هل يعيد «كوب 27» مسار التعاون المناخي بين الصين والولايات المتحدة؟

كيري يأمل في أن تجدد الفعالية المحادثات مع بكين

هل يعيد «كوب 27» مسار التعاون المناخي بين الصين والولايات المتحدة؟
TT

هل يعيد «كوب 27» مسار التعاون المناخي بين الصين والولايات المتحدة؟

هل يعيد «كوب 27» مسار التعاون المناخي بين الصين والولايات المتحدة؟

بالتزامن مع افتتاح مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول المناخ «كوب27»، والذي أقر في أجندته للمرة الأولى مناقشة تمويل «الخسائر والأضرار»، يتساءل المعنيون بشؤون البيئة ومواجهة التغيرات المناخية حول ما إذا كانت القمة ستعيد «مسار التعاون المناخي»، بين الولايات المتحدة والصين، حيث يؤكد الخبراء أنه «لا سبيل لمواجهة التغيرات المناخية دون تعاون واشنطن وبكين»، باعتبار أنهما الدولتان الأكثر إصداراً للانبعاثات الكربونية.
وكانت الولايات المتحدة والصين قد توافقتا في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي خلال فعاليات قمة المناخ «كوب 26» إعلان «أهدافهما لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لعام 2035، بحلول عام 2025، إضافةً إلى تحسين قياس انبعاثات الميثان قبل القمة المنعقدة حاليا في مدينة شرم الشيخ المصرية».
وبالفعل بدأت البلدان جلسات مباحثات في هذا الصدد لكنها ما لبثت أن توقفت بقرار من بكين احتجاجا على زيارة نانسي بيلوسي، رئيس مجلس النواب الأميركي، إلى تايوان في أغسطس (آب) الماضي، وهي الزيارة التي وصفتها بكين بـ«الاستفزازية».
وفي تصريحات صحافية، بداية الشهر الجاري، أعرب جون كيري، مبعوث الرئيس الأميركي للمناخ، عن «استعداد بلاده للتباحث مع الصين بشأن تغير المناخ، والعمل معا لحل القضية، التي لا علاقة لها بالقضايا الثنائية»، وقال إن «قضية المناخ قضية عالمية لا يمكن حلها دون الصين وروسيا والهند والدول والاقتصادات الكبرى»، معربا عن أمله في أن «تجدد قمة (كوب27) المحادثات الجيدة والمهمة التي جمعت البلدين في هذا الشأن». وقال كذلك إنه «متفائل بأنه عند نقطة محددة وفي وقت قريب سيتم استئناف المحادثات بين البلدين، لأنه لا يمكن حال مشاكل المناخ دون الصين وأميركا أكبر دولتين في إصدار الانبعاثات الكربونية».
وقالت غوى النكت، المديرة التنفيذية لـ«غرين بيس» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش «كوب27»، إنه «لا توجد طريقة يمكن من خلالها حل أزمة المناخ بشكل فعال، دون تحالف أكبر اقتصادين في العالم (الولايات المتحدة والصين)»، مشيرة إلى أن «تعليق المباحثات بين البلدين منذ أغسطس (آب) الماضي، يعد مصدر قلق للعالم».
ورهنت النكت، نجاح قمة «كوب27»، بـ«تفعيل الاتصالات بين واشنطن وبكين»، وقالت إن «التغيرات المناخية هي تحدٍّ عالمي، وعلى كلا البلدين تنحية خلافاتهما الجيوسياسية جانبا، والعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة لكوكب الأرض».
ووصفت المديرة التنفيذية لـ«غرين بيس» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قمة «كوب 27»، بأنها «فرصة لتحسين علاقات واشنطن وبكين المناخية»، وقالت «بجب على البلدان الاستفادة من فرصة اللقاء وجها لوجه لاستعادة مسار المباحثات لمصلحتهما ولمصلحة العالم ككل».
ويعتبر خبراء تعاون الصين وأميركا في مجال المناخ أمرا «حيويا»، ويثير غياب الرئيس الصيني عن حضور قمة «كوب 27»، تساؤلات بشأن إمكانية استئناف مسار التفاوض، لكن مصادر مقربة من وفدي البلدين أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمل ما زال موجودا حيث يمكن لوفدي البلدين وضع أطر لاستئناف المباحثات»، لافتة إلى أن الرئيسين الصيني والأميركي سيشاركان في قمة مجموعة العشرين المقرر انعقادها في بالي 15 الشهر الجاري، وقالت إنه «لو التقى الرئيسان على هامش القمة، فبالتأكيد سيتم حسم هذه القضية».
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال ردا على سؤال بشأن لقاء محتمل مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين، إنه «متأكد من رؤيته حال مشاركته».
لكن على الجانب الآخر لا يعول يوهان روكستروم، مدير مؤسسة «بوتسدام» للمناخ، كثيرا على استئناف المحادثات بين الجانبين، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة الحفاظ على درجات حرارة تحت 1.5 درجة مئوية أصبحت بعيدة المنال، وسواء تعاونت بكين وواشنطن أم لا، فإن الضرر قد وقع بالفعل»، مضيفا أنه «لا يرى حاجة لاستئناف المباحثات بينهما، فالأهم الآن أن تتفق كل دول العالم على إجبارهم على اتخاذ أفعال وإجراءات للحد من التغيرات المناخية، وإجبارهم على القواعد المناخية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
TT

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)

دعا حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في الجزائر، إلى ما وصفه بـ«وضع حد للتسيير الأمني والأحادي لشؤون البلاد، والانخراط في عملية إصلاحات كبرى، قادرة على ضمان الديمقراطية السياسية، والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي»، حسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت. وقال الأمين الوطني الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، يوسف أوشيش، خلال دورة استثنائية للمجلس الوطني، السبت، إنه «بات من الضروري تغيير المقاربات في ظل التغيرات الجيوستراتيجية الكبرى، التي يشهدها العالم»، داعياً إلى «تحديد مشروع وطني واضح وطموح، وإشراك جميع القوى الحية في البلاد فيه».

وأضاف أوشيش موضحاً أن ذلك يتم عبر «تبني وتشجيع الحوار، مع الاستعداد الدائم لتقديم التنازلات، وتشكيل التوافقات من أجل الحفاظ على البلاد، وتعزيز وحدتها وتماسكها». واستطرد ليؤكد أن الاستقرار الحقيقي «لن يتحقق إلا من خلال تسيير سياسي حكيم، يعتمد على بناء إطار ديمقراطي، قادر على بعث الثقة وحماية المصلحة العليا للأمة. فهذا هو الحصن الأقوى ضد كل محاولات تقويض سيادتنا وتهديد وحدتنا الترابية».

يوسف أوشيش خلال حملته للانتخابات الرئاسية (حملة المترشح)

في سياق ذلك، ذكر أوشيش أن التسيير الأمني لشؤون المجتمع، بحجة الحفاظ على النظام العام، لن يؤدي إلا إلى «إضعاف أسس المجتمع الجزائري، وتغذية مناخ الشك، والخوف والانقسام، إذ تعلمنا التجارب أن سياسات الغلق تولد التوترات، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى أزمات اجتماعية وسياسية أكثر خطورة». وعلق أوشيش، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي جرت بتاريخ السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي على الأحداث المتسارعة في سوريا، بالقول: «يجب أن تشكل درساً لنا، وتذكرنا بحقيقة ثابتة غير قابلة للتأويل، وهي أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومدى قدرتنا على بناء منظومة قوية ومستقلة، تمكننا من حماية أنفسنا من هذه التحولات الجيوسياسية الكبرى الماثلة أمام أعيننا»، داعياً مسؤولي البلاد وجميع القوى الحية في المجتمع إلى تعزيز المؤسسات، وتطوير الاستقلالية الاستراتيجية، وضمان الاستقرار والسلم الداخلي من خلال حوكمة عادلة، شاملة ومسؤولة، مع «الانخراط في ورشة كبيرة للسيادة والقدرة الدائمة على التكيف».

وانتقد أوشيش ما وصفه بـ«نقاشات سامة وخبيثة»، مؤكداً أنه «تقع على عاتق السلطة مقاومة كل الإغراءات السلطوية، كما تقع أيضاً على عاتق المجتمع بأسره محاربة شياطين الانقسام والتفرقة»، معتبراً أن إقالة محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، «لا تعد ذا أثر كبير، ما لم تعقبها إعادة نظر في القوانين العضوية، وفي النصوص المؤطرة للحياة السياسية بصفة عامة، وللعملية الانتخابية بصفة خاصة، لإضفاء المصداقية على العملية الانتخابية، ولاستعادة الثقة فيها، وضمان مشاركة مواطناتية فعلية».