يستعد أهالي الأسيرين كريم وماهر يونس، لاستقبالهما في بلدة عارة داخل إسرائيل، بعد أن أمضى كل منهما 40 سنة في السجن الإسرائيلي، في حين أطلقت قوى اليمين المتطرف حملة تطالب فيها الحكومة بطردهما إلى خارج الوطن.
والأسيران يونس هما الأسيران الفلسطينيان الأقدمان في السجون الإسرائيلية، وكانا قد اعتُقلا وهما طالبان في جامعة بئر السبع، في يناير (كانون الثاني) من سنة 1983، وحوكما بتهمة الانتماء إلى حركة «فتح»، وحيازة الأسلحة، وقتل الجندي الإسرائيلي، أبراهام برومبيرغ، وإقامة تنظيم غير شرعي. وفي البداية أصدرت المحكمة العسكرية في مدينة اللدّ حكم الإعدام شنقاً عليهما، وبعد أشهر عادت وعدلت عن قرارها، فأصدرت حكماً بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، وتم لاحقاً تحديدها بـ40 عاماً.
ولكونهما يحملان الجنسية الإسرائيلية، جاء الحكم على هذا النحو بغرض ردع المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) عن القيام بأعمال مسلحة أو الانضمام إلى «فتح» وبقية فصائل «منظمة التحرير».
والأسيران يونس هما من بين 25 أسيراً فلسطينياً تواصل إسرائيل اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، ورفضت على مدى عقود الإفراج عنهم، رغم إبرام العديد من صفقات التبادل والإفراجات الجماعية التي كان آخرها في عام 2014.
ونصت الاتفاقيات على تحرير الأسرى على 4 دفعات، تضم الأسرى القدامى، إلا أن إسرائيل تراجعت عن إطلاق الدفعة الرابعة والأخيرة. وقد انتخبت حركة «فتح»، كريم يونس عضواً في اللجنة المركزية في المؤتمر الأخير، مع الأسير مروان البرغوثي.
ومن المفترض أن تنتهي مدة سجنه (الخميس)، في حين تنتهي مدة ماهر بعده بأسبوعين. وتستعد عائلة الأسيرين لاستقبالهما، وكذلك القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية.
ونشر كريم رسالة من أسره، عبر محاميته، غيد قاسم، عاد فيها ليؤكد مواقفه السياسية ويعتبر إسرائيل «عصاباتٍ تملك دولة، توحشت، واستقوت بخذلان العالم، على شعب أعزل، حياته تُنهش كل يوم دون أن يشعر أنّ جروحه قد لا تندمل، وأن لا أمل له بحياةٍ هادئة ومستقرة، ومع ذلك بقي نداً، وقادراً على الاستمرار».
وقال: «سأترك زنزانتي، ولطالما تمنيتُ أن أغادرها منتزعاً حريتي برفقةِ إخوة الدّرب، ورفاق النّضال، متخيلاً استقبالاً يعبر عن نصرٍ وإنجازٍ كبير، لكني أجد نفسي غير راغب، أحاول أن أتجنب آلام الفراق، ومعاناة لحظات الوداع لإخوةٍ ظننتُ أني سأكمل العمرَ بصحبتهم، وهم حتماً ثوابت في حياتي كالجبال، وكلما اقتربت ساعة خروجي أشعر بالخيبةِ وبالعجزِ، خصوصاً حين أنظر في عيني أحدهم وبعضهم قد تجاوز الثلاثة عقود. سأترك زنزانتي وأغادر، لكن روحي باقيةٌ مع القابضينَ على الجمر المحافظين على جذوةِ النضال الفلسطيني برمته، مع الذين لم ولن ينكسروا، لكن سنواتِ أعمارهم تنزلق من تحتهم، ومن فوقهم، ومن أمامهم، ومن خلفهم، وهم ما زالوا يطمحون بأن يروا شمس الحرّيّة لما تبقى من أعمارهم، وقبل أن تصاب رغبتهم بالحياة بالتكلف والانحدار».
وجنّد اليمين عائلة الجندي برومبيرغ، الذي قتله يونس، لشن معركته ضد إطلاق سراحهما إلى البيت، وطالبوا باسمها بطردهما خارج الوطن، ووضعوا أمام الحكومة تحدياً، قائلين: «إنهم ليسوا نادمين على أفعالهم، بل كتبوا رسالة يؤكدون فيها نفس المواقف التي دفعتهم إلى قتل ابننا. هذا هو أول اختبار لحكومة نتنياهو. فإن كانت مخلصة لمبادئ اليمين، فعليها ألا تطلق سراحهما إلى البيت، حيث تنتظرهم الاحتفالات، بل طردهما إلى الخارج».
مطالبة إسرائيلية بطرد أسيرين فلسطينيين أمضيا 40 عاماً في السجن
«هذا أول اختبار لإخلاص حكومة نتنياهو لمبادئ اليمين»
مطالبة إسرائيلية بطرد أسيرين فلسطينيين أمضيا 40 عاماً في السجن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة