اتفاق «صندوق النقد» يفتح لمصر باب «سد الفجوة التمويلية»

التضخم يواصل قفزاته في أكتوبر

جانب من نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)
جانب من نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)
TT

اتفاق «صندوق النقد» يفتح لمصر باب «سد الفجوة التمويلية»

جانب من نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)
جانب من نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر يوم الخميس ارتفاع معدل التضخم الشهري خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، موضحاً أن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين في عموم البلاد بلغ الشهر الماضي 137.2 نقطة، مسجلاً بذلك ارتفاعاً بنسبة 2.5 في المائة عن شهر سبتمبر (أيلول).
وأرجع الجهاز أسباب هذا إلى ارتفاع مجموعة الخضراوات بنسبة 7.6 في المائة، والألبان والجبن والبيض 5.7 في المائة، واللحوم والدواجن 3.4 في المائة، والحبوب والخبز 1.6 في المائة، والملابس الجاهزة 2 في المائة، ومجموعة السلع والخدمات المستخدمة في صيانة المنزل 1.9 في المائة.
كما أظهرت البيانات أن التضخم السنوي بالمدن ارتفع إلى 16.2 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، مقابل 15 في المائة في سبتمبر.
في غضون ذلك، كشف وزير المالية المصري محمد معيط عن أن بلاده تواجه فجوة في التمويل الخارجي بقيمة 16 مليار دولار على مدار نحو أربع سنوات مقبلة. وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة المصرية تستطيع توفير أموال كافية لتغطي كامل احتياجاتها بفضل الاتفاق الذي توصلت إليه البلاد مؤخراً مع صندوق النقد بقيمة 3 مليارات دولار، وهو ما من شأنه أن يفتح الباب أمام تدفق التمويل من الخارج.
وبحسب وكالة بلومبرغ، قال معيط إن الاتفاق مع صندوق النقد «ممول بالكامل»، وهو ما يعني أنه سيتم الوفاء بمتطلبات التمويل بالكامل خلال 46 شهراً هي فترة البرنامج. وأضاف أن عدداً من المستثمرين قد تواصلوا بالفعل مع الوزارة بشأن إصدار صكوك إسلامية، وهو خيار قيد الدراسة.
وأكد وزير المالية المصري في مقابلة منفصلة مع تلفزيون بلومبرغ أنهم على يقين من التغلب على هذه الفجوة التمويلية، من خلال الاتفاق مع الصندوق. وترى بلومبرغ أن الفجوة التمويلية للاقتصاد المصري الذي يصل حجمه إلى 400 مليار دولار، تظهر الأزمة العميقة التي تواجهها مصر نتيجة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا. كما ترك ارتفاع أسعار النفط والسلع آثاره القوية على واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم.
وقال معيط على هامش مؤتمر قمة المناخ (كوب 27) المنعقد في شرم الشيخ حالياً، إن «الحكومة المصرية تتعامل مع الظروف الصعبة التي تشهدها السوق الدولية عبر تنويع مصادر التمويل، وترى إمكانات في أسواق السندات الصينية واليابانية والصكوك، «ونعمل على إصدار سندات مستدامة».
وتوقع معيط تدفق المزيد من الأموال «خلال الأيام، والأسابيع والأشهر المقبلة»، وأعرب عن أمله في أن تتحسن أحوال السوق مع قدوم عام 2023. وأكد معيط رؤيته أن مصر، التي صار لديها واحد من أعلى أسعار الفائدة، المعدلة بحسب التضخم، في العالم خلال السنوات الأخيرة حتى تسارعت وتيرة أسعار المستهلك في 2022، يجب أن تخفض درجة الاعتماد على «تجارة الفائدة أو المناقلة» لتوفير التمويل، أي بيع أو اقتراض أصل بسعر فائدة منخفض، بهدف استخدام العائدات لتمويل شراء أصل آخر بسعر فائدة أعلى، والاستفادة من فرق سعر الفائدة.
وأشار وزير المالية المصري إلى تدفقات في سوق الديون المحلية خلال الأيام الأخيرة، بعد خفض قيمة الجنيه المصري والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد، ولكنه أكد أنه يجب تعلم الدرس، وهو أن هذا النوع من التدفقات ليس آمناً، ويجب على مصر التركيز على تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة الصادرات.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.