الجزائر تطلق استثمارات بـ30 مليار دولار لتحسين أمنها «الطاقوي»

الجزائر تطلق استثمارات بـ30 مليار دولار  لتحسين أمنها «الطاقوي»
TT

الجزائر تطلق استثمارات بـ30 مليار دولار لتحسين أمنها «الطاقوي»

الجزائر تطلق استثمارات بـ30 مليار دولار  لتحسين أمنها «الطاقوي»

كشف رئيس «المجموعة الجزائرية الحكومية للمحروقات (سوناطراك)»، توفيق حكار، عن إطلاق استثمارات بـ30 مليار دولار، في إطار خطة لاستكشاف وإنتاج النفط، وبشكل خاص لاستكشاف الغاز، تمتد من 2023 إلى 2027، مبرزاً أن الخطة رصدت لها الدولة 40 مليار دولار، لدعم قدرات البلاد من المحروقات التي تمثل 98 في المائة من صادرات البلاد.
وصرح حكار للنشرية المختصة في قضايا الطاقة «ميدل إيست إكونوميك سرفاي»، في عددها الشهري الجديد، بأن الاستثمارات المقررة «تهدف إلى رفع الإنتاج على (المدى) القصير والمتوسط، وإعداد مشروعات مستقبلية؛ لا سيما فيما يخص الغاز الطبيعي... وهذه الاستثمارات ستساعدنا على تحسين أمننا الطاقوي، وتموين السوق العالمية بشكل موثوق».
وأكد حكار أن «سوناطراك» تعتزم؛ في إطار الخطة الاستثمارية، تخصيص أكثر من 7 مليارات دولار لمشروعات تكرير النفط والبتروكيمياء والغاز المسال، «وهي مشروعات ستمكننا من قيمة مضافة في الجزائر، ومن تعزيز قدراتنا في مجال التصدير». علماً بأن حصة الجزائر ضمن «أوبك» محددة بـ800 ألف برميل يومياً.
وأضاف المسؤول التنفيذي للمجموعة النفطية أنه «سيتم تخصيص مليار دولار لتمويل مشروعات، في سياق مساهمة الشركة في توجه الدولة الخاص بالانتقال الطاقوي، ويتعلق الأمر أساساً بمشروعات استرجاع الغاز المحروق على مستوى مواقع الإنتاج، ومجمعات الغاز الطبيعي المسال، ومشروعات الطاقة الشمسية بالصفائح الضوئية، لتزويد مواقع الانتاج، وكذا المشروعات النموذجية لإنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر».
وبخصوص تطورات سوق النفط العالمية، قال حكار إن الجزائر «تطمح إلى أن تصبح أحد أهم مصادر التموين بالغاز في العالم، بفضل مخزون مهم من الغاز الطبيعي، والزيادة التي عرفها قطاع نشاط الإنتاج مؤخراً».
وأفاد حكار بأن «سوناطراك» صدرت 4 مليارات متر مكعب، «عن طريق السوق الفورية» سنة 2022، مشيراً إلى أن «الاكتشافات التي تمت في بعض حقول الغاز، ستسمح بزيادات معتبرة في حجم الغاز المتوفر للتصدير، من خلال أنابيب نقل الغاز أو عن طريق بواخر النقل». وأضاف: «ستواصل (سوناطراك) تطوير إمكاناتها الغازية»، معلناً أن «العديد من المشروعات قيد الإنجاز ستدخل في الخدمة في السنتين المقبلتين، ويتعلق الأمر باستغلال حقول حاسي موينة وحاسي باحمو، في الجنوب الغربي، وبحقول إيسارين وتين فويي تبنكوت في الجنوب الشرقي للبلاد».
ووفق توقعات حكار، سيجري إطلاق مشروعات أخرى في 2023 و2024، في حقول النفط: حاسي الرمل وحمراء وأوهانات وتوات، داعياً البلدان الأوروبية إلى «الاستعداد لإبرام اتفاقات شراء طويلة المدى، من أجل ضمان إمدادهم بالطاقة في المستقبل». يذكر أن انقطاع إمداد أوروبا بالغاز الروسي، منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وضع الجزائر في قلب رهانات الطاقة بالقارة القديمة، وظلت طيلة العام الماضي، مقصد بلدان أوروبية عديدة تطلب غازها، كما أنها وظفت هذه الورقة بقوة؛ عندما رفضت طلب إسبانيا تزويدها بكميات إضافية من الغاز، خارج العقود المبرمة، بسبب انحيازها للمغرب في نزاع الصحراء.
وبخصوص صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال، أكد حكار: «قدرات التسييل التي تزيد على 30 مليار متر مكعب في السنة، تعطينا مرونة معتبرة في الاستجابة للطلب، وذلك بفضل مركبات الغاز المسال الأربعة»، مشيراً إلى أن «(سوناطراك) مدعوة للعب دور بارز في تنمية الصناعة المستقبلية، التي تتميز بانبعاثات كربون منخفضة، مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة الكهروضوئية التي تمثل محركاً مهماً للنمو بالنسبة للجزائر». وأعلن بهذا الخصوص عن إطلاق مشروعين نموذجيين في 2023، يخصان إنتاج الهيدروجين الأخضر ونقله عبر خط أنبوب الغاز.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الأكبر له منذ أكثر 10 سنوات... البنك الوطني السويسري يخفّض الفائدة بـ50 نقطة أساس

صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
TT

الأكبر له منذ أكثر 10 سنوات... البنك الوطني السويسري يخفّض الفائدة بـ50 نقطة أساس

صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)

خفّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، يوم الخميس، وهو أكبر تخفيض له منذ ما يقرب من 10 سنوات، حيث سعى إلى البقاء متقدماً على التخفيضات المتوقَّعة من قِبَل البنوك المركزية الأخرى، والحد من ارتفاع الفرنك السويسري.

وخفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة من 1.0 في المائة إلى 0.5 في المائة، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

وكان أكثر من 85 في المائة من الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا خفضاً أقل بمقدار 25 نقطة أساس، على الرغم من أن الأسواق كانت تتوقَّع خفضاً بمقدار 50 نقطة.

كان هذا الخفض أكبر انخفاض في تكاليف الاقتراض منذ الخفض الطارئ لسعر الفائدة الذي أجراه البنك المركزي السويسري في يناير (كانون الثاني) 2015، عندما تخلى فجأة عن الحد الأدنى لسعر الصرف مع اليورو.

وقال البنك: «انخفض الضغط التضخمي الأساسي مرة أخرى خلال هذا الربع. ويأخذ تيسير البنك الوطني السويسري للسياسة النقدية اليوم هذا التطور في الاعتبار... وسيستمر البنك الوطني السويسري في مراقبة الوضع عن كثب، وسيقوم بتعديل سياسته النقدية، إذا لزم الأمر، لضمان بقاء التضخم ضمن النطاق الذي يتماشى مع استقرار الأسعار على المدى المتوسط».

كان قرار يوم الخميس هو الأول من نوعه في عهد رئيس البنك المركزي السويسري الجديد، مارتن شليغل، وشهد تسريعاً من سياسة سلفه توماس جوردان، الذي أشرف على 3 تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام.

وكان ذلك ممكناً بسبب ضعف التضخم السويسري، الذي بلغ 0.7 في المائة في نوفمبر، وكان ضمن النطاق المستهدَف للبنك الوطني السويسري الذي يتراوح بين 0 و2 في المائة، الذي يسميه استقرار الأسعار، منذ مايو (أيار) 2023.