كان هدف «مجزرة كفر قاسم» التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية عام 1956 دفعَ الفلطسنيين إلى الرحيل إلى الجهة الأردنية من الحدود، حسبما كشفت البروتوكولات السرية التي سُمح بفتحها أمس. وحسب الوثائق اعترف قائد الفرقة العسكرية الإسرائيلية التي نفذت المجزرة بأنَّ الأوامر كانت «محبذة سقوط قتلى».
وقد وجَّه أحد القضاة إلى الضابط حايم ليفي خلال جلسة للمحكمة عقدت بعد عدة شهور من المجزرة، سؤالاً حول ما إن كان ما سمعه هو «يفضل سقوط قتلى أو قد يسقط قتلى»، فأجاب: «لا هذا ولا ذاك. القائد، العقيد يسخر شدمي قال بوضوح وبالحرف الواحد: مرغوب فيه أن يسقط قتلى». فقال محامي الدفاع آشر يتسحاك: «مع ذلك هو أكّد لكم بأنَّ عليكم ألا تقتلوا. هل هذا صحيح». فأجاب: «أنا لا أرى فرقاً».
وقعت مجزرة كفر قاسم في اليوم الأول للحرب التي عرفت عند العرب باسم العدوان الثلاثي (الهجوم الإسرائيلي – البريطاني – الفرنسي)على مصر، في أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) 1956. وكانت السلطات العسكرية الإسرائيلية فرضت على البلدات العربية منع تجوّل مفاجئ، حتى لا يشكلوا خطراً أمنياً خلال الحرب.
وفي كفر قاسم، القرية المحاذية للحدود مع الضفة الغربية، التي وقعت تحت سلطة الأردن، فرض منع التجوّل في الوقت الذي كان فيه المزارعون يفلحون أراضيهم، البعيدة بضعة كيلومترات عن القرية، فلم يعرفوا بأمر هذا المنع. وعندما وصلوا إلى القرية، وكان بينهم رجال ونساء وأطفال، أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهم وقتلت منهم 49 شخصاً، بينهم ثماني نساء بينهم امرأة حامل، و18 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين 8 و17 عاماً.