هل تثير تعديلات قانون التبرع بالأعضاء خلافات في مصر؟

«الصحة» تؤكد الانتهاء منها... ونواب يدعون لـ«ضوابط»

وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار (صفحة الوزارة على فيسبوك)
TT

هل تثير تعديلات قانون التبرع بالأعضاء خلافات في مصر؟

وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار (صفحة الوزارة على فيسبوك)

قال وزير الصحة والسكان المصري الدكتور خالد عبد الغفار، إن الوزارة قد انتهت من قانون زراعة الأعضاء وإن الوزارة «ملتزمة بتطبيق هذا القانون، ويتبقى فقط نشر الوعي المجتمعي عن هذا الملف المهم» على حد تعبيره.
وأضاف عبد الغفار، خلال المؤتمر التأسيسي للجمعية المصرية لزراعة الكبد، أن مصر من الدول الرائدة في مجال الطب، وبالتالي لا بد أن نكون في الريادة في كافة الملفات الصحية والطبية بما في ذلك زراعة الأعضاء موضحاً أنه «بالتوازي مع إنشاء مركز زراعة الأعضاء سيكون هناك على أرض الواقع من ميكنة ووضع آليات الزراعة وغيرها من الإجراءات الاستباقية» كما يقول عبد الغفار.
بدورها، أكدت النائبة المصرية إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب المصري، أن القانون في إطار وصوله للجنة الصحة بالمجلس لتعديله، وأضافت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك توجيهاً بسرعة إجراء التعديلات وإصدار القانون، بالتزامن مع إنشاء مركز زراعة الأعضاء الذي يتم تأسيسه حالياً، وأتصور أن أغلب التعديلات ستكون بخصوص المنشآت التي سيتم السماح فيها بالتبرع وزراعة الأعضاء، وذلك ضمن النقاشات حول الضوابط التي يجب أن يكفلها القانون الجديد، خصوصاً أن ملف التبرع بالأعضاء ملف حساس ويجب إحكام عدم تحوله لسمسرة، عبر تحديد آلياته القانونية» على حد تعبيرها.
ويتوقع متابعون حدوث جدل واسع مصاحب لمناقشة تعديلات القانون الجديد قبل إقراره من قبل مجلس النواب.
وتضيف النائبة البرلمانية: «أتصور أنه من الممكن أن يكون بداية هذا الأمر داخل المنشآت الحكومية بشكل رئيسي وتحت مظلة الدولة لضمان نجاح التجربة، وحتى يكون التنفيذ وتطبيق القانون بشكل تدريجي، ثم نقله فيما بعد للمنشآت الخاصة، كما أرجو أن يشمل تعديل القانون عدم اقتصار نقل الأعضاء على المصريين فقط، وأن يكون للمرضى بشكل عام سواء كانوا مصريين أو عرباً أو أجانب، فما دام المريض على الأراضي المصرية فهو يحتاج للرعاية بغض النظر عن جنسيته، وهذا يفتح مجالاً للسياحة العلاجية التي نطمح لها، وأن يكون هناك مركز عالمي لزراعة الأعضاء في مصر» كما تقول إيرين سعيد وتضيف: «نرجو أن يتزامن مع هذه التعديلات الخطاب الديني الذي يشجع على قيمة التبرع، وكذلك القوى الناعمة التي يساعد خطابها على تمهيد الأرض للقانون على المستوى الشعبي، والتأكيد على أن هذا التبرع عمل تطوعي وليس إجبارياً مثل التبرع بالدم، بما له من دور إنساني نبيل».
وكانت لجنة الصحة في مجلس الشعب المصري قد ناقشت في وقت سابق قانون زراعة الأعضاء بشكل مكثف مع وزارة الصحة، وأبرز البنود التي يجب أن تضاف للتعديلات الجديدة للقانون، والتأكيد على أن هذا القانون يجب أن يكون تحت مظلة وزارة الصحة المصرية للسيطرة على الأمر.
ويثير بند موافقة المريض على التبرع بأعضائه بعد الوفاة جدلاً حول إمكانية تنفيذه، وذلك بتحديد طريقة تقنين التعديلات الجديدة لكيفية الحصول على موافقة المواطن العادي بشأن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة من عدمه، بالإضافة لمناقشة التعديلات للجهات الرسمية المعتمدة، التي يتم فيها توثيق المواطن لموافقته على التبرع بأعضائه بعد الوفاة، سواء في الشهر العقاري أو في مكاتب الصحة.
ويتبنى الخطاب الرسمي للدولة ملف التبرع بالأعضاء بشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة، لا سيما مع تصريحات مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، الدكتور محمد عوض تاج الدين في سبتمبر (أيلول) الماضي، التي أعلن فيها أن مصر بدأت الخطوات التنفيذية لتطبيق قانون زراعة الأعضاء، وأن الحكومة بصدد دراسة إضافة خانة اختيار التبرع بالأعضاء في بطاقة الرقم القومي «لأن ذلك يتم في الكثير من بلدان العالم وليس جديداً على العالم» على حد تعبيره، معتبراً أن مصر متقدمة في زراعة الكبد والكلى، وفي المستقبل زراعة الرئة.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


وزير خارجية فرنسا: الأزمة الإنسانية في السودان الأكبر في زمننا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (رويترز)
TT

وزير خارجية فرنسا: الأزمة الإنسانية في السودان الأكبر في زمننا

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (رويترز)

في أول جولة أفريقية له منذ تعيينه في منصبه أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، اختار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ثلاث محطات، أولاها تشاد، تليها أثيوبيا، وتنتهي في السنغال. وقال باور، في تسجيل فيديو على موقع وزارته الرسمي، إنه يتوجه الى تشاد بداية «من أجل محادثات مع السلطات التشادية، وأيضاً من أجل الالتقاء باللاجئين السودانيين» في هذا البلد. وعدّ بارو أن «الأزمة الإنسانية التي أفضى إليها النزاع السوداني تعد الكبرى في زمننا» من حيث إنها أدت إلى نزوح ما لا يقل عن 13 مليون شخص، فيما 25 مليوناً آخرون يعانون من سوء التغذية، وأن لها الأولوية في جولته الأفريقية الراهنة.

وأضاف الوزير الفرنسي أن أحد أهداف زيارته عنوانه «التثبت من أن التزامات المشاركين في مؤتمر باريس لمساعدة السودان، الذي عقد في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وأسفر عن وعود بتقديم ملياري دولار، يتم تنفيذه». وبالفعل، فإن الوزير الفرنسي انتقل إلى الحدود المشتركة بين السودان وتشاد، حيث تتمركز غالبية اللاجئين السودانيين هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم.

مع اللاجئين في مخيم أدري

ومن مدينة أدري التشادية، التي زارها برفقة نظيره التشادي عبد الرحمن غلام الله، حيث مخيمات اللاجئين، حثّ جان نويل بارو طرفي النزاع في السودان على وقف الأعمال القتالية والدخول في مفاوضات. والأهم من ذلك أنه دعا «القوى الخارجية المتحالفة مع المتحاربين إلى التوقف عن صبّ الزيت على النار»، لكن من غير الدخول في لعبة الأسماء، واتهام دول بعينها بالتدخل في الحرب الأهلية الدموية الدائرة في السودان، التي لا يرى أحد اليوم كيف ومتى سوف تنتهي.

صورة جوية لملاجئ مؤقتة بأدري في تشاد للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور (رويترز)

وقالت مصادر فرنسية إن باريس «تشعر بالأسى» لأنها بذلت جهوداً كبرى من أجل جمع الأسرة الدولية مرتين لمدّ يد المساعدة للسودان، المرة الأولى خلال المرحلة الانتقالية. والمرة الثانية في الربيع الماضي. والحال أن هذه الجهود ذهبت سدى. وتأسف باريس لأن حرب السودان لم تجتذب تدخلات دول بعينها فقط، وإنما مرتزقة يساهمون بها طمعاً بثروات باطن الأرض السودانية، وخصوصاً الذهب. وأعلن بارو، الخميس، أن باريس سوف «تخصص 7 ملايين يورو إضافية لدعم نشاط الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في مكافحة الكوليرا ودعم النساء والأطفال» في تشاد. وتريد باريس من زيارة الوزير لمخيمات اللاجئين إظهار أنها «تفي بوعودها» إزاء مأساة هؤلاء.

تشاد في الحياد

وإزاء الاتهامات التي تساق ضد تشاد بأنها تسمح بتمرير السلاح إلى المتحاربين في السودان، أكد وزير خارجيتها أن بلاده «تلتزم الحياد التام» في هذا الصراع. مضيفاً، كما نقلت عنه وكالات الأنباء، أن بلاده «لديها مصلحة في البقاء على الحياد قدر الإمكان» في هذه الحرب. وأفادت مصادر فرنسية أن هذه النقطة خاصة كانت موضوع بحث بين وزيري خارجية البلدين. ولفرنسا قواعد عسكرية في تشاد، تعززت بعد انسحاب قواتها من مالي والنيجر وبوركينافاسو، عقب الانقلابات التي شهدتها هذه الدول في الأعوام الثلاثة الأخيرة. وتخطط باريس لإعادة النظر في انتشار قواتها في منطقة الساحل وخليج غينيا.

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي سيلتقي الوزير الفرنسي في الأيام المقبلة (إ.ب.أ)

ومن جانب آخر، أفادت المصادر الفرنسية أن حرب السودان ستكون أحد المواضيع التي سيبحثها وزير الخارجية مع موسى فكي محمد، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي، الذي سيلتقيه في أديس أبابا. ويعبّر المسؤولون الفرنسيون عن تراجع الاهتمام الدولي بالحرب في السودان، حيث يُقدر عدد القتلى بـ150 ألفاً، فيما ربع سكان هذا البلد اضطروا للنزوح أو اللجوء، فيما الأوبئة والمجاعة والمجازر المتنقلة تفتك بالمدنيين.

حرب اجتماعية عشائرية

وفي مجموعة من التقارير، خصصتها لحرب السودان خلال الشهر الحالي، سعت صحيفة «لو موند» الفرنسية المستقلة إلى إلقاء الضوء على ما يجري في هذا البلد منذ 18 شهراً. وكتبت في أول تقاريرها أن العوامل الدافعة وراء هذه الحرب اجتماعية من جانب، ولكنها عشائرية وعرقية أيضاً. وتضيف أن «الأطراف الخارجية تستغل الصراع، وتؤججه وتنفخ في أواره بسبب التنافسات الدولية التي تغذيها الأطماع بأصول وثروات البلاد». ويضيف التقرير أن السودان هو «أحد أكبر منتجي الذهب في أفريقيا، ولديه ساحل طويل على البحر الأحمر، وهو بوابة رئيسية للتجارة العالمية». وبالتالي فإن العديد من الدول لديها طموحات، وترى في دعم هذا الطرف أو ذاك خدمة لمصالحها. من هنا، تعدّ الصحيفة أن نداءات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تبقى دون صدى، فيما الأسرة الدولية أو على الأقل الدول القادرة من بينها، تكتفي ببعض الدعم المالي والاستجابة للحاجات الإنسانية. ورغم فائدة وضرورة وأهمية كل ذلك، فإنه لن يفضي إلى وقف الحرب، ومعها الفظائع المرتكبة خلالها، وهو الأمر المؤسف حقاً.