أهمية التطعيمات في تعزيز الجهاز المناعي

أهمية التطعيمات في تعزيز الجهاز المناعي
TT

أهمية التطعيمات في تعزيز الجهاز المناعي

أهمية التطعيمات في تعزيز الجهاز المناعي

إن أهم الابتكارات والإبداعات التي شهدتها البشرية على مر العصور والتي استطاعت أن تغير مجرى حياة البشرية وأدت إلى سلامتهم ووقايتهم من الأمراض بشكل عام والأمراض المعدية بشكل خاص. وكانت بداياتها باكتشافات الإنسولين تلاه اكتشاف المضادات الحيوية والتطعيمات للصغار والكبار.
بالنسبة لتطعيمات الكبار والبالغين، فإن من المعتقد والشائع أن التطعيمات مقصورة فقط على الأطفال وصغار السن، وإذا أُعطيت للكبار فتكون لفئة محددة منهم. ويرجع سبب ذلك إلى عدم إدراك المجتمعات بأن التطعيمات هي للكبار كما هي للصغار وعلى حد سواء. وهناك كثير من المشاكل الصحية التي تنتشر في جميع أنحاء العالم، مثل الحزام الناري والتهاب الكبد الوبائي والمكورات العصبية الرئوية والحصبة الألمانية، قد تم السيطرة على معدلات الإصابة بها بفضل التطعيمات.

التطعيمات والوقاية
عُقدت، الأسبوع الماضي، ندوة طبية إعلامية حول «أهمية التطعيمات في تعزيز صحة كبار السن» نظمتها الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالتعاون مع شركة جي إس كي (gsk)، تحدث فيها مدير الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية بجدة استشاري الأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري، وقد ركز في محاضرته على ما يلي:
* تطعيم مرض «الحزام الناري»Shingles or Herpes Zoster. وهو أكثر تطعيم مهم جدا في المجتمع، كونه مرضا يؤثر جدا على حياة الإنسان ومَنْ حوله بدرجة كبيرة. هذا المرض يصيب كبار السن لضعف مناعتهم وإصابة معظمهم بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري ما يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض. ويكون، غالبا، بسبب التوتر وارتفاع نسبة الكورتيزون، ويشكو المريض من الحرمان من النوم بسبب الألم الشديد. والتطعيم يمنع حصول مضاعفات المرض بنسبة تزيد على 90 في المائة.
* تطعيم مرض «التهاب الرئة Pneumonia»، الذي يليه في الأهمية، وهو القاتل رقم واحد، ويكون أكثر خطورة على الأشخاص الأكبر من 65 سنة، والذين يعانون من مشاكل صحية أو ضعف في جهاز المناعة. ويتوفر التطعيم سواء كان المتسبب بكتيريا أو فيروسات (ومنها كورونا) ويقلل نسبة الوفاة بأكثر من 70 في المائة ونسبة المضاعفات بأكثر من 90 في المائة.
* لقاح فيروس «الورم الحليمي البشري HPV Vaccine»، وهو يصيب الجنسين، وفي النساء يزيد نسبة إصابتهن بسرطان عنق الرحم الذي يأتي في المرتبة السادسة أو السابعة وهو من أشد السرطانات. ويقلل التطعيم من الإصابة بنسبة تفوق 95 في المائة، ويعطى في المملكة اعتبارا من عمر 11 سنة بفاعلية وسلامة عالية.

كبار السن والتطعيمات
* دراسات حول فاعلية التطعيمات. كما تحدث في ندوة «أهمية التطعيمات في تعزيز صحة كبار السن» نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع واستشاري طب الأسرة الدكتور أشرف أمير - مشيرا إلى عدد من الدراسات التي أجريت بهذا الصدد، ومنها دراسة أجريت في أميركا عام 2013 بهدف تحديد تداعيات الأمراض عند كبار السن والتي يمكن وقايتهم منها بالتطعيمات. وُجد فيها أن أكثر الأمراض شيوعا عند كبار السن هي الإنفلونزا والمكورات الرئوية والحزام الناري والسعال الديكي. ووُجد أيضا أن الإنفلونزا كانت في طليعة تلك الأمراض بمعدل إصابة تجاوز 70 في المائة، إضافة إلى التكلفة المالية العالية سواء المباشرة في علاج المرض أو التكلفة الناجمة عن تدهور الوضع الصحي وعدم قدرة الشخص المصاب على العمل وتغيبه المستمر مع زيادة معدلات التنويم بالمستشفيات بسبب التعرض للمضاعفات الطبية.
للإنفلونزا ومضاعفاتها أهمية عند كبار السن والشيخوخة حيث تؤدي إلى تدهور مستمر في كفاءة الجهاز المناعي، وتضعف قابليته في التصدي للأمراض المعدية، إلى جانب الإعياء الذي يصيب جهاز المناعة عادة وفتور تفاعله ضد الأمراض مع التقدم في العمر. لقد كانت الإنفلونزا من أكثر المشاكل الصحية الناتجة عن الأمراض المزمنة المعدية لكبار السن التي تحد من تمتعهم برفاهية الحياة.
كما أجريت دراسة أميركية أخرى لتحديد معدلات الإصابة بالأمراض المعدية بعد تطبيق التطعيمات الخاصة بها، حيث يزداد عدد المصابين بهذه الأمراض بعد سن الخامسة والستين، مثل الإنفلونزا والمكورات الرئوية والحزام الناري، وأيضا ترتفع القابلية للوفاة بين المصابين مع تقدمهم في العمر. وتبين من الدراسة أن استخدام التطعيمات أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدل الإصابة بالمكورات العصبية الرئوية وصل إلى 77 في المائة من معدلات الإصابة المعتادة سابقا، مما يؤكد الدور الوقائي الجيد والملموس للتطعيمات.
وبينت نتائج عدد من الدراسات التي أجريت في أوروبا، أن استخدام التطعيمات أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بالمكورات الرئوية في السويد إلى 69 في المائة، في نيوزيلندا حوالي 50 في المائة، في عدد من الدول الأوروبية الأخرى إلى 29 في المائة.
* لماذا يحتاج كبار السن إلى التطعيمات؟ أولا، لأن التطعيمات تمنحهم الحماية والوقاية من أمراض فتاكة ومعدية، ويحتاجون في بعضها إلى جرعات منشطة بين فترة وأخرى، وفقا للتوصيات التي تحدد الفئات العمرية وعدد الجرعات وأوقات إعطائها.
وثانيا، لأن كبار السن هم من فئات المجتمع المعرضة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية، كون معظمهم مصابين بأمراض مزمنة تجعلهم أكثر تعرضا لخطورة الإصابة بالأمراض. وثالثا، لأن تطعيم الكبار إلى جانب الصغار يؤدي إلى مناعة المجتمع وما يسمى بمناعة القطيع من الأمراض المعدية، فكلما حظي المجتمع بنسبة تطعيمات أعلى تمتع أفراده بصحة أفضل ومعيشة أجود.

توصيات
يقول الدكتور أشرف أمير إن التوصيات بإعطاء التطعيمات لمن تعدوا الخمسين عاما من العمر تختلف من دولة لأخرى. ففي المملكة العربية السعودية، يعتبر جدول التطعيمات المعتمد من وزارة الصحة للكبار من أفضل الجداول التي احتوت على عدد كبير جدا من التطعيمات ضد الأمراض الخطيرة التي تصيب هذه المرحلة العمرية وتؤثر على سلامة أفرادها، منها الإنفلونزا، الثلاثي البكتيري، الثلاثي الفيروسي، الجدري المائي، الحزام الناري، فيروس الورم الحليمي، المكورات الرئوية، الكبد الوبائي، الحمى الشوكية. ويُوصَى بالتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي، وإعطاء تطعيم المكورات العصبية الرئوية بعد سن الخامسة والستين، والحزام الناري بعد سن الخمسين.
أما عن العقبات والحلول فيضيف الدكتور أشرف أمير بأن تطعيم كبار السن لم يصل على المستوى العالمي حتى اليوم، إلى قناعة تامة وبناء ثقافة المجتمع. وعلى المجتمع أن يعرف بأن فوائد التطعيم هي أكبر بكثير من مضاعفات الأمراض التي تحمينا منها هذه التطعيمات. وقد تكون المضاعفات، إن وُجدت، محدودة وبسيطة جدا وتكون، عادة، في صورة آلام وفتور وتعب وإجهاد، ومعظم الأعراض تكون محدودة في نطاق موقع الإبرة مثل التورم والاحمرار أو ارتفاع بسيط في الحرارة ينتج عن تفاعل مناعي بين الجسم والتطعيم ويستمر لوقت محدد، لكن ذلك يكون في مقابل فائدة أكبر بكثير من هذه المضاعفات البسيطة وبذلك تكون الوقاية من أمراض فتاكة وخطيرة. وأهم الحلول:
- تكثيف التوعية لأفراد المجتمع، وجعلهم يعون أهمية هذه التطعيمات ويتفاعلون بإيجابية.
- توجيه برامج محددة ومعينة، للفئات العمرية المعرضة للخطر ومنهم كبار السن، تكون ملهمة لهم لوقايتهم وحمايتهم من الأمراض.
- توعية الأطباء بأن التطعيمات لا تخص فقط أطباء الرعاية الصحية الأولية ولا أطباء الأسرة أو أطباء الأمراض المعدية، وإنما هي مسؤولية كل طبيب في جميع التخصصات يقوم بتوعية مرضاه نحو فوائد أخذ التطعيمات للوقاية من الأمراض المعدية والخطيرة في هذه المرحلة العمرية المهمة من حياتنا.
- الحاجة إلى رفع وعي وإدراك الأطباء المسؤولين ومسؤوليتهم تجاه دورهم المحوري في تحسين نسبة التغطية بالتحصينات لدى الكبار.
- ثقافة المجتمع بكامله لتفعيل وتعزيز وترسيخ هذا المفهوم في أفراد المجتمع.
- وضع خطط منهجية وبروتوكولات علمية ملزمة للأطباء للممارسة الفاعلة للتطعيمات، بحيث إن كل طبيب يكون ملما بها، من حيث اختيار التطعيم ونوعيته وجرعته وتوقيته وتوقيت الجرعة المنشطة له.
- تفعيل التقنية الإلكترونية للمستفيدين بتوجيه الانتباه لمواعيد التطعيمات لهم حتى لا نفقد عددا من المحتاجين والمؤهلين للحصول على التطعيمات بسبب عدم تذكرهم وعدم إمكانية وصولهم في الوقت المحدد لمواقع تقديم التطعيم.
- توفير التحصينات الخاصة بكبار السن واعتمادها وترخيصها من الجهات المختصة والمسؤولة.
- اعتماد التغطية المالية للتطعيم من قبل شركات التأمين وبمظلة من مجلس الضمان الصحي حتى تكون في متناول كل فئات المجتمع.
- أخيرا، إن إجراء تطعيم الكبار على نطاق واسع يمكن أن يقلل من انتشار الأمراض المعدية وأيضا الأمراض التي يكون الشفاء منها سهلا في سن مبكرة، وقد تكون قاتلة في السن المتأخرة من الشيخوخة فنحتاج إلى تعزيز الوعي وثقافة المجتمع باتجاه الالتزام بتلقي تطعيمات الكبار من خلال تضافر جهود الجهاز الإعلامي والصحي وكافة الجهات الحكومية وغير الحكومية المشاركة.

الصوم وجهاز المناعة
> يقول الدكتور أشرف أمير: إضافة إلى الفوائد والإيجابيات العديدة المعروفة للصوم (مثل الحد من السكريات والدهون المخزنة بالجسم لفترة طويلة، السيطرة على مستوى الدهون في الدم، التخلص من الأوزان الزائدة، التخلص من السموم، تنظيم عمل الجهاز الهضمي وبالذات أعراض القولون العصبي وسوء الهضم، تنشيط خلايا الدماغ)، فقد أثبتت الدراسات والدوريات الحديثة أن للصوم دورا مهما مع جهاز المناعة، فهو يجدد من نشاطه ويساعد على تدوير كريات الدم البيضاء، المسؤولة عن خط الدفاع الأول في الجسم، وبالتالي يحفز خلايا النخاع العظمي لإنتاج خلايا جديدة من كريات الدم البيضاء، فيتم خلال الصيام تجديد الخلايا المقاومة للالتهابات الفيروسية والبكتيرية ومنها خلايا نيوتروفيل (neutrophil cells) والخلايا المقاومة للتحسس مثل إيوزينوفيل (eosinophil cells). كما وإن الصوم يساعد في التخلص من الخلايا التالفة في الجهاز المناعي ويمده بخلايا جديدة لها القابلية والقدرة على مواجهة العدوى إن حدثت.
ولقد ثبتت أيضا فوائد الصيام المتقطع، بما فيه صيام شهر رمضان، وأنه يساعد على مواجهة عدوى الميكروبات وبالذات عند انخفاض المحتوى الغذائي. والآن، يُستخدم الصيام المتقطع كإحدى الطرق المستخدمة في علاج بعض الأورام السرطانية فيوضع المريض على نظام غذائي معين بعيدا عن المواد الكربوهيدراتية.
وقد قامت إحدى الجامعات الأميركية بدراسة تأثير الصيام على المناعة، وُجد فيها أن الصيام يخفف من الكريات البيضاء ما يحفز وينشط خلايا نخاع العظم لإنتاج خلايا جديدة تعمل على تحسين مقاومة الخلايا للعدوى وأيضا تساعد على مقاومة الخلايا للسموم المتراكمة.
ومن جهة أخرى، يقوم الجسم خلال الصيام بتكسير الأحماض الدهنية إلى جانب السكريات وهذا، أيضا، يحفز الخلايا الجذعية لتعويض الأنسجة التالفة حيث يتحسن أداء الخلايا الجذعية بقلة السكريات وتكسير الأحماض الدهنية وتخفيف الوزن، وبالتالي يكون هنالك تجديد للخلايا وتحسين للمناعة ومقاومة للالتهابات المزمنة، وبالذات الأمراض المناعية الذاتية المزمنة، كما يتم تحسين مقاومة الإنسولين للخلايا، وبالتالي فإن مقاومة الإنسولين تكون أفضل ويتم إكمال عملية التمثيل الغذائي وتحسين الجهاز المناعي بشكل جيد وأفضل.
وعليه ننصح باختيار الأطعمة الغنية بالفيتامينات وأهمها فيتامين سي وفيتامين بي - 12 لما لها من تأثير يحفز الجهاز المناعي ويحسن من أدائه ويمنح الصائم القدرة على حماية نفسه من الأمراض المعدية وبالذات الفيروسية منها.
- استشاري طب المجتمع



نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
TT

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن أسلوب تناول الطعام الطازج المدعم بزيت الزيتون يمكن أن يعزز صحة الدماغ من خلال تعزيز بكتيريا أمعاء معينة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة تولين الأميركية أن الفئران المعملية التي اتبعت النظام الغذائي المتوسطي طوّرت أنماطاً مختلفة من بكتيريا الأمعاء عن تلك التي التزمت بالنظام الغذائي الغربي.

وجدت الدراسة، التي نُشرت في Gut Microbes Reports، أن التغييرات البكتيرية المرتبطة بالنظام الغذائي المتوسطي أدت إلى تحسن الأداء الإدراكي.

قالت الدكتورة ريبيكا سولش أوتايانو، المؤلفة الرئيسية للدراسة من مركز أبحاث الأعصاب السريرية بجامعة تولين: «لقد علمنا أن ما نأكله يؤثر على وظائف المخ، لكن هذه الدراسة تستكشف كيف يمكن أن يحدث ذلك».

وتابعت: «تشير نتائجنا إلى أن الاختيارات الغذائية يمكن أن تؤثر على الأداء الإدراكي من خلال إعادة تشكيل ميكروبيوم الأمعاء».

النظام الغذائي المتوسطي، الذي تُوج أفضل نظام غذائي على الإطلاق لمدة 8 سنوات متتالية من قبل US News & World Report، قائم على النباتات ويعطي الأولوية للخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية والمكسرات والبذور مع الحد من اللحوم الحمراء والسكر.

وثبت أن النظام الغذائي المتوسطي يساعد في إنقاص الوزن وتحسين نسبة السكر في الدم وخفض ضغط الدم والكوليسترول. كما ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف وأنواع معينة من السرطان.

هذه الدراسة الأخيرة في جامعة تولين هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين النظام الغذائي المتوسطي والغربي، والميكروبات والوظيفة الإدراكية.

لنمذجة تأثيرات النظام الغذائي خلال فترة حرجة من التطور، استعان الباحثون بفئران. ووجدوا أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي متوسطي، مع تناول كميات كبيرة من زيت الزيتون والأسماك والألياف، أظهرت زيادة ملحوظة في البكتيريا المعوية المفيدة مقارنة بتلك التي تناولت نظاماً غذائياً غربياً عالي الدهون ومنخفض الخضار وغني جداً باللحوم.

وقد ارتبطت التحولات البكتيرية في الفئران المتوسطية، التي تضمنت مستويات أعلى من البكتيريا مثل Candidatus Saccharimonas، بتحسن الأداء الإدراكي والذاكرة. وعلى النقيض من ذلك، ارتبطت المستويات المتزايدة من بعض البكتيريا، مثل Bifidobacterium، في الفئران التي اتبعت نظاماً غربياً بضعف وظيفة الذاكرة.

وقد أثبتت دراسات سابقة وجود صلة بين النظام الغذائي الغربي والتدهور المعرفي، فضلاً عن السمنة والقضايا العاطفية والسلوكية.

ولاحظ الباحثون أن مجموعة النظام الغذائي المتوسطي أظهرت أيضاً مستويات أعلى من المرونة المعرفية، أي القدرة على التكيف واستيعاب المعلومات الجديدة، مقارنة بمجموعة النظام الغذائي الغربي.

وتشير الفوائد الواضحة للالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي إلى أن التأثيرات المماثلة قد تنعكس على الشباب الذين لا تزال أدمغتهم وأجسامهم في طور النمو.

وقال المؤلف المشارك الدكتور ديميتريوس م. ماراجانوري: «تشير نتائجنا إلى أن النظام الغذائي المتوسطي أو تأثيراته البيولوجية يمكن تسخيرها لتحسين الأداء الدراسي لدى المراهقين أو أداء العمل لدى الشباب».

وتابع: «في حين أن هذه النتائج تستند إلى نماذج حيوانية، إلا أنها تعكس الدراسات البشرية التي تربط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالخرف».

واستناداً إلى هذه النتائج، يدعو الباحثون إلى إجراء دراسات بشرية واسعة النطاق للتحقيق في العلاقة بين الوظيفة الإدراكية والنظام الغذائي وبكتيريا الأمعاء.