معاقبة النواب العرب لتصويتهم ضد «قانون المستوطنين»

نائب آخر من حزب بنيت يعتزم الانشقاق والانضمام إلى المعارضة

النائب منصور عباس (يسار) قبل تصويت الكنيست على قانون المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة الاثنين الماضي (أ.ب)
النائب منصور عباس (يسار) قبل تصويت الكنيست على قانون المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة الاثنين الماضي (أ.ب)
TT

معاقبة النواب العرب لتصويتهم ضد «قانون المستوطنين»

النائب منصور عباس (يسار) قبل تصويت الكنيست على قانون المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة الاثنين الماضي (أ.ب)
النائب منصور عباس (يسار) قبل تصويت الكنيست على قانون المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة الاثنين الماضي (أ.ب)

قررت قيادة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي معاقبة النائبين العربيين فيه، مازن غنايم من القائمة الموحدة للحركة الإسلامية، وغيداء ريناوي زعبي من حزب ميرتس اليساري؛ لقيامهما بالتصويت ضد سريان القانون الإسرائيلي على المستوطنين في الضفة الغربية، بتجميد ميزانية أُقرّت مؤخراً في إطار تقليص سياسة التمييز العنصري ضد المجتمع العربي، لمصلحة القرية الساحلية جسر الزرقاء، التي تعدّ أفقر بلدة في إسرائيل.
والحديث عن الإلغاء يخص خطة خماسية بقيمة 200 مليون شيقل لدعم قرية جسر الزرقاء في شتى المجالات: الإسكان، البنى التحتية، التربية والتعليم، الرفاه الاجتماعي، السياحة، وغيرها، حيث تتم المصادقة على الخطة بقرار حكومي قريباً. وعلى الرغم من أنه لا توجد أي علاقة لهذه القرية بموقف النائبين المذكورين، فإن مصدراً سياسياً حكومياً، عدّ العقاب «واجباً لضمان تلاحم الائتلاف وبقائه في الحكم». وأوضح، أن الحكومة سوف تعرض على الكنيست، مجدداً، في الأسبوع المقبل، قانون سريان القانون الإسرائيلي على المستوطنين لغرض تمريره، وقال «يجب أن يعرف النواب العرب أن هناك ثمناً للرفض أيضاً».
وكان النائبان المذكوران، ومعهما بقية نواب القائمة العربية الموحدة، قد ساهموا أيضاً في إفشال قانون للحكومة، مساء الأربعاء، عندما صوّتوا إلى جانب مشروع قانون برفع الحد الأدنى للأجور، طرحه النائبان أحمد الطيبي وأسامة السعدي من كتلة «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية. وقد نجح القانون بدعم من بعض أحزاب المعارضة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، وحظي بتأييد 23 ومعارضة 6 نواب فقط. وتغيب نواب حزبي العمل وميرتس اليساريين، لكي يساعدوا على تمرير القانون؛ الأمر الذي أغاظ رئيس الوزراء وبقية نواب اليمين في الحكومة.
وقال المصدر المذكور، إن تجميد الميزانية لجسر الزرقاء، رسالة من رئيس الحكومة وبقية أعضاء إدارة الائتلاف إلى رئيس القائمة الموحدة، النائب منصور عباس؛ كي يفرض قيادته ويجبر نوابه على التصويت إلى جانب قانون المستوطنين عندما يعاد طرحه الأسبوع المقبل.
وقد اعترض عباس على هذا التوجه، وقال إنه «لا يوجد سبب لممارسة ضغوط علينا وعلى عضوي الكنيست غنايم وغيداء ريناوي زعبي. فحتى لو استقالا أو حتى لو أيّدا هذا القانون مرة أخرى، فإن الائتلاف لا يمتلك أغلبية مؤيدة».
وأضاف، أن «أزمة الائتلاف تكمن في حزب يمينا الذي يقوده بنيت. فإذا توصلت الحكومة إلى معادلة تمكننا من تحمل القانون، كأن يلتفوا على بعض شروطه، سيكون بالإمكان الالتفاف على صياغاته الصعبة والحفاظ على الائتلاف والتقدم إلى الأمام». وتابع عباس لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه «إذا توصلنا إلى استنتاج بأنه ليس بالإمكان استمرار وجود الائتلاف في هذه الظروف، فإني سأقترح على رؤساء أحزاب الائتلاف، المبادرة إلى التوجه إلى انتخابات»؛ لأنه «حتى لو جنّدنا جميع أعضاء الكنيست من الائتلاف، فإن هذا لن يضمن تمرير هذا القانون».
يذكر، أنه، وبعد أن انشق نائبان عن حزب «يمينا»، هما عميحاي شيكلي وعيديت سيلمان، وانضما إلى المعارضة، وبقي هذا الحزب بتمثيل 5 نواب فقط، كُشف أمس، عن أن نائباً ثالثاً يعتزم الانشقاق، هو نير أورباخ، الذي يعدّ أقرب المقربين من بنيت. وقد أكد مسؤول في حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، أن عضو الكنيست أورباخ، يجري اتصالات جدية مع حزب الليكود، لكي ينسحب. وحسب موقع «واللا» الإلكتروني، فإن الليكود عرض عليه مكاناً مضموناً في لائحته الانتخابية في الانتخابات القادمة ومنحه منصب وزير، إذا شكل نتنياهو الحكومة.
وقال نتنياهو، إنه يرى حكومة بنيت تتفكك تدريجياً وتعاني من أزمة سياسية متصاعدة. وأضاف «لقد فقدت (الحكومة) الأغلبية في الكنيست، وباتت عاجزة على تمرير قوانين، وسقوطها أصبح مؤكداً ووشيكاً خلال أشهر وربما الأسابيع القريبة المقبلة». وأكد، أنه واثق تماماً بتفكك حزب يمينا بعد انشقاق أورباخ، وأن نواباً آخرين من حزب «تكفا حدشاه»، برئاسة وزير القضاء غدعون ساعر، سينضمون إلى الليكود الذي سيكون بمقدوره تشكيل حكومة جديدة تستند إلى أكثرية 62 نائباً.
وكان أورباخ قد استخدم تعابير من قاموس المعارضة ضد النواب العرب، خلال لقائه مع بنيت. فقال، إن «العرب في الائتلاف يبحثون عن صراف آلي فقط، وليس عن رؤية مدنية». واجتمع أورباخ مع وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، الليلة الماضية، وتعهد بأن ينسق معها في أي قرار سيتخذه بخصوص الانشقاق عن الائتلاف. وحسب وسائل إعلام، فإن شاكيد على علم باتصالات أورباخ مع الليكود.
وتشير تقديرات في المؤسسة السياسية، إلى أن شاكيد تحاول إقناع أورباخ بتأخير انشقاقه عن الائتلاف، وتقارير أخرى إعلامية، نقلا عن مقربين من أورباخ، إلى أنه يجري الاتصالات مع الليكود بشكل مستقل، لكنه يفضل أن تكون شاكيد ضمن صفقة الانشقاق من «يمينا» إلى الليكود.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

سوريا: «حزب البعث» يعلق عمله «حتى إشعار آخر»

مقاتلون معارضون يقفون خارج مكتب حزب البعث في دمشق (أ.ف.ب)
مقاتلون معارضون يقفون خارج مكتب حزب البعث في دمشق (أ.ف.ب)
TT

سوريا: «حزب البعث» يعلق عمله «حتى إشعار آخر»

مقاتلون معارضون يقفون خارج مكتب حزب البعث في دمشق (أ.ف.ب)
مقاتلون معارضون يقفون خارج مكتب حزب البعث في دمشق (أ.ف.ب)

أعلن «حزب البعث» الحاكم في سوريا، منذ أكثر من 50 عاماً، تعليق عمله ونشاطه الحزبي «حتى إشعار آخر»، بعد 3 أيام من إعلان فصائل معارضة إسقاط الرئيس بشار الأسد وهروبه من البلاد، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأورد الأمين العام المساعد للحزب، إبراهيم الحديد، في بيان، أن القيادة المركزية للحزب قرَّرَت «تعليق العمل والنشاط الحزبي بكافة أشكاله ومحاوره حتى إشعار آخر»، وكذلك «تسليم كافة الآليات والمركبات والأسلحة» إلى وزارة الداخلية، على أن «توضع كافة أملاك وأموال الحزب تحت إشراف وزارة المالية... ويودع ريعها في (مصرف سوريا المركزي)».