقت رابطة العالم الإسلامي مبادرتها الدولية لـ«تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة»، التي ترعاها الحكومة الباكستانية، وذلك خلال مؤتمر في إسلام آباد.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

عيّن البابا فرنسيس أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مكتباً يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي محسنة المحيثاوي (متداولة)

محسنة المحيثاوي... أول امرأة ترأس محافظة السويداء السورية

عيّنت الإدارة الجديدة في سوريا محسنة المحيثاوي محافظاً لمحافظة السويداء جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مصرف سوريا المركزي (متداولة)

سوريا: تكليف امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي لأول مرة

أكدت مصادر سورية، اليوم الاثنين، تكليف ميساء صابرين لتكون أول امرأة بمنصب حاكم مصرف سوريا المركزي، في خطوة تُعد سابقة بتاريخ المصرف.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي امرأة شابة تلتقط صورة بعلم «الثورة» السورية في دمشق (أ.ب)

تصريحات مسؤولة في الإدارة السورية الجديدة حول المرأة تثير جدلاً

أثارت تصريحات أدلت بها مديرة مكتب شؤون المرأة في الإدارة السورية الجديدة حول النساء جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقادات من المجتمع المدني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الخريّف: مؤتمر التعدين في السعودية أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم

وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
TT

الخريّف: مؤتمر التعدين في السعودية أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم

وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)

أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف أن مؤتمر التعدين أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم، موضحاً أن المملكة باتت من بين أبرز وجهات الاستثمار في المعادن.

كلام الخريّف جاء في افتتاحه أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي في الرياض، وذلك وسط إقبال غير مسبوق فاقَ الـ20 ألف مسجل، ومشاركة الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية المتخصصة، وقادة القطاعات ذات الصلة؛ لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه قطاع المعادن، مع تقديم رؤى وحلول مبتكرة تدعم مستقبل الصناعة وتعزز استدامتها.

ومن المتوقع أن يشهد الحدث توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجهات المحلية والدولية، ما يعكس التزام المملكة بتعزيز مكانتها بوصفها مركزاً عالمياً رائداً في قطاع المعادن، ودعم الجهود الرامية إلى بناء أطر التعاون الدولي في هذا القطاع الحيوي لتحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح الخريّف، في كلمته الافتتاحية، أنه على مدار السنوات الأربع الماضية، أصبح هذا المنتدى منصة عالمية رائدة للدعوة إلى إمدادات المعادن بشكل مرن ومسؤول، وعرض بشكل فريد التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يُحدثه هذا القطاع على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ولفت إلى أن المؤتمر تطوَّر وتوسَّع في أعداد الحضور منذ نسخته الأولى وحتى الرابعة الحالية، حيث ازداد من 3500 مشارك في 2022 إلى أكثر من 20 ألفاً هذا العام. وأوضح أن برنامج هذا العام يضم أيضاً 250 متحدثاً، بما في ذلك رؤساء تنفيذيون من 11 من أكبر 20 شركة تعدين، إلى جانب قادة من الحكومات والمؤسسات البحثية والصناعات التابعة.

وقال الخريّف: «نطلق مبادرة استوديو الابتكار التعديني، الذي يهدف إلى جذب المواهب العالمية، وتسريع التكنولوجيا الحديثة. وهذه خطوة واحدة نحو جعل المملكة وادياً سيليكونياً للتعدين".

وأضاف: «نطلق، لأول مرة، القيادة الإقليمية في أفريقيا وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية، حيث نجمع دول المورّدين لإنشاء مجتمع عالمي قوي. أيضاً، نطلق المناظرة، التي ستجمع قادة القطاع، لمناقشة قضايا صعبة؛ مثل توزيع الموارد، والاستدامة، وإشراك أصحاب المصلحة».

ولفت إلى أن السعودية تفتخر بأن تكون قدوة في قطاع التعدين، حيث أصبح، تحت مظلة «رؤية 2030»، الأسرع نمواً، مع تقدير احتياطات المعادن في المملكة بنحو 2.5 تريليون دولار. وقال: «ساعد تركيزنا على الابتكار في الإطار التنظيمي، وتطوير البنية التحتية للمملكة في أن تكون وجهة استثمارية رائدة في مجال التعدين واستكشاف المعادن». وأضاف: «هذا العام، نروِّج أيضاً لفرص استكشاف جديدة عبر 50 ألف كيلومتر مربع من أحزمة المعادن الواعدة».

وأوضح أن برنامج تحفيز الاستكشاف، الذي جرى إطلاقه العام الماضي بدأ بالفعل يحقق نتائج، حيث حصلت ست شركات على تمويل.