انقسام بين مكونات المعارضة السودانية تزامناً مع توقيع «ميثاق المقاومة»

واحدة من التظاهرات المناهضة للانقلاب في الخرطوم (رويترز)
واحدة من التظاهرات المناهضة للانقلاب في الخرطوم (رويترز)
TT

انقسام بين مكونات المعارضة السودانية تزامناً مع توقيع «ميثاق المقاومة»

واحدة من التظاهرات المناهضة للانقلاب في الخرطوم (رويترز)
واحدة من التظاهرات المناهضة للانقلاب في الخرطوم (رويترز)

رفض تحالف المعارضة السودانية «الحرية والتغيير»، إجابة دعوة «لجان المقاومة» للكتل المكونة له منفردة، لتوقيع «الميثاق الموحد للجان المقاومة»، واشترط التعامل معه كـ«تحالف عريض»، معتبراً أن الدعوات المنفردة «تتطابق مع موقف الحزب الشيوعي» الذي رفضه التحالف من قبل، ما يعني في المحصلة، اتساع رتق الانقسام بين المعارضة التي تعمل على إسقاط الانقلاب.
وقال تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أمس، إن بعض الكتل والأحزاب المنضوية تحت لوائه، تلقت دعوات فردية لحضور «توقيع الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب (...) وأن انتقاء أطراف محددة من مكوناته، وتوجيه الدعوة إليها بدل التعامل معه كتحالف، أو عدم الاعتراف به، هو موقف سبق أن ناهضته مكونات الحرية والتغيير، حينما اشترط الحزب الشيوعي» شيئا مماثلا. وأضاف: «للأسف الشديد فإن هذا الموقف يتسق ويتطابق، مع الموقف السياسي للحزب الشيوعي الذي تم رفضه بشكل جماعي من كل مكونات قوى الحرية والتغيير سابقاً».
وتشهد ساحة المعارضة السودانية انقسامات حادة، وتشتعل بينها المعارك الإعلامية التي يقودها كل طرف ضد الآخر. فمن جهته، أعلن «الحزب الشيوعي» ومنذ خروجه من «تحالف الحرية والتغيير» بعد تشكيل الحكومة الانتقالية مباشرة عزمه على إسقاطها واتهم التحالف الذي كان جزءا منه بأنه يمثل تيار «هبوط ناعم» بتحالفه مع العسكريين، فيما اعتبر التحالف موقف الحزب، «تخذيلاً لمقاومة الانقلاب»، واعتبرته متطابقاً مع موقف «الإسلاميين» الذين يسعون «للعودة إلى الحكم مجدداً».
وإزاء ذلك، كون الشيوعي تحالفه المنفرد وأطلق عليه تحالف «قوى التغيير الجذري» الذي يرفض أي حوار أو تفاوض مع السلطة الحالية ويعمل على إسقاطها، وإحداث تغيير جذري دفعة واحدة، ورفض التعامل مع تحالف «الحرية والتغيير» كتحالف، واشترط على كتله، إن رغبت، التعامل معه كأحزاب منفردة. وفي الضفة الأخرى من المعارضة تقف «لجان المقاومة السودانية»، وهي تنظيمات شعبية شبابية في المدن والأحياء، تشكلت أثناء الثورة التي أطاحت حكم الرئيس المعزول عمر البشير، وأسهمت بشكل فاعل في تحشيد الشعب للتظاهر والاعتصام ضده حتى إسقاطه، بيد أن بعضها وبعيد الإطاحة بالحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، اتخذ خطاً مستقلاً عن الأحزاب السياسية واتهمها بـ«التفريط بالثورة»، وحملها المسؤولية الأكبر في إسقاط الحكومة المدنية.
ولكونها تنظيمات أفقية، فإن لجان المقاومة حاولت، وتحاول، توحيد نفسها حول ميثاق موحد يحدد أهدافها وخططها، وذلك عبر توقيعها على ما أطلقت عليه «الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب»، لتوحيد العمل المناهض للانقلاب. وبرغم اشتراطه التعامل معه كتحالف، فإن «الحرية والتغيير» أكد دعمه لـ«كل جهود لجان المقاومة الهادفة إلى توحيد قوى الثورة، وآليات دمج المواثيق المطروحة من لجانها في العاصمة الخرطوم وولايات البلاد المختلفة».
وحال تعذر الوحدة مع «لجان المقاومة» وكل القوى المؤمنة بالانتقال المدني الديمقراطي، دعت قوى إعلان «الحرية والتغيير» إلى صيغ «عمل مشتركة تقوم على التنسيق السياسي والميداني والإعلامي، ورؤى وإجراءات إنهاء الانقلاب... والتصدي لعودة النظام البائد» وأبدت استعدادها لمناقشة التدابير اللازمة «للتنسيق في كل المجالات بصورة فورية، من أجل ذلك».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
TT

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)

قالت شركة «أمبري» البريطانية، اليوم (الأربعاء)، إن شخصين غرقا عندما انقلب قارب على متنه 130 شخصاً جنوب مدينة الشابة التونسية.