برلين تطرد دبلوماسيَين إيرانيَين وتحذر طهران من إعدام معارض

المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)
TT

برلين تطرد دبلوماسيَين إيرانيَين وتحذر طهران من إعدام معارض

المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)

تصاعد التوتر الألماني - الإيراني بطرد برلين اثنين من موظفي السفارة الإيرانية، «غير مرغوب فيهما»، وطالبتهما بمغادرة الأراضي الألمانية احتجاجاً على إصدار حكم الإعدام بحق المعارض الألماني من أصل إيراني جمشيد شارمهد، فيما ندد المستشار الألماني أولاف شولتس بالحكم «غير المقبول»، داعياً السلطات الإيرانية إلى إلغائه.
وأعلنت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في بيان أن ألمانيا استدعت أيضاً القائم بالأعمال الإيراني بسبب الموضوع نفسه، مضيفة أنه «تم إبلاغه بأننا لا نقبل التعدي السافر على حقوق مواطن ألماني». وتابعت: «نطالب إيران بإلغاء حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد، وأن تتيح له إجراءات استئناف منصفة وفقاً للقانون»، حسب «رويترز».
وذكر المتحدث باسم الخارجية أن هذين الدبلوماسيين يتعين عليهما مغادرة ألمانيا في غضون أيام قليلة، لكنه رفض الإفصاح عن الوظيفتين اللتين يشغلهما هذان الدبلوماسيان واكتفى بالقول إنهما مدرجان على القائمة الدبلوماسية للسفارة الإيرانية وأردف رداً على سؤال: «بمقدوركم افتراض أنه تم اختيارهما على نحو يوضح لإيران بُعْد الموقف بطريقة مناسبة»، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
بموازاة ذلك، سلَّم السفير الألماني في طهران هانز - أودو موتسل، السلطات الإيرانية احتجاجاً رسمياً من حكومة بلاده على حكم شارمهد، حسبما أعلن المتحدث باسم الخارجية، الذي قال أيضاً إن القنصلية تعمل على تقديم مزيد من الدعم إلى شارمهد وإنها تتواصل مع أقاربه.
وقال: «سنواصل تقديم الدعم القنصلي كلما أمكن ذلك. لقد أوضحت بالفعل مدى صعوبة ذلك في إيران». وأضاف: «هذا حكم ابتدائي وسنتابع تطور الموقف».
وأعلن القضاء الإيراني إصدار حكم الإعدام بحق شارمهد، الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، بتهمة «الفساد في الأرض». ويحمل شارمهد 67 عاماً إقامة أميركية، بقيادة مجموعة مؤيدة للملكية متهمة بتنفيذ تفجير دام في 2008 في شيراز (جنوب) أسفر عن مقتل 14 شخصاً في أبريل (نيسان) 2008. والتخطيط لهجمات أخرى في البلاد. ووجَّه إليه القضاء تهمة إقامة اتصالات مع «عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية وبأنه «حاول الاتصال بعملاء الموساد الإسرائيلي»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت ابنته غزل شارمهد لوكالة الصحافة الفرنسية إن الدول الأوروبية «يجب أن تستخدم كل الوسائل السياسية المتاحة للضغط على طهران»، داعية إلى «إجراءات متشددة».
وحذرت من أن «هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ حياة والدي»، منبّهة من تدهور حالته الصحية في السجن. وقالت: «لا نعرف حتى أين هو، ولا نعرف كيف هي حالته أو حتى إذا كان يعلم الخبر المروع هذا». وكانت إيران قد أعلنت في أغسطس (آب) 2020 توقيف شارمهد، وقالت أسرته إن أجهزة الأمن الإيرانية اختطفته في إحدى دول الجوار في عام 2020 وتم نقله قسراً إلى إيران.
وقال مدير منظمة «حقوق الإنسان في إيران» غير الحكومية محمود أميري مقدم، الثلاثاء «خطفوا جمشيد شارمهد والآن يرسلونه إلى الموت بعد محاكمة صورية»، مضيفاً: «في الواقع، تهدد الجمهورية الإسلامية ببساطة بقتل رهينة».
ويأتي حكم الإعدام على شارمهد غداة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران، استهدفت وزيرين إيرانيين و30 كياناً ومسؤولاً آخرين (الاثنين) على خلفية قمع الاحتجاجات الأخيرة.
وندد المستشار الألماني أولاف شولتس بالحكم، ووصفه بأنه غير مقبول، ودعا إيران إلى إلغائه. وكتب على «تويتر»: «النظام الإيراني يحارب شعبه بكل طريقة ممكنة، ولا يعير حقوق الإنسان أي اهتمام، نحن ندين هذا بأشد العبارات ونطالب النظام الإيراني بالتراجع عن الحكم».
وتصاعدت التوترات بين إيران والغرب في الأشهر الماضية، مما ألقى بظلال من الشك على إمكانية استئناف الجهود المتوقفة بالفعل لإعادة إحياء المحادثات الخاصة ببرنامج طهران النووي. ويخطط الأوروبيون لفرض عقوبات على الجهات الإيرانية المتورطة في الحرب الروسية في أوكرانيا، لكن من غير المتوقع أن تؤدي إلى تصنيف «الحرس الثوري»، الراعي الرسمي لبرنامج إنتاج المسيَّرات الإيرانية، على قائمة الإرهاب.
واحتجز «الحرس الثوري» العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهم تجسس، فيما يتهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات.
وقالت غزل شارمهد: «والدي وجميع مزدوجي الجنسية كبش فداء في هذه اللعبة القذرة التي تنخرط فيها السلطات الإيرانية».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

ميلوني بحثت مع ترمب قضية إيطالية تحتجزها إيران

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)
ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)
TT

ميلوني بحثت مع ترمب قضية إيطالية تحتجزها إيران

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)
ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)

فاجأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، حلفاءها، المحليين والإقليميين، عندما حطّت طائرتها بعد ظهر السبت، في مطار ميامي، وتوجّهت مباشرةً إلى منتجع «مارالاغو» لمقابلة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي استقبلها بحفاوة لافتة، واجتمع بها لساعة بحضور ساعده الأيمن إيلون ماسك، الذي تربطه علاقة وثيقة بميلوني.

وأفادت مصادر الوفد الذي رافق ميلوني بأنها بحثت مع الرئيس الأميركي المنتخب قضية الصحافية الإيطالية، سيسيليا سالا، التي اعتقلتها السلطات الإيرانية بتهمة التجسس، وتحاول مقايضة الإفراج عنها بتسليم القضاء الإيطالي المهندس الإيراني محمد عابديني، الذي كانت السلطات الإيطالية قد اعتقلته الشهر الماضي تنفيذاً لمذكرة جلب دولية صادرة عن الحكومة الأميركية، التي تتهمه بخرق الحصار المفروض على إيران وتزويدها بمعدات إلكترونية لصناعة مسيّرات استُخدمت في عدد من العمليات العسكرية، أودت إحداها بحياة ثلاثة جنود أميركيين في الأردن مطلع العام الماضي.