الرئاسة الفلسطينية تدعو إلى «التهدئة» بعد اشتباكات مسلحة وشعبية في نابلس

اعتقال الأمن مطلوبين لإسرائيل يحوِّل بوصلة المواجهات

جانب من مواجهات نابلس أمس (أ.ب)
جانب من مواجهات نابلس أمس (أ.ب)
TT

الرئاسة الفلسطينية تدعو إلى «التهدئة» بعد اشتباكات مسلحة وشعبية في نابلس

جانب من مواجهات نابلس أمس (أ.ب)
جانب من مواجهات نابلس أمس (أ.ب)

دعت الرئاسة الفلسطينية جميع الفلسطينيين إلى «التهدئة»، بعد مواجهات هي الأعنف بين مسلحين غاضبين وقوات الأمن الفلسطينية، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، احتجاجاً على اعتقال مطلوبين مسلحين ومطاردين من قبل إسرائيل.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، بعد يومين من الاشتباكات العنيفة، إن الرئاسة تدعو «أبناء شعبنا بكل شرائحه إلى التهدئة، وتفويت الفرصة على المتربصين والمتآمرين على مشروعنا الوطني، ولمواجهة مؤامرات الاحتلال وبعض الدول الإقليمية التي تريد الإضرار بمشروعنا الوطني».
وطالبت الرئاسة الفلسطينيين «بالوحدة والتكاتف، ورص الصفوف في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، وعدم الانجرار خلف الأجندات المغرضة، وتفويت الفرصة على أعداء شعبنا الفلسطيني».
وأضاف: «نؤكد حرمة الدم الفلسطيني، وضرورة الحفاظ على النظام والأمن في الشارع الفلسطيني، والتحلي بروح المسؤولية؛ لأن معركتنا الأساسية هي مع الاحتلال». وجاء نداء الرئاسة في خضم مواجهات غير مسبوقة في نابلس، استمرت طيلة ليلة الاثنين ويوم الثلاثاء، واتخذت شكلين: الأول مواجهات بالرصاص بين مسلحين من التنظيمات الفلسطينية وعناصر الأجهزة الأمنية. والثاني، مواجهات شعبية رشق خلالها شبان غاضبون قوات الأمن الفلسطينية بالحجارة والزجاجات، بعدما أغلقوا الطرقات في وجههم، في مشهد يكاد يكون غير مألوف، ومرتبط فقط بالمواجهات مع القوات الإسرائيلية.
واندلعت الاشتباكات والمواجهات الواسعة، عقب اعتقال الأجهزة الأمنية للمطاردين مصعب أشتية وعميد طبيلة، في كمين محكم في نابلس. وأدت إلى مقتل المواطن فراس يعيش (53 عاماً) نتيجة إصابته برصاصة في رأسه، وجرح شخص آخر، بينما أغلقت جميع المؤسسات العامة والخاصة والتعليمية أبوابها في المدينة التي خلت إلا من المسلحين والمتظاهرين وقوات الأمن.
وجاء اعتقال مصعب أشتية -وهو مطلوب بارز لإسرائيل ينتمي إلى حركة «حماس»- وسط موجة من العمليات الإسرائيلية ضد المسلحين في الضفة الغربية، تركزت بشكل كبير في مدينتي جنين ونابلس؛ حيث جرى كثير من المواجهات والاشتباكات خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن استعراض السلطة الفلسطينية للقوة ضد «العناصر المتطرفة» في المجتمع الفلسطيني، هو «رد على الانتقادات الإسرائيلية لعجز السلطة عن وضع حد للعمليات ضد الإسرائيليين».
وكان مسؤولون إسرائيليون قد انتقدوا بشكل علني ومتكرر ومكثف السلطة الفلسطينية، واتهموها بالضعف في مواجهة المسلحين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، وتحديداً في نابلس وجنين، وضغطوا عليها بشكل مباشر من أجل العمل ضدهم، وكذلك عبر الأميركيين. ولوحت إسرائيل مراراً بأنه إذا لم تتعامل السلطة مع المسلحين فإنها ذاهبة نحو عملية واسعة في شمال الضفة الغربية للتعامل معهم؛ لكن كل التهديدات الإسرائيلية لم تغير شيئاً من الغضب الفلسطيني الشعبي ضد التحرك الرسمي للسلطة الذي تقاطع مع الهجوم الإسرائيلي على المسلحين.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن أشتية الذي اعتقلته السلطة كان عضواً في خلية مسلحة ناشطة معروفة باسم «كتيبة عرين الأسود»، وهي كتيبة أعلنت «النفير ضد السلطة حتى إطلاق سراحه»، ويشتبه في مشاركته في هجمات إطلاق النار الأخيرة ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنين في قبر يوسف في نابلس.
ولم تفسر السلطة سبب اعتقال أشتيه ورفيقه، إنما دعت الفلسطينيين إلى التكاتف.
وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اللواء طلال دويكات: «نحن أحوج ما نكون إلى رص الصفوف وعدم الانجرار خلف بعض الأجندات المغرضة». وأضاف: «نؤكد حرمة الدم الفلسطيني، ونشير أيضاً إلى أن قرار التحفظ على المواطنين مصعب أشتية وعميد طبيلة، جاء لأسباب ودواعٍ موجودة لدى المؤسسة الأمنية، سيتم الإفصاح عنها لاحقاً، وأن المذكورين لم ولن يتعرضا لأي مساس بهما، وسُمح لمؤسسات حقوق الإنسان بزيارتهما فوراً».
وأهابت المؤسسة الأمنية «بالجماهير، تفويت الفرصة على المتربصين والمتآمرين على المشروع الوطني». وهي رسالة تبنتها حركة «فتح» التي دعت الفلسطينيين إلى «عدم الانجرار وراء الفتن التي يقف وراءها الاحتلال وعدد من دول الإقليم التي تريد الإضرار بقضية شعبنا، وحقوقه في الحرية والاستقلال». وقالت: «إن انحراف البوصلة الفلسطينية نحو الداخل يهدد مصير القضية الفلسطينية».
وكانت الفصائل الفلسطينية ومجموعات مسلحة في نابلس وجنين، قد حذرت السلطة، ودعتها إلى جانب «لجنة المؤسسات والفصائل في نابلس» إلى الإفراج عن مصعب أشتية، وتجريم الاعتقال السياسي. في حين قالت حركة «حماس» إن اعتقال أشتية وطبيلة: «وصمة عار جديدة على جبين السلطة، وسجل تنسيقها الأمني الأسود». واعتبر الناطق باسمها، فوزي برهوم، أن السلطة الفلسطينية «وضعت نفسها وكيلاً حصرياً للاحتلال في مواجهة شعبنا الفلسطيني». وطالب «بالإفراج الفوري عن كل المقاومين والمعتقلين السياسيين».
كما دعت حركة «الجهاد الإسلامي» كل القوى والشخصيات الاعتبارية «لاتخاذ موقف تاريخي، ووضع حد لهذه الممارسات المرفوضة، وحقن الدماء الفلسطينية».
أما الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان «ديوان المظالم»، فدعت النيابة العامة إلى فتح تحقيق جنائي فوري في مقتل المواطن فراس يعيش، وإصابة أنس عبد الفتاح، وإعلان نتائجه و«تقديم كل من يثبت تورطه في مخالفة القانون وتعليمات إطلاق النار من الأجهزة الأمنية للمساءلة». وطالبت جميع الجهات والفعاليات والأجهزة الأمنية والمواطنين «بضبط النفس والاحتكام إلى القانون والحفاظ على السلم الأهلي، وحماية الممتلكات الخاصة والعامة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الكتمان يحيط بزيارة استطلاعية لموفد قطري إلى لبنان

دريان مستقبلاً المشنوق (الوكالة الوطنية)
دريان مستقبلاً المشنوق (الوكالة الوطنية)
TT

الكتمان يحيط بزيارة استطلاعية لموفد قطري إلى لبنان

دريان مستقبلاً المشنوق (الوكالة الوطنية)
دريان مستقبلاً المشنوق (الوكالة الوطنية)

تحاط زيارة يقوم بها موفد قطري إلى بيروت بكثير من التكتم، في حين لا تزال المواقف السياسية على حالها لناحية تمسك كل فريق بموقفه إن لجهة الحوار، بين الداعم والرافض له، أو لجهة دعم مرشح دون آخر.

وبعد خمسة أيام من وصول الموفد القطري إلى بيروت، لم يصدر حتى الساعة أي موقف رسمي عنه أو عن الذين التقاهم باستثناء بعض المعلومات التي أشارت إلى أن الجهود القطرية هي استطلاعية مترافقة مع طرح الانتقال إلى الخيار الثالث، وهو الأمر الذي لا يبدو أنه يسير بإيجابية، لا سيما من جانب الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) المتمسك حتى الآن بمرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، في حين أعلن أكثر من طرف في المعارضة (التي كانت قد دعمت الوزير السابق جهاد أزعور) استعداده للانتقال إلى خيار جديد.

لقاءات القطري

وبحسب المعلومات، التقى الموفد القطري كلاً من رئيس البرلمان نبيه بري ورئيسي حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، و«التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ومعاون الأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل، إضافة إلى مسؤولين أمنيين.

وجدد رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» إبراهيم أمين السيد تمسك فريقه بترشيح فرنجية. ولفت في لقاء حواري سياسي، في البقاع، إلى «أن هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج من جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية».

النائب بلال عبد الله (الوكالة الوطنية)

وردّ النائب بلال عبد الله (الحزب «التقدمي الاشتراكي») على موقف «حزب الله» والمعلومات التي أشارت إلى أن مسؤوليه أكدوا أمام الموفد القطري تمسكهم بفرنجية، مجدداً التأكيد على أن لبنان لا يحتمل مرشح تحد.

وينظر عبد الله بتشاؤم إلى المسار السياسي الذي يحيط بالانتخابات الرئاسية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن الموفد القطري يقوم بلقاءات ومشاورات تمهيدية، وهو مشكور على جهوده كما الجهود الفرنسية وغيرها من الدول، لكن المشكلة تكمن في غياب الجهود اللبنانية، حيث لا يزال التصلب في المواقف على حاله»، مضيفاً «وهذا يعني أن الجهود الخارجية غير كافية». ويوضح: «المطلوب من الجميع خطوة إلى الوراء للتأسيس على أمر ما جديد علّنا نصل إلى حل يرضي الجميع».

بدوره، عدّ النائب رازي الحاج («القوات اللبنانية»)، أن «الأزمة الرئاسية لا تزال عالقة في المربع الأول بسبب تعنت فريق الممانعة المسؤول أيضاً عن تعطيل الدستور».

وقال في حديث إذاعي: «لن نقبل برئيس مرتهن لمحور الممانعة، ونحن لم نتمسك بأي مرشح، ولكننا إذا توافرت الظروف لوصول مرشح من المواصفات التي طرحناها، سننتخبه وسننتقل من مرشح إلى رئيس».

ورأى «أن مهمة الموفد القطري إقليمية أكثر منها داخلية، وهو يعتقد أنه باستطاعته إقناع الطرف الإيراني لارتباط الطرف الآخر،  الذي يجاهر علناً بأنه جندي في ولاية الفقيه»، في إشارة إلى «حزب الله».

وجدد الحاج التأكيد على أن «القوات» يرفض فرض أعراف جديدة «ولا بفرض مرشح علينا من خارج مفاهيمنا السياسية، يكرس لبنان ساحة للصراعات التي يخوضها (حزب الله)»، وقال «لن نقبل بأن تكون الدعوة للحوار لذر الرماد في العيون».

ورأى أن «فريق الممانعة يستشعر التغييرات في المنطقة والمعركة الأساسية اليوم هل نسمح بسقوط لبنان بيد الممانعة؟»، مضيفاً: «نحن أمام خيارين، إما أن يتحول لبنان ساحة صراع وخراب، أو ليستعيد عافيته، ويستعيد دوره التاريخي، وهذان خياران لا ثالث لهما».

دريان - المشنوق

في إطار الجهود الرئاسية، قال النائب السابق نهاد المشنوق بعد لقائه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان: إن الأخير «سيقوم بجهود جدية باتجاه جميع الأطراف، مكملة لجهوده التي بدأت حين التقى المبعوث الرئاسي الفرنسي مع النواب السنة في دارة السفير السعودي وليد بخاري الأسبوع الماضي، حيث كانت جلسة هادئة ومثمرة أكد خلالها إمكان التفاهم على موقف وطني موحّد يساعد على إنقاذ ما تبقى من الوطن».

 ونقل المشنوق عن المفتي دعوته إلى التسريع في «إعادة تكوين السلطة وانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة، وعدم تعريض اللبنانيين إلى مزيد من الانهيارات»، قائلاً: «إن سماحته يوصل هذه الدعوة إلى كل من يلتقيهم من أعضاء اللجنة الخماسية وممثلي الدول الخمس فيها، والأطراف اللبنانية التي تدعو إلى الحوار، وأولهم رئيس البرلمان نبيه بري».

في موازاة ذلك، عدّ المشنوق أن «المبادرة القطرية هي استكشاف للآراء أكثر مما هي قرار بالوقوف إلى جانب مرشح دون آخر»، وسماها «عملية استكشاف، يعود بعدها الجانب القطري إلى اللجنة الخماسية، وبعد الاستكشاف سيعرض القطريون نتائج جولتهم للخروج بخلاصات»، مضيفاً «لا أتوقع فشل أو نجاح المسعى القطري، لكنه سينجح في استكشاف مواقف الجميع بشكل جدي من سلة الأسماء التي يحملها».


قوة أمنية فلسطينية مشتركة تنتشر في «عين الحلوة»

صورة لعناصر من القوة الأمنية في عين الحلوة (الوكالة الوطنية)
صورة لعناصر من القوة الأمنية في عين الحلوة (الوكالة الوطنية)
TT

قوة أمنية فلسطينية مشتركة تنتشر في «عين الحلوة»

صورة لعناصر من القوة الأمنية في عين الحلوة (الوكالة الوطنية)
صورة لعناصر من القوة الأمنية في عين الحلوة (الوكالة الوطنية)

بعد نحو أسبوع ونصف على وقف الأعمال القتالية في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب لبنان، انتشرت (الاثنين) قوة أمنية فلسطينية مشتركة، تضم عناصر وضباطاً، فرزتها المجموعات الرئيسية، في موقعين رئيسيين تحولا خطي تماس خلال المواجهات الأخيرة.

وأظهر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من مسؤولي القوى الفلسطينية في المخيم يجولون في أحد الأحياء، وخلفهم مجموعة من العناصر المسلحة التي ترتدي زياً عسكرياً. وقال قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة داخل «عين الحلوة»، اللواء محمود العجوري، لـ«الشرق الأوسط»، إن 45 عنصراً وضابطاً انتشروا في الموقعين بسلاسة ومن دون أي إشكال. وأشار إلى أنه تم تعزيز هذه القوة الأمنية التي بلغ عددها حالياً 165 عنصراً وضابطاً ينتمون للمجموعات والفصائل الفلسطينية الرئيسية، موضحاً أنه خلال الساعات الـ48 المقبلة، يُفترض أن تجتمع القوى السياسية الفلسطينية لتحدد موعد الخطوة المقبلة، ألا وهو الانسحاب من المدارس.

وأضاف العجوري: «كانت هناك تمنيات بانتشار عناصر من القوة في (حي الطيري)، لكن ذلك يحتاج قراراً سياسياً»، مؤكداً تجاوب كل القوى المعنية مع عملية انتشار القوة الأمنية، آملاً أن «نكون سلكنا خطوات عملية باتجاه قطع الطريق على جولة جديدة من القتال».

وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، بذل جهوداً حثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار بعد جولة القتال الثانية التي شهدها المخيم هذا الصيف، بين حركة «فتح» ومجموعات متشددة، استمرت أسبوعاً، وأسفرت عن سقوط 15 قتيلاً وأكثر ‏من 150 جريحاً.

أما الجولة الأولى فكانت قد انطلقت مطلع أغسطس (آب) الماضي، وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً بينهم قيادي في «فتح»، في كمين.

مصادر «فتح» غير متفائلة

ولم تبدُ مصادر في حركة «فتح» داخل «عين الحلوة» متفائلة كثيراً بإنجاز المرحلة الثانية من اتفاق وقف القتال، والتي تقول بخروج المتشددين من المدارس، ثم تسليم قتلة القيادي الفتحاوي اللواء أبو أشرف العرموشي.

ووصفت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» خطوة انتشار القوة الأمنية في الموقعين السابق ذكرهما بـ«الخطوة التفصيلية التي لا تقدم ولا تؤخر؛ إذ الغلبة في المناطق التي تم فيها الانتشار هي لعصبة الأنصار التي لا إشكال كبيراً بينها وبين (فتح)». وأضافت: «الأساس هو الانسحاب من المدارس وتحقيق تقدم في موضوع تسليم القتلة».

«حماس»: خطوة في الاتجاه الصحيح

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم حركة «حماس»، جهاد طه، لوكالة «سبوتنيك»، إن «انتشار القوة الأمنية المشتركة، والتي تضم القوى الوطنية والإسلامية كافة، بما فيها حركتا (فتح) و(حماس)، في مخيم عين الحلوة، خطوة في الاتجاه الصحيح، وترجمة عملية لما تم التوافق عليه أخيراً برعاية رئيس مجلس النواب، نبيه بري».

وأشار طه إلى أن «القوة المشتركة ستتمركز في مناطق حساسة داخل المخيم، والهدف من ذلك هو إعطاء الطمأنينة والاستقرار والأمن، وأن يكون هناك حالة من الهدوء في المخيم تعزز عودة النازحين والمهجرين ومعالجة تداعيات المعارك كافة، التي خلفتها الاشتباكات الأخيرة».

ورأى أنه «حتى هذه اللحظة، تسير المبادرة وفق ما هو مرسوم لها، من خلال التنسيق الفلسطيني - الفلسطيني، والتنسيق بين كل المكونات الوطنية والإسلامية الفلسطينية، والتنسيق مع الجهات الرسمية والحزبية اللبنانية كافة التي تواكب تنفيذ مبادرة الرئيس بري».

وتعد حركة «فتح» الفصيل الأكبر في المخيم الذي توجد فيه حركة «حماس» أيضاً وفصائل أخرى. وتتخذ مجموعات متطرفة من عدة أحياء في المخيم معقلاً لها، يلجأ إليه الهاربون من وجه العدالة في لبنان مهما كانت جنسياتهم؛ إذ إن القوى الأمنية اللبنانية لا تدخل إلى المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق ضمني بين «منظمة التحرير» والسلطات اللبنانية. وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة.


نتنياهو يعد زيارته لنيويورك «ناجحة جداً»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرض خريطة لما سماه «الشرق الأوسط الجديد» خلال إلقائه خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرض خريطة لما سماه «الشرق الأوسط الجديد» خلال إلقائه خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو يعد زيارته لنيويورك «ناجحة جداً»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرض خريطة لما سماه «الشرق الأوسط الجديد» خلال إلقائه خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرض خريطة لما سماه «الشرق الأوسط الجديد» خلال إلقائه خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة (إ.ب.أ)

اختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارته إلى الولايات المتحدة التي استغرقت 6 أيام، ووصل إلى إسرائيل ظهر الأحد، متباهياً بأنها كانت زيارة «ناجحة جداً».

وقال نتنياهو، في بيان مقتضب وهو على متن الطائرة، إنه اجتمع مع نحو 20 رئيس دولة عبر القارات الخمس، وحقق خلال الزيارة كثيراً من الإنجازات. وعدَّ لقاءه مع الرئيس الأميركي جو بايدن «لقاءً ممتازاً، ناقشنا فيه توسيع دائرة السلام، استمراراً لاتفاقيات إبراهيم التي وقعناها قبل 3 سنوات». وأضاف: «سأواصل العمل الجاد على تحقيق مزيد من الإنجازات لبلدنا الحبيب. مزيد من الأخبار الجيدة قادم».

وكان نتنياهو قد استهل زيارته بلقاء صاحب شركة سيارات «تيسلا» وشبكة «إكس»، إيلون ماسك، ثم التقى بايدن وقادة آخرين مثل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجلس مع زعماء يهود أميركيين وأجرى عدداً من المقابلات التلفزيونية، قال فيها إنه يحاول التوصل إلى حل وسط بشأن محاولة ائتلافه المتشدد إصلاح السلطة القضائية.

وقد واجهه مئات المتظاهرين من الإسرائيليين ويهود الولايات المتحدة في كل مكان توجه إليه، للاحتجاج على خطته لإصلاح القضاء، والتي يعتبرها خصومه خطة انقلاب على منظومة الحكم وجهاز القضاء، لتصفية الديمقراطية واستبدال الديكتاتورية بها. وشوهد وهو يرد على المتظاهرين بحركات استخفاف؛ لكنهم لم ينفكوا عنه وواصلوا التظاهر حتى اللحظة الأخيرة، خلال توجه موكبه إلى المطار؛ حيث احتج مئات في الخارج تحت المطر وهم يهتفون: «العار» و«الديمقراطية»، بينما قامت الشرطة بتأمين المنطقة.

واستقبلت الصحف الإسرائيلية نتنياهو بتحليلات وتعليقات أكدت أنه حقق إنجازات أولية جيدة؛ لكنها أشارت إلى إخفاقات أيضاً، بينما عبر بعضها عن مخاوف من عقبات تضعها الحكومة اليمينية المحيطة بنتنياهو.


السلطة الفلسطينية ترحب بزيارة السفير السعودي

جانب من مراسم تسليم أوراق الاعتماد في مقرّ سفارة دولة فلسطين لدى الأردن (السفارة السعودية لدى الأردن)
جانب من مراسم تسليم أوراق الاعتماد في مقرّ سفارة دولة فلسطين لدى الأردن (السفارة السعودية لدى الأردن)
TT

السلطة الفلسطينية ترحب بزيارة السفير السعودي

جانب من مراسم تسليم أوراق الاعتماد في مقرّ سفارة دولة فلسطين لدى الأردن (السفارة السعودية لدى الأردن)
جانب من مراسم تسليم أوراق الاعتماد في مقرّ سفارة دولة فلسطين لدى الأردن (السفارة السعودية لدى الأردن)

رحبت كل من الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، يوم الاثنين، بزيارة سفير خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية، القنصل العام في القدس نايف السديري، وعدّتا أنها «محطة تاريخية» في تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين.

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها على صفحتها الرسمية بموقع «إكس» (تويتر سابقاً)، أن الزيارة ستكون محطة تاريخية مهمة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح مزيد من آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة. وقالت الوزارة: «من جديد تثمن الوزارة المواقف الأخوية الصادقة للمملكة العربية السعودية الشقيقة في دعم وإسناد حقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة في المحافل كافة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان».

وتعدّ هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع إلى الأراضي الفلسطينية، منذ إعلان السعودية تعيينها سفيراً فوق العادة مفوضاً وغير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً في مدينة القدس.

وقال السفير نايف السديري: «إن هذه الخطوة مهمة، ولها دلالات كبيرة على حرص الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على تعزيز العلاقات مع الأشقاء في دولة فلسطين». وأضاف أن هذه الخطوة لها تبعات تفيد الفلسطينيين في تنظيم العلاقات وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كل المجالات؛ سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، قائلاً: «نتطلع إلى مستقبل واعد لهذه العلاقات وأن تكون كما كانت وأفضل».

من جهته، قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، إنه سيتم خلال الفترة القريبة ترتيب مراسم رسمية يقوم خلالها السفير السعودي بتقديم أوراق اعتماده للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، رحّب بقرار السعودية، تعيين السفير نايف السديري، سفيراً فوق العادة غير مقيم لدى الأراضي الفلسطينية، وقنصلاً عاماً للمملكة في مدينة القدس.

يذكر أن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، كان قد سلم نسخةً من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة ومفوضاً (غير مقيم) لدى فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، في مقر سفارة دولة فلسطين بالأردن، في 12 أغسطس (آب) الماضي، ليكون بذلك أول سفير سعودي يعين لدى فلسطين.

وكانت الخارجية الفلسطينية قد ذكرت أن وزيرها، رياض المالكي، بعث برسالة تهنئة يوم الأحد، إلى «نظيره وأخيه سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة، بمناسبة اليوم الوطني السعودي، والذكرى الـ93 لتوحيد المملكة العربية السعودية تحت شعار (نحلم ونحقق)».


«قسد» تفرض حظراً للتجوال على بلدة في شرق سوريا

شاخصة مرورية تشير إلى مدينة رأس العين الواقعة أقصى شمال شرق سوريا (الشرق الأوسط)
شاخصة مرورية تشير إلى مدينة رأس العين الواقعة أقصى شمال شرق سوريا (الشرق الأوسط)
TT

«قسد» تفرض حظراً للتجوال على بلدة في شرق سوريا

شاخصة مرورية تشير إلى مدينة رأس العين الواقعة أقصى شمال شرق سوريا (الشرق الأوسط)
شاخصة مرورية تشير إلى مدينة رأس العين الواقعة أقصى شمال شرق سوريا (الشرق الأوسط)

فرضت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) حظر تجول في بلدة ذيبان الواقعة بريف دير الزور الشرقي، شرق سوريا؛ لمنع تقدم مسلحين تشتبك معهم، في حين كشف مصدر فيها هويتي قياديين «داعشيين» ألقت قوات التحالف الدولي القبض عليهما في إنزال جوي الأحد الماضي في بلدة تسيطر عليها فصائل مسلحة موالية لتركيا شمال سوريا.

وتجددت المواجهات العسكرية بين قوات «قسد» ومجموعات مسلحة في بلدة ذيبان، وسط أنباء عن محاولة تلك المجموعات اقتحام البلدة؛ ما دفع قوات «قسد» إلى فرض حظر للتجوال على ذيبان والبلدات المجاورة لمنع تقدم المسلحين، وملاحقة المسلحين الذين عبروا من مناطق سيطرة القوات النظامية غرب الفرات.

ونقل شهود ومصادر أهلية محلية من داخل بلدة ذيبان، أن مسلحين يتبعون ميليشيا الدفاع الوطني الموالية للقوات النظامية الحكومية، تسللوا ليل الأحد - الاثنين إلى أطراف البلدة وقطعوا نهر الفرات واستهدفوا نقاطاً لقوات «قسد».

وتحدث أهالي المنطقة عن سماع أصوات انفجارات وقذائف وأعيرة رصاص من أحياء اللطوة والطعمات والرملية.

وشهدت مناطق عدة في ريف دير الزور الشرقي والشمالي الخاضعة للإدارة الذاتية وقواتها العسكرية «قسد» نهاية الشهر الماضي مواجهات عسكرية عنيفة، بين مسلحين ينتمون إلى عشائر عربية من أبناء المنطقة وعناصر انسحبوا من «مجلس دير الزور العسكري» المنضوية في صفوف «قسد»، وقوات «قسد» المدعومة من التحالف الدولي واستمرت نحو 10 أيام بين 27 أغسطس (آب) و8 سبتمبر (أيلول).

واتهمت القيادة العامة لقوات «قسد» آنذاك في بيان رسمي لها النظام السوري وميليشيات مرتبطة بإيران وفصائل سورية موالية لتركيا، بدعم مسحلي العشائر لتوسيع الإضرابات وخلق فتنة بين أبناء المنطقة، وكانت «قسد» أعلنت حصيلة الموجهات المسلحة بمقتل 25 من عناصرها و29 مسلحاً و9 مدنيين خلال المواجهات المسلحة، وقالت: إن العملية استهدفت بدرجة أساسية خلايا تنظيم «داعش»، واتهمت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري «بتوجيه الأحداث لمنحى آخر» بعد إدخال عناصر مسلحة إلى قرى دير الزور من الضفة الغربية لنهر الفرات، ودمجها مع خلايا مسلحة تابعة لها تحت مسمى «جيش العشائر»، بحسب بيانها المنشور على موقعها الرسمي في 8 من سبتمبر الحالي.

ومحافظة دير الزور الحدودية مع العراق منقسمة السيطرة منذ بداية الحرب السورية 2011، وتبسط قوات «قسد» والتحالف الدولي بقيادة واشنطن سيطرتها على الضفة الشرقية والشمالية لنهر الفرات، بينما تسيطر القوات الحكومة التي تساندها خليط من الميليشيات الأجنبية الموالية لإيران على الضفة الغربية والجنوبية من النهر.

مركبة أميركية تتجول في مدينة رأس العين خلال دورية عسكرية سنة 2018 قبل سيطرة فصائل سورية موالية لتركيا على المنطقة (الشرق الأوسط)

إلى ذلك، قال مصدر كردي بارز طلب عدم الإفصاح عن اسمه وصفته العسكرية لأسباب تتعلق بسير العمليات الأمنية التي تستهدف وتتعقب قادة التنظيم: إن قوات التحالف الدولي نفذت عملية إنزال جوي في قرية أم جلود التابعة لبلدة المبروكة بريف بلدة رأس العين الخاضعة لسيطرة فصائل سورية مسلحة موالية لتركيا، واعتقلت شخصين بارزين كانا ينشطان في صفوف تنظيم «داعش».

وأعلن التحالف الدولي ضد «داعش» في بيان رسمي الأحد اعتقال قياديين اثنين بالتنظيم شمال شرق سوريا، خلال عملية إنزال جوي على قرية قرب مدينة رأس العين شمالي الحسكة، وأكد المصدر أن أحد القياديين عراقي الجنسية يكنى بأبو طه العراقي، ويعد أحد أبرز أسماء قادة التنظيم الأمنيين، يعيش في ناحية سلوك بريف بلدة رأس العين، كما قبضت قوات التحالف على أبو وائل الفدعاني العنزي، وهو متزعم أمني كبير مع قريب له يدعى أبو فهد الفدعاني العنزي، وهما نازحان ينحدران من مدينة حمص وسط سوريا وكانا يقيمان في قرية الزيدي التابعة لناحية سلوك.

ولفت المصدر إلى أن هذين المطلوبين كانا من أخطر قادة «داعش» الأمنيين مدرجان على قوائم التحالف الدولي، ونشطا في منطقة نبع السلام التي تخضع عسكرياً لفصيلي «جيش الشرقية» و«أحرار الشرقية» بريف رأس العين. وأشار المصدر ذاته إلى أن قوات «قسد» وأجهزتها الأمنية وفّرت معلومات استخباراتية لقوات التحالف والأمريكيين، مكّنتهم من جمع معلومات دقيقة عن هذين المطلوبين ومكان وجودهما والقبض عليهما.

وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت الجمعة الفائت تنفيذ 8 عمليات بالتعاون مع قوات «قسد» شرق سوريا ضد تنظيم «داعش» خلال أغسطس الماضي، أسفرت عن مقتل عنصر واعتقال 7 آخرين مشتبهين بانتمائهم إلى خلايا نائمة موالية للتنظيم.


غضب فلسطيني تجاه «الإغلاق» خلال احتفالات الأعياد اليهودية

أغلقت السلطات الإسرائيلية كل المعابر الحدودية في وجه الفلسطينيين عشية يوم الغفران (أ.ف.ب)
أغلقت السلطات الإسرائيلية كل المعابر الحدودية في وجه الفلسطينيين عشية يوم الغفران (أ.ف.ب)
TT

غضب فلسطيني تجاه «الإغلاق» خلال احتفالات الأعياد اليهودية

أغلقت السلطات الإسرائيلية كل المعابر الحدودية في وجه الفلسطينيين عشية يوم الغفران (أ.ف.ب)
أغلقت السلطات الإسرائيلية كل المعابر الحدودية في وجه الفلسطينيين عشية يوم الغفران (أ.ف.ب)

أثارت الإجراءات الإسرائيلية خلال الأعياد اليهودية، المتمثلة في إغلاق الضفة الغربية والمعابر الحدودية ومنع الصلوات في الأقصى والحرم الإبراهيمي في الخليل لساعات طويلة، غضباً عارماً في صفوف الفلسطينيين. وعدّها عضو هيئة العمل الوطني في القدس، أحمد الصفدي أنها «ليست فصلاً عنصرياً فحسب، إنما تكريس للتفوق العرقي الشرس لليهود على الفلسطينيين».

وقال الصفدي، وهو صحافي ومدير مؤسسة «إيليا» للإعلام الشبابي في المدينة، ويعد واحداً من مئات الفلسطينيين المسلمين الذين تلقوا أمر إبعاد عن المسجد الأقصى، إن هذه السنة بلغت الإجراءات الإسرائيلية في القدس وغيرها من المناطق الفلسطينية حداً أقصى من العسف والتنكيل، ويلاحظ أن حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو تسعى لتثبيت أمر واقع جديد أشد بطشاً من الماضي لغرض توسيع الاستيطان اليهودي وتطفيش العرب من وطنهم.

وأضاف: «لقد زادوا عدد اليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وشددوا إجراءات الإغلاق في وجه الفلسطينيين، حتى تعطى الحرية لليهود في أداء الصلوات والطقوس الدينية التلمودية، وبذلك يؤججون حرباً دينية. وفوق ذلك، ضاعفوا عدد البيوت الفلسطينية التي يتم هدمها بلا رحمة، وضاعفوا عدد الاعتقالات وزادوا الحواجز العسكرية».

شرطي إسرائيلي يحرس شارعاً مغلقاً يربط القدس الغربية مع الشرقية عند بلدة بيت حنينا عشية يوم الغفران (أ.ف.ب)

حماية المستوطنين

وكانت السلطات الإسرائيلية قد سمحت لمئات المستوطنين اليهود بدخول المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الشرطة وحرس الحدود. وارتدى عشرات المستوطنين «ثياب الكهنة»، خلال اقتحامهم، ضمن القناعة بأن «موعد قدوم الكهنة قد حان، لإعادة بناء الهيكل اليهودي في الحرم الذي يزعمون أنه قام في المكان نفسه الذي يقوم فيه مسجد مر وقبة الصخرة». وأدوا صلوات تلمودية داخل باحات الأقصى ونفخوا البوق وانبطح كثير منهم أرضاً.

وفي المقابل، منعت المسلمين من دخول الأقصى لصلاة الفجر حتى صلاة الظهر. وأغلقت الشوارع الرئيسية ومداخل الأحياء في القدس لتأمين اقتحام المستوطنين. كذلك وضعت آليات الجيش الكتل الإسمنتية في شوارع رئيسية بمدينة القدس وعلى أبواب الأحياء الكبيرة مثل العيزرية وجبل أبو غنيم والعيساوية، وفرضت إغلاقاً وحصاراً لتسهيل مخططات المستوطنين واقتحاماتهم للأقصى، خلال موسم الأعياد اليهودية.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية، فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية وقطاع غزة، ابتداء من منتصف ليل السبت - الأحد، ليستمر حتى منتصف ليلة الاثنين - الثلاثاء، أي طيلة «يوم الغفران»، وهو اليوم الذي يعد يوم حداد مقدساً، يصوم فيه اليهود المتدينون لـ25 ساعة متواصلة، وتجري فيه محاسبة النفس والتكفير والتطهير من الذنوب.

يهودي متطرف يوزع أعلاماً لحركة «المعبد الثالث» بالقدس في 7 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)

جماعات الهيكل المتطرفة

وتحاول جماعات الهيكل المتطرفة استغلال هذا اليوم، لتكريس نفوذها السياسي والترويج لأفكارها التي تسعى لتهويد المدينة المقدسة وحشد أنصارها لأداء صلوات خاصة بالمسجد الأقصى في هذه المناسبة في سعيها لإقامة كل الطقوس الدينية المتعلقة بالهيكل داخل المسجد. وفي السنوات الأخيرة، يزداد عدد المقتحمين، ويتعمدون تنفيذ طقوسهم الاستفزازية بشكلٍ علني، مع محاولات متواصلة لتحقيق مكاسب؛ أبرزها النفخ في البوق، وإدخال القرابين النباتية.

وأدان البرلمان العربي اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، والسماح لهم بممارسات استفزازية تنتهك حرمة المسجد والمقابر الإسلامية، واقتحام المسجد الإبراهيمي ومنع دخول المصلين إليه.

ويرى البرلمان العربي، في بيان له الاثنين، أن تلك الاقتحامات تنتهك حرية المصلين في التوجه للمساجد وأماكن العبادة بحرية وأمان. وقال البرلمان العربي إن اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، والاعتداءات اليومية في الضفة، دعوة لتأجيج دوامة العنف وتفجير ساحة الصراع.

واستنكر البرلمان العربي العدوان الوحشي الذي شنته القوات الإسرائيلية على مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، الذي أدى إلى استشهاد شابين، وتدمير البنية التحتية للمخيم، وتصعيد وتيرة الاعتداءات الوحشية على المواطنين في قطاع غزة. وعدّ البرلمان العربي أن هذه الجرائم «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تضاف لجرائم القتل خارج القانون التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل».

قوات أمن إسرائيلية تحرس مستوطنين قرب قبة الصخرة في القدس (أ.ف.ب)

انفجار الأوضاع

وحمل البرلمان العربي، إسرائيل، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم، التي ستؤدي إلى انفجار الأوضاع، وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار. ودعا، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، إلى الضغط على إسرائيل من أجل وضع حد لجرائمها وانتهاكاتها المتكررة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وطالب باتخاذ ما يلزم من الخطوات العملية لإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، والكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته، وضرورة احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك. وأكد أن المسجد الأقصى، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، مكان عبادة خالص للمسلمين.


بغداد نحو موسكو وبكين قبل موعد السوداني في البيت الأبيض

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يصل لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يصل لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

بغداد نحو موسكو وبكين قبل موعد السوداني في البيت الأبيض

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يصل لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يصل لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)

أظهر سياق أحداث في بغداد، أن كلاً من موسكو وبكين تفاعلتا مع المسؤولين العراقيين، بشكل ملفت، فور تأكيد الدعوة الأميركية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وفيما كان الوفد العراقي يتلقى دعوة الوزير أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، في نيويورك، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يجتمع مع نظيره العراقي فؤاد حسين، لإبلاغه بأن موسكو «جاهزة لاستقبال السوداني في غضون أسابيع قليلة».

وتبين أن الدعوة الروسية تعود إلى يوليو (تموز) الماضي، حسب بيان للسفير الروسي في بغداد، إلبروس كورتاشيف، لكن الروس سارعوا إلى تثبيت موعدها مبكراً، بالتزامن مع ضغط إيراني على المسؤولين العراقيين بشأن «قضايا يجب أن يناقشها السوداني مع الرئيس جو بايدن».

وقال لافروف، في بيان مشترك مع الوزير العراقي، إن «مثل هذه الزيارة ستكون فرصة لمناقشة القضايا، التي تهم قيادة البلدين، بما في ذلك تلك ذات الطبيعة السياسية والاقتصادية».

وقال قيادي في «الإطار التنسيقي» لـ«الشرق الأوسط»، إن النشاط الروسي في العراق أخذ بعداً أكثر نشاطاً خلال الأشهر الماضية، وأن موسكو «متفقة جداً مع طهران على القيام بما يلزم بتحييد المشروعات الاستثمارية الغربية في المنطقة، بينما تتعامل موسكو مع أزمة المستحقات المالية لشركاتها في العراق، بسبب العقوبات التي تفرضها واشنطن».

كان وزير الخارجية فؤاد حسين، قد أكد لوسائل إعلام روسية، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن العلاقات بين العراق وروسيا قوية رغم العقوبات المفروضة على موسكو، والتغيرات في البيئة السياسية الناجمة عن النزاع في أوكرانيا.

وفي العراق، هناك ما يقارب 50 شركة روسية تعمل على تطوير حقول النفط وعمليات الاستكشاف والتنقيب في مناطق داخل العراق، وفقاً لبيانات روسية.

وأخيراً، رفعت روسيا مؤخراً إنتاج النفط من حقل غرب القرنة 2، جنوب البلاد، فيما أشارت وزارة النفط إلى أن الطاقة الإنتاجية لهذا الحقل وحقل الرميلة ستزداد إلى 7 ملايين برميل يومياً في 2027.

وأوضح القيادي، أن الدبلوماسية العراقية عملت بنصيحة سياسية مفادها أن واشنطن بحاجة إلى رسائل إقليمية مختلفة لإشعارها بأن المسرح العراقي ليس خالياً، وأن الضغط على واشنطن يجب أن يمر من موسكو وبكين.

ووفقاً للقيادي، فإن «طهران تنسق الأدوار في العراق، وقد تصاعد هذا التنسيق الأسبوع الماضي، بتأثير الأجواء التي رافقت دعوة السوداني للبيت الأبيض».

في السياق، قالت موقع مختص بعقود التسليح في الشرق الأوسط، إن «صفقة محتملة بين الصين والعراق، لتزويد الأخيرة بطائرات مسيرة حديثة».

ونقل موقع «الدفاع العربي»، عن عسكريين عراقيين، إن الحكومة العراقية طلبت طائرة مسيرة من طراز «سي إتش5» (CH-5)، بعد انتهاء تدريب العراقيين على التحكم بها.

كان العراق اشترى الطائرة صينية الصنع «سي إتش 4» عام 2014 في صفقة لم يتم الإعلان عنها رسمياً حتى عام 2015، ومن المفترض أن تحمل النسخة الجديدة «سي إتش 5» أنظمة إلكترونية وإنذارية متطورة مع 16 صاروخاً، يصل مداها إلى 6500 كم.

ورفض مسؤولون في وزارة الدفاع العراقية التعليق على هذه الأنباء، لكن القيادي في «الإطار التنسيقي»، الذي لم يستبعد الصفقة، قال إن «تنويع مصادر السلاح العراقي ليس مسألة سهلة، ولا يملك أحد في الحكومة القدرة على اختراق التوازنات في ظل النفوذ الأميركي».


«القوات اللبنانية»: لا يمكن انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة اللاجئين

مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
TT

«القوات اللبنانية»: لا يمكن انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة اللاجئين

مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)

رفض حزب «القوات اللبنانية» ما أعلنه المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ حول الظروف غير المؤاتية لعودة النازحين السوريين (من لبنان) إلى بلادهم، مؤكداً أن الشعب اللبناني «لا يمكنه انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة السوريين».

وقال «القوات» في بيان صادر عن جهاز العلاقات الخارجية فيه: «بعد توقف المعارك الحربية على مجمل الأراضي السورية وبعد الفرز الواضح بين مناطق خاضعة للنظام السوري أو لحلفائه ومناطق خاضعة للمعارضين أو أخصام النظام، باتت الإمكانية متوافرة لعودة السوريين الموجودين في لبنان إلى واحدة من هذه المناطق». ولفت إلى أن «عدد اللاجئين السوريين الفعليين والخائفين على حياتهم من النظام بات يعد بالآلاف مقارنة مع عدد المهاجرين السوريين غير الشرعيين والوافدين الجدد الذين بات مجموع عددهم يناهز المليون ونصف المليون سوري وموجودين على الأراضي اللبنانية بشكل غير قانوني وغير شرعي».

وأضاف: «لا يمكن الشعب اللبناني انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة السوريين إلى بلادهم، فالبنى التحتية معدومة والوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي والديموغرافي يرقى إلى أزمة لبنانية وجودية كيانية حقيقية».

وفي السياق نفسه، طالب النائب رازي الحاج (القوات اللبنانية) البلديات بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد النازحين غير الشرعيين»، مذكراً بأن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل كان قد «رفض تنظيم وجود السوريين على الحدود في بداية الأزمة السورية بذريعة ألا يكونوا كالفلسطينيين».

وتوجه الحاج إلى البلديات قائلاً: «القانون يتيح لكم إصدار تنظيم لمعالجة معضلة النازحين واتخاذ الإجراءات اللازمة، وهي تشمل ترحيل الداخلين خلسة وتنظيم وجود من لديهم إجازة عمل ضمن شروط».

وقال رازي في حديث إذاعي: «رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يريد عودة السوريين وهو يبتز المجتمع الدولي، باعتراف سياسي بنظامه، ولكي يحصل على التمويل لإعادة الإعمار والمجتمع الدولي يحق له التحفظ لكن ليس على حسابنا»، كاشفاً أن «هناك تحذيرات عدة أمنية وصلتنا خصوصاً بوجود فريق لا يؤمن بالديمقراطية، وكل جريمة لا تصل إلى نهايتها بكشف الجناة هي جريمة سياسية بامتياز ويحق لنا اتهام (الحزب) بهذه الجرائم».

 

«سيد الجبل»

من جهته، تطرق «لقاء سيدة الجبل» في اجتماعه الدوري إلى هذا الموضوع، واعتبر في بيانه بعد اجتماعه الدوري، أن «النزوح السوري يشكل اليوم، بعد عام 2011، مشكلة أساسية يعاني منها لبنان على الصعيدين الاجتماعي والأمني في ظل غيابٍ متعمد لكل السلطات المحلية المعنية، السياسية والعسكرية والأمنية»، وطالب بذلك رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ومجلس النواب مجتمعاً بتشكيل خلية أزمة وطنية لمعالجة التداعيات كافة، وعدم الاكتفاء بطلب المساعدة من المجتمع الدولي.

ويأتي ذلك في وقت لم يعلن عن أي خطوات عملية في السياسة، في قضية أزمة النزوح السوري، باستثناء ما تقوم به القوى الأمنية والجيش اللبناني عند الحدود السوري، حيث يتم توقيف مئات الهاربين غير الشرعيين إلى داخل لبنان. مع العلم بأن حكومة تصريف الأعمال كانت قد أعلنت عن إجراءات لمواجهة أزمة النزوح السوري وقررت تشكيل وفد وزاري لزيارة سوريا لمتابعة ملف النازحين برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.

وشملت تلك القرارات ضبط الحدود البرية والبحرية وإجراء مسح فوري للنازحين السوريين القاطنين في النطاق البلدي، وتكوين قاعدة بيانات عنهم، وإزالة التعديات والمخالفات على البنى التحتية الموجودة في أماكن إقامة النازحين.

 


استقالة الوزراء الأردنيين تمهيداً لإجراء تعديل يبقي الحكومة عاماً

الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني
الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني
TT

استقالة الوزراء الأردنيين تمهيداً لإجراء تعديل يبقي الحكومة عاماً

الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني
الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني

قدم وزراء الحكومة الأردنية، الاثنين، استقالاتهم تمهيداً لإجراء تعديل حكومي هو السابع منذ تشكيل حكومة بشر الخصاونة في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2020، في وقت استبعدت مصادر حكومية أن يطال التعديل نواب الرئيس الثلاثة والحقائب السيادية.

الملك عبد الله بن الحسين

ويأتي التعديل الوزاري على بعد أيام من الدعوة للدورة النيابية الرابعة والأخيرة لمجلس الأمة الذي تنتهي مدته الدستورية صيف العام المقبل، وسط حراك حزبي نشط يسعى للمشاركة في الانتخابات المقبلة التي خصص له فيها قانون الانتخاب 41 مقعداً في البرلمان المقبل من أصل 138 مقعداً، هي كامل مقاعد المجلس. وفي حين بات في حكم المؤكد دخول نائبين على الأقل من أعضاء مجلس النواب الحالي إلى الفريق الوزاري الجديد، فإن المصادر كشفت لـ«الشرق الأوسط» أن الوزراء الجدد سيؤدون القسم الدستوري أمام العاهل الأردني الملك عبد الله غداً الثلاثاء.

وذكرت مصادر أن الخطوة التي سيقدم عليها رئيس الحكومة بشر الخصاونة في التعديل وإدخال نائبين على الأقل من أعضاء مجلس النواب الحالي، قد تمهد لمواجهة مرتقبة بين السلطتين، خصوصاً في ظل رغبة نواب آخرين في التوزير، وذلك مع اقتراب مجلس النواب من إنهاء مدته الدستورية اعتباراً من منتصف يوليو (تموز) المقبل، إذ ينص الدستور على إجراء الانتخابات النيابية خلال الشهور الأربعة التي تسبق انتهاء مدة مجلس النواب، وهي أربع سنوات شمسية، كون النتائج النهائية لمجلس النواب الحالي أُعلنت في الخامس عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

إحدى جلسات مجلس الوزراء الأردني

ويتطلب إدخال نواب إلى الفريق الوزاري تقديم استقالاتهم لرئيس المجلس قبل أدائهم اليمين الدستورية أمام الملك، إذ نصت التعديلات الدستورية التي أقرت مطلع عام 2022 عدم جواز الجمع بين موقعي النيابة والوزارة، ما يحتم دخول نواب جدد إلى المجلس الحالي وهم من الأسماء التي تلي أسماء النواب من القوائم الفائزة، لأن قانون الانتخاب ألغى الانتخابات التكميلية واكتفى بملء المقعد الشاغر من القائمة نفسها، ليتصدر مجلس النواب الحالي تاريخ المجالس النيابية التي طرأ على أعضائها تغيير، بعد التصويت على فصل نائبين (أسامة العجارمة ومحمد اعناد الفايز)، والتصويت على رفع الحصانة عن النائب عماد العدوان الذي يحاكم أمام محكمة أمن الدولة بتهمة تهريب أسلحة إلى إسرائيل، ووفاة نائبين آخرين.

وقد يمهد التعديل الحكومي السابع لحكومة الخصاونة لتطبيق معادلة استمرارية الربط بين عمري الحكومة مع النواب، خصوصاً أن المجالس النيابية الثلاثة الأخيرة استكملت مدتها الدستورية، غير أن المجلس النيابي السابق فقط تعامل مع رئيسي حكومتين هما هاني الملقي الذي تقدم باستقالته منتصف عام 2018 على خلفية احتجاجات شعبية بسبب إقرار قانون ضريبة الدخل، فحل مكانه لمدة السنتين المتبقيتين من عمر مجلس النواب الثامن عشر الرئيس عمر الرزاز.

وبالعودة إلى تفاصيل التعديل الوزاري المرتقب، فقد تحدثت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أنباء شبه مؤكدة تقضي بخروج وزراء الإعلام والمياه، وعودة الفصل بين وزارتي النقل عن الأشغال العامة، ووزارتي العمل عن الصناعة والتجارة والتموين، في وقت لم تحسم المصادر نفسها الأحاديث المتداولة عن مناقلات بين الوزراء والحقائب، على أن اسمي النائبين عمر العياصرة عن دائرة محافظة جرش شمال العاصمة، والنائب خير أبو صعيليك النائب عن الدائرة الرابعة في عمان من الأسماء الأوفر حظاً لدخول الحكومة.


مخاوف من نقل «الجريمة المنظمة» من إسرائيل إلى الضفة

نقطة تفتيش عند المدخل الجنوبي المغلق لمدينة الخليل قرب مستوطنة «بيت حجاي» (أ.ف.ب)
نقطة تفتيش عند المدخل الجنوبي المغلق لمدينة الخليل قرب مستوطنة «بيت حجاي» (أ.ف.ب)
TT

مخاوف من نقل «الجريمة المنظمة» من إسرائيل إلى الضفة

نقطة تفتيش عند المدخل الجنوبي المغلق لمدينة الخليل قرب مستوطنة «بيت حجاي» (أ.ف.ب)
نقطة تفتيش عند المدخل الجنوبي المغلق لمدينة الخليل قرب مستوطنة «بيت حجاي» (أ.ف.ب)

حذرت مؤسسات المجتمع المدني في مدينة الخليل الفلسطينية، يوم الاثنين، من الانفلات الأمني الذي انتشر مؤخراً، وكانت ضربته الأخيرة محاولة اغتيال عضو المجلس البلدي المنتخب، المحامي عبد الكريم فراح يوم الأحد، وأعربت عن خشيتها من نقل عدوى الجريمة المنظمة من المجتمع العربي في إسرائيل إلى الضفة الغربية، وعدّتها «نكبة ثانية».

وبحسب المركز الفلسطيني لاستقلال المحاماة والقضاء «مساواة» في الخليل، فإن الاعتداءات الإجرامية على شخصيات سياسية وبلدية في الخليل تتحول إلى ظاهرة في الأسابيع الأخيرة، وترافقها عمليات إشاعة للفُرقة والاقتتال والانقسام المجتمعي، وتُوسّع من دائرته وتحوله إلى انقسام جغرافي وعائلي ومجتمعي عميق.

وقال: «هذه نكبة جديدة لا تقل خطورةً وتهديداً وجودياً عن تلك النكبات التي حلّت بالشعب الفلسطيني كونها تشي بتمزيق النسيج المجتمعي وتوسيع رقعة الفلتان والاقتتال، ما يودي بالأمن الشخصي والجمعي، وينسف أُسس الاستقرار والسلم الأهلي ويُمزّق الوطن إلى أشلاء، ويُكرّس ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد بل وأبناء المدينة الواحدة أو حتى الحيّ الواحد، ويبدِّد الحقوق الوطنية لشعبنا ويحرمه من حقه في تقرير المصير والتنمية المستدامة، ويدفع بخيرة أبنائه للهجرة أو الوقوع في أتون الاقتتال والفلتان».

متظاهرون فلسطينيون يشتبكون مع القوات الإسرائيلية في مدينة الخليل بالضفة الغربية في 10 سبتمبر 2023 (د.ب.أ)

محاولة اغتيال المحامي فراح

وكان مسلحون ملثمون قد أوقفوا سيارة المحامي فراح، في منطقة دوار التحرير جنوب الخليل في وضح النهار، وأرغموه تحت تهديد السلاح على النزول من سيارته، ومن ثم تم إطلاق النار على قدميه، وسرقة سيارته إلى مكان آخر وإحراقها. وكانت سيارة نائبة رئيس بلدية الخليل الدكتورة أسماء الشرباتي قد تعرضت لإطلاق نار قبل عدة أيام، فيما تعرضت العيادة الطبية لزوجها لإطلاق النار من مسلحين آخرين.

واستنكر رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد أشتية، ما يجري من اعتداءات دامية في الخليل، خلال جلسة الحكومة الاثنين، وقال إن «القانون هو سيد الأحكام»، وأكد أن وزيري الداخلية والحكم المحلي يتابعان الموضوع المتعلق بالبلدية وارتدادات ذلك، وأن الأجهزة الأمنية تلاحق الخارجين عن القانون وسيتم تقديمهم إلى العدالة.

وقال رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو اسنينة، ظهر الاثنين، إنّ الأحداث المؤسفة الجارية في الخليل تدفع بالمدينة إلى مربع الفلتان والفوضى، مؤكداً أنّها محاولة انقلاب على نتائج الانتخابات المحلية التي أفرزت هيئة المجلس المحلي الحالي. ولمح إلى أن الاعتداءات المتكررة على أعضاء المجلس البلدي، ذات طابع سياسي مرتبط بخلافات بين الفصائل الفلسطينية. ووجهت حركة «حماس» اتهامات لحركة «فتح» والسلطة الفلسطينية التي تتقاعس عن مكافحة الجريمة.

فلسطينيون يعبرون نقطة تفتيش إسرائيلية شمال مدينة الخليل (أرشيفية - أ.ف.ب)

اجتماع عاجل

ومن جانبه، دعا رئيس اللجنة الرئاسية للسلم الأهلي القيادي في حركة «فتح» لافي غيث، لاجتماع عاجل لجميع مكونات الخليل، بهدف الحفاظ على السلم الأهلي، ووقف حالة التدهور التي تعيشها الخليل. وقال غيث: «آن الأوان أن نقف في وجه الفلتان، وعلى الأمن مطاردة الخارجين عن القانون ومثيري الفتن والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة».

وقد عم الإضراب العام مدينة الخليل بقرار من البلدية ومؤسسات المجتمع المدني. وقررت نقابة المحامين، تعليق العمل الاثنين، أمام كل المحاكم والنيابات بمحافظة الخليل، وتنظيم وقفة أمام محكمة بداية الخليل ظهراً، تنديداً بالاعتداء على المحامي عبد الكريم فراح.

وقالت النقابة في بيان: «هذا الاعتداء وما سبقه ينذر بتقويض السلم الأهلي، وندعو لسرعة توقيف المعتدين ومحاكمتهم ووضع حد للسلاح المنفلت في مواجهة الناس والمختلف عن البوصلة التي تعرف وجهتها البنادق الثائرة». كما دعت القوى السياسية والفعاليات الوطنية في محافظة الخليل، إلى اعتصام جماهيري احتجاجي، استنكاراً لحالة الفوضى والعبث بأمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم ومؤسساتهم في الخليل، وحالة البلطجة والفلتان الأمني السائدة. كما طالبت القوى السياسية، الأمن الفلسطيني، «بتحمل مسؤولياته في تنفيذ القانون، وملاحقة المتورطين في هذه الأعمال والمظاهر التي تهدد أمن المجتمع والسلم الأهلي ووحدتنا الوطنية».

جندي إسرائيلي يقوم بتأمين مدخل مدينة الخليل بالضفة الغربية (أ.ب)

أرواح 182 شخصاً

وقال نشطاء سياسيون في قيادة المجتمع العربي بإسرائيل، إن ما يجري في الخليل مقلق للغاية، «وهو يشير إلى أن من يقف وراء تشجيع الجريمة المنظمة في صفوف العرب بإسرائيل، التي حصدت حتى الآن أرواح 182 شخصاً، يسعى لنقل العدوى إلى أهلنا في الضفة الغربية». وحذروا: «لقد نجحنا في إفشال مخططات السلطات الإسرائيلية لتفتيت وحدتنا طيلة 75، بمختلف طرق الفتنة الشريرة. ولكن هذه السلطات وجدت بيننا من يستخدمون الجريمة المنظمة. فلا تبتلوا بما ابتلينا به».