الجيش الإسرائيلي يقتل فتى فلسطينياً بدعوى قذف حجارة على مستوطنين

الرئاسة الفلسطينية: تصعيد خطير ضد شعبنا يتحمل نتائجه الاحتلال

اشتباكات بين محتجين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية المغير شرق رام الله أمس (أ.ف.ب)
اشتباكات بين محتجين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية المغير شرق رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقتل فتى فلسطينياً بدعوى قذف حجارة على مستوطنين

اشتباكات بين محتجين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية المغير شرق رام الله أمس (أ.ف.ب)
اشتباكات بين محتجين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية المغير شرق رام الله أمس (أ.ف.ب)

اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس (الجمعة)، بقتل الفتى الفلسطيني أمجد نشأت أبو عليا (16 عاماً)، في قرية المغير - شرق مدينة رام الله، وقالت إن «الجنود أطلقوا عليه الرصاص بشكل انتقائي دقيق، لأنه ضُبِط، وهو يقذف الحجارة”». وقد دانت الرئاسة الفلسطينية هذه الجريمة.
وقال الناطق الرسمي باسمها، الوزير نبيل أبو ردينة، إن «هذه الجريمة تأتي في إطار مسلسل القتل اليومي الذي يتعرض له أبناء شعبنا، سواء من قبل جيش الاحتلال أو مستوطنيه الذين يعيثون فساداً وقتلاً بحماية الحكومة الإسرائيلية». واعتبرها «تصعيداً خطيراً ضد شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية تتحمل نتائجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي».
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، د. محمد اشتية، إن «المحتلين القتلة لا يتوقفون عن ارتكاب جرائمهم بحق الأطفال، والشبان، والنساء، والشيوخ، الذين كان آخرهم الطفل الشهيد أمجد أبو عليا؛ فتلك عقيدة يعتنقونها تقوم على إطلاق النار لأجل القتل، مستفيدين من شعور هو بمثابة غطاء لجرائمهم؛ بأنهم سيفلتون من العقاب».
وقد روى شهود عيان أن المواجهات اندلعت، عقب قمع الاحتلال مسيرة سلمية نظمتها القوى الوطنية والإسلامية، وفعاليات القرية، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، رفضاً للاستيطان، واحتجاجاً على الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون المستعمرون بشكل يومي ضدهم. وأكدوا أن المستوطنين يهاجمون القرية، خصوصاً منطقتي عين سامية ومرج الذهب، بهدف الاستيلاء على المزيد من أراضيهما، وأن جنود الاحتلال يمتثلون دائماً لحماية هؤلاء المستوطنين وتشجيعهم.
وروى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، أنه في أثناء مشاركته بمظاهرة المقاومة الشعبية المركزية في بلدة المغير شاهَد بعينيه كيف يتشارك جنود الاحتلال مع المستعمرين المستوطنين في الهجوم على المتظاهرين الفلسطينيين بالرصاص الحي، وأصابوا عدداً منهم. ووصف البرغوثي ما جرى بالأمر الخطير، حيث لا يخفي جيش الاحتلال ولا يتورع عن تزويد المستوطنين بالسلاح والتشارك معهم في الهجوم على المتظاهرين.
وكانت الضفة الغربية قد شهدت عدة مسيرات سلمية، كما في كل يوم جمعة، احتجاجاً على الاستيطان وما يرافقه من حملات قمع واضطهاد لجنود الاحتلال. وتصدت قوات الاحتلال للعديد منها. وقد استهلت الصدامات بمداهمة قوات الاحتلال، فجر أمس (الجمعة)، عدداً من منازل المواطنين في قرية المنية شرق بيت لحم، وأخضعت ساكنيها لتحقيق قاسٍ. ثم تمت مداهمة منازل في مخيم الدهيشة وتفتيشها بالطريقة ذاتها. وفي قرية المغير، وبالإضافة إلى قتل الفتى أمجد عليا، أُصيب شخصان آخران بالرصاص الحي وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.
وفي بلدتي بيتا، جنوب نابلس، وبيت دجن، شرقها، أصيب عدد من المواطنين، خلال مواجهات أمس (الجمعة). وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في «الهلال الأحمر» في نابلس، أحمد جبريل، بأن مواطنَين أُصيبا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة لإصابة 15 آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع. وفي بلدة كفر قدوم، قرب قلقيلية، أُصيب 11 شاباً برصاص الاحتلال، بينهم صحافي، خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان.
وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية، مراد شتيوي، بأن مواجهات اندلعت مع جنود الاحتلال خلال محاولاتهم اقتحام البلدة، فتصدى لهم الشبان خلالها بالحجارة وزجاجات الطلاء، بينما رد الجنود بإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتغطية هروبهم، دون وقوع إصابات بين صفوف الشبان. وفي بلدة بورقين، الواقعة ما بين نابلس وجنين، هاجمت قوات الاحتلال عدة بيوت وعاثت فيها فساداً، ونفذت عدة اعتقالات بدعوى قيام ثلاثة شبان فلسطينيين من سكانها بضرب مستوطن وقتل كلبه، ظهر أمس. وقالت سلطات الاحتلال إن المستوطن أصيب بجروح في جميع جنبات جسده. وكاد يفقد حياته، لولا وصول قوة من الجيش ومجموعة مستوطنين، وراحوا يطلقون الرصاص في الهواء لتفريقهم.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت أنها نفذت سلسلة اعتقالات في القدس الشرقية، ومختلف أنحاء الضفة الغربية لمطلوبين لدى المخابرات للاشتباه بتخطيط وتنفيذ عمليات عدائية.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

مسيّرة إسرائيلية تقصف منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان

مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

مسيّرة إسرائيلية تقصف منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان

مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)
مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

ذكرت قناة «تلفزيون الجديد»، اليوم الجمعة، أن طائرة مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان. ولم يذكر التلفزيون تفاصيل أخرى عن القصف.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق من اليوم قصف منصة صاروخية متحركة تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، فجر يوم الأربعاء الماضي بالتوقيت المحلي، بهدف إنهاء أحدث صراع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار بين الجانبين.

وتشهد الهدنة بعض الخروق؛ إذ اتهم الجيش اللبناني الذي أعلن البدء بالانتشار في الجنوب، إسرائيل، الخميس، بـ«خرق» اتفاق وقف إطلاق النار «مرات عدة» خلال يومين.

وقال الجيش اللبناني في بيان: «بتاريخَي 27 و28 - 11 - 2024، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرات، من خلال الخروق الجوية، واستهداف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة».

بدورها، قالت جينين هينيس - بلاسخارت، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون لبنان، اليوم (الجمعة)، إن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في جنوب لبنان وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في هذه المناطق، لا يمكن أن تتم «بين ليلة وضحاها».