مصر تواجه التعديات على «النيل» والترع بإزالة 60 ألف مخالفة

بهدف دعم المنظومة المائية وتوفير الاحتياجات

جهود مصرية لإزالة التعديات في مهدها على مجرى نهر النيل (وزارة الري المصرية)
جهود مصرية لإزالة التعديات في مهدها على مجرى نهر النيل (وزارة الري المصرية)
TT

مصر تواجه التعديات على «النيل» والترع بإزالة 60 ألف مخالفة

جهود مصرية لإزالة التعديات في مهدها على مجرى نهر النيل (وزارة الري المصرية)
جهود مصرية لإزالة التعديات في مهدها على مجرى نهر النيل (وزارة الري المصرية)

كثفت الحكومة المصرية من جهودها لرصد وإزالة أي تعديات جديدة على مجرى نهر النيل، مؤكدة التعامل بـ«حسم أي مخالفات». وتعاني مصر من عجز في مواردها المائية، وتعتمد على حصتها في مياه النيل في تلبية معظم احتياجاتها، في وقت تترقب فيه تأثير ملء إثيوبيا خزان «سد النهضة» المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل.
ووفق بيان لوزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي (السبت)، فإن «أجهزة وزارة الري تواصل التصدي بكل حسم لجميع أشكال التعديات على المجاري المائية»، لافتاً إلى أن «التصدي الحاسم للتعديات وإزالتها في مهدها، يُعد رسالة واضحة لكل من يحاول القيام بأي شكل من أشكال التعدي على المجاري المائية أو أملاك الري»، موضحاً أن «إزالة التعديات على المجاري المائية تهدف إلى تحقيق (حسن إدارة وتشغيل وصيانة) المنظومة المائية، ولضمان توفير الاحتياجات المائية اللازمة للمنتفعين كافة».

وقال وزير الري المصري إنه «تمت إزالة أكثر من 60 ألف حالة تعدٍّ على مجرى نهر النيل والترع والمصارف وأملاك الري بمساحة نحو 8.70 مليون متر مربع»، موضحاً أنه «تم خلال الأيام الماضية تنفيذ المئات من الإزالات لأعمال الردم بالمجرى المائي لنهر النيل وغيرها من أشكال التعديات، في محافظات القاهرة، والدقهلية، والبحيرة، والمنوفية، والمنيا، وكفر الشيخ، وسوهاج».
وشرعت مصر في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار. ويشمل البرنامج المصري بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية.
وتعتمد مصر بأكثر من 90 في المائة على حصتها من مياه النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب. وأظهرت صور بالأقمار الصناعية، التُقطت الأسبوع الماضي، انتهاء إثيوبيا من تخزين المليار الأول في الملء الثالث لـ«سد النهضة». في وقت تطالب القاهرة والخرطوم (دولتا مصب نهر النيل)، أديس أبابا بالامتناع عن اتخاذ أي «إجراءات أحادية»، فيما يتعلق بملء بحيرة «السد» أو تشغيله، قبيل إبرام اتفاقية «قانونية ملزمة» تضمن لهما الحد من التأثيرات السلبية المتوقعة لـ«السد»، وهو ما فشلت فيه المفاوضات الممتدة بشكل متقطع منذ 10 سنوات.

وجرت آخر جلسة للمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، في أبريل (نيسان) 2021، وفشلت في التوصل إلى اتفاق على آلية ملء السد وتشغيله، الأمر الذي دعا مصر والسودان إلى عرض «النزاع» على مجلس الأمن الدولي. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيراً إن «مصر اتخذت (الخيار التفاوضي) في تعاملها مع قضية المياه ولا سيما موضوع السد الإثيوبي، استناداً إلى مجموعة من الثوابت الحاكمة، والتي تنمّ عن رغبتنا في تنمية العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، والتشاور لجبه التحديات التي تواجه القارة الأفريقية وتوسيع أطر التعاون وتكامل الأهداف والسعي لإيجاد رؤية مشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا لحل تداعيات بناء (سد النهضة)».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


عقوبات أميركية على «حميدتي»

 «حميدتي» قائد قوات الدعم السريع (الشرق الأوسط)
«حميدتي» قائد قوات الدعم السريع (الشرق الأوسط)
TT

عقوبات أميركية على «حميدتي»

 «حميدتي» قائد قوات الدعم السريع (الشرق الأوسط)
«حميدتي» قائد قوات الدعم السريع (الشرق الأوسط)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فرض عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي)، زعيم «الدعم السريع»، وأكدت أن قواته ارتكبت «جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية» في الصراع المسلح مع الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ما أسفر عن مقتل عشرات آلاف من السودانيين وتشريد 12 مليوناً وإحداث مجاعة واسعة النطاق.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن قوات «الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في منطقة دارفور بالسودان وتورطت في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي، وقامت بعمليات القتل بدوافع عرقية، وارتكبت أعمال العنف الجنسي كسلاح حرب، وبصفته القائد العام لقوات الدعم السريع، يتحمل حميدتي المسؤولية القيادية عن الأفعال البغيضة وغير القانونية لقواته».

كما وضعت وزارة الخزانة الأميركية، سبع شركات مرتبطة بـ«الدعم السريع» على قائمة العقوبات لقيامها «بتوفير المعدات العسكرية وتمويل تأجيج الصراع وتوفير الأموال والأسلحة لقوات الدعم السريع»، ومنها شركة يديرها شخص مع عبد الرحيم حمدان دقلو (شقيق حميدتي) الذي أدرجته الخزانة الأميركية في سبتمبر (أيلول) الماضي على قائمة الإرهابيين، وشركة أخرى يديرها شقيق آخر له.