قال مسؤول كردي بارز، الأربعاء، إن تصاعد الهجمات التركية بطائرات مُسيَّرة «يأتي لصالح السياسات التي تفتح الطريق» أمام خلايا «داعش» الإرهابي النائمة، والمجموعات النشطة الموالية له: «من خلال استغلال هذه الفوضى لإعادة إحياء نفسها من جديد»، في وقت تعهدت فيه «الإدارة الذاتية لشمال وشرقي» سوريا، حماية مؤسساتها «والمنجزات التي حققتها على مدار الأعوام الماضية».
وشددت في بيان نشر على موقعها على أنها لن تتهاون في الدفاع المشروع عن «منجزات ثورة الشعوب»؛ على حد وصفها.
وأوضح طلعت يونس، رئيس المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة (وهي إحدى التسميات الإدارية لها في محافظة الحسكة)، أن هجمات الجيش التركي عبر طائرات «الدرون» على مؤسساتها: «بداية مرحلة جديدة، وحرب إبادة ضد شعوب المنطقة». وطالب أبناء المناطق الخاضعة لنفوذها برفع وتيرة المقاومة، قائلاً: «ندعوهم للتكاتف مع القوات العسكرية للوقوف أمام سياسات الاحتلال التركي».
وشدد على «الاستمرار في الدفاع عن مكاسب شعوب المنطقة، وحقها في الاستقرار والتنظيم الذاتي». واعتبر أن «الدولة التركية تستخدم كل إمكاناتها وقواها، في سبيل خلق فوضى بالمنطقة، وضرب أمنها وأمانها».
وكلام يونس جاء بعد استهداف طائرة تركية مُسيَّرة، ليل الثلاثاء الماضي، مركزاً للإنشاءات العسكرية في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة، ما أسفر عن مقتل شخصين وجرح 4 آخرين.
وانتقد رئيس «المجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة»: «صمت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية وحكومات التحالف الدولي، إزاء هذه السياسات المنافية لكل القوانين والاتفاقات الدولية».
بدورها، اعتبرت الإدارة الذاتية، في بيان نشر على موقعها الرسمي الثلاثاء الماضي، أن مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في مناطقها تقع على عاتق الأطراف الفاعلة في سوريا: «وصمت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية الذي يصب في مصلحة دعم سياسة الدولة التركية، وحربها ضد السوريين، وضد مناطقنا»، داعية هذه الجهات إلى «توضيح مواقفها بشكل حازم، لردع تركيا ووضع حد لها». ونوهت بأن تركيا تستهدف قادة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي حاربت الإرهاب: «والمواطنين المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم، وأيضاً العاملين في الإدارة الذاتية والمؤسسات المدنية، ما يُعد انتهاكاً صارخاً لكل المعايير الأخلاقية والعهود والمواثيق الدولية».
وحسب إحصاءات «الإدارة الذاتية»، فإن مجموع الهجمات التركية بطائرات مُسيَّرة على مناطق نفوذها شرقي الفرات منذ مطلع العام الجاري؛ بلغ 62 غارة، أسفرت عن سقوط 11 مدنياً، بينهم مسؤولة كردية في الإدارة، و7 أطفال، و61 قتيلاً من القوات العسكرية، من ضمنهم 13 امرأة من الجناح النسائي لقوات «قسد»، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100 شخص بجراح متفاوتة.
واعتبرت الإدارة في بيانها هذه الاستهدافات الجوية: «نقطة تحول خطيرة تنذر بعواقب وخيمة».
«الإدارة الذاتية» في الشمال السوري تحذر من تصاعد الهجمات التركية
«الإدارة الذاتية» في الشمال السوري تحذر من تصاعد الهجمات التركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة