خفض إنتاج النفط... ضرر بالمصلحة الأميركية أم تدخل في شؤون «أوبك»؟

تقارير ومقالات في الصحافة الغربية انتقدت موقف البيت الأبيض من قرار «أوبك بلس» وأكدت أنه راعى مصالح الدول الأعضاء

تشكّل 23 دولة من منظمة «أوبك» ومن خارجها تحالف «أوبك بلس» الذي قرر خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل يومياً لشهر نوفمبر المقبل (رويترز)
تشكّل 23 دولة من منظمة «أوبك» ومن خارجها تحالف «أوبك بلس» الذي قرر خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل يومياً لشهر نوفمبر المقبل (رويترز)
TT

خفض إنتاج النفط... ضرر بالمصلحة الأميركية أم تدخل في شؤون «أوبك»؟

تشكّل 23 دولة من منظمة «أوبك» ومن خارجها تحالف «أوبك بلس» الذي قرر خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل يومياً لشهر نوفمبر المقبل (رويترز)
تشكّل 23 دولة من منظمة «أوبك» ومن خارجها تحالف «أوبك بلس» الذي قرر خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل يومياً لشهر نوفمبر المقبل (رويترز)

في بيان أعقب أول اجتماع حضوري منذ العام 2020 لوزراء النفط والطاقة لدول «أوبك بلس» في العاصمة النمساوية فيينا، الأربعاء 5 أكتوبر (تشرين الأول)، جاء فيه «سيكون تخفيض إجمالي الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً، من مستويات الإنتاج المطلوبة في أغسطس (آب) 2022 بدءاً من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، للدول المشاركة في منظمة (أوبك) والدول غير الأعضاء في (أوبك)».
وبعد كثير من النقاشات داخل «أوبك» و«أوبك بلس»، جاء قرار خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً حيث يعد أكبر خفض للإنتاج منذ جائحة (كوفيد - 19)، وأكدت المنظمة أن هذا القرار يأتي «في ضوء عدم اليقين الذي يحيط بآفاق الاقتصاد العالمي وسوق النفط، والحاجة إلى تعزيز التوجيه طويل المدى لسوق النفط».
وبدا لافتاً أن تحولاً قد طرأ في طريقة تناول البيت الأبيض لتقلبات أسواق الطاقة، وظهر ذلك في التخلي عن حالة التنديد المعتادة، حيث هاجم البيت الأبيض بشكل مزدوج منظمة «أوبك»، متعهداً بتخليص سوق الطاقة من سيطرتها، ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، قرار خفض الإنتاج بأنه «يصطف مع روسيا»، كما هاجم في الوقت ذاته السعودية بنسق متصاعد، وصولاً إلى وعيد الرئيس الأميركي في حوار تلفزيوني مع محطة «CNN» بأن السعودية «ستواجه عواقب لما فعلته مع روسيا».
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، قد طالب في مناسبات سابقة بعدم النظر إلى قرارات «أوبك» و«أوبك بلس» من منظور سياسي، وقد فنّد الوزير النفطي السعودي بشكل واضح مزاعم بعض التقارير حول تنسيق بين السعودية وروسيا بمعزل عن دول تحالف «أوبك بلس»، من أجل خفض الإنتاج ورفع أسعار النفط، وجادل عدداً من الصحافيين الغربيين والأميركان في مؤتمر صحافي عاصف بُعيد اجتماع وزراء النفط والطاقة لدول «أوبك بلس» في العاصمة النمساوية فيينا الأربعاء الماضي.
ودافع مسؤولون سعوديّون مراراً وتكراراً عن استقلالية منظمة «أوبك»، ومجموعة «أوبك بلس»، وأن السعودية لا تستخدم النفط كسلاح، غير أن البيت الأبيض ومشرّعين أميركان، أصرّوا على مهاجمة القرار، بطريقة وصفها البعض بالتدخّل «الفج» في شؤون منظمة «أوبك» وإهانة بحق 23 دولة تشكّل تحالف «أوبك بلس» من خلال اختزال قرار المجموعة باتفاق يجمع السعودية وروسيا بمعزل عن بقية الدول، وذهب بعض المشرعين إلى عدّه موقفاً في الصراع الدائر بين روسيا من جهة وأوكرانيا والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى، رغم أن عدداً من دول «أوبك بلس»، كانت قد أعربت بشكل واضح مناهضتها لشنّ القوات الروسية هجوماً ضد أوكرانيا.
وأعاد بيانٌ صدر فجر الثلاثاء، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، تأكيد رفض السعودية لتسييس هذا القرار، واعتباره قراراً اقتصادياً بحتاً، ويراعي توازن العرض والطلب ومصلحة المنتجين والمستهلكين، كما تم اتخاذه بناءً على التوافق الجماعي للدول الأعضاء، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الاقتراح الذي طُرح خلال تشاور الحكومة السعودية مع نظيرتها الإدارة الأميركية، بتأجيل خفض الإنتاج لمدة شهر، سيكون له تبعات اقتصادية سلبية.
وربط الكثير من المختصين هذا المقترح بمُقترح سابق طُرح إبّان وجود الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في منصب نائب رئيس الولايات المتحدة، حيث عُدَّ مقترحاً سياسياً لا يصب إلا في أهداف انتخابية داخلية، كما ذهب إلى ذلك التفسير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، تعليقاً على مواقف مشرعين أميركان، خلال حديث تلفزيوني أدلى به لمحطة «Fox» الأميركية.
كما كان لافتاً أن المطالبات الأميركية لمنظمة «أوبك» ومجموعة «أوبك بلس» سواءً بخفض الإنتاج أو زيادته، أو التحكم بالأسعار، كانت تأتي دائماً في مراحل مفصلية ترتبط باستحقاقات داخلية، كما هو الحال هذه المرة مع اقتراب الانتخابات النصفية لمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، وهو ما يتناقض مع مصالح المنتجين والمستهلكين في أسواق النفط، كما يهدد مستقبل منظمة «أوبك» التي تُصارع لتكون منظمة تقنية بعيدة عن التجاذبات السياسية، كما يعني بالضرورة تدخّلاً أميركياً في شؤون المنظمة والمجموعة التي ليست من أعضائها، ودلّل مختصّون لـ«الشرق الأوسط» على ذلك من خلال تقارير صادرة من «وول ستريت جورنال» بأن البيت الأبيض حاول الضغط على السعودية -المنتج الأكبر في «أوبك» و«أوبك بلس»- لثنيها عن قرار خفض الإنتاج، غير أن السعودية رفضت الرضوخ لهذه الضغوط ومضت في التزاماتها مع دول «أوبك بلس».
وشدد الخبير في استراتيجيات الطاقة نايف الدندني، على أن «أوبك بلس» لا تعمل لفائدة الاقتصادي الأميركي فقط، بل تعمل لصالح الاقتصاد العالمي وترعى مصالحها ومصالح المستهلكين، مؤكداً أن قرار مجموعة «أوبك بلس» بخفض الإنتاج للشهر القادم، كان «تقنياً واقتصادياً بحتاً» لأسباب من ضمنها «الاقتراب من الدخول في مرحلة الركود المدفوعة بقرارات الاحتياطي الفيدرالي زيادة نسبة الفائدة وبالتالي فإن قرار (أوبك بلس) كان استباقياً لمنع الدخول في دوامة منطقة الركود التي سينتج عنها زيادة كبيرة في العرض لا يمكن للأسواق استيعابها».
وأشار الدندني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هنالك انفصالاً ما بين الأسواق يظهر من خلال «الشحّ في الطلب، فيما كل المعطيات تضغط على الأسواق بحيث لا تستجيب حتى لأساسيات نطاق العرض والطلب، بمعنى أن هنالك شحاً في إنتاج دول (أوبك بلس) ومع ذلك الأسعار تنزل إلى مستوى 48 دولاراً، فبالتالي هذا الانفصال أو عدم الاتصال ما بين الأسواق المادية وما بين أساسيات الأسواق يعزز الحجّة بأن قرار (أوبك بلس) خفْض الإنتاج كان قراراً اقتصادياً حتى تتم إعادة اتصال الأسواق بأساسيات الأسواق النفطية».
ويستذكر الدندني أنه في عام 2020 «خاضت السعودية نزالاً اقتصادياً نفطياً شرساً ضد روسيا، وكان ذلك دفاعاً عن مصالحها ودفاعاً عن استقرار الأسواق مطالبةً بأن تتحمل دول (أوبك بلس) مجتمعة، مسؤولية التوازن بين الأسواق»، مستطرداً أنه من غير المنطق الآن أن تُتهم السعودية بالاصطفاف مع روسيا لأنها خفضت الإنتاج في إطار مجموعة «أوبك بلس»، في حين أنها قبل عامين كانت في مواجهة شرسة معها دفاعاً عن مصالحها ومصالح الأسواق.
ويطالب الدندني بأن تكون طلبات الولايات المتحدة عقلانية وواقعية، قائلاً إنه «لا يمكن أن تطالب في وقت بزيادة الإنتاج، وتطالب في وقت آخر بتقليل الإنتاج كما حصل في 2020 عندما طُلب من السعودية عن طريق الولايات المتحدة أن تقّلل الإنتاج».
من جانبه انضم مبعوث البيت الأبيض السابق للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إلى الأصوات التي انتقدت موقف البيت الأبيض، وفي مقال رأي عبر موقع «CNN»، جادل غرينبلات بأن السعودية والإمارات «ليستا تابعتين للولايات المتحدة»، ورغم تصديقه على أن قرار خفض الإنتاج ليس من صالح بلاده، فإنه أورد أن «لهذه الدول أيضاً مصالحها واستراتيجياتها الوطنية».
وفي الإطار ذاته أشاد الخبير النفطي خافيير بلاس، بدول «أوبك بلس»، معتبراً أنها «تستطيع القيام بما يلزم لحماية مصالحها، حتى لو تعارض ذلك مع مصالح حلفائها التقليديين، بمن فيهم الولايات المتحدة»، وطالب بلاس خلال مقاله المنشور في «بلومبرغ»، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بالتنبّه إلى أنه «لأول مرة في التاريخ، لا يوجد لهذه القوى حليف واحد في (أوبك بلس)».
وأكد بلاس أن خيارات البيت الأبيض للرد على «الصفعة السعودية» ليست كثيرة، في ظل فترة يعاني خلالها الغرب من نقص المعروض النفطي، مضيفاً أن أي قرار عقوبات «لن يكون حكيماً نظراً لوزن السعودية كمنتج للنفط وكثالث أكبر مورد أجنبي للنفط للولايات المتحدة».
واتفقت إيرينا سلاف مع خافيير بلاس في أن «خيارات البيت الأبيض لمواجهة السعودية و(أوبك بلس)، محدودة»، وأشارت الكاتبة في شؤون النفط عبر مقالتها اليومية لصالح موقع «OIL PRICE» إلى أن الأهم من قرار خفض الإنتاج هو «اتخاذه على الرغم من محاولات واشنطن الكثيرة لتغيير رأي قادة (أوبك) لا سيما السعودية والإمارات».
ورغم الطابع الهجومي الذي ساد التناول الإعلامي الأميركي بشأن قرار مجموعة «أوبك بلس» خفْض إنتاج النفط للشهر القادم، فإن عدداً من الصحف والمواقع الأميركية طالعت متابعيها وقرّاءها بمقالات رأي وتقارير تحليليّة ناهضت تسييس قرار «أوبك بلس»، والهجوم الذي طال السعودية وروسيا أحياناً، والسعودية والإمارات أحياناً أخرى، والسعودية وحدها في الغالب، لتكشف من خلال ذلك عن انقسامات وتجاذبات داخلية يربطها البعض باقتراب الانتخابات النصفية الأميركية، وانعكاس ذلك على قضايا ملحّة للداخل الأميركي، التي من أكثرها محوريّة قضية أسعار النفط ومشكلات الطاقة.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يتحدث مع أطفال ليلة عيد الميلاد: نتأكد من عدم تسلل «بابا نويل سيئ» إلى أميركا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يشارك في مكالمات هاتفية لتتبع بابا نويل عشية عيد الميلاد من منتجع مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يشارك في مكالمات هاتفية لتتبع بابا نويل عشية عيد الميلاد من منتجع مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا (رويترز)
TT

ترمب يتحدث مع أطفال ليلة عيد الميلاد: نتأكد من عدم تسلل «بابا نويل سيئ» إلى أميركا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يشارك في مكالمات هاتفية لتتبع بابا نويل عشية عيد الميلاد من منتجع مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يشارك في مكالمات هاتفية لتتبع بابا نويل عشية عيد الميلاد من منتجع مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا (رويترز)

تابع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الأربعاء)، ليلة عيد الميلاد، أخبار بابا نويل (شخصية خيالية ترتبط بالعيد) من غرفة معيشته في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

قال ترمب، مرتدياً بدلة وربطة عنق ذهبية، للطفل جاسبر في تولسا: «بابا نويل شخص طيب للغاية. نريد التأكد من أنه لم يتسلل إلى بلادنا، وأننا لا ندخل بابا نويل سيئاً. لقد اكتشفنا أن بابا نويل طيب. بابا نويل يحبك. بابا نويل يحب أوكلاهوما، مثلي تماماً. كانت أوكلاهوما كريمة معي جداً في الانتخابات. لذا فأنا أحب أوكلاهوما. لا تغادر أوكلاهوما أبداً، حسناً؟».

ورد جاسبر: «حسناً».

تحدث ترمب إلى أطفالٍ تمّ تحويل مكالماتهم مع قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد) لتتبع بابا نويل (أو سانتا كلوز) إلى منتجع مارالاغو.

وأفاد ترمب لجمهوره من الصحافيين، الذين يتابعون المشهد في منتجعه الفاخر: «أعتقد أنه من المهم أن تسمعوا كل هذا». كان مكبر الصوت الخاص به مُفعّلاً، بينما كان مكبر صوت زوجته مُغلقاً.

قال وهو يُلقي نظرة خاطفة من خلف شجرة عيد الميلاد إلى حيث تجلس ميلانيا ترمب، وسماعة الهاتف على أذنها: «إنها مُركّزة للغاية. السيدة الأولى مُركّزة للغاية».

السيدة الأولى ميلانيا ترمب تتحدث خلال مكالمة هاتفية ضمن عملية «تتبع سانتا» التي نظمتها قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (أ.ب)

قالت السيدة الأولى في سماعة الهاتف، وهي تُدير ظهرها للرئيس: «أعتقد أنه من الأفضل أن يناموا. وحينها سيصل (سانتا كلوز) إلى منزلكم».

وأوضح الرئيس: «إنها قادرة على التركيز تماماً دون الاستماع إلى هذا. على الأقل أنتم تعرفون ما يحدث».

الطفلة التالية تبلغ من العمر 8 سنوات في ولاية كارولاينا الشمالية.

وقال الرئيس لسافانا التي كانت تتساءل حول ما إذا كان «سانتا» سيغضب يوماً ما إذا لم نترك له أي كعكات: «صوتكِ جميل ولطيف! صوتكِ ذكي للغاية».

وتابع ترمب: «لن يغضب، لكنني أعتقد أنه سيشعر بخيبة أمل كبيرة...».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا يجريان مكالمات هاتفية مع الأطفال أثناء مشاركتهم في تتبع تحركات بابا نويل (أ.ف.ب)

ثم ألقى نظرة خاطفة أخرى على السيدة الأولى المنهمكة في الحديث.

وأبلغ جنرال في الجيش ترمب أنهم يتعقبون بابا نويل فوق السويد. وأفاد الرئيس لأميليا في كانساس: «إذاً، أمامه رحلة طويلة للوصول إلى منطقتكم... بعد 5 ساعات، سينزل من مدخنتكم».

وأميليا قلقة بشأن الفحم في جوربها، فأجابها: «هل تقصدين الفحم النظيف والجميل؟»... ليضيف بعدها: «ما كان عليّ فعل ذلك، أنا آسف».


تحقيق في صعوبة فتح أبواب سيارات «تسلا» بعد تعرضها لحوادث

عناصر من إدارة الطوارئ الأميركية يفحصون سيارة «تسلا» خالية خلال فيضان غرين ريفر في واشنطن (رويترز)
عناصر من إدارة الطوارئ الأميركية يفحصون سيارة «تسلا» خالية خلال فيضان غرين ريفر في واشنطن (رويترز)
TT

تحقيق في صعوبة فتح أبواب سيارات «تسلا» بعد تعرضها لحوادث

عناصر من إدارة الطوارئ الأميركية يفحصون سيارة «تسلا» خالية خلال فيضان غرين ريفر في واشنطن (رويترز)
عناصر من إدارة الطوارئ الأميركية يفحصون سيارة «تسلا» خالية خلال فيضان غرين ريفر في واشنطن (رويترز)

أعلنت سلطات سلامة المرور الأميركية أنها فتحت تحقيقاً أولياً في تصميم أبواب سيارات «تسلا» بناءً على شكوى من أحد أصحاب السيارة الكهربائية الذي أفاد بأن سوء وضع العلامات على الأبواب فاقم من حدة حالة طارئة بعد تعرضه لحادث.

وذكرت الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة أنها تلقت شكوى من أحد العملاء ذكر فيها أن آلية الفتح الميكانيكية للأبواب في سيارته «تسلا» (موديل 3) المصنوعة عام 2022 كانت «مخفية ومن دون علامات وليس من السهل تحديد موقعها أثناء حالة طارئة» تعطل خلالها النظام الكهربائي.

وأضافت الإدارة، في بيان نُشر في 23 ديسمبر (كانون الأول): «تم فتح تحقيق بشأن عيب في التصميم لتقييم المشكلة، وتحديد ما إذا كان سيتم قبول الشكوى أو رفضها»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويأتي هذا الإجراء في أعقاب تقارير حديثة سلّطت الضوء على حالات حوصر فيها أشخاص داخل سيارات «تسلا» محترقة، بعد حوادث تعطل فيها نظام الأبواب الكهربائية ولم يتمكنوا من العثور على مقابض الفتح اليدوية.

وحددت وكالة «بلومبرغ»، في تقرير صدر هذا الأسبوع، «ما لا يقل عن 15 حالة وفاة لم يتمكن فيها الركاب أو رجال الإنقاذ من فتح أبواب سيارة (تسلا) تعرضت لحادث واشتعلت فيها النيران».

لم ترد شركة «تسلا» بشكل فوري على طلب من وكالة الصحافة الفرنسية للتعليق، ولا على طلب «بلومبرغ» أيضاً.

لكن «بلومبرغ» استندت إلى تصريحات أدلى بها مسؤول تنفيذي في «تسلا» في سبتمبر (أيلول)، وقال فيها إن الشركة تعمل على إعادة تصميم نظام مقابض الأبواب.

ويتضمن موقع «تسلا» الإلكتروني رسماً تخطيطياً لآلية الفتح اليدوية للأبواب الموجودة بالقرب من مفاتيح النوافذ.

وكشفت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أن المشتكي هو كيفن كلاوس الذي نجا من حادث طارئ وحريق؛ حيث تمكن من الخروج من سيارته بكسر نافذة خلفية بمساعدة أحد المارة، كما صرح كلاوس لبرنامج إخباري تلفزيوني محلي في أتلانتا.


التحقق في صعوبة فتح أبواب سيارات تيسلا بعد تعرضها لحوادث

شعار تيسلا (رويترز)
شعار تيسلا (رويترز)
TT

التحقق في صعوبة فتح أبواب سيارات تيسلا بعد تعرضها لحوادث

شعار تيسلا (رويترز)
شعار تيسلا (رويترز)

أعلنت سلطات سلامة المرور الأميركية أنها فتحت تحقيقا أوليا في تصميم أبواب سيارات تيسلا بناء على شكوى من أحد أصحاب السيارة الكهربائية الذي أفاد بأن سوء وضع العلامات على الأبواب فاقم من حدة حالة طارئة بعد تعرضه لحادث.

وذكرت الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة أنها تلقت شكوى من أحد العملاء ذكر فيها أن آلية الفتح الميكانيكية للأبواب في سيارته تيسلا «موديل 3» المصنوعة عام 2022 كانت «مخفية ومن دون علامات وليس من السهل تحديد موقعها أثناء حالة طارئة» تعطل خلالها النظام الكهربائي.

وأضافت الإدارة في بيان نشر في 23 ديسمبر (كانون الأول) «تم فتح تحقيق بشأن عيب في التصميم لتقييم المشكلة وتحديد ما إذا كان سيتم قبول الشكوى أو رفضها».

ويأتي هذا الإجراء في أعقاب تقارير حديثة سلطت الضوء على حالات حوصر فيها أشخاص داخل سيارات تيسلا محترقة، بعد حوادث تعطل فيها نظام الأبواب الكهربائية ولم يتمكنوا من العثور على مقابض الفتح اليدوية.

وحددت وكالة بلومبيرغ في تقرير صدر هذا الأسبوع، «ما لا يقل عن 15 حالة وفاة، لم يتمكن فيها الركاب أو رجال الإنقاذ من فتح أبواب سيارة تيسلا تعرضت لحادث واشتعلت فيها النيران». ولم ترد شركة تيسلا بشكل فوري على طلب من وكالة الصحافة الفرنسية للتعليق، ولا على طلب بلومبيرغ أيضا.

لكن بلومبيرغ استندت إلى تصريحات أدلى بها مسؤول تنفيذي في تيسلا في سبتمبر (أيلول)، وقال فيها إن الشركة تعمل على إعادة تصميم نظام مقابض الأبواب. ويتضمن موقع تيسلا الإلكتروني رسما تخطيطيا لآلية الفتح اليدوية للأبواب الموجودة بالقرب من مفاتيح النوافذ.

وكشفت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أن المشتكي هو كيفن كلاوس الذي نجا من حادث طارىء وحريق، حيث تمكن من الخروج من سيارته بكسر نافذة خلفية بمساعدة أحد المارة، كما صرح كلاوس لبرنامج إخباري تلفزيوني محلي في أتلانتا.