بينما تستعد مصر لاستضافة مؤتمر أطراف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 27» في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تفتحُ «حديقة السلام» التي توجد بالمدينة نفسها عين زوارها على «تاريخ» التنوع البيولوجي لشبه جزيرة سيناء لتبث رسالة عن مستقبل التغيرات المناخية.
والحديقة التي تعرف بالنسبة لأهالي مدينة شرم الشيخ باسم «حديقة النباتات» تضم ثلاثة مزارات مختلفة هي: «متحف البيئة والسلام، ومركز معلومات التنوع البيولوجي، وديوراما سيناء للتنوع البيولوجي».
وتحوي الحديقة المقامة وسط بيئة محلية متنوعة، بين جنباتها 64 نوعاً من النباتات منهم 31 نوعاً من النباتات الطبية النادرة ذات الاستخدام الطبي والتقليدي المتوارث عبر مئات السنين بين البدو من سكان جنوب سيناء.
وعلى بعد خطوات من مقر الحديقة التي تركز جانباً من عملها على عمليات حفظ وتوثيق وإكثار النباتات النادرة أو المهددة بالانقراض، انطلقت في مدينة شرم الشيخ، أمس، أعمال المؤتمر الدولي الثامن للبرلمانيين الشباب بالتعاون بين «الاتحاد البرلماني الدولي»، و«مجلس النواب» المصري، والذي يركز مناقشاته على «مواجهة التغير المناخي».
وتبدو أشجار المورينجا التي تُزرع بعض أشجارها في «متحف النباتات بشرم الشيخ»، دليلاً مهماً على التنوع البيولوجي وأثر التغيرات البيئية؛ غير أنه وبفعل عوامل بيئية مختلفة باتت مهددة بالانقراض. ولا يتخلف الأمر بالنسبة إلى المانجاروف الذي يوجد في مناطق مختلفة في شرم الشيخ، ومناطق وجوده الأصلية في «محميتي نبق وراس محمد في شبه جزيرة سيناء، ومحمية علبه في منطقة حلايب وشلاتين»، وبفعل العوامل البيئية المتغيرة كذلك بات المانجروف مهدداً بالانقراض، رغم أهميته كموئل لغذاء الطيور المهاجرة والأسماك فضلاً عن دوره في تنفية المياه، وهو ما يكسبه أهمية إضافية في حماية التنوع البيولوجي.
درس آخر من تاريخ النباتات تقدمه حديقتها المتخصصة في شرم الشيخ، لكن من بوابة شجر الأكاشيا أو ما يعرف لدى أوساط البدو من سكان سيناء باسم «السيال»، وتعمر هذه الشجرة لأكثر من 500 سنة كما أنها تمثل مصدراً لتغذية الغزلان (المهددة هي الأخرى) في وديان سيناء المنخفضة عن سطح البحر، وتواجه تلك الأشجار مخاطر عدة منها القطع الجائر.
ليست النباتات وحدها محور اهتمام «حديقة السلام» ففي داخل مركز «ديوراما سيناء للتنوع البيولوجي» يتلقى الزائر عرضاً مبتكراً وتفاعلياً يشرح مميزات سبع محميات طبيعية تمتد في سيناء.
وعبر نماذج تجسيدية وأخرى محنطة من الحيوانات والطيور والزواحف المنقرضة أو النادرة أو المهددة بالانقراض فضلاً عن الشعاب المرجانية يستعرض المركز طبيعة البيئة المحلية المتنوعة.
ويعتقد خبراء في شؤون البيئة، أن استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر «كوب 27» فرصة مهمة وضرورية لتعزيز حضور وإمكانيات «حديقة السلام» كمزار رئيسي للمشاركين في المؤتمر من القادة والرؤساء من دول العالم، والذين سيلتقون في قاعة للمؤتمرات على بعد أمتار من الحديقة المميزة بالنباتات النادرة، رغم الإمكانيات المحدودة.