اليونان تتمسك بـ«قواعد الممارسة الدبلوماسية الجيدة»

الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس (إلى اليمين) يستقبل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في القصر الرئاسي في نيقوسيا (رويترز)
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس (إلى اليمين) يستقبل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في القصر الرئاسي في نيقوسيا (رويترز)
TT

اليونان تتمسك بـ«قواعد الممارسة الدبلوماسية الجيدة»

الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس (إلى اليمين) يستقبل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في القصر الرئاسي في نيقوسيا (رويترز)
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس (إلى اليمين) يستقبل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في القصر الرئاسي في نيقوسيا (رويترز)

أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم (الجمعة)، أن بلاده تفضل «النهج الدبلوماسي» على السجال اللفظي مع تركيا بشأن نزاعاتهما القديمة حول المجال الجوي والحدود البحرية والتنقيب عن الغاز في بحر إيجه.
تصريح ميتسوتاكيس جاء خلال زيارة أجراها لجمهورية قبرص، حليفه المقرب، التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بتركيا منذ أن غزت أنقرة شمال الجزيرة عام 1974 رداً على محاولة انقلاب طالب منفذوها بضم الجزيرة إلى اليونان.
بعد لقاء الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في العاصمة نيقوسيا، قال ميتسوتاكيس إنه يريد تنسيق «الجهود في مواجهة الاضطرابات الأخيرة في شرق البحر المتوسط». ورأى، من دون أن يسمّي تركيا، أن أفضل دفاع لليونان وقبرص «ضد أي نزعة تحريفية» هو القانون الدولي والتحالفات الإقليمية القوية و«قواعد الممارسة الدبلوماسية الجيدة»، معرباً عن اعتقاده أن «هذا هو النهج الصحيح»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويدور خلاف بين أنقرة وأثينا منذ سنوات بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز في الأجزاء المتنازع عليها من بحر إيجه الذي يفصل بين البلدين وفي شرق البحر المتوسط.
وتتهم اليونان جارتها بإرسال طائرات مقاتلة للتحليق فوق جزر يونانية، بينما ترى تركيا أن نشر اليونان قوات في جزر بحر إيجه ينتهك اتفاقات السلام المبرمة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قبل أسبوعين وضع حدّ للاجتماعات الدورية مع القادة اليونانيين التي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بموجب اتفاق أُبرم عام 2010.
ويبدو أن ميتسوتاكيس يريد نزع فتيل التصعيد اللفظي مع تركيا رغم أنه لم يذكرها بالاسم، وقال: «سنكون قادرين قريباً على العودة إلى وضع أكثر هدوءاً والحفاظ دائماً على قنوات الاتصال مفتوحة والتي لا ينبغي أبداً إغلاقها حتى في أصعب الأوقات».
من جهته، حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس (الخميس)، اليونان وتركيا العضوين في الحلف، على حل خلافاتهما «بروح الثقة».
أما أناستاسيادس، فقال إنه «يتوقع أن تدعم القمة الأوروبية في بروكسل الأسبوع المقبل اليونان وقبرص بقوة ضد أي جهة تشكك في سيادتهما أو وحدة أراضيهما».


مقالات ذات صلة

إردوغان سيستقبل نتنياهو وعباس الأسبوع المقبل

آسيا إردوغان لدى زيارته الشطر الشمالي من جزيرة قبرص الخميس (أ.ف.ب)

إردوغان سيستقبل نتنياهو وعباس الأسبوع المقبل

عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله في أن يكون لقاؤه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع المقبل، بداية لمرحلة أفضل في العلاقات الثنائية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة) «الشرق الأوسط» (تل أبيب)
آسيا تركيا سحبت سفينة التنقيب «ياووز» من شرق البحر المتوسط بعد توتر مع اليونان والاتحاد الأوروبي صيف 2020 (صورة أرشيفية)

تركيا تؤكد عدم التنازل عن حقوقها بموارد الطاقة في شرق المتوسط

أكدت تركيا أنها لن تتنازل عن حماية حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط، المنبثقة عن القانون الدولي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد خط أنابيب تحت البحر لنقل الغاز (من موقع شركة نيوميد للطاقة)

ربط حقل أفروديت القبرصي للغاز بمصر عبر خط أنابيب تحت البحر

قالت شركة نيوميد إنرجي، إن حقل أفروديت للغاز الذي يجري تطويره قبالة سواحل قبرص سيجري ربطه بمنشأة معالجة وإنتاج في مصر عبر خط أنابيب تحت البحر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد إحدى شحنات الغاز المصري المسال المصدرة للخارج (وزارة البترول المصرية)

كيف تُسهم مصر في تلبية الطلب الأوروبي المتنامي على الغاز؟

في أعقاب الحرب الروسية - الأوكرانية بات الغاز الطبيعي محركاً رئيسياً في العلاقات الدولية، لا سيما بالنسبة لأوروبا، وفي هذا الصدد قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الدورة السادسة من معرض ومؤتمر مصر الدولي للبترول «إيجبس 2023» في القاهرة (الأحد)، إن «جهود مصر مع شركات التنقيب ستصبح العنصر الحاسم ليخفف (منتدى غاز شرق المتوسط) تبعات أزمة الطلب على الغاز في أوروبا». وطرح طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، خلال المؤتمر، خطة مصر لطرح 3 مزايدات عالمية في مجالات البحث والاستكشاف خلال العام الحالي، وتستهدف الخطة «الطموحة»، حسب توصيف وزير البترول: «حفر أكثر من 300 بئر استكشافية حتى

إيمان مبروك (القاهرة)
شمال افريقيا عمليات تنقيب عن الغاز في حقل «ظهر» المصري (الرئاسة المصرية)

مصر للتنقيب في المتوسط بعد ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا

أظهرت مصر تمسكاً عملياً بالمضي في مسار ترسيم حدودها البحرية مع ليبيا في البحر المتوسط؛ إذ طرحت للمرة الأولى منذ إعلانها الترسيم، مزايدة للبحث والتنقيب عن الغاز والزيت في مناطق مختلفة بالبلاد، من بينها المتوسط.


السلطات الإيرانية تمنع عائلة أميني من مغادرة البلاد

متظاهرة تحمل صورة مهسا أميني خلال مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في بروكسل، 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
متظاهرة تحمل صورة مهسا أميني خلال مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في بروكسل، 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
TT

السلطات الإيرانية تمنع عائلة أميني من مغادرة البلاد

متظاهرة تحمل صورة مهسا أميني خلال مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في بروكسل، 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
متظاهرة تحمل صورة مهسا أميني خلال مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في بروكسل، 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)

منعت السلطات الإيرانية أفراد عائلة مهسا أميني، التي أثارت وفاتها في سبتمبر (أيلول) 2022 موجةَ احتجاجات واسعة في إيران، من مغادرة البلاد لتسلّم «جائزة ساخاروف» التي منحها البرلمان الأوروبي للشابة، وفق ما أفادت محاميتهم في فرنسا السبت.

وقالت شيرين أردكاني إن والدي أميني وشقيقها «مُنعوا من الصعود على متن الطائرة التي كانت من المقرر أن تنقلهم إلى فرنسا لتسلّم جائزة ساخاروف... منتصف ليل أمس على الرغم من حيازتهم تأشيرة دخول».

وأضافت: «تمّت مصادرة جوازات سفرهم»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان البرلمان الأوروبي منح أميني في أكتوبر (تشرين الأول)، «جائزة ساخاروف لحرية الفكر»، وهي أهم جائزة في مجال حقوق الإنسان من الاتحاد الأوروبي.

وتوفيت الشابة الكردية أميني عن عمر 22 عاماً في 16 سبتمبر (أيلول) 2022 بعد ثلاثة أيام على تدهور حالتها الصحية أثناء توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بدعوى سوء الحجاب. وتقول عائلة الشابة إنها توفيت من ضربة تلقتها على الرأس، إلا أن السلطات تنفي ذلك.

وأطلقت وفاتها احتجاجات واسعة رفع المشاركون فيها شعار «امرأة.. حياة.. حرية».

وقتل المئات خلال الاحتجاجات إثر حملة أطلقتها قوات الأمن لإخماد الاحتجاجات، بينما أوقفت السلطات آلاف الأشخاص.

وعدت أردكاني أن السلطات الإيرانية تسعى جاهدة في هذه الفترة «للحؤول دون إيصال عائلات الضحايا صوتها إلى المجتمع الدولي»، خصوصاً وأن تسليم «جائزة ساخاروف» المقرر الثلاثاء يأتي بعد يومين من تسليم جائزة نوبل للسلام التي منحت للناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي المسجونة حالياً في طهران.

آلاف شاركوا في مراسم أربعين مهسا أميني يشقون طريقهم نحو مقبرة في سقز الكردية غرب إيران في 26 أكتوبر 2022 (أ.ف.ب)

وكانت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، عدّت لدى الإعلان عن اسم الفائزة بـ«جائزة ساخاروف»، أن «قتل... أميني الوحشي شكل منعطفاً»، وأطلق «حركة قادتها نساء دخلت التاريخ وبات شعار (امرأة حياة حرية) شعاراً يجمع خلفه كل الذين يدافعون عن المساواة والكرامة والحرية في إيران».

ورغم توقف الاحتجاجات بشكل شبه كامل في إيران بعد ستة أشهر من اندلاعها في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، فإن السلطات لا تزال تمارس قيوداً على أسر الضحايا والمعتقلين، وتمنع إقامة مراسم لإحياء ذكراهم.


إردوغان: مجلس الأمن بحاجة إلى إصلاح

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
TT

إردوغان: مجلس الأمن بحاجة إلى إصلاح

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم السبت، إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، منددا بتمكن الولايات المتحدة من استخدام حق النقض (فيتو) ضد اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة على الرغم من الدعم الكبير من دول أخرى.

وقال إردوغان في مؤتمر لحقوق الإنسان يُعقد في إسطنبول «طلب مجلس الأمن وقف إطلاق النار لم يعرقله إلا الفيتو الأميركي. هل هذه عدالة؟». وأضاف «مجلس الأمن بحاجة إلى إصلاح»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.


مسؤول إسرائيلي: نحتاج 3 أو 4 أسابيع لاستكمال هجومنا في خان يونس

رجل إطفاء فلسطيني يعمل على إطفاء حريق في منزل بعد غارة إسرائيلية في خان يونس (رويترز)
رجل إطفاء فلسطيني يعمل على إطفاء حريق في منزل بعد غارة إسرائيلية في خان يونس (رويترز)
TT

مسؤول إسرائيلي: نحتاج 3 أو 4 أسابيع لاستكمال هجومنا في خان يونس

رجل إطفاء فلسطيني يعمل على إطفاء حريق في منزل بعد غارة إسرائيلية في خان يونس (رويترز)
رجل إطفاء فلسطيني يعمل على إطفاء حريق في منزل بعد غارة إسرائيلية في خان يونس (رويترز)

ذكر مسؤول دفاعي إسرائيلي بارز أن الجيش الإسرائيلي يحتاج ما بين ثلاثة وأربعة أسابيع لاستكمال هجومه الحالي في خان يونس في جنوب غزة، وفترة مماثلة بعد ذلك لإنهاء المرحلة الأولى من الحرب ضد حركة «حماس»، حسبما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن موقع «أكسيوس».

وقال المسؤول أمس (الجمعة)، إنه بينما لم تمنح أميركا إسرائيل موعداً نهائياً لإنهاء عملياتها العسكرية، في غزة، في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أعربت واشنطن أن الوقت ينفد.

وأضاف المسؤول في التصريح الذي أوردته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» اليوم (السبت)، أن أميركا وإسرائيل اختلفتا منذ شهر تقريباً حول المدة التي يجب أن تستمر فيها الحرب، من دون تحديد المزيد.

وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت أمس حق النقض (الفيتو) خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف «إطلاق نار إنساني فوري» بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.


وزير الخارجية الإيراني يحذر من «انفجار في المنطقة» جراء الحرب الإسرائيلية في غزة

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (ا.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (ا.ف.ب)
TT

وزير الخارجية الإيراني يحذر من «انفجار في المنطقة» جراء الحرب الإسرائيلية في غزة

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (ا.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (ا.ف.ب)

حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (السبت)، من حدوث انفجار لا يمكن السيطرة عليه في المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية في غزة.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، أن عبد اللهيان ناقش مع غوتيريش الوضع الإنساني المعقد في غزة، وحث على ضرورة إيقاف «جرائم الكيان الإسرائيلي» ومساعدة الفلسطينيين، بما في ذلك الفتح الفوري لمعبر رفح ووقف التهجير القسري.

ومن جانبه وصف غوتيريش الوضع الإنساني في غزة بالكارثي، مشيراً إلى أن تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لم يحدث منذ عام 1989، ولكن في ظل الوضع المعقد في غزة وفلسطين، فقد تم تفعيل المادة المذكورة وأصبحت الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة أكثر من أي وقت مضى، ويجب تحقيق هدنة إنسانية ومنع انتشار التوترات في المنطقة.

وفشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الجمعة في تبني مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض لعرقلة المشروع.


تركيا تعتزم حل خلافاتها مع اليونان في «أجواء إيجابية»

إردوغان وميتسوتاكيس عقب لقائهما في أثينا الخميس (إ.ب.أ)
إردوغان وميتسوتاكيس عقب لقائهما في أثينا الخميس (إ.ب.أ)
TT

تركيا تعتزم حل خلافاتها مع اليونان في «أجواء إيجابية»

إردوغان وميتسوتاكيس عقب لقائهما في أثينا الخميس (إ.ب.أ)
إردوغان وميتسوتاكيس عقب لقائهما في أثينا الخميس (إ.ب.أ)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عزم بلاده تطوير تعاونها مع اليونان في جميع المجالات بما في ذلك مجال الطاقة النووية، معرباً عن أمله في أن تفتح زيارته التي قام بها لأثينا، الخميس، صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من أثينا، حيث حضر مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، إن تركيا يمكن أن توفر فرصة لليونان في محطة للطاقة النووية تهدف إلى بنائها في منطقة سينوب بمنطقة البحر الأسود شمال البلاد.

تقاسم الموارد

كما عد إردوغان أن التقاسم العادل للموارد في شرق البحر المتوسط أمر ممكن بين البلدين الحليفين، بعدما توترت العلاقات بينهما بشدة في صيف عام 2020 بسبب عمليات التنقيب التركية عن الغاز الطبيعي. ولفت إردوغان إلى زيارته السابقة إلى أثينا عام 2017 كانت الأولى من نوعها لرئيس تركي إلى اليونان منذ 65 عاماً، معرباً عن سعادته لزيارتها مرة ثانية، الخميس، بعد 6 سنوات من زيارته الأولى، وباللقاء مع نظيرته اليونانية إيكاتيريني ساكيلاروبولو، ورئيس الوزراء ميتسوتاكيس.

الوفدان اليوناني والتركي يعقدان محادثات في أثينا الخميس (رويترز)

وقال إردوغان: «لقد سررنا جداً لوجودنا في أثينا مرة أخرى، وهذه المرة بمناسبة انعقاد الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، الذي لم يعقد منذ 7 سنوات»، لافتاً إلى أن تركيا واليونان وقّعتا سلسلة اتفاقات في مجالات شتى، من التعليم إلى الصحة والزراعة والتجارة والسياحة.

وذكر أن المباحثات استعرضت العلاقات الثنائية بجميع أبعادها، كما ناقشت التطورات الإقليمية والعالمية خلال اللقاءات التي حدثت في إطار الزيارة، مضيفاً: «قمنا بتقييم الخطوات التي يمكن اتخاذها لتطوير تعاوننا بشكل أكبر على أساس جدول الأعمال الإيجابي».

رئيسة اليونان لدى استقبالها إردوغان في القصر الرئاسي بأثينا الخميس (إ.ب.أ)

وأشار إردغان إلى أنه وقّع مع ميتسوتاكيس على إعلان أثينا بشأن العلاقات الودية وحسن الجوار، وأن ذلك يؤكد بشكل متبادل الرغبة في تطوير العلاقات الثنائية على أعلى مستوى. وأعرب عن اعتقاده أن مواصلة الحوار الرفيع المستوى له أهمية كبيرة في حل جميع المشكلات بين البلدين، سواء تلك المتعلقة بشرق المتوسط والجرف القاري أو الجزر والمجال الجوي في بحر إيجه.

وعن الخلافات في شرق البحر المتوسط، قال إردوغان إننا «لا نطمع في حقوق أحد، ولا نسمح إطلاقاً بانتهاك حقوقنا، والتقاسم الشامل والعادل لثروات شرق البحر المتوسط أمر ممكن». كما لفت إلى أنه التقى خلال الزيارة أعضاء المجلس الاستشاري للأقلية التركية في تراقيا الغربية، وتبادل معهم الحديث، واستمع إلى مشكلاتهم. وأعرب مرة أخرى عن دعم تركيا لهم للاستفادة الكاملة من حقوق الأقليات النابعة من الاتفاقات الدولية.

الإنفاق الدفاعي

وفي معرض تعليقه على بعض المشكلات العالقة والقضايا الشائكة مثل الإنفاق الدفاعي، قال إردوغان إن تركيا واليونان تكبدتا نفقات دفاعية مرتفعة جداً، وإن جزءاً كبيراً منها يرجع إلى المنافسة والسباق بين البلدين. وأضاف: «أستطيع أن أقول، بكل ثقة، إننا كدولة يبلغ عدد سكانها نحو 86 مليون نسمة ومساحتها 780 ألف كيلومتر مربع، نولي اهتماماً لنفقاتنا الدفاعية بمستوى لا يقارن باليونان التي تنفق بشكل مختلف، ولديها دعم لهذه النفقات، خصوصاً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».

إردوغان وميتسوتاكيس بعد توقيع إعلان مشترك في أثينا الخميس (رويترز)

ولفت إردوغان إلى حقيقة أن اليونان ليس لديها مستوى إنتاج في الصناعات الدفاعية مثل تركيا، التي وصلت الآن إلى مستوى إنتاج يلبي احتياجاتها إلى حد كبير، وبالتالي فإن نفقاتها على شراء الأسلحة أقل ولا يقاس ذلك باليونان.

ملف السويد و«إف 16»

تطرق إردوغان في هذا الصدد إلى ربط الولايات المتحدة منح تركيا مقاتلات «إف 16» بمصادقتها على انضمام السويد إلى «الناتو»، كما ربطت كندا تزويد تركيا بكاميرات تُستخدم في تصنيع طائراتها المحلية بالقضية نفسها. وقال: «سأكرر ما قلته لأميركا من قبل: إن كان لديكم كونغرس يربط حصولنا على مقاتلات (إف 16)، فلدينا برلمان بيده المصادقة على طلب انضمام السويد إلى (الناتو)».

يشار إلى أن كندا فرضت، مع دول غربية أخرى كان من بينها السويد، حظراً على تصدير معدات تُستخدم في التصنيع العسكري إلى تركيا بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية التي نفذتها أنقرة ضد القوات الكردية في شمال سوريا عام 2019، وأبقت الحظر لاحقاً بسبب عدم مصادقة تركيا على ملف انضمام السويد لـ«الناتو».


متطرفون يحرقون خيمة اعتصام في القدس لعائلات المخطوفين الإسرائيليين

عائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» في غزة خلال تحرك في تل أبيب الجمعة للمطالبة بالإفراج عنهم (أ.ب)
عائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» في غزة خلال تحرك في تل أبيب الجمعة للمطالبة بالإفراج عنهم (أ.ب)
TT

متطرفون يحرقون خيمة اعتصام في القدس لعائلات المخطوفين الإسرائيليين

عائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» في غزة خلال تحرك في تل أبيب الجمعة للمطالبة بالإفراج عنهم (أ.ب)
عائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» في غزة خلال تحرك في تل أبيب الجمعة للمطالبة بالإفراج عنهم (أ.ب)

في خطوة أخرى ضمن سلسلة اعتداءات وأعمال ترويع، تم إشعال النار في خيمة الاحتجاج التي تقيمها عائلات المخطوفين الإسرائيليين لدى «حماس» التي أقيمت مقابل مقر الكنيست (البرلمان) في القدس الغربية.

وأكدت هذه العائلات أن إحراق الخيمة تم بشكل مقصود من جهات في اليمين المتطرف الذي يلاحقهم ويحاول ثنيهم عن تحركاتهم من أجل إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين في غزة، علماً بأن هذه المجموعة بالذات من عائلات الأسرى تُعرف بموقف سياسي يوصف بأنه ناضج، إذ يطالب ليس فقط بوقف الحرب في قطاع غزة بل أيضاً الجنوح إلى عملية سلام شامل مع الفلسطينيين والدول العربية وإزالة الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وقد جاءت هذه العملية في وقت كانت فيه عائلات الأسرى تقيم مظاهرة كبيرة (الجمعة)، سار المشاركون فيها بجرافات وتراكتورات، من شمالي البلاد وجنوبيها إلى تل أبيب، حيث تقام خيمة الاعتصام المركزية. وقد رفع المشاركون شعارات يتهمون فيها الحكومة بالتخلي عن المحتجزين في غزة، بينما تواصل سعيها لتدمير «حماس»، ويطالبونها بالعودة إلى مفاوضات تبادل الأسرى عبر الوسطاء.

وبحسب «منتدى الرهائن وعائلات المفقودين»، فإن حياة بعض الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» في قطاع غزة معرضة لخطر فوري. وقال المنتدى: «تلقينا معلومات استخباراتية قوية تفيد بوجود مختطفين تدهورت حالتهم وهناك الآن خطر فوري على حياتهم. لذلك فإننا نطالب بالتحرك بشكل عاجل، بمبادرة وإبداع، للتوصل إلى اتفاق للإفراج الفوري عن جميع الرهائن».

مسيرة في تل أبيب يوم الخميس لعائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» للمطالبة بالإفراج عنهم (أ.ف.ب)

وقال دانييل ليفشيتز، حفيد يوشيفيد ليفشيتز التي أطلقت «حماس» سراحها، وعوديد ليفشيتز، الذي تم أسره أيضاً في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم يتم إطلاق سراحه بعد، إن «عدم مبالاة الحكومة تجاهنا وصمة عار، إذا لم يكن لديكم مصلحة في تمثيلنا (في المفاوضات)، فسنتوجه إلى جهة دولية توافق على ذلك».

ويقول المحرر السياسي لصحيفة «هآرتس»، يوسي فيرتر، إن «غضب أهالي الأسرى يبلغ أوجه من جراء سياسة الحكومة، التي ترسل لهم تهديدات عبر بعض الزعران الذين يهددونهم ويتهمونهم بالخيانة وخدمة (حماس)، وتقوم بإرسال ممثلين عنها إلى استوديوهات التلفزيون ليتحدثوا عن خطورة احتجاج واتهام العائلات بخدمة دعايات (حماس). وقد ازداد عدد الذين يطلبون التوجه باسمهم إلى الرئيس الأميركي جو بايدن ليتولى شأن المفاوضات لإطلاق سراح أولادهم. فهم لم يعودوا يثقون بأي وزير في الحكومة الإسرائيلية».


إردوغان: نتنياهو سيحاكَم مثل ميلوسيفيتش «جزار البلقان»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
TT

إردوغان: نتنياهو سيحاكَم مثل ميلوسيفيتش «جزار البلقان»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولي حكومته سيحاسبون أمام المحكمة الجنائية الدولية على المجازر التي ارتكبوها في غزة ولن يفلتوا من العقاب. وقال إن اللقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن غزة ليس على أجندته، بسبب موقفه الداعم لإسرائيل. وأضاف، في كلمة أمام منتدى إعلامي في إسطنبول يوم الجمعة، أن «نتنياهو وأعوانه وكل من قدم له الدعم سيحاكمون أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مثلما تمت محاكمة (جزار البلقان) الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش».

وشدد إردوغان على أهمية محاكمة الجناة لضمان عدم تفكير أحد في قتل المدنيين وقصف المستشفيات مرة أخرى، لافتاً إلى أن «المجازر والإبادة الجماعية تتكرر دون محاسبة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في «حماس» إسماعيل هنية في أنقرة (أرشيفية - د.ب.أ)

فلسطين ستنتصر

وأضاف إردوغان: «لدينا إيمان كامل بأن فلسطين ستنتصر، وأن انتصارها يعني انتصار السلام العالمي واستعادة الالتزام بحقوق الإنسان». وفي السياق ذاته، عدّ إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من اليونان نُشرت يوم الجمعة، أن نتنياهو ارتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، لإطالة أمد حياته السياسية، والتهرب من المحاكمة في إسرائيل.

وأكد أنه إذا غادر نتنياهو منصبه، فسيتم إحلال السلام في قطاع غزة، وهذا مهم في الوقت الحالي، قائلاً: «تشير الحقائق إلى أن نتنياهو ارتكب هذه الإبادة الجماعية لإطالة أمد حياته السياسية والتهرب من المحاكمة التي بدأت في إسرائيل». وتابع: «لقد وصفت نتنياهو بالفعل بجزار وقاتل غزة، وهذه الصفات تناسبه. ويجب عليه، تماماً مثل ميلوسيفيتش، أن يحاسب على أفعاله في المحكمة الجنائية الدولية، ومعه أولئك السياسيون في إسرائيل وخارجها، والذين يغضون الطرف عنه». وأشار إلى أن نحو 3 آلاف محامٍ تركي رفعوا دعاوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغيره من السياسيين الإسرائيليين، مؤكداً أن تركيا تراقب هذه العملية.

ووُجهت إلى نتنياهو رسمياً، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، اتهامات في 3 قضايا فساد، عُرفت باسم «الملف 1000» (قضية الهدايا)، و«الملف 2000» (قضية نتنياهو ـ موزيس)، و«الملف 4000» (قضية بيزك - واللا).

إردوغان وبايدن خلال لقائهما في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في 21 يوليو 2023 (رويترز)

لا لقاء مع بايدن

وعن احتمال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، قال إردوغان: «لا يوجد على أجندتنا موعد للقاء محتمل مع الرئيس الأميركي... جميعنا ندرك موقفه من غزة، إذا اتصلوا بنا بخصوص موضوع غزة، من الممكن حينها ترتيب موضوعات المحادثات».

وأضاف أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يجري ضمن مجموعة الاتصال التي شكلتها قمة الرياض العربية - الإسلامية الشهر الماضي، مباحثات في واشنطن، ومنها سيتوجهون إلى كندا، متمنياً أن تتمخض المباحثات عن نتيجة إيجابية، على صعيد تغيير الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل بخصوص ما يجري في غزة، وممارسة ضغط على تل أبيب كي تجنح للسلام.

وعن تعاطي المجتمع الدولي مع موقف تركيا من حركة «حماس»، قال إردوغان إنه لا يكترث لما يقوله المجتمع الدولي بهذا الصدد، مضيفاً: «هؤلاء يسمون (حماس) تنظيماً إرهابياً، لكن (حماس) إحدى حقائق فلسطين وليست تنظيماً إرهابياً». وتابع: «(حماس) حركة سياسية فازت في الانتخابات التي دخلتها كحزب سياسي، وهناك من يحاول إجبار تركيا على توصيفها تنظيماً إرهابياً، لكننا لن ننصاع لذلك».

آثار الدمار في المباني السكنية في خان يونس جنوب قطاع غزة يوم 8 ديسمبر وسط القصف الإسرائيلي المتواصل (أ.ف.ب)

تأديب غزة بالتجويع

وقال إردوغان مخاطباً إسرائيل والدول الداعمة لها: «تحاولون تأديب غزة بالتجويع، تريدون تدمير غزة بالكامل وتأديبها بهذه الطريقة، تمنعون عنهم الدواء وتحرمونهم من الماء والكهرباء، وتريدون القضاء على (حماس) من خلال عملية تأديب بهذا الشكل... لا يمكننا تأييد ذلك». وأضاف: «إسرائيل تمارس إرهاب دولة، أين الغرب وأميركا؟ كيف يمكننا أن نقبل ذلك وهناك هذا الكم من الحقائق وما يقرب من 17 ألف قتيل، وجلهم من النساء والأطفال والمسنين». وذكر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ناقش هذه القضايا مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، لكن الغرب لا يزال صامتاً.

وفي كلمته أمام المنتدى الإعلامي في إسطنبول، قال إردوغان إن عصابات الإعلام العالمية تحاول التغاضي عن الوحشية في غزة وإضفاء الشرعية على مذبحة الصحافيين بذريعة الحرب على «حماس». وأضاف: «نرفض هذا اللاضمير الذي يدمر الكرامة الإنسانية بما يتجاوز حرية الصحافة وأخلاقيات الإعلام، أولئك الذين لا يتحدثون علناً ضد مقتل الصحافيين في غزة اليوم لا يحق لهم التحدث علناً عن أي قضية أخرى غداً».

ولفت إلى مقتل 70 صحافياً في غزة في الهجمات الإسرائيلية، بينهم أحد الصحافيين في وكالة «الأناضول» التركية، مشيراً إلى أن المجازر التي وقعت في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تذكرنا بأهمية ليس فقط وجود صحافة حرة، ولكن أيضاً صحافة نزيهة وذات ضمير.


إيران تضغط لتفعيل خط ترانزيت العراق - سوريا

اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)
اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)
TT

إيران تضغط لتفعيل خط ترانزيت العراق - سوريا

اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)
اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)

في اليوم الثالث لانعقاد اجتماعات اللجنة الاقتصادية الوزارية السورية ـ الإيرانية في طهران، بدأ رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس زيارة إلى طهران، الجمعة، على رأس وفد اقتصادي للمشاركة في الاجتماعات وتوقيع اتفاقيات جديدة بين البلدين.

وبحسب وسائل الإعلام الرسمية السورية، سيجري بحث في جميع نواحي التعاون بين البلدين، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، وآليات تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا في مايو (أيار) الماضي.

مصادر اقتصادية متابعة في دمشق قالت: إن إيران زادت في الآونة الأخيرة ضغوطها على دمشق لاسترداد ديونها المستحقة عليها، المقدّرة بخمسين مليار دولار، بحسب وثائق سُربت في وقت سابق لمحاضر من اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وخلال زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق تم توقيع خمس اتفاقيات كبرى لسداد الديون، من بينها استثمار مبقرة زاهد في طرطوس وأخرى في دير الزور مجموع أراضيهما الزراعية خمسة آلاف هكتار، ومناجم فوسفات، وآبار نفط، ومشروع اتصالات.

ورأت المصادر، أن إيران تبذل مساعي حثيثة لتفعيل خط ترانزيت نقل بري عبر العراق إلى سوريا، إلى جانب خط ملاحي منظم وغير منظم بين إيران والموانئ السورية. بهدف تنشيط خط تجاري معزول لتجنب العقوبات الاقتصادية الدولية، ويطلق على هذا المشروع في إيران ممر الشرق ـ غرب.

ويشار إلى أن اتفاقية تصفير الرسوم الجمركية، بين البلدين دخلت حيز التنفيذ مؤخراً والتعامل بالعملة الإيرانية بدلاً من الدولار في التعاملات المالية مع سوريا.

وبحسب المصادر، لا تزال الاتفاقيات والمشروعات الإيرانية تواجه صعوبات وعراقيل كثيرة في سوريا، تتصل بالقوانين والتشريعات الناظمة للنشاط الاقتصادي في سوريا، بما يشوب تنفيذها من فساد إداري مستفحل، وذلك بالإضافة إلى العراقيل السياسية المتعلقة بالوجود الأميركي في سوريا. وعراقيل أخرى تتعلق بعدائية السوريين للتواجد الإيراني على أراضيهم.

وبينما تسعى إيران إلى استغلال التراخي الأميركي في المنطقة لتمرير مشروعاتها، تصطدم بتهتك النظام الإداري في سوريا، وضعف الأداء الحكومي الذي يعيق سرعة تمددها على الأرض.

وكان مساعد وزير الاقتصاد الإيراني، علي فكري، قد صرح لدى تفقده معبر البوكمال، القائم على الحدود السورية - الإيرانية في مايو الماضي، بأن «ترانزيت السلع مع سوريا لا يزال الحلقة التجارية المفقودة في ممر الشرق – غرب».

اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)

وتم الاتفاق في اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين إيران وسوريا، الأربعاء الماضي، على إنشاء مناطق حرة مشتركة مع سوريا، بحسب ما أفادت به وكالة «مهر» الإيرانية، التي نقلت عن وزير الطرق الإيراني، مهرداد بذرباش، القول: إنه خلال الأشهر الأخيرة تم التوصل إلى توافقات جيدة بهدف التسريع في وتيرة المشروعات المتفق عليها، بما في ذلك مشروع إنشاء مناطق حرة مشتركة مع سوريا والذي سيدخل مرحلة التنفيذ قريباً. كما نوّه إلى الإجراءات التنفيذية التي وصفها جيدة بين طهران ودمشق بهدف تسريع وتائر تنفيذ الاتفاقات الثنائية.

ودعا وزير الطرق الإيراني إلى تشكيل لجنة دائمة للطاقة بين الجانبين، لتواصل نشاطها حتى تنفيذ مذكرات التفاهم الثنائية حول الغاز والكهرباء. وأكد ضرورة إكمال مشروع الربط السككي؛ لكونه يسهم في تعزيز تجارة الترانزيت بين البلدين. وأبدى استعداد شركة السكك الحديدية الإيرانية لدراسة موضوع إصلاح السكك الحديدية في الجانب السوري، الذي تعرّض لتفكيك بشكل كامل في الأراضي السورية خلال السنوات الأخيرة.

وتحدث وزير الاقتصاد السوري، سامر الخليل، عن التوصل إلى «اتفاقات جيدة» في مجالات السياحة والترانزيت وتعامل البنك المركزي الإيراني مع نظيره السوري وجدول أعمال اتفاق التجارة الحرة.

ويضم الوفد السوري، الذي رافق عرنوس إلى طهران، الجمعة، وزراء الزراعة والإصلاح الزراعي محمد حسان قطنا، والكهرباء غسان الزامل، والصناعة عبد القادر جوخدار، ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فادي سلطي الخليل، وحاكم مصرف سوريا المركزي محمد عصام هزيمة، ومدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية والمغتربين محمد حاج إبراهيم. وكان وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية قد سبقهم إلى طهران لترؤس الجانب السوري في اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة.


«القسام» تقصف تل أبيب... وصفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل

مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
TT

«القسام» تقصف تل أبيب... وصفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل

مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)

قالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، إنها قصفت مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، مع انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت «كتائب القسام»، في بيان مقتضب، أن استهداف تل أبيب في وسط إسرائيل جاء رداً على ما سمتها «المجازر» الإسرائيلية بحق المدنيين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، تزامناً مع إعلان «كتائب القسام» تجديد قصفها للمدينة.

وأكد الجيش، صباح اليوم، أنه واصل أمس (الخميس) قصف أهداف في قطاع غزة، حيث استهدف نحو 450 هدفاً على الأرض، من الجو والبحر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف أن قواته لا تزال تسعى إلى تحديد وتدمير منافذ الأنفاق والأسلحة وغيرها من البنية التحتية. وتابع أنه خلال المساء قصفت القوات القدرات البحرية والاستخباراتية لحركة «حماس» بذخيرة دقيقة من البحر.


ارتياح في الكرملين للشراكة «متعددة الأوجه» مع طهران

مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
TT

ارتياح في الكرملين للشراكة «متعددة الأوجه» مع طهران

مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)

أعرب الكرملين، (الجمعة)، عن ارتياح موسكو لنتائج جولة المحادثات المطولة التي أجراها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، (الخميس).

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن المحادثات بين الرئيسين كانت «شاملة وعميقة، وتناولت كل ملفات العلاقات الثنائية والمسائل التي تهم البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي». ووصف مجريات اللقاء الذي استمر أكثر من 5 ساعات بأنها «كانت بناءة وموضوعية».

ووفقاً للناطق الرئاسي، فقد تضمن جدول أعمال الرئيسين المسائل الخاصة بالعلاقات الثنائية، بالإضافة إلى القضايا الدولية، وناقشا بشكل مستفيض الوضع في فلسطين، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

أضاف: «لقد تم تحديد القضايا الرئيسية في الكلمات الاستهلالية للرئيسين، وقد تناولت المناقشات بشقيها الموسع بحضور وفدَي البلدين، والضيق بين الرئيسين، كل الملفات المطروحة، نحن هنا نتحدث عن علاقات ثنائية تعكس شراكة متعددة الأوجه للغاية».

المحادثات الموسعة بين الوفدين الروسي والإيراني في الكرملين الخميس (إ.ب.أ)

ولفت الناطق إلى أن الوزراء الحاضرين في إطار الوفدين قدموا «تقارير في مجالاتهم، وتحدثوا بالتفصيل عن نقاط التقدم والتعثر في ملفات التعاون، مع التطرق إلى الحلول المتاحة، وما يجب القيام به لتسريع مزيد من التطوير والتعاون».

وعكست هذه العبارات مستوى ارتياح الكرملين لأجواء المحادثات. وكان لافتاً أن التغطيات الإعلامية الروسية توقفت مطولاً عند آفاق تطوير التعاون، في مجالَي الطاقة والبنى التحتية، وأيضاً في إطار التعاون الاقتصادي التجاري الموجه لتعزيز التنسيق في مواجهة العقوبات الغربية المفروضة على البلدين.

وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الفيدرالية واسعة الانتشار: «مع إيران، ليس لدى روسيا أي سوء فهم فيما يتعلق بصادرات النفط. والعلاقات الاقتصادية مع هذا البلد، آخذة في الارتفاع بشكل متسارع».

وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات الرئيسين منحت دفعة قوية لمسار توقيع اتفاقية تجارة حرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. مع إشارة إلى الأهمية الخاصة لهذه الاتفاقية التي ستحل محل اتفاقية مؤقتة مماثلة سارية منذ عام 2018. وتتضمن الاتفاقية الجديدة المتوقع توقيعها قبل نهاية العام إلغاء ما يصل إلى 90 في المائة من الرسوم الجمركية على عدد كبير من السلع، ما يعني أن تتكثف العلاقات التجارية بين الاتحاد الروسي وإيران بشكل حاد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرحباً بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (إ.ب.أ)

وكان رئيس مجلس النواب (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، تحدّث عن جوانب عدة تهم موسكو بشكل متزايد في العلاقة مع طهران، على رأسها التبادل التجاري الذي يعوض موسكو وطهران عن نقص الأسواق؛ بسبب العقوبات المفروضة عليهما. وقد ارتفع حجم التجارة بين البلدين في عام 2022 بنسبة 70 في المائة، وبلغت نسبة الارتفاع في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي نحو 30 في المائة.

ووفقاً لخبراء تحدثت إليهم الصحيفة فإن «إيران مثيرة للاهتمام بالنسبة للاتحاد الروسي بوصفها لاعباً مهماً على الساحتين الدولية والإقليمية. وفيما يتعلق بالصراع في غزة، تتخذ طهران موقفاً صارماً مناهضاً لإسرائيل. ولكن كما أظهرت الأحداث، وعلى الرغم من خطاب التهديد الذي يلقيه المسؤولون الإيرانيون، فإن إيران لن تتدخل بشكل مباشر في مسار الأعمال العدائية». ورأوا أن هذا الموقف يعبّر بشكل مباشر عن تطلعات موسكو أيضاً، التي لا ترغب في توسيع رقعة الحرب في المنطقة.

العنصر الثالث المهم من وجهة نظر الخبراء في العلاقة الروسية حالياً مع طهران، يكمن في أن دور إيران مهم أيضاً في منطقة القوقاز، حيث تجري عمليات تؤثر بشكل مباشر في روسيا. وهذا ما عكسته تصريحات بوتين، الذي قال إن «لدينا مشروعات بنية تحتية كبيرة، لقد ناقشناها لفترة طويلة، والآن وصلنا إلى التنفيذ العملي لبناء خط السكة الحديد بين الشمال والجنوب». وهذا يعني مشروع ممر النقل بين الشمال والجنوب الذي يربط إيران والاتحاد الروسي عبر أراضي أذربيجان. ويكتسب المشروع أهمية إضافية لموسكو؛ لأن مسألة فتح طرق جديدة مهمة أيضاً في سياق العلاقات الأذرية - الأرمنية.

ورأى خبراء أنه بسبب الموقف الإيراني إلى حد كبير، تخلت باكو عن إنشاء ما يُسمى «ممر زانجيزور» عبر أراضي أرمينيا، وهو أمر يلبي أيضاً تطلعات موسكو.