محاكمة وزير جزائري سابق بـ«التخابر» مع جهات فرنسية

إطلاق جهاز جديد لتسيير ممتلكات مسؤولين مدانين بالفساد

وزير المالية السابق محمد لوكال (البرلمان الجزائري)
وزير المالية السابق محمد لوكال (البرلمان الجزائري)
TT

محاكمة وزير جزائري سابق بـ«التخابر» مع جهات فرنسية

وزير المالية السابق محمد لوكال (البرلمان الجزائري)
وزير المالية السابق محمد لوكال (البرلمان الجزائري)

كشفت قناة تلفزيونية جزائرية عن أن وزيراً سابقاً، يوجد في السجن منذ أشهر، متهم بـ«التخابر» مع مكتب فرنسي للدراسات الفنية، فيما حددت محكمة مختصة في قضايا الفساد محاكمة وزير الطاقة السابق، شكيب خليل، الهارب من القضاء، في 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ومن المرجح أن تدينه بحكم ثقيل.
وذكرت قناة «النهار» الخاصة، على موقعها الإلكتروني، أمس، أن النيابة اتهمت وزير المالية الأسبق محمد لوكال بـ«تسريب معلومات لمكتب دراسات فرنسي»، من دون تقديم تفاصيل أكثر حول القضية، مبرزة أن الوقائع تخص الفترة التي تولى فيها لوكال رئاسة البنك المركزي قبل أن يصبح وزيراً للمالية.
ويكيف القانون الجنائي الجزائري «تسريب معلومات لجهة أجنبية»، تخص الاقتصاد الوطني وقضايا الدفاع، على أنه «تخابر وتجسس لمصلحة أجنبي»، وتصل العقوبة التي يُنص عليها في هذه التهمة إلى السجن 20 سنة مع التنفيذ.
يذكر أن مدير الموظفين بوزارة الدفاع سابقاً، الجنرال علي غديري، متابع بهذه التهمة ضمن تهم أخرى، وهو في السجن منذ 3 سنوات، لكن دفاعه يعدّه «ضحية ملاحقات بسبب انخراطه في السياسة» بعد تقاعده من الجيش.
وقالت «النهار» إن محكمة بالعاصمة أجلت محاكمة لوكال، أمس، إلى منتصف الشهر الحالي، بناء على طلب من محاميه، مشيرة إلى أن لائحة الاتهام تتضمن تهماً يشملها «قانون مكافحة الفساد والوقاية (2006)»، وأن مسؤولين في قطاع المالية متابعون معه في القضية نفسها.
وأدان القضاء محمد لوكال بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في قضية فساد تتصل بمشروع بناء مبنى جديد للبنك المركزي.
من جهة أخرى؛ أكدت «النهار» أن «محكمة سيدي امحمد» بالعاصمة أرجأت إلى منتصف الشهر الحالي محاكمة وزير الطاقة السابق شكيب خليل، ورئيسي «المجمع النفطي الحكومي (سوناطراك)، سابقاً، عبد المؤمن ولد قدور ومحمد مزيان، إضافة إلى مسؤولين بارزين في وزارة الطاقة سابقاً، استجابة لطلب دفاع المتهمين المتابعين بـ«تبديد أموال عمومية، وسوء استغلال الوظيفة، وإبرام صفقات عمومية مخالفة للتنظيم ساري المفعول».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، أدانت محكمة خليل بالسجن 20 سنة غيابياً في قضية أخرى تتعلق بمشروعات نفطية. وأُصدرت مذكرة اعتقال دولية ضده؛ بحكم أنه مقيم بالخارج مع زوجته الأميركية المتهمة هي أيضاً بالفساد. وقضى خليل نحو 10 سنوات وزيراً للطاقة، وكان مقرباً من الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وفي سياق جهود الحكومة لمحاربة الفساد؛ أعلن الأمين العام لـ«السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد»، مولاي العربي شعلال، أمس، للإذاعة الحكومية، إطلاق «وكالة لتسيير الممتلكات والأموال المصادرة»، وهو جهاز جديد استحدث لإدارة الممتلكات الثابتة والمنقولة والأرصدة المالية التابعة لمسؤولين كبار تم سجنهم، بعد رحيل بوتفليقة عن الحكم في سنة 2019.
وذكر شعلال أن الجهاز الجديد «يندرج في إطار التعهدات الانتخابية للرئيس تبون»، مشيراً إلى أنه «سلطة وطنية مستقلة رقابية، تتمتع بصلاحيات واسعة في مكافحة الفساد»، تناولتها التعديلات التي عرفها الدستور في 2020. وأضاف المسؤول الحكومي أن هيئة جديدة ستُطلق «تتكفل بالتحقيقات المالية والإدارية في الثراء غير المشروع للموظفين العموميين».
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، طلب الرئيس عبد المجيد تبون من حكومته «تسريع عملية الجرد النهائية لمختلف الممتلكات المحجوزة، ووضعها تحت سلطة الدولة، وإدماجها في عجلة الإنتاج الوطني»، وكان يشير بذلك إلى ممتلكات ضخمة لثلاث رؤساء حكومات و20 وزيراً، والعديد من رجال الأعمال، حكمت عليهم المحاكم بالسجن لفترات طويلة بتهم فساد، الذين يعدّهم الفريق الذي خلف بوتفليقة في الحكم مسؤولين عن تفشي الفساد وسوء التسيير خلال السنوات العشرين الماضية.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.