كيف أساءت روسيا تقدير موقف ألمانيا؟

برلين فاجأت بوتين بتغيير سياساتها تماماً ونجاحها في فك ارتباطها بالطاقة الروسية

ميركل تتوسط بوتين وبوش الابن عام 2007 خلال قمة «جي-8» في ألمانيا (أ.ف.ب)
ميركل تتوسط بوتين وبوش الابن عام 2007 خلال قمة «جي-8» في ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

كيف أساءت روسيا تقدير موقف ألمانيا؟

ميركل تتوسط بوتين وبوش الابن عام 2007 خلال قمة «جي-8» في ألمانيا (أ.ف.ب)
ميركل تتوسط بوتين وبوش الابن عام 2007 خلال قمة «جي-8» في ألمانيا (أ.ف.ب)

بعد مرور عام على غزو روسيا لأوكرانيا، يزداد كل يوم وضوح حجم الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لكن هناك خطأً واحداً له الصدارة يتعلق بسوء التقدير بالنسبة لألمانيا. فقد رأى بوتين أن ألمانيا تعتمد اعتماداً كبيراً للغاية على الطاقة الروسية، وضعيفة للغاية عسكرياً، وذات عقلية تجارية تحول دون قيامها بأي مقاومة لحربه ضد أوكرانيا. وكان مخطئاً في ذلك.
وتقول الدكتورة ليانا فيكس، خبيرة شؤون أوروبا بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، وكارولين كاب، الباحثة بالمجلس، إن روسيا أصبحت في العقد المؤدي للاجتياح في فبراير (شباط) 2022، تشعر بالجرأة بافتراضها أن ألمانيا تقدِّر مصالحها الاقتصادية فوق كل شيء آخر. وهذه المصالح مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باعتماد ألمانيا الشديد على استيراد الغاز الطبيعي الروسي رخيص الثمن.
وتضيف فيكس وكاب في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، أن اعتماد ألمانيا على روسيا استمر بالنسبة للطاقة في التزايد، حتى بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم، وأشعلت حرباً في شرق أوكرانيا عام 2014، مما يبدو أنه تأكيد لتفكير موسكو. وعندما اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا مطلع العام الماضي، كانت روسيا تزوِّد ألمانيا بأكثر من نصف إجمالي الغاز الطبيعي الذي تستهلكه، بقيمة تبلغ نحو 220 مليون دولار يومياً.
وعزز تجنب ألمانيا الراسخ استخدام القوة العسكرية الذي يرجع إلى تاريخها في الحرب العالمية الثانية سوء تقدير روسيا. ففي عام 2014 أكدت أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا في ذلك الوقت، أنه ليس هناك حل عسكري للنزاع في أوكرانيا، ورفضت الاقتراحات بأن تقدم ألمانيا مساعدات أسلحة لكييف.
وأكدت وساطة ألمانيا فيما تسمى «صيغة نورماندي» في الفترة من 2014 إلى 2022 بينها وبين روسيا، وأوكرانيا، وفرنسا، انطباع روسيا بأن ألمانيا سوف تعطي الأولوية للدبلوماسية كنهجها الأساسي في السياسة الخارجية. وتوقعت روسيا أنه -فيما وراء الخطاب السياسي والعقوبات الاقتصادية- سوف تذعن ألمانيا في نهاية الأمر للهيمنة الروسية في أوروبا الشرقية.
كما أن تصورات بوتين الخاطئة تعتبر نتيجة لاتصالاته الشخصية العميقة مع ألمانيا. فقد عاش وعمل ضابطاً للمخابرات الروسية في درسدن لعدة سنوات في ثمانينات القرن الماضي، وشهد الاحتجاجات الجماهيرية التي اتسمت بها الأيام الأخيرة للجمهورية الديمقراطية الألمانية (ألمانيا الشرقية) ونهاية حلف وارسو. وهو يتحدث الألمانية بطلاقة.
وفي عام 2001 ألقى خطاباً في البرلمان الألماني باللغة الألمانية، وهو أول رئيس روسي يفعل ذلك. كما ارتبط بعلاقات شخصية وثيقة مع المستشار الأسبق جيرهارد شرودر، وبعد أن ترك شرودر منصبه، تم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة شركة الطاقة الروسية العملاقة «روسنيفت». وعزز كل ذلك اعتقاد بوتين بأنه يعرف ويفهم خبايا السياسة الألمانية؛ التي كان يعتقد أن مجال الأعمال يهيمن عليها.
وذكرت فيكس وكاب أن بوتين أكد مراراً وتكراراً الصلات التاريخية بين ألمانيا وروسيا؛ مشيراً إلى عقدة الذنب بالنسبة للجرائم التي ارتكبتها ألمانيا النازية في الاتحاد السوفياتي، وتقدير ألمانيا لموافقة الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف على تحقيق توحيد سلمي لألمانيا. ووصف بوتين في مناسبات عديدة ضم شبه جزيرة القرم بأنه توحيد، في محاولة لعقد مقارنة بتوحيد ألمانيا عام 1990.
وكانت مفاجأة لبوتين قيام ألمانيا بتغيير سياساتها تماماً تجاه روسيا، بما في ذلك فك ارتباطها بالطاقة الروسية بنجاح. وسعت روسيا إلى الإسراع بوضع اللمسات الأخيرة لخط أنابيب «نورد ستريم 2» في الشهور التي سبقت الاجتياح، وتعمدت تفريغ خزانات الغاز الألماني التي تمتلكها شركة «غازبروم» الروسية لزيادة الضغط على ألمانيا. ومع ذلك، قامت ألمانيا قبل أيام قليلة من الحرب بإنهاء مشروع «نورد ستريم 2» بصورة لا رجعة فيها، بعد أن أوقفت روسيا كل إمدادات الغاز، وتحولت أساساً من غاز خط الأنابيب الروسي الأساسي إلى الغاز الطبيعي المسال لملء خزاناتها.
كما قامت ألمانيا بتعزيز ودعم العقوبات المفروضة على روسيا. ونقلت صحيفة «فيلت أم زونتاغ» عن وزارة المالية الألمانية قولها إن السلطات فرضت عقوبات على أصول روسية بقيمة 5.32 مليار يورو (5.69 مليار دولار) تقريباً في ألمانيا بسبب اجتياحها أوكرانيا. وأفادت الصحيفة بأن الأصول مملوكة لكيانات روسية، مثل البنك المركزي الروسي، وشركات وأفراد مدرجين على قائمة الاتحاد الأوروبي للعقوبات. وقالت إن الوزارة لم تذكر قيمة الأصول المجمدة التي يملكها أثرياء من النخبة الروسية. ونقلت الصحيفة عن الوزارة أيضاً أن هيئة مركزية جديدة لتنفيذ العقوبات لا تزال قيد الإنشاء، ويعمل بها بالفعل 36 موظفاً، وسيتم تعيين المزيد.
وفي الفترة ما بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، ونوفمبر 2022، انخفضت صادرات ألمانيا إلى روسيا بمقدار 29.‏1 مليار يورو، بنقص يبلغ 3.‏51 في المائة، وانخفضت الواردات من روسيا بمقدار 36.‏2 مليار يورو، بنقص يبلغ 4.‏59 في المائة.
وتشير فيكس وكاب إلى أن ألمانيا التي كانت مقيدة عسكرياً، التزمت بإنفاق ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع، وهو الهدف المعلن بالنسبة لأعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقدمت دعماً عسكرياً كبيراً لأوكرانيا. وتعتبر ألمانيا في الوقت الحالي ثاني أكبر دولة بالنسبة للمساعدات العسكرية لأوكرانيا في أوروبا بعد المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من شكوى بوتين من أنه بعد 80 عاماً من الحرب العالمية الثانية «يتعرض الروس للتهديد مرة أخرى من جانب دبابات (ليوبارد) الألمانية»، من المقرر أن ترسل ألمانيا وشركاؤها أول كتيبة دبابات «ليوبارد 2» إلى أوكرانيا بحلول أبريل (نيسان) المقبل، وسوف يتبع ذلك إرسال دبابات «ليوبارد 1» ذات الطراز الأقدم.
واختتمت فيكس وكاب تقريرهما بالقول إن إساءة تقدير روسيا لموقف ألمانيا، وتحول ألمانيا، لهما دور مهم في حرب افترض كثيرون أنها سوف تنتهي بهزيمة أوكرانية سريعة. وقد تعرضت التزامات المستشار أولاف شولتس للانتقاد بسبب التردد، وبطء التنفيذ، والإذعان للقيادة الأميركية. ومع ذلك، فقد دحضت ألمانيا تماماً توقعات بوتين. وفي الحقيقة أدت حرب روسيا إلى أكبر تحول في السياسة الخارجية والأمنية الألمانية منذ نهاية الحرب الباردة.
بعد عام على الحرب... هل باتت روسيا أكثر أمناً؟
مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان
مستقبل الحرب... واحتمالات توسعها وخروجها عن السيطرة
أوروبا... تساؤلات حول مآلات الدعم لأوكرانيا
الأزمة... والدور «المشلول» لمجلس الأمن
الكرملين أمام انتصار بعيد... وهزيمة مستحيلة
بوتين «معزول» عالمياً وأمام «طريق مسدود» ... وروسيا خسرت أوكرانيا «إلى الأبد»
زيلينسكي... الممثل الهزلي لعب أدواراً كوميدية بحضور بوتين
هل أعادت الحرب الحياة إلى «الناتو» أم أيقظته «مرحلياً»؟


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يلتقي ترمب في لاهاي لكنه لم يُدع إلى الجلسة الرئيسية لقمة «الناتو»

أوروبا شعار «الناتو» الرسمي (أ.ف.ب) play-circle

زيلينسكي يلتقي ترمب في لاهاي لكنه لم يُدع إلى الجلسة الرئيسية لقمة «الناتو»

بات زيلينسكي شخصيةً رئيسيةً في القمم الغربية، لكن نظراً إلى علاقته المتوترة مع ترمب، لم يُدعَ إلى الجلسة الرئيسية لأعضاء قمة «الناتو».

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
تحليل إخباري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي وبينهما وزير الخارجية عباس عراقجي في الكرملين الاثنين (إ.ب.أ)

تحليل إخباري نفوذ روسيا في الشرق الأوسط بميزان الصراع الإسرائيلي - الإيراني

مع اندلاع الصراع الإسرائيلي - الإيراني وجدت روسيا نفسها مضطرة للحفاظ على توازن دبلوماسي دقيق ما يمكن أن ينعكس سلباً على نفوذها بالشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رجال الإنقاذ ينقلون مصاباً إلى سيارة إسعاف بعد ضربة صاروخية روسية في منطقة دنيبروبيتروفسك (رويترز) play-circle

هجوم روسي يلحق أضراراً بقطار ركاب أوكراني... وألمانيا تدين الغارات «الهمجية»

كشفت سلطات السكك الحديدية الأوكرانية في بيان، الثلاثاء، أن هجوماً روسياً على منطقة دنيبروبيتروفسك ألحق أضراراً بقطار ركاب كان متجهاً إلى مدينة زابوريجيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا علما حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة عند مدخل مكان انعقاد القمة في اليوم الأول من قمة حلف شمال الأطلسي (رويترز)

استرضاءً لترمب... «الناتو» لزيادة إنفاقه الدفاعي في قمة «تاريخية»

يستعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) لإقرار زيادة كبيرة في إنفاقه الدفاعي، تحت ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال قمّة تعقد يومَي الثلاثاء والأربعاء في لاهاي.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا جانب من الدمار جراء القصف الروسي على كييف اليوم (رويترز)

5 قتلى في ضربات روسية على كييف

قُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، وأُصيب نحو عشرين بجروح، في ضربات روسية بالمُسيّرات والصواريخ على كييف ومحيطها، خلال ليلة أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (كييف )

ترحيب عربي ودولي بوقف النار بين إسرائيل وإيران

جانب من الدمار جراء القصف الإيراني على جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
جانب من الدمار جراء القصف الإيراني على جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

ترحيب عربي ودولي بوقف النار بين إسرائيل وإيران

جانب من الدمار جراء القصف الإيراني على جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
جانب من الدمار جراء القصف الإيراني على جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)

توالت ردود الفعل المرحبة بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فجر اليوم، التوصل إلى اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وإيران، بعد 12 يوماً من الضربات المتبادلة بين الطرفين.

ترحيب سعودي

وعبرت وزارة الخارجية السعودية، الثلاثاء، عن ترحيب المملكة بإعلان ترمب التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار، وثمنت الجهود المبذولة لخفض التصعيد. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن «الخارجية» عبرت في بيان عن تطلُّع المملكة لأن «تشهد الفترة المقبلة التزاماً من جميع الأطراف بالتهدئة، والامتناع عن استخدام القوة، أو التلويح بها».

كما أبدت «الخارجية» السعودية تطلعها إلى أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترمب في «إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وتجنيبها مخاطر استمرار التصعيد».

وجددت المملكة موقفها الثابت في «دعم انتهاج الحوار والوسائل الدبلوماسية سبيلاً لتسوية الخلافات والنزاعات الإقليمية انطلاقاً من مبدأ احترام سيادة الدول، وترسيخ الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار في المنطقة والعالم».

مصر: تطور جوهري

ورحبت مصر، الثلاثاء، بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ووصفت ذلك بأنه «تطور جوهري»، و«نقطة تحول مهمة» نحو استعادة الهدوء بالمنطقة. ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان إيران وإسرائيل للالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس «خلال هذه المرحلة الدقيقة، واتخاذ الإجراءات التي تسهم في تحقيق التهدئة، وخفض التصعيد بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة، وسلامة شعوبها».

وأكدت مصر أن القضية الفلسطينية تظل لب الصراع في المنطقة، وأن تسويتها بشكل عادل وشامل تحقق التطلعات الشرعية للشعب الفلسطيني، وتعد البديل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار المستدامين في المنطقة.

الأردن: حل الدولتين مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة

رحّب الأردن، الثلاثاء، باتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وأكّد أهمية هذا الاتفاق في خفض التصعيد، وحماية المنطقة من تبعات مزيد من التدهور.

ونقل بيان لـ«الخارجية» الأردنية عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة قوله إن المملكة تؤكّد ضرورة «اعتماد الحوار والدبلوماسية سبيلاً للتعامل مع كل الأزمات وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

وشدّد القضاة على أن التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية عبر تنفيذ حل الدولتين «هو مفتاح الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة»، وعلى ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ينهي العدوان الإسرائيلي، والكارثة الإنسانية.

دعم قطري

ورحبت قطر باتفاق وقف إطلاق النار، وأعربت في بيان لوزارة خارجيتها في أن يشكل هذا الاتفاق أساسا متينا لتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات والصراعات في المنطقة والعالم، والمضي قدما نحو تحقيق الاستقرار التام والسلام الشامل المستدام.

وأكدت في هذا الصدد أن الهجوم الإيراني على سيادتها ومجالها الجوي يمثل جزءا من التصعيد الخطير في المنطقة، وهو ما يتطلب عملا جماعيا صادقا لردع كافة التصرفات غير المسؤولة، مجددة، التأكيد على أن دولة قطر ستظل دائما قاطرة للسلام، ولا ترتبط في هذا السياق بحدث معين أو موقف براغماتي، كما ستظل حريصة على مبدأ حسن الجوار وداعمة لكافة المساعي الحميدة الهادفة إلى نزع فتيل الأزمات وجعل العالم أكثر أمنا وتعاونا وازدهارا، معربةً عن تقديرها الكامل لمساعي الرئيس ترمب في التوصل لهذا الاتفاق، أملةً في التزام الطرفين الصارم به.

الامارات: خطوة نحو خفض التصعيد

رحبت الإمارات بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، معربة عن أملها في أن يشكل هذا التطور خطوة نحو خفض التصعيد، وتهيئة بيئة داعمة للاستقرار الإقليمي. وثمنت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان اليوم، الجهود الدبلوماسية التي بذلها الرئيس ترمب، و«الدور البناء للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر في تيسير الوصول إلى هذا الاتفاق»، مؤكدة «أهمية استمرار التنسيق الفاعل لمنع المزيد من التصعيد، وتفادي تداعياته الإنسانية والأمنية في المنطقة». وأكدت الإمارات موقفها الثابت «الداعي إلى ضرورة ضبط النفس، وتغليب الحلول السياسية، والحوار، وتجنيب المنطقة المزيد من الصراعات التي تعرقل فرص التنمية، وتهدد أمن شعوبها». وجددت الإمارات التزامها بالعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل إرساء دعائم السلام، وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.

البحرين: تطور إيجابي

عدت البحرين إعلان الرئيس الأميركي التوصل إلى اتفاق وقف كامل وشامل لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، تطوراً إيجابياً من شأنه وقف الحرب، بما يؤدي إلى السلام والاستقرار الإقليميين. وجددت وزارة الخارجية البحرينية موقف بلادها الثابت والداعي إلى تجنب التصعيد وتسوية جميع الخلافات والنزاعات عبر الحوار والسبل السلمية، والإسراع في استئناف المفاوضات الأميركية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني، بما يعزز الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم، معربة عن الأمل بأن تلتزم جميع الأطراف بمضمون هذا الاتفاق، وفقاً لوكالة الأنباء البحرينية.

تأكيد عماني - هولندي على أهمية تثبيت التهدئة

كما رحبت سلطنة عمان وهولندا بدخول اتفاق وقف اطلاق النار بين ايران وإسرائيل حيز التنفيذ، وذلك في اتصال هاتفي بين السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان والعاهل الهولندي الملك ويليام الكسندر، مؤكدين أهمية تثبيت هذه التهدئة، وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع، والتوجه للحوار والتفاوض السلمي؛ حمايةً للأرواح والمقدرات ومصالح الشعوب، وتعزيزًا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.

تركيا

ورحبت الخارجية التركية بالتقارير التي أفادت بالتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وقالت «نتابع من كثب التصريحات التي تفيد بانتهاك الاتفاق، وندعو الأطراف في هذه المرحلة الحرجة إلى التزام وقف إطلاق النار تماما».

وأضافت: «يجب اتخاذ خطوات حازمة نحو حل شامل ودائم، ونؤمن بأن الحفاظ على الحوار والدبلوماسية أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة التي يحتاج فيها الشرق الأوسط إلى السلام والاستقرار أكثر من أي وقت مضى - تُظهِر هذه التطورات مجدداً ضرورة الإسراع في حلّ القضية الفلسطينية، التي تُعَدّ في جوهر عديد من أزمات المنطقة».

اليابان

رحبت اليابان، الثلاثاء، بإعلان ترمب، معربة عن «أملها القوي» في أن يتم تطبيقه بحزم.

وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أن كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيماسا هاياشي قال إن اليابان ستستمر في مراقبة الوضع في الشرق الأوسط باهتمام بالغ، كما «ستبذل كل الجهود الدبلوماسية الممكنة» لضمان السلام والاستقرار هناك. وأضاف أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط يمثلان أهمية كبيرة لليابان، وأوضح: «سنبذل كل الجهود الدبلوماسية الضرورية الممكنة بالتنسيق مع المجتمع الدولي».

ألمانيا

من جانبه، رحّب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الثلاثاء، بدعوة ترمب لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وناشد الطرفين الالتزام به.

وكتب ميرتس على منصة «إكس»: «إذا نجح وقف إطلاق النار هذا بعد الضربات العسكرية الأميركية الحاسمة على المنشآت النووية الإيرانية، فسيكون تطوراً إيجابياً للغاية». وأكد المستشار الألماني أنه سيناقش سبل استقرار الوضع مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الثلاثاء.

روسيا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن موسكو ترحب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران «لكن من الصعب معرفة ما إذا كان سيستمر».

فرنسا

رحبت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقالت الوزارة في بيان: «يجب أن يؤدي هذا الإعلان إلى وقف كامل للأعمال العدائية، وهو ما تدعو فرنسا كل الأطراف لاحترامه». وأضافت أنه «في مصلحة الجميع الحيلولة دون نشوب دورة جديدة من العنف التي سوف تكون عواقبها كارثية للمنطقة بأكملها». وأشار البيان إلى أن الحل الدبلوماسي فقط هو ما يمكن أن يؤدي إلى استجابة دائمة للتحديات الأمنية التي يشكلها البرنامج النووي الإيراني، لافتاً إلى أنه يجب ألا تمتلك إيران أبداً أسلحة نووية.

وقال ترمب فجر الثلاثاء إن إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار. وكتب على منصة «تروث سوشيال»: «تم الاتفاق بشكل تام بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار شامل وكامل... لمدة 12 ساعة، وعندها ستعدّ الحرب منتهية».

وأشار ترمب إلى أنه على ما يبدو سيكون لدى إسرائيل وإيران بعض الوقت لاستكمال أي مهام جارية، وبعدها سيبدأ وقف إطلاق النار على مراحل.

وتابع: «على أساس أن كل شيء سيمضي كما هو مفترض، وهو ما سيحدث، أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الـ(اثني عشر) يوماً».

وأضاف أنّ إيران ستلتزم وقف النار «بعد نحو 6 ساعات من الآن»، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة من ذلك. وشدّد الرئيس الأميركي على أنّه خلال وقف إطلاق النار الذي سيلتزمه كلا الجانبين «سيبقى الجانب الآخر مسالماً ومحترماً».

وتابع: «هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمر سنوات، وأن تُدمّر الشرق الأوسط بأكمله، لكنّها لم تفعل، ولن تفعل أبداً!». وختم الرئيس الجمهوري منشوره بالقول: «بارك الله إسرائيل، بارك الله إيران، بارك الله الشرق الأوسط، بارك الله الولايات المتحدة، وبارك الله العالم!».

وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، فجر الثلاثاء، التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل.