تأهب على حدود غزة وإسرائيل يستبق «مسيرة الأعلام»

مظاهرة لأنصار حماس دعماً للأقصى شمال  قطاع غزة في أبريل الماضي (رويترز)
مظاهرة لأنصار حماس دعماً للأقصى شمال قطاع غزة في أبريل الماضي (رويترز)
TT

تأهب على حدود غزة وإسرائيل يستبق «مسيرة الأعلام»

مظاهرة لأنصار حماس دعماً للأقصى شمال  قطاع غزة في أبريل الماضي (رويترز)
مظاهرة لأنصار حماس دعماً للأقصى شمال قطاع غزة في أبريل الماضي (رويترز)

رغم تبادل رسائل التطمين عبر وسطاء من مصر وقطر وتركيا، أعلنت كل من حكومة إسرائيل وحكومة حماس في قطاع غزة، عن حالة تأهب لمواجهة خطر نشوب حرب أخرى بينهما، على خلفية مسيرة الأعلام الاستيطانية في القدس، وإصرار المنظمين وأجهزة الأمن والوزراء اليمينيين في حكومة نفتالي بنيت على أن تمر في باب العامود والحي الإسلامي بغرض استفزاز الفلسطينيين.
وكشفت مصادر في تل أبيب، الخميس، أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، توجهوا إلى نظرائهم في الحكومة الإسرائيلية، وطلبوا إعادة النظر في مسار هذه المسيرة. وأعرب المسؤولون الأميركيون عن قلق شديد من التصعيد الذي قد ينتج عن مسيرة الأعلام. ولهذا، فإن السفارة الأميركية، أصدرت تحذيرا لرعاياها في القدس، حظرت بموجبه على الموظفين الأميركيين وعائلاتهم زيارة البلدة القديمة في القدس بالتزامن مع «مسيرة الأعلام»، الأحد المقبل، كما حظرت عليهم الدخول إلى البلدة القديمة حتى مساء يوم الاثنين المقبل، وكذلك في أيام الجمع.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أقرت السماح للمستوطنين اليهود بتنظيم المسيرة السنوية لمناسبة «يوم أورشليم»، الذي تحتفل فيه إسرائيل بانتصارها في حرب 1967 وسيطرتها على بقية «أرض إسرائيل» (فلسطين الكاملة). وأصر المنظمون على أن تمر المسيرة من باب العامود، ومنه إلى طريق الواد مرورا بالحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وصولا إلى حائط المبكى (البراق). وأقرت وزارة الأمن الداخلي والشرطة هذا المسار، رغم أنه معروف كمسار استفزازي وسبق أن قررت الحكومات الإسرائيلية تجنبه، وعندما لم تتجنبه وقعت صدامات دامية.
وعلى أثر ذلك، خرج الفلسطينيون في حملة شعبية واسعة تدعو للتصدي للمستوطنين. وهددت حماس والجهاد الإسلامي، بإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه القدس، كما حصل في السنة الماضية ما قاد إلى عملية حربية وانفجار صدامات يهودية عربية في جميع أنحاء البلاد، دامت 11 يوما.
وفي مساء الأربعاء، بدا أن الحكومة الإسرائيلية تنوي تغيير المسار وتجنب باب العامود والحي الإسلامي. وحسب القناة الرسمية «كان 11»، نقل وسطاء من مصر وقطر وتركيا، رسائل تطمين متبادلة، يؤكد فيها قادة الحكم في غزة أنهم غير معنيين بالتصعيد وتؤكد فيها إسرائيل أنها غير معنية هي الأخرى بالتصعيد. وقال مصدر إسرائيلي إن حكومة بنيت اتخذت عدة قرارات تهدئة، فالمسيرة لن تمر من باب العامود ولن تدخل الحي الإسلامي. والحكومة توجهت إلى المحكمة المركزية في القدس باستئناف على قرار محكمة الصلح السماح للمصلين اليهود بإقامة صلوات في باحة الحرم القدسي، وفي ساعة متأخرة من مساء الأربعاء قررت المحكمة منع هذه الصلوات.
لكن صباح أمس الخميس، كشفت مصادر سياسية، أن قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية أعربوا عن رفضهم تغيير مسار «مسيرة الأعلام»، وأوصوا الحكومة بالامتناع عن ذلك، باعتبار أن «تغيير المسار في اللحظة الأخيرة سيفسر على أنه ضعف إسرائيلي». ونشروا معلومات تفيد بأن الجيش أقام غرفا محصنة متنقلة في بلدة سديروت في النقب، تحسبا من إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة ردا على تصعيد محتمل في القدس. كما تم استدعاء ثلاث سرايا احتياط تابعة لقوات «حرس الحدود» تضم نحو 200 عنصر، لتنضم إلى القوات الشرطية التي سينشرها الاحتلال في القدس.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن قادة الجيش والشرطة والشاباك، أبلغوا بنيت أنهم قادرون على حماية المسيرة «بهدف الحفاظ على السيادة الإسرائيلية في القدس»، على حد تعبير بنيت. وأعلن الجيش عن نصب بطاريات القبة الحديدية حول قطاع غزة وفي محيط القدس. ورفعت شرطة الاحتلال في القدس حالة التأهب في صفوف قواتها إلى درجة واحدة دون الدرجة القصوى، وألغت الإجازات وأمرت بحشد جميع العناصر الذين يخدمون في منطقة القدس، وفي المدن التاريخية المسماة في الخطاب الإسرائيلي بالمدن المختلطة، فيما تقرر نشر أكثر من 3 آلاف شرطي في القدس، وسط توقعات بنشر مئات عناصر الشرطة في المدن التاريخية، «مع التركيز على عكا واللد».
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي «لا يجازف ويستعد لاحتمال خروج الأحداث في القدس عن السيطرة»، وهو في حالة تأهب مرتفعة في ظل المناورات العسكرية الواسعة التي تقوم بها قواته بما في ذلك في محيط بلدات عربية في وادي عارة.
في الطرف الفلسطيني، حذرت أوساط رسمية وحزبية من عواقب «مسيرة الأعلام» الاستفزازية. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية «إصرار» الحكومة الإسرائيلية على المضي في تنظيم ما تسمى بمسيرة الأعلام، واعتبرتها «جزءا لا يتجزأ من تصعيد العدوان الإسرائيلي على المدينة المقدسة ومواطنيها ومقدساتها».
وحذرت حركة حماس، إسرائيل، من أنها تخاطر بحرب أخرى إذا سمحت بـ«مسيرة الأعلام» الاستفزازية، المرور في باب العامود والحي الإسلامي. ودعا رئيس دائرة السياسة والعلاقات الخارجية في حماس، باسم نعيم، حكومات دول العالم للضغط على إسرائيل لتغيير مسار المسيرة الاستفزازية. وقال: «أتوقع أن حماس والفصائل الأخرى مستعدة لبذل كل ما في وسعها لمنع هذا الحدث بغض النظر عن التكلفة»، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.
وأضاف نعيم أن «القرار بيد الإسرائيليين والمجتمع الدولي. يمكنهم تجنب الحرب والتصعيد إذا أوقفوا هذه (المسيرة) المجنونة». وقال نعيم إن «أي مواجهة قد تأخذ شكلا مختلفا»، مضيفا «من قال إن رد الفعل سيكون من غزة فقط؟ ربما سيكون هناك انتحاريون داخل القدس، لا أعلم. لا يعملون بأوامر منا»، مشيرا إلى سلسلة العمليات في الشهرين الماضيين التي نفذها فلسطينيون لا ينتمون إلى فصائل.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات في غارة إسرائيلية بوسط غزة

مبنى مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في محيط مخيم النصيرات (أ.ف.ب)
مبنى مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في محيط مخيم النصيرات (أ.ف.ب)
TT

مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات في غارة إسرائيلية بوسط غزة

مبنى مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في محيط مخيم النصيرات (أ.ف.ب)
مبنى مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في محيط مخيم النصيرات (أ.ف.ب)

قال مسعفون فلسطينيون، اليوم (الخميس)، إن 25 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب عشرات آخرون جراء غارة إسرائيلية على مبنى بوسط غزة، بعد ساعات قليلة من رفع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض الآمال بشأن اتفاق وقف إطلاق نار لإنهاء الحرب في غزة.

وأفاد مسؤولون في مستشفى العودة، شمال قطاع غزة، ومستشفى الأقصى، وسط غزة، باستقبالهم 25 جثة إثر الغارة الإسرائيلية على مبنى متعدد الطوابق في مخيم النصيرات، فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط 27 قتيلاً.

وذكر مسعفون فلسطينيون أيضاً أن ما يربو على 40 شخصاً، معظمهم أطفال، يتلقون العلاج في المستشفيين. ودمرت الغارة الإسرائيلية عدة منازل قريبة في النصيرات أيضاً.

 

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في وقت سابق اليوم، إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن ربما يكون قريباً؛ لأن إسرائيل أشارت إلى أنها مستعدة، كما «نرى تحركاً» من جانب حركة «حماس» الفلسطينية.

وبعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في إسرائيل، اليوم، قال سوليفان: «قد لا يحدث ذلك، ولكنني أعتقد أنه يمكن أن يحدث إذا توفرت الإرادة السياسية من الجانبين».

وأعرب عن اعتقاده بأن «كل يوم يأتي بمخاطر متزايدة، وهناك حاجة ملحة لإبرام الاتفاق»، وقال: «هدفي أن نتمكن من إبرام اتفاق هذا الشهر».